تواصل اللقاءت الموسعة لقيادات وأعضاء المجلس الوطني بحضور المناضل والمفكر محمد علي شائف
http://www.alwatnipress.net/news.php?action=view&id=364
المجلس الوطني مراكز الشهداء الحقل وجبل بن عواس ومثعد مديرية الازارق تعقد لقاء موسع مساء الاثنين
في أطار خطة المجلس الوطني الاعلى محافظة الضالع التي تهدف لتفعيل دور ونشاط أعضاء وانصار المجلس الوطني في فروع المديريات ومراكز الشهداء تتواصل عقد اللقاءات الموسعة ليتم من خلالها توصيل المعلومات والقرارات الصادرة من الاطر العليا والتي تاتي في أطار أيجاد آليات ووسائل عمل متنوعة في ضؤ المستجدات والتطورات على الساحة وكيفية التعامل مع التحديات التي تواجه قضيتنا قضية التحرير والاستقلال في الوقت الراهن ,حيث شهدت مراكز الشهداء (الحقل وجبل بن عواس ومثعد مديرية الازارق م/الضالع عقد لقاء موسع يوم الاثنين 28مارس 2011م وسط حضور حشد كبير من الاعضاء والناشطين وبحضور المناضل والمفكر محمد علي شايف رئيس الدائرة السياسية للمجلس الوطني الاعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب .
افتتح اللقاء الموسع بقراءة القران الكريم .
كلمة الافتتاح ألقاها المناضل علي خالد باسم مركز الشهداء رحب فيها بالمناضل محمد علي شائف وجميع الحضور وأكد في كلمته على مواصلة السير في طريق الاستقلال والتحرير قائلا هذا هو النهج الذي سرنا عليه منذ انتمائنا للمجلس الوطني الاعلى الذي تضمن هدف التحرير والاستقلال ببرنامج سياسي واضح وثابت ووفائنا للشهداء والجرحى والمعتقلين ومن ثم دعا الحضور للاستفادة من وجود المناضل شايف بينهم وطلب الاستماع له :
وفي اللقاء الموسع ألقيت مداخله من قبل المناضل محمد علي شايف تضمنت شرحا مفصلا لمجمل المستجدات والتحديات التي تحيط بقضيتنا التحررية والإطراف التي تساهم في ضرب قضيتنا في هذا الظرف الراهن والذي يأتي امتداد لمواقف سابقه صارت اليوم اكثر وضوح.
بعد ذلك تطرق في المداخلة الى موقع القضية الوطنية الجنوبية في ضؤ هذه التطوارات والتحديات وماهي المخاطر من الالتحاق بمطلب التغيير والتنازل عن هدف التحرير والاستقلال ولو مرحليا كما يدعي اصحاب هذا الشعار بل الهدف.
بعدها تحدث عن الآليات والوسائل التي على أعضاء وانصار المجلس الوطني وأعضاء الحركة الشعبية إتباعها في مواجهة هذه التحديات واي احتمالات قد تحدث واستغلالها لما يخدم مصلحة قضيتنا التحررية بعيدا عن التنازل او المساومة بل التمسك بمطلبنا وهو التحرير والاستقلال وعدم التراجع عنه مهما كانت التحديات.
وفي نهاية اللقاء اكد جميع الحاضرون التمسك بهدف التحرير والاستقلال واستعادة الدولة ودعوا إخوانهم في القوى الأخرى الى ضرورة التنسيق وتنظيم انفسهم بشكل جاهز لمواجهة هذه التحديات بشكل مشترك والابتعاد عن سياسية وثقافة المكابرة التي لا تخدم الا المحتل وهي قد أثبتت فشلها .
ودعا اللقاء المواطنين الى تصعيد الفعاليات السلمية بشعار جنوبي تحرري وعلم دولة الجنوب والمشاركة في الفعاليات التي تنظم في المحافظة والتي تدعي لها قوى التحرير والاستقلال مثل يوم الاسير وغيرها من الفعاليات الجنوبية التي تهدف الى تحرير واستقلال الجنوب .
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
الأربعاء، 30 مارس 2011
الجمعة، 18 مارس 2011
المناضل امين صالح في منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي مخاطبا الشباب انتم المستقبل وستنتصر الثورة التحررية بكم انتم
بسم الله الرحمن الرحيم
منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي الضالع الأسبوع (15) الأربعاء 16مارس 2011م
المناضل أمين صالح :في منتدى تنمية الوعي (قضيتنا ستستمر وتزداد وهجا بفضل التفافكم انتم ايها الشباب انتم أصحاب المصلحة وانتم من تقررون المستقبل))
منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي الضالع –بن زيد
استضاف منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي الضالع في ندوة هذا الأسبوع الأربعاء 16مارس 2011م المناضل أمين صالح محمد رئيس المجلس الوطني الأعلى الذي قدم مداخلة قيمة لامست المعطيات والحقائق لموجودة والتحديات الحقيقية التي تمر بها قضيتنا التحررية والخلاصات العملية التي على شباب الجنوب خصوصا العمل بها لمواجهة هذا التحدي الأكبر والأخطر الذي تواجهه الحركة الشعبية اليوم .
حضر المنتدى هذا الأسبوع عدد كبير من شباب مدينة الضالع وجحاف والازاراق والشعيب بشكل مميز لم يسبق ان حضر المنتدى بهذا الحجم وهو ما يعكس الوعي المسئول عند الشباب وإدراكهم المخاطر التي تحيط بقضية شعب الجنوب ونضالا ته التحررية كما حضر قادة الحركة الشعبية في الضالع وعدد من نشطا الثورة التحررية الجنوبية .
افتتح المنتدى بكلمة ترحيبية وتوضيحية حول عمل ونشأة المنتدى باسم إدارة المنتدى من قبل الاستاذ منصور زيد والذي رحب بالحضور وشكر الشباب على تلبية دعوة المنتدى بالحضور وتطرق في كلمته الى اهمية الوعي في عمليتنا النضالية ولماذا تم تأسيس هذا المنتدى وما هي الوظيفة النضالية والرسالة التي يقوم بها هذا المنتدى الذي قدم الكثير من الأفكار والآراء والدراسات حول قضيتنا التحررية وأهمية النضال من قبل الشباب بوعي وفهم لقضيتهم وبالتالي يصعب الاختراق وتمرير مشاريع تآمرية باسم شعارات مخادعه تدغدغ عواطف وحماس الشباب كما يحاول البعض اليوم ان يمارسها .
بعد ذلك تم الاستماع للمداخلة المطولة للمناضل امين صالح محمد رئيس المجلس الوطني الاعلى لتحرير الجنوب واستعادة دولته:
قائلا في البداية اعبر عن سعادتي وشكري للشباب الذين حضروا اليوم المنتدى ونقول لكم ايها الشباب لأخوف على قضيتنا وهي ستستمر وتزداد الق وتوهج بفضل التفاف الشباب حولها وتمسكهم بهدفهم التحرير والاستقلال فانتم المستفيدين من هذه القضية وفيها مستقبلكم ونحن فخرون بان المجلس الوطني الاعلى كان ينظر للأمور من وقت مبكر حول كيف نحضن قضيتنا ونضالنا السلمي وان لانذهب معصوبي الأعين ولا نذهب بدون وعي نعم تحدثنا عن الكثير من التحديات التي تواجه قضيتنا في ضل الزخم الشعبي الكبير الذي عاشته الثورة السلمية الجنوبية والذي كان جذابا لكثير من الشباب جعلهم لا يحسبوا اي شيء او خطر يواجه مسيرتهم.
وتطرق في المداخلة الى كيف كان يعمل الاحتلال في وسط هذا الزخم الشعبي الذي غلب عليه الحماس والاندفاع العاطفي وعمل على اختراق الحركة الشعبية بأكثر من اتجاه بشكل استخباراتي وتطويقها بشكل سياسي واحتوائها على المستو ى الدولي . وحققت حركتنا الشعبية نجاحات كبيرة ازعجت الاحتلال وهو ما استدعى الى تحريك كل الاتجاهات التي ذكرناها سابقا وكانت المحصلة النهائية خلال فترة قليلة احتواء الحركة الشعبية في الميدان واوجد حاله من الانقسام داخل الحركة الشعبية وتفكيكها م تم طرح موضوع توحدها بعد ان كانت موحده .
لاحظوا كيف سارت الامور كانت الحركة الشعبية موحده ثم حاول النظام عبر ادواته بعد اختراق الحركة الشعبية تفكيكها وحملوها شعارات لاتلبي اهداف الشارع الجنوبي الذي خرج من اجلها ثم ظهرت اصوات ترفع شعارات تكتيكية وهنا بداء الانقسام وجاءت بعدها مرحلة التوحد وهو شيئ ممتاز ولكن اريد لهذا التوحد فقط ليس لخدمة القضية بل لتدميرها وكان التوحد الحاصل هو لتدمير القضية وليس إعطائها قوة من خلال اتباع طرق وادوات غير منهجية للتوحد .
كما تطرق المناضل امين الى التحديات التي تواجهنا اليوم وهي
الوسائل الاعلامية التي تظهر صوت شعار التغيير وللاسف بصوت جنوبي احيانا كما حدث للقادة الجنوبيين في لخارج الذي تم استضافتهم في قناة البي بي سي وقنوات اخرى وقناة سهيل وهو محاولة من هذه الوسائل لتغييب القضية والصوت الجنوبي .
التحدي الثاني التبعية:
نحن نعمل من اجل القضية بعيدا عن التبعية هناك عملية تنظيمية في ما بيننا كمناضلين لخلق الانتصار ونحن مكملين لبعضنا من اجل خدمة القضية لا الأشخاص من يريد ان يحرف مسار نضالنا نقف إمامة ولن نسمح له.
التحدي الثالث وهو التغيير:
هناك من يريد منا ان نتنازل عن قضيتنا لصالح قوى أخرى نحن نعرف انه لايوجد هناك التزام من أي طرف او ضمانه في موضوع التغيير ومن يرفعونه انه في حاله حصل سيعطوننا حقنا ويعترفون لنا باستعادة دولتنا المستقلة اذا كل مافي الامر هو موضوع تنازل في مفهوم العملية السياسية وهذا ما لايقبله شعب الجنوب فاذا حصلت تنازلات جنوبية بدون ثمن وللأسف ان من ينظر لها ممن قادوا الدولة في لجنوب 33 عام .
انتم الان امام هذا التحديات فاما ان تعبدوا أصنام ام تكونوا مع القضية فالأصنام هكذا هم يشعروا ان الناس مجرد عبيد لهم ليس اكثر وليس من حقهم ان يقرروا بل عليهم السمع والطاعة.
انتم الشباب اما عليكم ان تحشدوا للشارع ويسمع صوتكم في لدفاع عن قضيتكم وعدم السماح لاي فرد او جماعة ان تعبث بنضالاتكم وتضحياتكم ام تكونوا إمعات والاخرين يفكروا لكم ويقرروا عنكم وانتم فقط تقدموا التضحيات.
انا واثق ان الشباب الذين رفضوا وتمسكوا بقضيتهم سيواصلوان السير وهم الشباب سيكونوا رسل في ايصال صوت الاحرار المدافعين عن قضية التحرير والاستقلال للآخرين والالتفاف حولهم دعونا اليوم معا نفكر بتصعيد النضال وندعو لاقامة فعاليات في ايام أخرى الى يوم الخميس وشكرا لكم
تحدث المناضل امين صالح عن قضايا كثيرة في مداخلته هذه نعتذر عن عدم تمكنا من نشرها ولكن نعدكم بانه سيتم نشر المداخلة في وقت لاحق كأمله.
واكدت ادارة المنتدى على تصعيد النضال السلمي وحثت الشباب على الاستمرار والتواصل في حضور المنتدى ونشر الفكر بين اوساط الجماهير .
الأربعاء، 9 مارس 2011
المناضل امين صالح:يا للمفارقة من يرفع شعار الاستقلال وعلم الجنوب مندس وعميل ومن يرفع شعار اسقاط النظام وطني!!!
المناضل امين صالح:يا للمفارقة من يرفع شعار الاستقلال وعلم الجنوب مندس وعميل ومن يرفع شعار اسقاط النظام وطني!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي :الضالع:الاسبوع((14)) الاربعاء 9مارس 2011م
مداخلة للمناضل امين صالح محمد رئيس المجلس الوطني الاعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب: ((التحديات الكبيرة التي تمر بها القضية الجنوبية المتمثلة بالتحرير والاستقلال ,التي يناضل من اجل تحقيقها شعب الجنوب منذ ما بعد حرب احتلال الجنوب في 94م))
منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي-الضالع-بن زيد
اقام منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي ندوة مساء اليوم الاربعاء 9مارس 2011م في مدينة الضالع ندوة حضرها عدد من اعضاء الحركة الشعبية الجنوبية في الضالع وقد قدم الى الندوة المناضل امين صالح مداخله مطوله حول التحديات والمخاطر التي تمر بها قضيتنا الجنوبية التحررية اليوم مستعرضا في المداخلة المراحل التي ظهر فيها هذا التحدي ومصدرة ولماذا ضهر اليوم وخصوصا في هذا التوقيت بقوة ووضوح, اعلاميا وتنظيميا وماليا كما استعرض في المداخله ما على كل ابناء الجنوب المؤمنين بحق في مبدا التحرير والاستقلال عمله وتحمل المسئولية في حماية والحفاظ على قضيتنا التحررية من الاحتواء والالتفاف عليها ,
لتعميم الفائده والقيمة من هذه لمداخله المطولة ننشر اهم ما جاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا اشكر الحضور وادارة المنتدى على العمل الكبير في تنمية الوعي وخلق حوار بناء يخدم قضية التحرير والاستقلال ويعزز حضورها الفكري عند الشباب والمؤمنين بها طبعا يجب ان يكون الحديث متبادل بيننا على ان يصب في اطار القضايا النضالية وخصوصا قضيتنا التحررية وما احب أشير اليه وأتحدث فيه هو :بالنسبة لنا علينا أداراك ان قضيتنا في الجنوب تمر بتحديات كبيرة في هذه المرحله وخاصة ان هذا التحدي جاء بصورة غير متوقعه , فقضيتنا التي نناضل من اجل تحقيق اهدافها وهي التحرير والاستقلال على مدى اعوام قد تشبعت بالمفاهيم سواء على صعيد الداخل او الخارج وأصبح الاعلام وكل المتابعين ان شعب الجنوب يناضل من اجل تحرير ارضه المحتلة واستعادة دولته الوطنية الجنوبية المستقلة –ومعروف ان الوحدة فشلت بين الطرفين ومن الطبيعي ان كل طرف يعود الى وضعه ومن غير الطبيعي ان هذه العوده لم تحدث بل وان طرف من اطراف الوحدة(ج ع ي) تعمد احتلال الطرف الاخر((ج ي د ش) , وخلال هذ ه الفترة شعب الجنوب يتحدث عن الاحتلال والنضال من اجل التحرر من الاحتلال, لكن حصلت المفاجئة :
وهي لماذا تراجعت قضيتنا التحررية خاصة على المستوى الاعلامي وصار الاعلام يتحدث عن شعارات واهداف لا تعبر عن ارادة شعب الجنوب؟؟
صحيح هناك هبه شعبية عربية لتغيير الانظمة لان المجتمع العربي فيه انظمة استبدادية جمهورية او ملكية بل الجمهوري صار اكثر استبدادا وباسم الجمهورية يتم الاستبداد والتملك ومصادرة ارادة الشعب وحقه وارضه وكل شيئ لصالح الحاكم وعندما جاءت هذه الهبه وغيرت انظمة مثلا ( تونس-مصر) والان ليبيا واليمن , حقيقة هذه الهبة الشعبية خلقت وضع غير متكافئ بين قضيتنا الجنوبية التي تحمل اهداف واضحة وهي التحرير والاستقلال ولها سنوات قدم فيها ابناء الجنوب تضحيات كبيرة وبين قضية اسقاط او تغيير النظام ,خاصة ان على المستوى الخارجي اعلاميا وعلى مستوى النخب الفكرية والمثقفه خلال الفترة لم نشعر بتعاطف كبير في موضوع استعادة الدولة ,وجاءت هذه الهبة وكان طبيعي ان يتم الاهتمام بها من قبل الاعلام العربي ونخبه الثقافية والسياسية وعلى حساب قضية شعب الجنوب ومن هنا يتطلب منا جميعا جهد وعمل كبير ومسئول وواعي بإقناع الآخرين ان قضيتنا ليست قضية جزئية كما يصورها البعض وهذه بحاجة الى جهد فعلا ووعي والعمل في اكثر من محور للتعبير عن حقيقة نضال شعب الجنوب من اجل الحرية والاستقلال واستعادة دولته الجنوبية المستقلة :
المحور الاول : الثبات والصمود على الارض وخلق توازن يجعل من قضيتنا حاضرة بقوة سياسيا واعلاميا من خلال النضال السلمي التحرري لفرض هدف شعب الجنوب وقضيته التحررية امرا واقعا لا يستطيع احد تجاوزه في الداخل او الخارج.
المحور الثاني: تفعيل الجانب الاعلامي والفكري والذي يظهر العمل على الارض والميدان واظهارة للعالم ولوسائل الراي العام العربي والدولي بحيث لاتستطيع تضليل وتزيف الحقيقه على الارض ومن خلال الكتابات الكثيرة والتي من خلالها يتم توضيح صورة نضال شعب الجنوب وثورته السلمية وحقه العادل وبأكثر من طريقه.
عندما ننظر الى المرحله السابقة فقد اكتنف كل هذه المواضيع كثير من الضبابية
اولا: قيادة الجنوب السابقة تتحمل المسئولية عن ما يحصل دخلت في وحدة اندماجية ودخلت في حرب والخروج من الوطن الى, المنفئ مغيبه ارادة شعب الجنوب في كل ما حدث ولازالت تمثل مشكله للجنوب وتنظر للجنوب وثورته الشعبية كما ينظر ويتصرف الحاكم العربي(( التملك للأرض والإنسان والثروة وللإنسان الذي يحكمه )) كما شاهدنا في مصر وتونس كيف اعتبر حكام هذين الدولتين ويشعران ان مصر وتونس ملكا لهم ولأبنائهم يعملوا فيهما كيفما شاءا دون الاستماع الى ارادة وصوت شعوبهم وهكذا الحال الان في ليبيا وهذا هو مثال الحاكم العربي هم وأبنائهم التعامل مع شعوبهم بعقلية التملك والتسلط وليس من منطلق المسئولية .. وهذا ليس ببعيد عن السلطة التي كانت في الجنوب فهي لم تختلف عن هذه النفسية والعقلية للحاكم العربي بدليل ان ان عام 89و90م عند التوقيع على اتفاقيات الوحدة حيث كان الاختلاف على التوقيع والتقديم والتاخير يجري في اطار زاوية ضيقة لاتتجاوز ))5))افراد وكان الجنوب ملكا لهم وبالتالي تم الامر بين مجموعه من خمسه اشخاص وهنا نساءل: اين كانت ارادة شعب الجنوب ومصلحته؟؟ هل كانت في حساباتهم؟؟ هل كان مصير شعب الجنوب مستقبلا في حساباتهم؟؟ ولهذا جاءت الوحدة بقرار سياسي غيب فيه شعب الجنوب بغض النظر أكانت مختلفه ام متفقه معهم. حتى الحديث عن من يقول لو كان حصل استفتاء كان سيوقع شعب الجنوب مع الوحدة وبالتالي انتهت قضية شعب الجنوب ,فهذا ايضا ليست مسئولية شعب الجنوب الذي تم تزييف وعيه وتاريخه وفرض عليه وعي معين كا ( الوحدة قدؤر ومصير –الشطر الشمالي والشطر الجنوبي-التصوير باننا شعب واحد وتم تمزيقنا المستعمر وكثير من الشعارات التي رفعت في ذلك الوقت))
فالقيادة السياسية منذ67-1990م هي المسئولة عن شعب الجنوب وما وصل اليه وهي تتحمل المسئولية وخاصة في ما يتعلق في مصادرة وعي الشعب وكان السبب في معاناة شعب الجنوب في الوحدة والاحتلال ومستقبله اليوم حيث لم تترك هذا القيادة مساحة لراي او فكر قوى اخرى,كان هناك توجيه من قبل السلطة السياسية الحاكمة دولة الجنوب وبالتالي حتى لو حصل استفتاء كما يطرح البعض طبيعي ان تكون النتيجة وفقا لهذا الوعي وبالتالي تتحمل مسئوليته هذه السلطة .
وهنا كانت الارادة الشعبية ضرورة :نعم القيادة في الجنوب كانت مسئوله عن تزييف الوعي في الجنوب مثلا نعرف انه عندما احتلنت بريطانيا عدن ,عدن كانت تحت السلطنة اللحجية اذا لماذا تم تزيف الوعي والقول بان بريطانيا هي من قسمت الجنوب هذا السلطة ضلت تمارس تزييف الوعي وقالت بان الجنوب هو جزء من اليمن وهذه العقلية عند قيادة لجنوب هي التي جعلتهم يفكرون بان الجنوب ملكا لهم بالأمس واليوم حتى وهم مطرودون خارج الوطن .
في الحاضر هذه القيادة اسهمت بشكل كبير في تذبذب الموقف السياسي لقضيتنا الجنوبية التحررية المعبرة عن ارادة شعب الجنوب حيث نحن في الداخل بدائنا طرح موضوع استعادة الدولة منذ95م واخذ هذا عدة انماط جاءت موج ومن ثم حتم ورفعت هذا الشعار . اذا ماذا حصل عندما ظهرت الحركة الشعبية الجنوبية واسست برنامج وتبنت اهداف نضالية واضحة؟؟ من وقف على الخط في طريها؟؟ نعم في حالة اللجان الشعبية كانت الاحزاب ولكن منذ 2007م فشلت هذه الاحزاب في السيطرة على هذه الحركة الشعبية ولكن بعد ذلك تم الاستعانة بقيادة الخارج وبدات تطرح افكار وأراء من خلال التوجيه بربط العلاقة مع احزاب المشترك وبدات هذه القيادة باستقطاب وعمل تكتلات لتبني افكارها واهدافها الخاصة بها اي(مطلب اسقاط النظام وتغييره على مستوى اليمن))
فهم لم يترددوا في اعلان مكون داخل الحركة الشعبية وضل مختفي تحت الطاولة خلال اربع سنوات عندما كان لايسمع الا صوت وهو صوت الجنوب حتى جاءت الفرصة المناسبة لتخرج هذه القوى المختبئة تحت الطاولة وتظهر الاصوت التي اختفت مع هذا التطور من ثورات شعبية عربية تطالب بإسقاط النظام لتتبنى هدف غير هدف ارادة شعب الجنوب والهدف الاول عند هذه القوى هو احتواء هدف التحرير والاستقلال الذي عبرت عنه الحركة الشعبية التي عجزت عن احتوائه خلال اربع سنوات مستغلة الظروف الدولية مخادعة الجماهير بان اسقاط النظام سيأتي بالتحرير كيف؟؟ وللأسف ان هذه القيادة في واجهة الحدث وتتحدث في الداخل والخارج وفي وسائل الاعلام ان الأولوية الأولى هي اسقاط النظام لتلتقي مع المشترك :انها مغالطة ومفارقة عجيبة اسقاط النظام ياتي بالتحرير- وهنا علينا ادراك هذا التحدي الكبير الذي امام قضيتنا وصار عندهم من يرفع علم الجنوب وشعارات التحرير مندس وعميل ومن يرفع شعار اسقاط النظام وطني يا للمفارقة العجيبة ويا له من تكتيك:
في البداية عندما تحاورنا معهم حول تشخيص الوضع القائم وسئلنا سؤال قالوا الوضع القائم ليس احتلال بل اسواء من الاحتلال اذا هل من المنطقي ان تقول هذا احتلال وترفع شعار اسقاط النظام وتريد العالم ان يدعم ويساعدك في طرد الاحتلال وانت ترفع شعار اسقاط النظام فالعالم ينظر الى الشعار والمطلب التي ترفعه وتسمعه لهم ومن هنا حصل الاختلاف معهم .
الان اصبح الصوت المسموع هو شعار اسقاط النظام وتم حشد الجماهير الى عدن وتم اتاحة الفرصة لوسائل الإعلام لسببين الاول: ان الأنظمة العربية كانت تضغط على النظام بمعالجة قضية الجنوب للحفاظ على الوحدة ولهذا جاء التوجه الاعلامي للقنوات بهذا الاتجاه وإغفال قضية الجنوب مستغلة الظروف الحالية وخلال هذه الفترة يبدو ان الامور عادت مستغله هذه الهبه الشعبية وللاسف ان العنصر الجنوبي اكتشف انه لم يكن مسيطر ومتحكم بالوضع الجنوبي وبالتالي عملت على الاستقطاب والتكتل في سبيل تحقيق أهدافهم ومصالحهم ومحاولة سيطرتهم حتى وان كان على حساب شعب الجنوب وللاسف ايضا ان العناصر التي ذهبت عدن مؤمنه بالتحرير والاستقلال ولكن ما هو الشئي الذي جعلهم يذهبوا هناك ايضا شيئين:
عنصر له مصلحه واعطى توجيهات للجماهير وعنصر مخدوع تحت شعار انه بإسقاط النظام سيتم تحرير الجنوب.
سؤال اذا سقط صالح هل الآخرين سيعطوننا ارضنا وبلادنا؟؟ هل هناك اتفاق اوتنسيق مع المشترك باننا سنناضل معا لاسقاط النظام حتى اذا سقط النظام سيعترفوا لنا بحقنا ؟؟
التحدي على قضيتنا اليوم هو موضوع الاحتيال عليها وقد بد هذا الاحتيال اولا في الميدان ومن ثم في وسائل الاعلام ثم على المستوى السياسي ,كيف هذا الامر؟؟ بداء الحديث على توحيد المكونات ونحن كنا ولا زلنا ليس ضد التوحيد بل حول منهجية التوحيد. عملوا على دمج وهمي وجاء بعد ذلك خطاب الممثل الشرعي والوحيد وتم اتخاذ قرارات غير مدروسه ساهمت في احباط الشارع.لقد كان الغرض من ايجاد مكون واحد بهذا الشكل حتى لايبقى صوت خارج المكون الواحد وكان هذا العمل هو التمهيد لهذه اللحظة التي ظهروا فيها بوضوح من اجل تبني هدف ((اسقاط النظام)) وكلكم تدركون كيف استخدم المال والاعلام وكل شيئ ضد المجلس الوطني الذي طالب بوحدة منهجية حقيقة ضامنة لنضال وتضحيات شعب الجنوب وليس وحدة تخدم اجندة اشخاص .
نحن في هذا اللحظة الخطيرة امامنا مسئولية كبيرة وهي اولا:
التحرر من موضوع الإيمان الصنم بأي شخص كان من كان وعلى المناضل على الارض ان يكون امينا على هذه القضية وليس عبدا لاي شخص يتحمل مسئوليته الاخلاقية والكفاحية بحقيقة وليس عن طريق المخادعة والمغالطة كما يعمل البعض يريد شيئ وهو التحرير ويرفع شعار اخر اسقاط النظام.
للاسف ان من يرفع شعار اسقاط النظام عندهم مصالح قد اكتسبوها بالكيلومترات بعد حرب 94م ومصلحتهم برفع الشعار هذا الحفاظ على مصالحهم وهذا طبيعي اما نحن شعب الجنوب فما هي مصلحتنا من رفع شعار اسقاط النظام لماذا نضحي دون مقابل ولا مصلحة لنا منه فرفع اسقاط النظام دون مقابل لشعب الجنوب ليس خيانة فقط لدم الشهداء بل خيانة للمبادئ والقيم وللنضال وللقضية فا الالتزام للقضية هو المبداء الأساسي فالشهداء سقطوا من اجل القضية ذاتها ولهذا اخلاقنا والتزامنا لايسمح لنا ان نقبل تكتيك مثل هذا!!
على الشرفاء جميعا الان هو كيفية اعادة القضية الجنوبية الى الميدان بشعار جنوبي دون تكتيك فلم نسمع او وجد هناك تكتيك في الأهداف الإستراتيجية فالمؤامرة تكمن هنا.
اذا لم يتحول الميدان في هذه الظروف الى بركان وخصوصا ان الاضؤا مسلطة وعلينا الخروج بقوة والعمل بين الجماهير حتى نصل الى شارع لا نغادره عل الإطلاق حتى التحرير وهنا سيكون لدينا تكتيكات كثيرة لتحقيق هدفنا المطلوب مننا الان ايجاد التحام وطني ومبدءا وحدة القيادة ووحدة الخطاب السياسي ونحن على امل ان يتجاوب الاخوة في مجلس الحراك لنداء الواجب للعمل من اجل حماية ثورتنا التحررية من العبث ومحاولات احتوائها هذه الايام.
بسم الله الرحمن الرحيم
منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي :الضالع:الاسبوع((14)) الاربعاء 9مارس 2011م
مداخلة للمناضل امين صالح محمد رئيس المجلس الوطني الاعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب: ((التحديات الكبيرة التي تمر بها القضية الجنوبية المتمثلة بالتحرير والاستقلال ,التي يناضل من اجل تحقيقها شعب الجنوب منذ ما بعد حرب احتلال الجنوب في 94م))
منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي-الضالع-بن زيد
اقام منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي ندوة مساء اليوم الاربعاء 9مارس 2011م في مدينة الضالع ندوة حضرها عدد من اعضاء الحركة الشعبية الجنوبية في الضالع وقد قدم الى الندوة المناضل امين صالح مداخله مطوله حول التحديات والمخاطر التي تمر بها قضيتنا الجنوبية التحررية اليوم مستعرضا في المداخلة المراحل التي ظهر فيها هذا التحدي ومصدرة ولماذا ضهر اليوم وخصوصا في هذا التوقيت بقوة ووضوح, اعلاميا وتنظيميا وماليا كما استعرض في المداخله ما على كل ابناء الجنوب المؤمنين بحق في مبدا التحرير والاستقلال عمله وتحمل المسئولية في حماية والحفاظ على قضيتنا التحررية من الاحتواء والالتفاف عليها ,
لتعميم الفائده والقيمة من هذه لمداخله المطولة ننشر اهم ما جاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا اشكر الحضور وادارة المنتدى على العمل الكبير في تنمية الوعي وخلق حوار بناء يخدم قضية التحرير والاستقلال ويعزز حضورها الفكري عند الشباب والمؤمنين بها طبعا يجب ان يكون الحديث متبادل بيننا على ان يصب في اطار القضايا النضالية وخصوصا قضيتنا التحررية وما احب أشير اليه وأتحدث فيه هو :بالنسبة لنا علينا أداراك ان قضيتنا في الجنوب تمر بتحديات كبيرة في هذه المرحله وخاصة ان هذا التحدي جاء بصورة غير متوقعه , فقضيتنا التي نناضل من اجل تحقيق اهدافها وهي التحرير والاستقلال على مدى اعوام قد تشبعت بالمفاهيم سواء على صعيد الداخل او الخارج وأصبح الاعلام وكل المتابعين ان شعب الجنوب يناضل من اجل تحرير ارضه المحتلة واستعادة دولته الوطنية الجنوبية المستقلة –ومعروف ان الوحدة فشلت بين الطرفين ومن الطبيعي ان كل طرف يعود الى وضعه ومن غير الطبيعي ان هذه العوده لم تحدث بل وان طرف من اطراف الوحدة(ج ع ي) تعمد احتلال الطرف الاخر((ج ي د ش) , وخلال هذ ه الفترة شعب الجنوب يتحدث عن الاحتلال والنضال من اجل التحرر من الاحتلال, لكن حصلت المفاجئة :
وهي لماذا تراجعت قضيتنا التحررية خاصة على المستوى الاعلامي وصار الاعلام يتحدث عن شعارات واهداف لا تعبر عن ارادة شعب الجنوب؟؟
صحيح هناك هبه شعبية عربية لتغيير الانظمة لان المجتمع العربي فيه انظمة استبدادية جمهورية او ملكية بل الجمهوري صار اكثر استبدادا وباسم الجمهورية يتم الاستبداد والتملك ومصادرة ارادة الشعب وحقه وارضه وكل شيئ لصالح الحاكم وعندما جاءت هذه الهبه وغيرت انظمة مثلا ( تونس-مصر) والان ليبيا واليمن , حقيقة هذه الهبة الشعبية خلقت وضع غير متكافئ بين قضيتنا الجنوبية التي تحمل اهداف واضحة وهي التحرير والاستقلال ولها سنوات قدم فيها ابناء الجنوب تضحيات كبيرة وبين قضية اسقاط او تغيير النظام ,خاصة ان على المستوى الخارجي اعلاميا وعلى مستوى النخب الفكرية والمثقفه خلال الفترة لم نشعر بتعاطف كبير في موضوع استعادة الدولة ,وجاءت هذه الهبة وكان طبيعي ان يتم الاهتمام بها من قبل الاعلام العربي ونخبه الثقافية والسياسية وعلى حساب قضية شعب الجنوب ومن هنا يتطلب منا جميعا جهد وعمل كبير ومسئول وواعي بإقناع الآخرين ان قضيتنا ليست قضية جزئية كما يصورها البعض وهذه بحاجة الى جهد فعلا ووعي والعمل في اكثر من محور للتعبير عن حقيقة نضال شعب الجنوب من اجل الحرية والاستقلال واستعادة دولته الجنوبية المستقلة :
المحور الاول : الثبات والصمود على الارض وخلق توازن يجعل من قضيتنا حاضرة بقوة سياسيا واعلاميا من خلال النضال السلمي التحرري لفرض هدف شعب الجنوب وقضيته التحررية امرا واقعا لا يستطيع احد تجاوزه في الداخل او الخارج.
المحور الثاني: تفعيل الجانب الاعلامي والفكري والذي يظهر العمل على الارض والميدان واظهارة للعالم ولوسائل الراي العام العربي والدولي بحيث لاتستطيع تضليل وتزيف الحقيقه على الارض ومن خلال الكتابات الكثيرة والتي من خلالها يتم توضيح صورة نضال شعب الجنوب وثورته السلمية وحقه العادل وبأكثر من طريقه.
عندما ننظر الى المرحله السابقة فقد اكتنف كل هذه المواضيع كثير من الضبابية
اولا: قيادة الجنوب السابقة تتحمل المسئولية عن ما يحصل دخلت في وحدة اندماجية ودخلت في حرب والخروج من الوطن الى, المنفئ مغيبه ارادة شعب الجنوب في كل ما حدث ولازالت تمثل مشكله للجنوب وتنظر للجنوب وثورته الشعبية كما ينظر ويتصرف الحاكم العربي(( التملك للأرض والإنسان والثروة وللإنسان الذي يحكمه )) كما شاهدنا في مصر وتونس كيف اعتبر حكام هذين الدولتين ويشعران ان مصر وتونس ملكا لهم ولأبنائهم يعملوا فيهما كيفما شاءا دون الاستماع الى ارادة وصوت شعوبهم وهكذا الحال الان في ليبيا وهذا هو مثال الحاكم العربي هم وأبنائهم التعامل مع شعوبهم بعقلية التملك والتسلط وليس من منطلق المسئولية .. وهذا ليس ببعيد عن السلطة التي كانت في الجنوب فهي لم تختلف عن هذه النفسية والعقلية للحاكم العربي بدليل ان ان عام 89و90م عند التوقيع على اتفاقيات الوحدة حيث كان الاختلاف على التوقيع والتقديم والتاخير يجري في اطار زاوية ضيقة لاتتجاوز ))5))افراد وكان الجنوب ملكا لهم وبالتالي تم الامر بين مجموعه من خمسه اشخاص وهنا نساءل: اين كانت ارادة شعب الجنوب ومصلحته؟؟ هل كانت في حساباتهم؟؟ هل كان مصير شعب الجنوب مستقبلا في حساباتهم؟؟ ولهذا جاءت الوحدة بقرار سياسي غيب فيه شعب الجنوب بغض النظر أكانت مختلفه ام متفقه معهم. حتى الحديث عن من يقول لو كان حصل استفتاء كان سيوقع شعب الجنوب مع الوحدة وبالتالي انتهت قضية شعب الجنوب ,فهذا ايضا ليست مسئولية شعب الجنوب الذي تم تزييف وعيه وتاريخه وفرض عليه وعي معين كا ( الوحدة قدؤر ومصير –الشطر الشمالي والشطر الجنوبي-التصوير باننا شعب واحد وتم تمزيقنا المستعمر وكثير من الشعارات التي رفعت في ذلك الوقت))
فالقيادة السياسية منذ67-1990م هي المسئولة عن شعب الجنوب وما وصل اليه وهي تتحمل المسئولية وخاصة في ما يتعلق في مصادرة وعي الشعب وكان السبب في معاناة شعب الجنوب في الوحدة والاحتلال ومستقبله اليوم حيث لم تترك هذا القيادة مساحة لراي او فكر قوى اخرى,كان هناك توجيه من قبل السلطة السياسية الحاكمة دولة الجنوب وبالتالي حتى لو حصل استفتاء كما يطرح البعض طبيعي ان تكون النتيجة وفقا لهذا الوعي وبالتالي تتحمل مسئوليته هذه السلطة .
وهنا كانت الارادة الشعبية ضرورة :نعم القيادة في الجنوب كانت مسئوله عن تزييف الوعي في الجنوب مثلا نعرف انه عندما احتلنت بريطانيا عدن ,عدن كانت تحت السلطنة اللحجية اذا لماذا تم تزيف الوعي والقول بان بريطانيا هي من قسمت الجنوب هذا السلطة ضلت تمارس تزييف الوعي وقالت بان الجنوب هو جزء من اليمن وهذه العقلية عند قيادة لجنوب هي التي جعلتهم يفكرون بان الجنوب ملكا لهم بالأمس واليوم حتى وهم مطرودون خارج الوطن .
في الحاضر هذه القيادة اسهمت بشكل كبير في تذبذب الموقف السياسي لقضيتنا الجنوبية التحررية المعبرة عن ارادة شعب الجنوب حيث نحن في الداخل بدائنا طرح موضوع استعادة الدولة منذ95م واخذ هذا عدة انماط جاءت موج ومن ثم حتم ورفعت هذا الشعار . اذا ماذا حصل عندما ظهرت الحركة الشعبية الجنوبية واسست برنامج وتبنت اهداف نضالية واضحة؟؟ من وقف على الخط في طريها؟؟ نعم في حالة اللجان الشعبية كانت الاحزاب ولكن منذ 2007م فشلت هذه الاحزاب في السيطرة على هذه الحركة الشعبية ولكن بعد ذلك تم الاستعانة بقيادة الخارج وبدات تطرح افكار وأراء من خلال التوجيه بربط العلاقة مع احزاب المشترك وبدات هذه القيادة باستقطاب وعمل تكتلات لتبني افكارها واهدافها الخاصة بها اي(مطلب اسقاط النظام وتغييره على مستوى اليمن))
فهم لم يترددوا في اعلان مكون داخل الحركة الشعبية وضل مختفي تحت الطاولة خلال اربع سنوات عندما كان لايسمع الا صوت وهو صوت الجنوب حتى جاءت الفرصة المناسبة لتخرج هذه القوى المختبئة تحت الطاولة وتظهر الاصوت التي اختفت مع هذا التطور من ثورات شعبية عربية تطالب بإسقاط النظام لتتبنى هدف غير هدف ارادة شعب الجنوب والهدف الاول عند هذه القوى هو احتواء هدف التحرير والاستقلال الذي عبرت عنه الحركة الشعبية التي عجزت عن احتوائه خلال اربع سنوات مستغلة الظروف الدولية مخادعة الجماهير بان اسقاط النظام سيأتي بالتحرير كيف؟؟ وللأسف ان هذه القيادة في واجهة الحدث وتتحدث في الداخل والخارج وفي وسائل الاعلام ان الأولوية الأولى هي اسقاط النظام لتلتقي مع المشترك :انها مغالطة ومفارقة عجيبة اسقاط النظام ياتي بالتحرير- وهنا علينا ادراك هذا التحدي الكبير الذي امام قضيتنا وصار عندهم من يرفع علم الجنوب وشعارات التحرير مندس وعميل ومن يرفع شعار اسقاط النظام وطني يا للمفارقة العجيبة ويا له من تكتيك:
في البداية عندما تحاورنا معهم حول تشخيص الوضع القائم وسئلنا سؤال قالوا الوضع القائم ليس احتلال بل اسواء من الاحتلال اذا هل من المنطقي ان تقول هذا احتلال وترفع شعار اسقاط النظام وتريد العالم ان يدعم ويساعدك في طرد الاحتلال وانت ترفع شعار اسقاط النظام فالعالم ينظر الى الشعار والمطلب التي ترفعه وتسمعه لهم ومن هنا حصل الاختلاف معهم .
الان اصبح الصوت المسموع هو شعار اسقاط النظام وتم حشد الجماهير الى عدن وتم اتاحة الفرصة لوسائل الإعلام لسببين الاول: ان الأنظمة العربية كانت تضغط على النظام بمعالجة قضية الجنوب للحفاظ على الوحدة ولهذا جاء التوجه الاعلامي للقنوات بهذا الاتجاه وإغفال قضية الجنوب مستغلة الظروف الحالية وخلال هذه الفترة يبدو ان الامور عادت مستغله هذه الهبه الشعبية وللاسف ان العنصر الجنوبي اكتشف انه لم يكن مسيطر ومتحكم بالوضع الجنوبي وبالتالي عملت على الاستقطاب والتكتل في سبيل تحقيق أهدافهم ومصالحهم ومحاولة سيطرتهم حتى وان كان على حساب شعب الجنوب وللاسف ايضا ان العناصر التي ذهبت عدن مؤمنه بالتحرير والاستقلال ولكن ما هو الشئي الذي جعلهم يذهبوا هناك ايضا شيئين:
عنصر له مصلحه واعطى توجيهات للجماهير وعنصر مخدوع تحت شعار انه بإسقاط النظام سيتم تحرير الجنوب.
سؤال اذا سقط صالح هل الآخرين سيعطوننا ارضنا وبلادنا؟؟ هل هناك اتفاق اوتنسيق مع المشترك باننا سنناضل معا لاسقاط النظام حتى اذا سقط النظام سيعترفوا لنا بحقنا ؟؟
التحدي على قضيتنا اليوم هو موضوع الاحتيال عليها وقد بد هذا الاحتيال اولا في الميدان ومن ثم في وسائل الاعلام ثم على المستوى السياسي ,كيف هذا الامر؟؟ بداء الحديث على توحيد المكونات ونحن كنا ولا زلنا ليس ضد التوحيد بل حول منهجية التوحيد. عملوا على دمج وهمي وجاء بعد ذلك خطاب الممثل الشرعي والوحيد وتم اتخاذ قرارات غير مدروسه ساهمت في احباط الشارع.لقد كان الغرض من ايجاد مكون واحد بهذا الشكل حتى لايبقى صوت خارج المكون الواحد وكان هذا العمل هو التمهيد لهذه اللحظة التي ظهروا فيها بوضوح من اجل تبني هدف ((اسقاط النظام)) وكلكم تدركون كيف استخدم المال والاعلام وكل شيئ ضد المجلس الوطني الذي طالب بوحدة منهجية حقيقة ضامنة لنضال وتضحيات شعب الجنوب وليس وحدة تخدم اجندة اشخاص .
نحن في هذا اللحظة الخطيرة امامنا مسئولية كبيرة وهي اولا:
التحرر من موضوع الإيمان الصنم بأي شخص كان من كان وعلى المناضل على الارض ان يكون امينا على هذه القضية وليس عبدا لاي شخص يتحمل مسئوليته الاخلاقية والكفاحية بحقيقة وليس عن طريق المخادعة والمغالطة كما يعمل البعض يريد شيئ وهو التحرير ويرفع شعار اخر اسقاط النظام.
للاسف ان من يرفع شعار اسقاط النظام عندهم مصالح قد اكتسبوها بالكيلومترات بعد حرب 94م ومصلحتهم برفع الشعار هذا الحفاظ على مصالحهم وهذا طبيعي اما نحن شعب الجنوب فما هي مصلحتنا من رفع شعار اسقاط النظام لماذا نضحي دون مقابل ولا مصلحة لنا منه فرفع اسقاط النظام دون مقابل لشعب الجنوب ليس خيانة فقط لدم الشهداء بل خيانة للمبادئ والقيم وللنضال وللقضية فا الالتزام للقضية هو المبداء الأساسي فالشهداء سقطوا من اجل القضية ذاتها ولهذا اخلاقنا والتزامنا لايسمح لنا ان نقبل تكتيك مثل هذا!!
على الشرفاء جميعا الان هو كيفية اعادة القضية الجنوبية الى الميدان بشعار جنوبي دون تكتيك فلم نسمع او وجد هناك تكتيك في الأهداف الإستراتيجية فالمؤامرة تكمن هنا.
اذا لم يتحول الميدان في هذه الظروف الى بركان وخصوصا ان الاضؤا مسلطة وعلينا الخروج بقوة والعمل بين الجماهير حتى نصل الى شارع لا نغادره عل الإطلاق حتى التحرير وهنا سيكون لدينا تكتيكات كثيرة لتحقيق هدفنا المطلوب مننا الان ايجاد التحام وطني ومبدءا وحدة القيادة ووحدة الخطاب السياسي ونحن على امل ان يتجاوب الاخوة في مجلس الحراك لنداء الواجب للعمل من اجل حماية ثورتنا التحررية من العبث ومحاولات احتوائها هذه الايام.
السبت، 5 مارس 2011
التفاف أم احتواء أم إسقاط للقضية الجنوبية وللثورة الشعبية الجنوبية السلمية ؟؟للكاتب محمد علي شايف
منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي /الضالع الاسبوع (13) الاربعاء 2مارس 2011م
نص الورقة المقدمة الى الندوة للكاتب والمفكر الجنوبي المناضل
محمد علي شا يف رئيس الدائرة السياسية
للمجلس الوطني الاعلى لتحرير الجنوب -بعنوان
التفاف أم احتواء أم إسقاط للقضية الجنوبية وللثورة الشعبية الجنوبية السلمية ؟؟
منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي /الضالع-بن زيد
استهلال : صباح المجد يا دم الشهداء
صباح المجد يا دم الشهداء ، أوقد في صقيع الوطن المباح صرخة الكرامة ، يا مشعل شموع الإرادة ومذكي نار الطموح / أنت يا من حريته مبدأ وختام غرامه / قل للوفاء لا تفرط بالأمانة / إن دماء الشهداء وآلام الجرحى في أعناق أحرار الجنوب / إما قلادة مجد وإما طوق عار / فحذار حذار – يا شباب الجنوب الأحرار / حذار .. أن تبتلعوا تفاحة وهم جديدة / فاي عار – أن يتقايض نخاس بالسناء وجار / فلا تضعوا مصيركم مرة أخرى على طاولة قمار /.
إني حزين حد الثورة رقصاً على سكاكين الغباء القاتلة / غاضباً حد الأنطفاء ضحكاً في بركة شر البرية / فرفاقي في التضحية : على حين غدر باعوا ثورة الهوية / فعلامَ – منذ عقد ونيف – يا أحرار الجنوب / تموتون .. وتقدمون بسخاء العشاق الدماء السنية ؟ !!
أليس من أجل تحرير أمنا السبية ؟!!
إن دمائنا ليست للمضاربة / من يقاول بمصيرنا ويتاجر بالقضية ؟
- جريح معاق أجهش جمر الأسئلة وأضاف :
” حملت الوطن المستباح بين أضلاعي / ظلاً وعين ماء / وجعاً خبأته ورفعته ضياءاَ وسماء / فصرت وطناً لوطني .
والرفاق غادروني من طعنة في الظهر / مخلفين جثث العهود في العراء / تنزفهم عويلاً وجعجعة .. / وخطباً هرقلية بلا ملح الوفاء / تركوها بلا كفن يغطي عريهم فيها / ولا قبر يواريها / على رصيف الفرجة ملقية / لعنة متعفنة تعافها النسور / وتربأ ضمها حفر المقابر /
وها جرح الجنوب .. فاجعته .. تنز دهشتها / غصص أسئلة دامية /
" يا ذاكرة الوجع جودي بالبصيرة / كيف هرب الرجال من الحضيره / وذات انفصام ذهاني / يعودون – كالقطيع – إلى ذات الحضيرة ؟؟!! "
كم جنيناً سوف نجهض – يا شباب – قبل الظهيرة ؟
كم جيلاً من الشهداء سوف نولم دمه / كم جريحاً .. كم أسيراً .. كم طريداً .. كم ضريرا ...؟
حتى نحرر موتنا الهادف / من داء غفلتنا / من أدران ماضينا وسلطتها العنيفه / ومن أناجيل أصنام المسيرة ؟؟!!
***
" سرقت مني – يا أحرار شعبي - / زُيّفت حتى صرت لا أعرف عني / غير أني لست مني / حطب نار تلتهمني / تكاثر قطر العدوان الرخيصة حوالي / تتقافز الأسماء – على غير موعد / من داخلي .. من خارج المعنى .. كانهيار مبنى / كتهافت الحشرات على وهج الضرامِ .
فبعضي يحاصر بعضه / كلي يصارع كله / يضيق بجلده – يا ويحتاه – جلده كرجل خرج من غيبوبته الخداع الجميل / والغباء وخثر الشكا والبكاء : جرحاً يقاتل / وعلى حين انفصام غدا يأكل نفسه / يقايض بالأوهام ، ما أنبت دم الكرام .
***
ماذا يحدث – أيها المشردون من هويتكم ؟ / الناهضون من تحت انقاضه الخراب / إلام – يا شباب الجنوب - كلما أشتعلت بصخر الإرادة .. دمي / ها " أنا " هويتي و .. وطني المغرد في ضفاف الجرح / نشيد الكرامة الخالد / تطفؤها – يا حسرتاه – حرابي وسهامي / مشفوعة بوابل من الأوهام وألغام الخصام / ألؤم ساذج – يا عدن – الكليمة / أم عاشق مخصي يطوقك يعقد الانتقام ؟ /
يا وطني .. ويا وجعي وجرابي الفارغ مني / إلى متى ترعى من عشب السراب ؟ /
***
علمني يُتم الوطن : / أن لا فرق بين ذنب وناب / فلا تستتب ذنباً / كلا ولا رحمة من مخلب تُرجى / فكن أنت .. كي تجدك ../ خارج غموض المهزلة / في فاجعة الأرض الشهية / أعلى فأسمى من جنوب المقصلة /
كن " عنزة " – يا صاحبي – كي عن جدارة / تحظى بمجد حريتك المكبلة / وقل للوطن النابت في دمك : نوراً ونار / " أن يؤمنا الفراعنه – الأذناب / فما الفرق – يا شهداء – بين إفطار وصيام / بين جلوس وقيام / بين جنوبُ – كذلك وشام /
***
الاستهلال – أعلاه – غيض من فيض الوجع الإنساني في محيط الانكسار الذي زامل كل أحرار الجنوب المخلصين لقضيتهم المؤمنين بحق شعب الجنوب في إزالة اللا معقول التاريخي الذي وجد نفسه في نفقه اللا انساني ، ومنذ 17 عاماً يرزح في بطنه فاجعة إنسانية .. الخ .. الخ ، وذلك من خلال تحرير أرضه واستعادة دولته المستقلة وسيادتها على كامل ترابها الوطني ، من احتلال عسكري بدائي همجي ، لا صان عهداً ولا حقاً ، واستباح الأرض والعرض والدم وقتل النفس التي حرم الله بدم بارد .. الخ .. الخ .
نعود لنقول : إن ذلكم بعضاً من ألمنا ونار الأسئلة التي تحاصر الجنوبيين من داخلهم أكثر من خارجهم ، لماذا عجز أصحاب القضية الوطنية الجنوبية أن يوحدوا صرخة مأساتهم ؟ لماذا عجزوا عن توحيد هدفهم الكفاحي وأداته حتى غدا أحد ذرائع ومبررات الذين حالوا دون ذلك ، واسهموا في تمزيق الحركة الشعبية وتبديد جهودها في صراع مع الذات .. الخ .. الخ
عندما تخلوا عن الهدف الاستراتيجي لشعب الجنوب الذي قدم من أجله ( 350 شهيداً ) وأكثر وآلاف الجرحى وأضعاف مضاعفة من المعتقلين .. نعم .. لقد تم – بين ليلة وضحاها – التنازل عن القضية الوطنية الجنوبية ومشروع ثورتها الشعبية السابقة لثورتي تونس ومصر وليبيا وغيرها ، بالانضمام إلى مشروع سياسي آخر ، لا يمت بصلة إلى قضية شعب الجنوب كما هي قضية دولة ( شعب وجغرافيا وسيادة ) تحت الاحتلال .
إن الالتحاق غير المدروس ، بل غير المبرر لا سياسياً ولا أخلاقياً – جنوبياً طبعاً – بما هو الالتحاق المجاني بمطلب " تغيير وإسقاط النظام " !! ، إن لم نقل التقاطاً للحظة المناسبة لتسويق وتصدر المشروع السياسي المخبأ تحت معطف التحرير والاستقلال – كما سيأتي –
فهل القضية الوطنية الجنوبية ، قضية إستبداد وفساد ؟؟
وهل كفاح شعب الجنوب ، عبر مختلف الأشكال السياسية والشعبية من عام 1997م إلى أن نضجت الظروف والعوامل الذاتية لتحولها إلى ثورة شعبية سلمية منذ 2007 حتى اليوم .
هل كان من أجل تغيير النظام السياسي أم من أجل إزالة الاحتلال وإستعادة دولة الجنوب المستقلة ؟؟
( - السؤال هنا موجخ – أساساً – لجماهير الثورة الجنوبية السلمية، لذوي وأصدقاء ومحبي الشهداء ، وللجرحى الناجين من الإعاقة والمعاقين جراء الإصابات ، وللمعتقلين والمطاردين .. ثم للذين لبسوا ثوب الاستقلال واستعادة الدولة – في الحركة الشعبية – ومارسوا الإلغاء والإقصاء للآخر – الجنوبي ، وحاولوا إحتكار ساحة النضال بشمولية مدمرة ، وعجزوا عن تقديم برنامج أو مشروع سياسي منذ 4 سنوات ، وفجأة يلتحقون بمطلب ، دون مطلب الفيدرالية الذي رفضه الشارع الجنوبي هاتفاً : " ثورتنا ثورة هوية – لا وحده ولا فدرالية " .
فوبيا سياسية أم تكتيك ؟؟
كان كاتب هذه السطور ( المداخلة المتواضعة ) أحد المنشغلين إن لم يقل يعيش حالة صراع امام الظواهر المعيقة في مسيرة الثورة الوطنية السلمية الجنوبية ومحاولة تفسيرها تفسيراً واقعياً وعقلانياً .
وقد سعى من موقعه الكفاحي في المجلس الوطني الأعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب المستقلة أن يقرأ ويشخص الظواهر – العوائق التي ظهرت وسط حركة الشعب السلمية ، وكشف الأسباب الجوهرية لإختلاف وتعدد مكونات الثورة الوطنية الجنوبية السلمية و .. و .. الخ ، وذلك في الوثيقتين السياسيتين التوعويتين ( مخاطر تعدد الخطاب السياسي وتعدد تعاريف القضية – كجزء أولي ، وافكار أولية في الحركة الشعبية الجنوبية ، فضلاً عن كتاباته الشخصية .. الخ .
ورغم المؤشرات والمعطيات المتوفرة الظاهرة والضمنية والمستنتجة ، ما كان يتوقع أن الفوبيا السياسية تحت يافظة – التكتيك ، ستبقى فاعلة بعد تزايد أعداد الشهداء والجرحى والمعتقلين والمطاردين و .. و .. الخ ، تلك التي كانت محل اختلاف إلى إعلان زنجبار الإشكالي 9 مايو 2009م ، حيث اتخذ الخلاف ملامح جديدة ، ليس هنا مكانها –
إذ ما كان يسَوق – كفوبيا سياسية – ظهر في الأيام القليلة الماضية منذ الالتحاق بمطلب تغيير النظام ، ومن أبرز مظاهر ما أطلقنا عليها فوبيا سياسية ، ما يلي :
1- عدم استفزاز الشعب في الشمال بإعلان هدف استعادة دولة الجنوب ، ورفعت اليوم يافظة التكتيك المتمحور في الدفع بشعب الشمال للخروج لإسقاط النظام من خلال تبني مطلبه في التغيير .
2- أن إستمرار رفع راية الجنوب وشعاراته وهدفه سيوحد سلطة صنعاء والشعب ضد الجنوب .
والسؤال هنا متى كان الشعب مع الجنوب منذ احتلاله ؟ فعلى سبيل المثال : 17 سنه من القتل والسفك والقمع والتنكيل لشعب الجنوب ولم نسمع قيادياً في المؤتمر الشعبي الحاكم استقال أو استنكر على قمع المظاهرات في الجنوب بقسوة ، ولماذا العودة إلى ما قبل أربع سنوات بعد كل التضحيات الغالية التي قدمها شعب الجنوب ، تحت راية الاستقلال .. الخ ؟
3- أن عدو الجنوب هي السلطة أو النظام وليس الشعب المظلوم هو الآخر من نظام صنعاء – هكذا هو الخطاب – ولذلك – حسب الفوبيا التكتيكية أو التكتيك الفوبوي – يمكننا تحييد شعب الشمال والدفع به للخروج لإسقاط النظام .
( إذاً لم يكن للشعب مصلحة من بقاء الغنيمة – الدولة ، الدولة الغنيمة ، ما الذي يجعله يقف إلى جانب ظالمية ضد حق شعب الجنوب في استعادة حريته واستقلاله ؟
إنها المصلحة .. فهي المحرك لدوافع ومواقف الناس أفراداً وجماعات ، وطالما الأمر كذلك فإن طُعم تكتيك اسقاط النظام كخطوة أولى للانتقال إلى استعادة شعب الجنوب لدولته ، ليس سوى اكذوبة صورتها الفوبيا كإمكان خارج حقائق التجربة التاريخية وخارج الواقع الماثل ، إذ ان الذي يقف ضدك دفاعاً عن مصلحته – وهو يعلم أنها على حسابك – اليوم ، فما الذي يمنعه من ذلك بعد أن سقطت قضيتك لصالح قضيته التي من بينها التغيير والحفاظ على الوحدة ( الاحتلال غير المعترف به عند سلطة صنعاء ومعارضتها ؟)
4- فوبيا الوحدة : الخوف المرضي من تهمة الانفصالية الزائفة .. ولعل أقرب شاهد على ذلك الإفادة غير المسبوقة التي أفاد بها المهندس حيدر العطاس عبر قناة الــ BBC مساء 24/2/2011م – قبل أسبوع – عندما دافع عن وحويته وقيادة الجنوب قائلاً بأن إعلان فك الإرتباط في 21/5/1994م كان فك الارتباط مع النظام وليس مع الوحدة – ومحدثاً الصحفي الذي يجري معه المقابلة في برنامج (( في الصميم )) – عليك أن تعود إلى نص إعلان الدولة يومذاك .. وبما أن الذين تخلوا عن قضيتنا وأهدافها والتحقوا بمطلب التغيير للنظام يلتقون مع رؤية العطاس ، أن لم يكونوا على أتفاق تام معه ، كما افاد في المقابلة ذاتها ، فإننا إزاء الحقائق التالية :
أ- أن مشروع إعلان وحدة 22 مايو 1990م المشئوم لم يفشل ، كما تقرر الوقائع قبل أن يولد ، أو كما يدعي اغلب الجنوبيون ، فقيادة الجنوب قررت فك الارتباط بالنظام فقط وفق العطاس .
ب- وبما أن الوحدة قائمة فما حدث في عام 1994م ليس إحتلالاً للجنوب ، وإنما حرباً أهلية ، ثبتت الوحدة وعمدتها بالدم كما تتحدث سلطة الاحتلال ، والتخلي عن قضيتنا اليوم إقرار عملي بذلك .
ج- وطالما إعلان 21\5/1994م عن دولة ( ج . ي . د ) هو فك إرتباط بالنظام وليس بالوحدة " الاكذوبة الكبرى " فإن الالتحاق بمطلب إسقاط النظام يترجم عملياً هذه القناعة التي حجبت طوال 4 سنوات على الجمهور القابل بالسير معصوب العيون ، مكتفياً بإفراغ شحنة حماسه .
د - أن التكتيك المزعوم ، ليس سوى تكتيك على شعب الجنوب ، وتضليله إلى أن حانت اللحظة المناسبة لا سيما من قبل الذين رفعوا هدف الاستقلال واستعادة الدولة المجازة القوى المؤمنة بالهدف وتضليل الجماهير ، واليوم يعملون بقناعاتهم غير المعلنة ( لا للنظام ) في صنعاء ، أي نعم للوحدة .
هـ - فرض الوصاية مجدداً على شعب الجنوب بالتواطؤ بين قيادات الجنوب السابقة وقيادات في الداخل الذين أسقطوا القضية الوطنية الجنوبية ويبررون فعلهم بالتكتيك لصالح مشروع تغيير النظام .. يالها من مفارقة ..!!
5- إن طعم التكتيك المرفوع اليوم الذين يراد له أن يبتلع من قبل كل الجنوبيين ،كما ابتلعوا الوهم الذي قادهم إلى كارثة غير مسبوقة في تاريخ الشعوب ، لا نظنه ممكناً ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فأن التكتيك هو عملية ديناميكية في مسار إدارة الصراع مع العدو بما يخدم ويحقق الهدف الإستراتيجي .. أما في ظل غياب الاستراتيجية وهيمنة القناعة بما تصوره حالة الخوف المرضي " الفوبيا " التي أشرنا إليها اعلاه ، فأن ذلك لا يعني غير مغالطة للذات وعندما تصطدم الاوهام بحقائق الواقع الموضوعية ، وتنفتح دائرة صفر كبيرة لتبتلع الكل ، تجري عملية البحث عن الذرائع لتبرير الذات العاجزة ، أو لغسل اليد من وحل الجريمة .
وفضلاً عما سلف ، وداخل السياق الانحساري المخطط لإغتيال صوت شعب الجنوب وقضيته الوطنية العادلة ، يندرج الحضور الفادح لــ :
1- ثقافة الصنمية أو صنمية الثقافة ، أو العقدة اليزنية – كما يقال – وتتمظهر هذه الحالة في فقدان الثقة بالذات والقبول الطوعي بالتبعية المطلقة للإفراد الذين يمنحون هالة تجعل منهم رموزاً كاريزماتية فاعلة وقادرة ومحنكة ..الخ ، من الصفات المختلفة ، ،، عجز عما تقرره سيرهم من حقائق نقيضة ، كما هو الحال بالنسبة لتجربتنا، فعلي سالم البيض هو المخلص ، والعطاس وناصر رجلي سياسة محنكين - وما يأتي منهم مشفوع بآرائهم – هو الصواب ، وما عداه خطأ مطلق .. ولذلك يتم إغتيال الذاكرة ليحيا الزعيم البطل ، بعدما كان مجرد ندب في ذاكرة الحلم وحجراً من معبد الوهم المنهار على رؤوسنا ( الوحدة قدر ومصير الشعب اليمني ) وأي قدر واي مصير ؟؟!!
وإذا كانت ثورة الجنوب الشعبية السلمية النموذج السابق لثورتي تونس ومصر الشعبيتين اللتين مثلتا مرحلة جديدة من تاريخ العرب ، هي مرحلة أو عصر الشعوب وليس عصر الأبطال ، فإن ثمة من أخرج ثورتنا من هذه الحال المتقدمة بإعادتها إلى عصر الابطال ، برغم أن الشعب هو من نهض بالثورة ، ومن خلق الوعي بالقضية إلى الخروج الشعبي غير المتوقع في ثورة شعبية عارمة على جسور التصالح والتسامح الجنوبي – الجنوبي .
2- ربط نجاح الثورة بالعامل الخارجي أكثر من العامل الداخلي ( الذاتي ) ولذلك أنجر طرف الحركة الشعبية إلى اعتماد ما يأتي من قيادات الخارج بإعتبارهم الأدرى من ناحية ، ومن أخرى هم الذين سيوقرون العامل الخارحي – للأسف – وكأننا لم نشاهد ما حققته إرادة الشعبان التونسي والمصري ، دون أي عون أجنبي ، لأن الإرادة الشعبية حددت هدفها – هناك – بوضوح غير قابل للتأويل .
3- إنسياق الشارع خلف العاطفة والخطاب الحماسي ، ليسهم في تمرير القناعة بعدم جدوى الوعي بالقضية وشروط انتصارها من خلال تبني خطاب تعبوي مضاد لدعوات الوضوح في الهدف والرؤية السياسية الموثقة والتنظيم .. خطاب كرس اللاوعي بتعميم شعار : (( نريد تحرير مش تنظير )) ، دعك من اللا معقول في (( للي شبكنا يخلصنا )) .
وها نحن نشاهد اليوم من رفعوا في وجوهنا عصا " التحرير أولاً ، يتخلون ليس عن شعارهم وإنما عن القضية بهرولتهم للالتحاق بمطلب التغيير ، بصورة متطرفة ترقى إلى تطرفهم قبل ذلك إزاء الرأي المخالف .. فهل سألوا أنفسهم كيف يكون التغيير المرتبط بإرادة الآخر ، هو الطريق إلى حق التحرير واستعادة الدولة ؟!!.
إن الانتماء إلى فكرة ما قضية ما ، تستلزم – بالضرورة – الوعي .. المعرفة بما أنتميت إليه أولاً ثم القناعة الراسخة والعمل على توفير شروط وعوامل نجاحه .. هنا وبهذا يمكن الحديث عن الثبات في المواقف ومفهوم الإيمان الفردي في الانتماءات السياسية ، وما حدث اليوم – بعد مسيرة سنوات – ممن احتكروا ساحة النضال الوطني الجنوبي من نكوص وعودة للوراء 180 درجة ، تجعل من سمة (( السياسيين الرحل )) التخلي المخجل في مأساة شعب الجنوب ، الذي يواصل رحلة الأصفار فاصماً ثقافة المقاومة للقهر والظلم والإذلال التي تمثل الوجه المشرق للعاطفة على حساب العقلانية ، لدرجة الخوف – عند الغالبية – من تصفح الذاكرة الوطنية الجماعية ، للاستفادة من دروسها وعبرها .. لينطبق علينا ، كشعب القول بأن الشعب الذي لم يستفيد من تاريخه فإنه يكرر أخطاءه جيلاً بعد جيل ..
أولسنا داخب هذا الحكم بامتياز ؟ فمن يجرب المجرب غير العقل المخرب ؟! – كما يقولون –
4- هيمنة النفسية الاجتماعية المنتمية إلى الأشكال الأولية غير المدنية ، بمعنى سيادة الروح المكابرة المعاندة التي تدفع باصحابها إلى عدم الاعتراف بالخطأ ، وهو يعلم خطر التمادي فيه عليه وعلى شريكه في القضية والمصير ، بينما الوعي السياسي المدني متحرر من المكابرة والخصومات الشخصية ، وفي سبيل ما أمر من المناظل يتنازل عن كلما يخصه .
( يتمنى كاتب المداخلة على أخواننا الذين لبسوا مشروع الخلاص الجنوبي لتضليل الجماهير وليقضوا على المشروع السياسي الجنوبي من داخله ، أن لا يحتفلوا بانتصار تكتيكهم على أهلهم وذويهم ، ألا يأخذهم زهو المنتصر ، لأنهم – في الاصل – أنتصروا لمشروع سياسي ليسوا قادته ، ثم أن هنالكم مناضلون أحرار لا اتباع ، لم ولن يساموا بدماء الشهداء الابرار والجرحى الأبطال وسيواصلون رفع راية الحرية والاستقلال والسيادة ، منطلقين من إيمانهم الراسخ بأن القضية الوطنية الجنوبية ، قضية حق لا يسقط بالتقادم ، ولا بالخداع ، ولا بكفاءة حبك المؤامرات ... ويسر الكاتب أن يعيد لذاكرتكم وللقراء ما سبق له أن نبه إليه قبل أكثر من عامين في مقابلة صحفية نشرت في صحيفة " الوطني " ومواقع الكترونية قائلاً : (( لا خطر على القضية الوطنية الجنوبية إلا من الجنوبيين )) فإلى أي مدى صدق تنبيههم اليوم ؟!.
القضية الوطنية الجنوبية :
بين مطرقة أعدائها وسندان أصحابها
أولاًَ : تمهيد
نود أن نمهد لتحريك الذاكرة ، وبايجاز شديد ، لنربط بين ما كان وصيرورته ، أي ملامسة للتذكير بين المقدمات والنتائج في رحلة التضليل حتى انكشاف المستور .
1- أن الزخم الشعبي الجنوبي قد سبق الطلائع – إن جاز لنا القول – الأمر الذي جعل من التساؤل المركزي ( ماذا نريد ؟) متأخراً ، لكنه كان ضرورة لتحدية مسار الثورة الشعبية ، فكانت الإجابة غير موحدة .. وبرز طرفان في الواجهة :
الأول : يطالب السلطة بالاعتراف بالقضية الجنوبية ( هيئات الحراك / نجاح 2008 – مايو 2009م )
الثاني : الاستقلال واستعادة دولة الجنوب ( ملتقيات التصالح والتسامح 2008م – المجلس الوطني إلى اليوم )
- وبالارتباط بالاجابتين برزت قضية المفاهيم والمصطلحات السياسية وتعريف القضية لتأخذ حقها في الاختلاف وفقاً للهدفين المعلنيين .. وإذ تبنى المجلس الوطني الأعلى هدف التحرير واستعادة الدولة 13 أكتوبر 2008م ، نهض بمهمة تحرير القضية من تعدد التعاريف وتوصيف الوضع المفروض على الجنوب .. باختصار شديد (( قضيتنا هي قضية دولة تحت الاحتلال ))
2- انسحاب حركة نجاح من حوار لجنة الـ (20) مارس – إبريل 2009م ، عندما وجدت نفسها مضطرة للقبول بهدف الاستقلال واستعادة الدولة .
3- إعلان زنجبار 9 مايو 2009م الذي أريد له أن يكون بديلا لكل القوى الجنوبية بفرض وحدة قسرية مغتصبة غير مدروسة استمرت حتى وقت انقسام تشكيلته إلى ثلاثة تيارات جميعها تتمسك بما تسميها شرعية إعلان 9 مايو وتصر على ان كل المكونات في مجلس واحد .. الخ ..الخ .
4- وجهت حملة اعلامية وسياسية منظمة لتفكيك وتدمير المجلس الوطني الأعلى واتحاد شباب الجنوب حتى تحولت المعركة إلى داخل الحركة الشعبية الجنوبية بين حملة الإلغاء والتدمير للآخر ، ودفاع المستهدف بالإلغاء والتدمير عن وجوده .
5- مطلب توحيد ولم الشمل الجنوبي ، استخدم للنيل من القوى المتمسكة بهدفها ووضوح الرؤية ، وضمان إنجاز توحيد متين قادر على الاستمرار والنهوض بوظيفته ، كمطلب حق يراد به باطل .
6- تشكل رأي لدى الشارع بأن الخلاف حول المواقع القيادية ، وأن كل طرف يحرص على موقعه القيادي ، وأن لا خلاف غير ذلك ، طالما الهدف واحد و .. و .. غير ذلك .
فهل اثبتت الأيام أن الخلاف كان ومابرح بين مشروعين سياسيين ؟
مرحلة مفصلية :
لقد كانت المفاصلة في الهدف أجلى وضوحاً في 13 يناير 2008م بنزول بيانين مختلفي الهدف إلى الفعالية ، وأن الانتقال للهدف الذي أعلنه المجلس الوطني الاعلى نهاية عام 2008م في بيان إعلان زنجبار 9 مايو 2009م ، ليس سوى ارتداد خارجي للهدف ، أفضى إلى الأزمة التي اضعفت ثورتنا ، بل أساءت إليها كثيراً ، وها نحن اليوم أمام لحظة مفصلية هي في الأصل إعادة للمفاصلة السابقة ، ولكن في أدق واخطر وأهم مرحلة من عمر ثورة شعب الجنوب .
فإذ بزغت شمس مرحلة تاريخية جديدة على منطقتنا العربية ، بما أحدثته الثورتان الشعبيتان في تونس ومصر من تبدل للخريطة السياسية العربية ، حيث توفر لقضيتنا وكفاح شعبنا أفقاً موضوعياً لكسر الحصار والتعتيم الاعلامي والسياسي الذي فرضته سلطة الاحتلال وبتجاهل أنظمة المنطقة العربية لأسباب لسنا بصددها – إذا بالفصيل المدعوم مادياً وسياسياً وإعلامياً من قبل قيادة الجنوب السابقة ومن المغتربين ، إذا به في وقت تركزت فيه الأضواء الإعلامية على قضيتنا ، ضمن التطورات الجديدة في المنطقة يلتحق بمشروع سياسي آخر هو مشروع التغيير ، ويقبل أن تلغى القضية الوطنية الجنوبية إن لم نقل يقبل باسقاطها ويعمل كملحق في مشروع اسقاط النظام ، موجهً أنصاره للالتحاق بثورة اسقاط النظام في مدينة " عدن " بزعم التكتيك ، كما سلفت الإشارة .
أما كان حري بحملة مشروع المعارضة السياسية لسلطة صنعاء أن يمتلكوا الشجاعة قبل هذا التاريخ ، فيعلنون مشروعهم ؟ .. سؤال صار يتردد اليوم في الشارع ، لكن الأمر ليس بتلك البساطة ، إذ كان لابد من إحداث حالة إرباك وفوضى وخلق أزمات حتى يصل الناس إلى حالة الإحباط واليأس والتحرك وفق سيناريو مرسوم ، ظهرت مؤشراته بقوة في أكتوبر 2009م لولا فشله يومئذ ، وكانت القراءات تذهب إلى سيناريو يفرض الحل الفيدرالي ، وهي قراءة متفائلة إذا ما قورنت بخدعة الانضمام إلى مشروع التغيير للنظام .
أيها الاخوة : أن قضيتنا والحفاظ على منجزات ثورتنا ، والوفاء لشهدائنا وجرحانا ، أن كل ذلك اليوم في المحك .. أن الخطر المحدق بها جاء من قوى جنوبية ، وهو الأخطر من فعل أعدائها ، فإن يعمل أعداء القضية على ضربها فأمر بديهي ، أما أن يأتي الخطر من أصحابها فذلك أمر مفارق وغير أخلاقي عندما يكون ممن مارسوا الديماجوجيا والخداع للجماهير ، وعاهدوها على السير في طريق الاستقلال ، وعلى حين غدر يقودونها إلى ما يسقط قضيتها ويقضي على تطلعاتها ، بزعم يزور إرادتها .
عموماً .. ماذا يعني التخلي عن هدف الثورة الشعبية الجنوبية التحررية والالتحاق بمطلب إسقاط النظام في صنعاء ؟
يمكننا تلخيص هذا النكوص القاتل في الحقائق السياسية التالية :
1- أن الزج بشباب ومناضلي الجنوب للالتحاق بمطلب اسقاط النظام في صنعاء يعني عقلاً ومنطقاً :
أ- إسقاط القضية الوطنية الجنوبية ومنجزات الثورة الشعبية الجنوبية وتضحياتها
ب- الاعتراف بأن الجنوب – الدولة – ينتمي إلى جمهورية (7/7) سياسياً وجغرافياً وسكانياً ، أي إسقاط هوية الجنوب المستقلة .
ج- القبول بوضع الاحتلال وتشريعه وبالنتيجة ، الإقرار الجنوبي – من وجهة نظر سياسية – بوحدة قائمة ، ترجمة لإفادة العطاس عن فك الارتباط بالنظام وليس بالوحدة في مايو 1994م .
د- إن الالتحاق بمشروع إسقاط النظام ، يسقط الحركة الشعبية الجنوبية ( الحراك ) لأنه تخلى عن وظيفته كحامل للقضية الوطنية الجنوبية ، أي أن الحركة الشعبية الجنوبية ( الحراك ) ألغى نفسه بنفسه وارتباط بذلك سقطت القضية والثورة الجنوبية .
هـ - إهدار مجاني للأرواح والدماء الزكية التي قدمها شعب الجنوب على درب تطلعاته إلى الخلاص من فاجعته الإنسانية المتعاظمة تحت احتلال بدائي همجي سبئي الثقافة والسلوك ، دونما ضمان لإعفاء الشهداء والجرحى من التجريم القانوني .
2- إن مطلب إسقاط النظام أو تغييره ، بالنسبة لشعب الجنوب هو عودة بلا ثمن إلى شرك 22 مايو 1990م وإذ كان يؤكد رفضه لاختزال حقه في الحرية والاستقلال بحل فيدرالي أو سواه ، فأن الزج به في شرك التكتيك الذهاني هذا لن يحظى بشيء يخصه ، لأن المطلب دون مطلب إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة ، ناهيك عن الفيدرالية .
3- أن الزعم المضلل للعامة في الجنوب بأن الالتحاق بمشروع سياسي لا يمت بصلة لقضيتهم ، هو مجرد تكتيك لإسقاط النظام ثم الانتقال لتحرير واستعادة دولة الجنوب ، يضع كل من يعقل أمام أسئلة بديهية من قبيل :
أ- من أقر هذا التكتيك نيابة عن شعب الجنوب ؟ .. ومن ذاك الذي فرض وصايته على الشعب ؟
ب- مع من أتفق الوصي غير المفوض ، على إتباع هذا التكتيك وإنجاحه ؟
ج- من يضمن سقوط النظام ، وكيف سيكون ذلك السقوط ؟ .. هل يدرك المتكتكون ذلك ؟
د- وفي حال عدم سقوط النظام ، كيف سيكون الموقف ؟
هـ - إذا تم إسقاط رأس النظام وزبانيته ، ما طبيعة التغيير المحتمل للنظام ؟ وهل سيقبل النظام الجديد بمنح الجنوب حق تقرير مصيره بين البقاء في الوحدة – مجازاً – أو العودة إلى وضعه السابق لعام 1990م .
و – هل أحزاب المعارضة + الشعب في ( ج . ع . ي ) يعترف بأن الجنوب يخضع لاحتلال عسكري همجي ؟ أم أنهما لا يعترفان بذلك ويتحدثان عن مظالم في الجنوب ، لا تختلف عن مظالم في الشمال ؟
4- أن التخلي عن القضية في هذا الوقت كان مواتياً لتقديم قضيتنا بشكل أوضح وأشمل للعالم كلحظة تاريخية نادرة ينبغي استغلالها ، فإن رفضها مرة أخرى أمر مفروغ منه يمثل تخجلي صارخ وفاضح للذهان السياسي ، إن لم نقل الغباء السياسي وهو الصحيح .
5- إن إسقاط قضيتنا ذات الخصوصية الذاتية غير المرتبطة بمطلب التغيير من قبل الجنوبيين أنفسهم يشطب – بمنطق السياسة والتاريخ – التاريخ الكفاحي الجديد لشعب الجنوب بمواجهة تاريخ الاحتلال المراد فرضه بديلاً إلغائياً لتاريخ وهوية الجنوب ، هذا من جهة ، ومن أخرى فإن كل النجاحات التي حققتها ثورة الجنوب الشعبية السلمية والتضحيات الغالية التي قدمها الشعب تسقط جميعها .
إن المفارقة التي نعيش المها هذه الأيام – كجنوبيين – هي في :
أولاً : عدم قدرة الشارع السياسي على تقييم وتفسير ما حدث من إرباك وتأزيم وتغذية للانقسامات ، بعد ما ظهر بلا قناع ، الطرف الذي تهرب من التزام موثق بهدف التحرير واستعادة الدولة طوال 4 سنوات ، والتحق بمشروع المشترك .. إذ أن هذا الانتقال إلى قضية أخرى متخلياً عن القضية الوطنية الجنوبية وأهدافها ، يفسر بلا أدنى شك ، الدور اللاوطني واللا نضالي لإرباك وإضعاف وتمزيق الحركة الشعبية الجنوبية ، ليصل إلى هذه اللحظة واحكم توقيتها باسم التكتيك .
( أكد مصداقية اللقاء المشترك في أن قيادات في ( الحراك الجنوبي ) قد أبرمت اتفاقات معه للانضمام إلى أجندته السياسية وهو أمر يقرر منطقياً أن ثمة صفقات أبرمت سراً وتفسر مصدر وأهداف خلق الازمات داخل الصف الجنوبي .
ثانياً : إن الأرواح التي تزهق والدماء التي تسفك في عدن ، إن المذابح التي تقترفها أجهزة أمن الاحتلال بحق أبنائنا تفوق جرائمها السابقة في عاصمتنا ، لا سيما مذبحة الجمعة 25/2/2011م ، هذا بعد أن بلعوا وهم الانضمام إلى مشروع تغيير النظام في يوم الجمعة الدامي وحده يسقط سبعة شهداء وعشرات الجرحى ليغدوا عدد الشهداء خلال أقل من أسبوع أكثر من 20 شهيداً وحوالي مائة جريح ، وزعوا بين مدن عاصمة الجنوب المستباحة بلا تمييز .. زد إلى سقوط 17 جريحاً في حضرموت .
بينما لم يتعدى عدد الشهداء في صنعاء وتعز ( 4 شهداء وعشرات الجرحى بعضهم أصيبوا بجراح من الحجارة ، أو العصي وليس الرصاص الحي )
في الوقت الذي تواجه التظاهرات في الجنوب بالرصاص الحي وبالعربات المدرعة والدبابات ، وفرض حالة طوارئ على مدينة عدن بمنع التنقل بين مدن عدن وإغلاق كليات الجامعة والمدراس ..الخ ..الخ .
وكما نعلم أن المذبحة – الجريمة ضد إنسانية يوم الجمعة ، تمت بعد إعلان رأس النظام في صنعاء بمنع استخدام القوة ضد المعتصمين ، بأقل من يوم واحد ، وهذا ما يفسر الحقيقة التي تتعامى عنها بعض أطراف الحركة الشعبية الجنوبية ( أو الحراك الجنوبي ) لا سيما تلك التي تزج بشباب الجنوب اللالتحاق بمشروع التغيير .. تعي حقيقة الازدواجية الوظيفية لسلطة صنعاء ، فهي في صنعاء سلطة استبداد وفساد ، بينما هي في " عدن " سلطة احتلال عسكري اجتثاثي .. أو فليأتينا المتخلون عن قضيتنا بتفسير يملك الحجة خارج تلك الحقيقة ، ليس منذ أسبوع وإنما منذ 17 عاماً من السياسة الممنهجة ، ليس لطمس هوية الجنوب وحسب ، بل ولمحو وجوده ، ليغدو شعباً بلا أرض ، لكن الثورة الشعبية الجنوبية قد أعادت للشعب روحه ووعيه بذاته وترسخ إيمانه وتعززت قناعته بشرعية وعدالة قضيته وبانتصارها .
وإذ فتحت المرحلة التاريخية الجديدة المتشكلة في منطقتنا العربية ، آفاقاً رحبه لثورتنا الشعبية ، إبتداء من تسليط الأضواء عليها وعلى كفاح شعبنا في سبيل حقه في الحرية والاستقلال ، يأتي – على حين غدر وخذلان – قطاع طرق التاريخ لصرف الجنوب عن قضيته وتوجيهه للعودة إلى ما رفضه وثار للخلاص من تبعاته .
( أكذوبة الوحدة ) وأسطورة وحدة الأرض والإنسان وثنائيات : الأصل / الفرع ، الوحدوي / الانفصالي ، المنتصر / المهزوم ، الفاتح / الأرض المفتوحة ..) ونقش النصر الأليم ( يوم النصر العظيم – 7/7/ الأسود .. الخ .. الخ من المظالم والجرائم )
وهاهم الجنوبيون يواجهون بوحشية وبربرية وإرهاب رسمي ، وهم يرفعون راية التغيير المرفوعة في صنعاء وفي تعز .. وأنهم في كل الاحوال يموتون .. وحتى وهم يخرجون ضد مصلحتهم سلمياً ،يموتون بالرصاص الحي .. يقتلون عمداً ، بل مع سبق الإصرار والترصد .
لقد تخلوا عن رايتهم التي قدموا من أجلها مئات الشهداء ، فذبحوا بقسوة يوم الجمعة الدامية في معظم مدن العاصمة السياسية للجنوب ( مدينة عدن ) – كما علمتم ، وفي حضرموت كذلك .
***
أن ما حدث بما هو إغتيال لروح الوعي بالذات الجنوبية المستقلة ، وخذلان اللإرادة الشعبية وتطلعاتها للخلاص من الفاجعة ، وضرب لليقين الذي بلغه شعب الجنوب عبر مرارة القهر والحرمان والآلام والضياع ..الخ ، عن استحالة التعايش مع ثقافة واخرة من كهوف سبأ .
هو المرحلة الأخيرة التي بدأت بحملات التشهير للمناضلين المخلصين السباقين في إيقاظ وتحريك الوعي بالقضية الوطنية الجنوبية ، فممارسة التضليل والكذب واتهام المخالفين بالرأي بالعمالة والخيانة .. و .. و هلم شراً ، ثم نشر فوضى الانسياق واحراق المراحل وخلق كل أسباب تأزيم العلاقات بين مكونات واستنفار الكل بخطاب استكباري احتكاري شمولي إلغائئ للآخر ، فضلاً عن احتكار ساحة النضال الوطني الجنوبي ، وانكار وتغييب دور الآخرين قوى وأفراداً .. حتى غدا الكثيرون من المخلصين لحريتهم الصادقين في توجهاتهم ، يشعرون بأن شعب الجنوب غير قادر على إدارة نفسه حتى ولو بلغ أهدافه .. وأن ثمة موروث مرضي مستعصي يعيق تطلعاته في الحاضر والمستقبل .
بيد ان التخلي عن القضية من قبل تلك القوى ، يجعلنا وكل المخلصين للقضية نعيد النظر فيما أعتقدناها اسباباً موضوعية ، أو عللاً موروقة ، لأن كل ذلك الارباك وكل تلك الفوضى وخلق العراقيل أمام جهود توحيد إرادة شعب الجنوب ، كانت عملية ممنهجة مدروسة استهدفت إيصال ثورة الشعب السلمية إلى طريق مسدود وبالتالي تسهيل اسقاطها والاستفادة مما صنعته في خدمة المشروع القديم – الجيد – وهو ما حصل ( الانضمام إلى مشروع التغيير للنظام ) الذي تحصد رصاص الاحتلال الارواح وتسفك الدماء في عدن – اليوم – من أجله ، وكأن الشاعر المتنبي لم يقل للطامحين الأحرار :
(( فطعم الموت في أمر حقير × كطعم الموت في أمر عظيم )) .. فلماذ يموت شباب الجنوب من أجل المجهول ، وقد كانوا يعبدون بالدم والإصرار والأمل درب حريتهم ؟
إن شعب الجنوب كان ولا زال جزء كبير منه قد حدد خياره بوضوح وفرض على المترددين أن يتبنوا هدفه ، لكن ثمة من لبس ثوب الاستقلال لخداع الجماهير ، وهاهو يزج بجزء مهم من شباب الجنوب في ممارسة تجسد الذهان السياسي ( الانفصام ) بسفور مخزي .
وهو ما يذكرنا بحالة أنفصام في الشخصية ، حدثت في أحد ملاهي عدن الجديدة ، حيث تناقل الناس قصة رجل ( جنوبي طبعاً ) دخل ملهى ليلي في ساحل جولدمور ، وعندما أوشك الملهى إغلاق أبوابه ، قام الرجل يبحث عن شيء ما في الملهى ، غادر الرواد الملهى إلا هو ، فسأله صاحب الملهى الدحباشي ، عما يبحث فلم يرد عليه حتى جاءه شرطي فسأله الشرطي عما تبحث .. رد الرجل بأنه يبحث عن مفتاح بيته ، وسأله الشرطي إن كان المفتاح قد سقط عنه في الملهى ؟ رد الرجل : أن مفتاحه سقط في رمل الساحل القريب ، سأله الشرطي غاضباً : ولماذا تبحث عنه في الملهى ؟ .. رد الرجل المنفصم : لأن الإضاءة على الساحل باهتة ، بينما الإضاءة في الملهى ساطعة .
أليس التخلي عن قضيتنا والالتحاق بقضية أخرى بحثاً عن حل لقضيتنا ، يماثل تماماً قصة الشخص المنفصم الباحث على مفتاح بيته في مكان غير مكانه ، لا لشيء إلا لسطوع الإضاءة .. وهؤلاء – قطاع طريق ثورة الجنوب الشعبية – أسقطوا القضية الجنوبية ويمنون أتباعهم بالعثور على حل لها في صنعاء .
***
ولعل أظهر صور الانفصام السياسي تتمثل ليس فقط في إسقاط القضية ، وإنما في مواصلة تملك النقاء والصواب المطلق والوطنية .. و .. و.. الخ ، فإذ كان المخالفون لهم بالرأي قبل هذا التراجع من النقيض إلى النقيض ، يصمون مخالفيهم بالعمالة للسلطة وبخيانة القضية ، فهاهم اليوم يواصلون توزيع الصكوك ذاتها بالإشتراك مع أحزاب المشترك على من يرفع علم دولة الجنوب أو يرفع شعارات ثورة الجنوب الشعبية ، فهو عميل للسلطة .. وهذه الحملة الإعلامية الموجهة تستهدف قمع أي رأي مخالف ومتمسك بحق شعب الجنوب في حريته واستقلاله وبعهد الوفاء للشهداء الأبرار .
فكما نقلت قناة سهيل عن الأمين العام لمجلس الحراك عبدالله الناخبي 28/2/2011م، الذي قال بأن الشعارات الانفصالية المرفوعة هذه الأيام مدفوعة الثمن من قبل السلطة ولتخويف الشعب في الشمال .. يالها من مفارقة !!
الخلاصـــة :
1- لا اعتراض على من يخرج في الجنوب من أحزاب المعارضة وغيرها ليرفع مطلب التغيير للنظام .. لأن التغيير هو هدف هذه الاحزاب وهذا حقها .. وليس من حق أحد أن يمنعنا من مواصلة حمل قضيتنا وأهدافها المتمثلة في النضال لتحرير واستعادة دولة الجنوب المستقلة وسيادتها على كامل ترابها .
2- أما الذين ضللوا الجماهير بتبني القضية الوطنية وأهدافها المعلنة ويتحملون مسئولية سقوط مئات الشهداء ومئات الجرحى وعذابات آلاف ، وعن قصف المدن ومطاردة الناشطين .. الخ . ، فهؤلاء مكونات وأفراد ليس لهم حق خداع الشعب وخيانة قضيته وإهدار دماء شهدائه وجرحاه ز
3- إن الدفاع عن القضية الوطنية الجنوبية وصيانة دماء الشهداء والجرحى ، يقتضي من المخلصين للقضية قوى وافراداً أتباع كل أشكال التعبير السياسية السلمية لإستئناف حضور القضية في الخطاب السياسي وفي الحضور الجماهيري في الشارع وعدم الالتفات لحملة الترهيب الإعلامية التي يشنها المشترك وحلفائه الجنوبيين ( مجلس الحراك السلمي على وجه الخصوص ) وتنوير الجماهير وتعريفها بمخاطر جريمة إسقاط قضيتها .
4- أن الدور الذي لعبه المجلس الأعلى للحراك الحراك ( مجلس قيادة الثورة – هيئات الحراك ) في الضرب للقضية الوطنية الجنوبية يؤكد مصداقية المجلس الوطني الأعلى الذي تعرض لحملة شرسه من هذا المجلس وقيادات الخارج ، وهاهو أمين عام مجلس البيض والعطاس يتهم كل من يتمسك بقضيتنا عميلاً مع السلطة ، لصوص الثورة يدينون الأوفيا لقضيتهم وشهدائهم .
انتهى!!!!!!!
2مارس2011م -الضالع
نص الورقة المقدمة الى الندوة للكاتب والمفكر الجنوبي المناضل
محمد علي شا يف رئيس الدائرة السياسية
للمجلس الوطني الاعلى لتحرير الجنوب -بعنوان
التفاف أم احتواء أم إسقاط للقضية الجنوبية وللثورة الشعبية الجنوبية السلمية ؟؟
منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي /الضالع-بن زيد
استهلال : صباح المجد يا دم الشهداء
صباح المجد يا دم الشهداء ، أوقد في صقيع الوطن المباح صرخة الكرامة ، يا مشعل شموع الإرادة ومذكي نار الطموح / أنت يا من حريته مبدأ وختام غرامه / قل للوفاء لا تفرط بالأمانة / إن دماء الشهداء وآلام الجرحى في أعناق أحرار الجنوب / إما قلادة مجد وإما طوق عار / فحذار حذار – يا شباب الجنوب الأحرار / حذار .. أن تبتلعوا تفاحة وهم جديدة / فاي عار – أن يتقايض نخاس بالسناء وجار / فلا تضعوا مصيركم مرة أخرى على طاولة قمار /.
إني حزين حد الثورة رقصاً على سكاكين الغباء القاتلة / غاضباً حد الأنطفاء ضحكاً في بركة شر البرية / فرفاقي في التضحية : على حين غدر باعوا ثورة الهوية / فعلامَ – منذ عقد ونيف – يا أحرار الجنوب / تموتون .. وتقدمون بسخاء العشاق الدماء السنية ؟ !!
أليس من أجل تحرير أمنا السبية ؟!!
إن دمائنا ليست للمضاربة / من يقاول بمصيرنا ويتاجر بالقضية ؟
- جريح معاق أجهش جمر الأسئلة وأضاف :
” حملت الوطن المستباح بين أضلاعي / ظلاً وعين ماء / وجعاً خبأته ورفعته ضياءاَ وسماء / فصرت وطناً لوطني .
والرفاق غادروني من طعنة في الظهر / مخلفين جثث العهود في العراء / تنزفهم عويلاً وجعجعة .. / وخطباً هرقلية بلا ملح الوفاء / تركوها بلا كفن يغطي عريهم فيها / ولا قبر يواريها / على رصيف الفرجة ملقية / لعنة متعفنة تعافها النسور / وتربأ ضمها حفر المقابر /
وها جرح الجنوب .. فاجعته .. تنز دهشتها / غصص أسئلة دامية /
" يا ذاكرة الوجع جودي بالبصيرة / كيف هرب الرجال من الحضيره / وذات انفصام ذهاني / يعودون – كالقطيع – إلى ذات الحضيرة ؟؟!! "
كم جنيناً سوف نجهض – يا شباب – قبل الظهيرة ؟
كم جيلاً من الشهداء سوف نولم دمه / كم جريحاً .. كم أسيراً .. كم طريداً .. كم ضريرا ...؟
حتى نحرر موتنا الهادف / من داء غفلتنا / من أدران ماضينا وسلطتها العنيفه / ومن أناجيل أصنام المسيرة ؟؟!!
***
" سرقت مني – يا أحرار شعبي - / زُيّفت حتى صرت لا أعرف عني / غير أني لست مني / حطب نار تلتهمني / تكاثر قطر العدوان الرخيصة حوالي / تتقافز الأسماء – على غير موعد / من داخلي .. من خارج المعنى .. كانهيار مبنى / كتهافت الحشرات على وهج الضرامِ .
فبعضي يحاصر بعضه / كلي يصارع كله / يضيق بجلده – يا ويحتاه – جلده كرجل خرج من غيبوبته الخداع الجميل / والغباء وخثر الشكا والبكاء : جرحاً يقاتل / وعلى حين انفصام غدا يأكل نفسه / يقايض بالأوهام ، ما أنبت دم الكرام .
***
ماذا يحدث – أيها المشردون من هويتكم ؟ / الناهضون من تحت انقاضه الخراب / إلام – يا شباب الجنوب - كلما أشتعلت بصخر الإرادة .. دمي / ها " أنا " هويتي و .. وطني المغرد في ضفاف الجرح / نشيد الكرامة الخالد / تطفؤها – يا حسرتاه – حرابي وسهامي / مشفوعة بوابل من الأوهام وألغام الخصام / ألؤم ساذج – يا عدن – الكليمة / أم عاشق مخصي يطوقك يعقد الانتقام ؟ /
يا وطني .. ويا وجعي وجرابي الفارغ مني / إلى متى ترعى من عشب السراب ؟ /
***
علمني يُتم الوطن : / أن لا فرق بين ذنب وناب / فلا تستتب ذنباً / كلا ولا رحمة من مخلب تُرجى / فكن أنت .. كي تجدك ../ خارج غموض المهزلة / في فاجعة الأرض الشهية / أعلى فأسمى من جنوب المقصلة /
كن " عنزة " – يا صاحبي – كي عن جدارة / تحظى بمجد حريتك المكبلة / وقل للوطن النابت في دمك : نوراً ونار / " أن يؤمنا الفراعنه – الأذناب / فما الفرق – يا شهداء – بين إفطار وصيام / بين جلوس وقيام / بين جنوبُ – كذلك وشام /
***
الاستهلال – أعلاه – غيض من فيض الوجع الإنساني في محيط الانكسار الذي زامل كل أحرار الجنوب المخلصين لقضيتهم المؤمنين بحق شعب الجنوب في إزالة اللا معقول التاريخي الذي وجد نفسه في نفقه اللا انساني ، ومنذ 17 عاماً يرزح في بطنه فاجعة إنسانية .. الخ .. الخ ، وذلك من خلال تحرير أرضه واستعادة دولته المستقلة وسيادتها على كامل ترابها الوطني ، من احتلال عسكري بدائي همجي ، لا صان عهداً ولا حقاً ، واستباح الأرض والعرض والدم وقتل النفس التي حرم الله بدم بارد .. الخ .. الخ .
نعود لنقول : إن ذلكم بعضاً من ألمنا ونار الأسئلة التي تحاصر الجنوبيين من داخلهم أكثر من خارجهم ، لماذا عجز أصحاب القضية الوطنية الجنوبية أن يوحدوا صرخة مأساتهم ؟ لماذا عجزوا عن توحيد هدفهم الكفاحي وأداته حتى غدا أحد ذرائع ومبررات الذين حالوا دون ذلك ، واسهموا في تمزيق الحركة الشعبية وتبديد جهودها في صراع مع الذات .. الخ .. الخ
عندما تخلوا عن الهدف الاستراتيجي لشعب الجنوب الذي قدم من أجله ( 350 شهيداً ) وأكثر وآلاف الجرحى وأضعاف مضاعفة من المعتقلين .. نعم .. لقد تم – بين ليلة وضحاها – التنازل عن القضية الوطنية الجنوبية ومشروع ثورتها الشعبية السابقة لثورتي تونس ومصر وليبيا وغيرها ، بالانضمام إلى مشروع سياسي آخر ، لا يمت بصلة إلى قضية شعب الجنوب كما هي قضية دولة ( شعب وجغرافيا وسيادة ) تحت الاحتلال .
إن الالتحاق غير المدروس ، بل غير المبرر لا سياسياً ولا أخلاقياً – جنوبياً طبعاً – بما هو الالتحاق المجاني بمطلب " تغيير وإسقاط النظام " !! ، إن لم نقل التقاطاً للحظة المناسبة لتسويق وتصدر المشروع السياسي المخبأ تحت معطف التحرير والاستقلال – كما سيأتي –
فهل القضية الوطنية الجنوبية ، قضية إستبداد وفساد ؟؟
وهل كفاح شعب الجنوب ، عبر مختلف الأشكال السياسية والشعبية من عام 1997م إلى أن نضجت الظروف والعوامل الذاتية لتحولها إلى ثورة شعبية سلمية منذ 2007 حتى اليوم .
هل كان من أجل تغيير النظام السياسي أم من أجل إزالة الاحتلال وإستعادة دولة الجنوب المستقلة ؟؟
( - السؤال هنا موجخ – أساساً – لجماهير الثورة الجنوبية السلمية، لذوي وأصدقاء ومحبي الشهداء ، وللجرحى الناجين من الإعاقة والمعاقين جراء الإصابات ، وللمعتقلين والمطاردين .. ثم للذين لبسوا ثوب الاستقلال واستعادة الدولة – في الحركة الشعبية – ومارسوا الإلغاء والإقصاء للآخر – الجنوبي ، وحاولوا إحتكار ساحة النضال بشمولية مدمرة ، وعجزوا عن تقديم برنامج أو مشروع سياسي منذ 4 سنوات ، وفجأة يلتحقون بمطلب ، دون مطلب الفيدرالية الذي رفضه الشارع الجنوبي هاتفاً : " ثورتنا ثورة هوية – لا وحده ولا فدرالية " .
فوبيا سياسية أم تكتيك ؟؟
كان كاتب هذه السطور ( المداخلة المتواضعة ) أحد المنشغلين إن لم يقل يعيش حالة صراع امام الظواهر المعيقة في مسيرة الثورة الوطنية السلمية الجنوبية ومحاولة تفسيرها تفسيراً واقعياً وعقلانياً .
وقد سعى من موقعه الكفاحي في المجلس الوطني الأعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب المستقلة أن يقرأ ويشخص الظواهر – العوائق التي ظهرت وسط حركة الشعب السلمية ، وكشف الأسباب الجوهرية لإختلاف وتعدد مكونات الثورة الوطنية الجنوبية السلمية و .. و .. الخ ، وذلك في الوثيقتين السياسيتين التوعويتين ( مخاطر تعدد الخطاب السياسي وتعدد تعاريف القضية – كجزء أولي ، وافكار أولية في الحركة الشعبية الجنوبية ، فضلاً عن كتاباته الشخصية .. الخ .
ورغم المؤشرات والمعطيات المتوفرة الظاهرة والضمنية والمستنتجة ، ما كان يتوقع أن الفوبيا السياسية تحت يافظة – التكتيك ، ستبقى فاعلة بعد تزايد أعداد الشهداء والجرحى والمعتقلين والمطاردين و .. و .. الخ ، تلك التي كانت محل اختلاف إلى إعلان زنجبار الإشكالي 9 مايو 2009م ، حيث اتخذ الخلاف ملامح جديدة ، ليس هنا مكانها –
إذ ما كان يسَوق – كفوبيا سياسية – ظهر في الأيام القليلة الماضية منذ الالتحاق بمطلب تغيير النظام ، ومن أبرز مظاهر ما أطلقنا عليها فوبيا سياسية ، ما يلي :
1- عدم استفزاز الشعب في الشمال بإعلان هدف استعادة دولة الجنوب ، ورفعت اليوم يافظة التكتيك المتمحور في الدفع بشعب الشمال للخروج لإسقاط النظام من خلال تبني مطلبه في التغيير .
2- أن إستمرار رفع راية الجنوب وشعاراته وهدفه سيوحد سلطة صنعاء والشعب ضد الجنوب .
والسؤال هنا متى كان الشعب مع الجنوب منذ احتلاله ؟ فعلى سبيل المثال : 17 سنه من القتل والسفك والقمع والتنكيل لشعب الجنوب ولم نسمع قيادياً في المؤتمر الشعبي الحاكم استقال أو استنكر على قمع المظاهرات في الجنوب بقسوة ، ولماذا العودة إلى ما قبل أربع سنوات بعد كل التضحيات الغالية التي قدمها شعب الجنوب ، تحت راية الاستقلال .. الخ ؟
3- أن عدو الجنوب هي السلطة أو النظام وليس الشعب المظلوم هو الآخر من نظام صنعاء – هكذا هو الخطاب – ولذلك – حسب الفوبيا التكتيكية أو التكتيك الفوبوي – يمكننا تحييد شعب الشمال والدفع به للخروج لإسقاط النظام .
( إذاً لم يكن للشعب مصلحة من بقاء الغنيمة – الدولة ، الدولة الغنيمة ، ما الذي يجعله يقف إلى جانب ظالمية ضد حق شعب الجنوب في استعادة حريته واستقلاله ؟
إنها المصلحة .. فهي المحرك لدوافع ومواقف الناس أفراداً وجماعات ، وطالما الأمر كذلك فإن طُعم تكتيك اسقاط النظام كخطوة أولى للانتقال إلى استعادة شعب الجنوب لدولته ، ليس سوى اكذوبة صورتها الفوبيا كإمكان خارج حقائق التجربة التاريخية وخارج الواقع الماثل ، إذ ان الذي يقف ضدك دفاعاً عن مصلحته – وهو يعلم أنها على حسابك – اليوم ، فما الذي يمنعه من ذلك بعد أن سقطت قضيتك لصالح قضيته التي من بينها التغيير والحفاظ على الوحدة ( الاحتلال غير المعترف به عند سلطة صنعاء ومعارضتها ؟)
4- فوبيا الوحدة : الخوف المرضي من تهمة الانفصالية الزائفة .. ولعل أقرب شاهد على ذلك الإفادة غير المسبوقة التي أفاد بها المهندس حيدر العطاس عبر قناة الــ BBC مساء 24/2/2011م – قبل أسبوع – عندما دافع عن وحويته وقيادة الجنوب قائلاً بأن إعلان فك الإرتباط في 21/5/1994م كان فك الارتباط مع النظام وليس مع الوحدة – ومحدثاً الصحفي الذي يجري معه المقابلة في برنامج (( في الصميم )) – عليك أن تعود إلى نص إعلان الدولة يومذاك .. وبما أن الذين تخلوا عن قضيتنا وأهدافها والتحقوا بمطلب التغيير للنظام يلتقون مع رؤية العطاس ، أن لم يكونوا على أتفاق تام معه ، كما افاد في المقابلة ذاتها ، فإننا إزاء الحقائق التالية :
أ- أن مشروع إعلان وحدة 22 مايو 1990م المشئوم لم يفشل ، كما تقرر الوقائع قبل أن يولد ، أو كما يدعي اغلب الجنوبيون ، فقيادة الجنوب قررت فك الارتباط بالنظام فقط وفق العطاس .
ب- وبما أن الوحدة قائمة فما حدث في عام 1994م ليس إحتلالاً للجنوب ، وإنما حرباً أهلية ، ثبتت الوحدة وعمدتها بالدم كما تتحدث سلطة الاحتلال ، والتخلي عن قضيتنا اليوم إقرار عملي بذلك .
ج- وطالما إعلان 21\5/1994م عن دولة ( ج . ي . د ) هو فك إرتباط بالنظام وليس بالوحدة " الاكذوبة الكبرى " فإن الالتحاق بمطلب إسقاط النظام يترجم عملياً هذه القناعة التي حجبت طوال 4 سنوات على الجمهور القابل بالسير معصوب العيون ، مكتفياً بإفراغ شحنة حماسه .
د - أن التكتيك المزعوم ، ليس سوى تكتيك على شعب الجنوب ، وتضليله إلى أن حانت اللحظة المناسبة لا سيما من قبل الذين رفعوا هدف الاستقلال واستعادة الدولة المجازة القوى المؤمنة بالهدف وتضليل الجماهير ، واليوم يعملون بقناعاتهم غير المعلنة ( لا للنظام ) في صنعاء ، أي نعم للوحدة .
هـ - فرض الوصاية مجدداً على شعب الجنوب بالتواطؤ بين قيادات الجنوب السابقة وقيادات في الداخل الذين أسقطوا القضية الوطنية الجنوبية ويبررون فعلهم بالتكتيك لصالح مشروع تغيير النظام .. يالها من مفارقة ..!!
5- إن طعم التكتيك المرفوع اليوم الذين يراد له أن يبتلع من قبل كل الجنوبيين ،كما ابتلعوا الوهم الذي قادهم إلى كارثة غير مسبوقة في تاريخ الشعوب ، لا نظنه ممكناً ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فأن التكتيك هو عملية ديناميكية في مسار إدارة الصراع مع العدو بما يخدم ويحقق الهدف الإستراتيجي .. أما في ظل غياب الاستراتيجية وهيمنة القناعة بما تصوره حالة الخوف المرضي " الفوبيا " التي أشرنا إليها اعلاه ، فأن ذلك لا يعني غير مغالطة للذات وعندما تصطدم الاوهام بحقائق الواقع الموضوعية ، وتنفتح دائرة صفر كبيرة لتبتلع الكل ، تجري عملية البحث عن الذرائع لتبرير الذات العاجزة ، أو لغسل اليد من وحل الجريمة .
وفضلاً عما سلف ، وداخل السياق الانحساري المخطط لإغتيال صوت شعب الجنوب وقضيته الوطنية العادلة ، يندرج الحضور الفادح لــ :
1- ثقافة الصنمية أو صنمية الثقافة ، أو العقدة اليزنية – كما يقال – وتتمظهر هذه الحالة في فقدان الثقة بالذات والقبول الطوعي بالتبعية المطلقة للإفراد الذين يمنحون هالة تجعل منهم رموزاً كاريزماتية فاعلة وقادرة ومحنكة ..الخ ، من الصفات المختلفة ، ،، عجز عما تقرره سيرهم من حقائق نقيضة ، كما هو الحال بالنسبة لتجربتنا، فعلي سالم البيض هو المخلص ، والعطاس وناصر رجلي سياسة محنكين - وما يأتي منهم مشفوع بآرائهم – هو الصواب ، وما عداه خطأ مطلق .. ولذلك يتم إغتيال الذاكرة ليحيا الزعيم البطل ، بعدما كان مجرد ندب في ذاكرة الحلم وحجراً من معبد الوهم المنهار على رؤوسنا ( الوحدة قدر ومصير الشعب اليمني ) وأي قدر واي مصير ؟؟!!
وإذا كانت ثورة الجنوب الشعبية السلمية النموذج السابق لثورتي تونس ومصر الشعبيتين اللتين مثلتا مرحلة جديدة من تاريخ العرب ، هي مرحلة أو عصر الشعوب وليس عصر الأبطال ، فإن ثمة من أخرج ثورتنا من هذه الحال المتقدمة بإعادتها إلى عصر الابطال ، برغم أن الشعب هو من نهض بالثورة ، ومن خلق الوعي بالقضية إلى الخروج الشعبي غير المتوقع في ثورة شعبية عارمة على جسور التصالح والتسامح الجنوبي – الجنوبي .
2- ربط نجاح الثورة بالعامل الخارجي أكثر من العامل الداخلي ( الذاتي ) ولذلك أنجر طرف الحركة الشعبية إلى اعتماد ما يأتي من قيادات الخارج بإعتبارهم الأدرى من ناحية ، ومن أخرى هم الذين سيوقرون العامل الخارحي – للأسف – وكأننا لم نشاهد ما حققته إرادة الشعبان التونسي والمصري ، دون أي عون أجنبي ، لأن الإرادة الشعبية حددت هدفها – هناك – بوضوح غير قابل للتأويل .
3- إنسياق الشارع خلف العاطفة والخطاب الحماسي ، ليسهم في تمرير القناعة بعدم جدوى الوعي بالقضية وشروط انتصارها من خلال تبني خطاب تعبوي مضاد لدعوات الوضوح في الهدف والرؤية السياسية الموثقة والتنظيم .. خطاب كرس اللاوعي بتعميم شعار : (( نريد تحرير مش تنظير )) ، دعك من اللا معقول في (( للي شبكنا يخلصنا )) .
وها نحن نشاهد اليوم من رفعوا في وجوهنا عصا " التحرير أولاً ، يتخلون ليس عن شعارهم وإنما عن القضية بهرولتهم للالتحاق بمطلب التغيير ، بصورة متطرفة ترقى إلى تطرفهم قبل ذلك إزاء الرأي المخالف .. فهل سألوا أنفسهم كيف يكون التغيير المرتبط بإرادة الآخر ، هو الطريق إلى حق التحرير واستعادة الدولة ؟!!.
إن الانتماء إلى فكرة ما قضية ما ، تستلزم – بالضرورة – الوعي .. المعرفة بما أنتميت إليه أولاً ثم القناعة الراسخة والعمل على توفير شروط وعوامل نجاحه .. هنا وبهذا يمكن الحديث عن الثبات في المواقف ومفهوم الإيمان الفردي في الانتماءات السياسية ، وما حدث اليوم – بعد مسيرة سنوات – ممن احتكروا ساحة النضال الوطني الجنوبي من نكوص وعودة للوراء 180 درجة ، تجعل من سمة (( السياسيين الرحل )) التخلي المخجل في مأساة شعب الجنوب ، الذي يواصل رحلة الأصفار فاصماً ثقافة المقاومة للقهر والظلم والإذلال التي تمثل الوجه المشرق للعاطفة على حساب العقلانية ، لدرجة الخوف – عند الغالبية – من تصفح الذاكرة الوطنية الجماعية ، للاستفادة من دروسها وعبرها .. لينطبق علينا ، كشعب القول بأن الشعب الذي لم يستفيد من تاريخه فإنه يكرر أخطاءه جيلاً بعد جيل ..
أولسنا داخب هذا الحكم بامتياز ؟ فمن يجرب المجرب غير العقل المخرب ؟! – كما يقولون –
4- هيمنة النفسية الاجتماعية المنتمية إلى الأشكال الأولية غير المدنية ، بمعنى سيادة الروح المكابرة المعاندة التي تدفع باصحابها إلى عدم الاعتراف بالخطأ ، وهو يعلم خطر التمادي فيه عليه وعلى شريكه في القضية والمصير ، بينما الوعي السياسي المدني متحرر من المكابرة والخصومات الشخصية ، وفي سبيل ما أمر من المناظل يتنازل عن كلما يخصه .
( يتمنى كاتب المداخلة على أخواننا الذين لبسوا مشروع الخلاص الجنوبي لتضليل الجماهير وليقضوا على المشروع السياسي الجنوبي من داخله ، أن لا يحتفلوا بانتصار تكتيكهم على أهلهم وذويهم ، ألا يأخذهم زهو المنتصر ، لأنهم – في الاصل – أنتصروا لمشروع سياسي ليسوا قادته ، ثم أن هنالكم مناضلون أحرار لا اتباع ، لم ولن يساموا بدماء الشهداء الابرار والجرحى الأبطال وسيواصلون رفع راية الحرية والاستقلال والسيادة ، منطلقين من إيمانهم الراسخ بأن القضية الوطنية الجنوبية ، قضية حق لا يسقط بالتقادم ، ولا بالخداع ، ولا بكفاءة حبك المؤامرات ... ويسر الكاتب أن يعيد لذاكرتكم وللقراء ما سبق له أن نبه إليه قبل أكثر من عامين في مقابلة صحفية نشرت في صحيفة " الوطني " ومواقع الكترونية قائلاً : (( لا خطر على القضية الوطنية الجنوبية إلا من الجنوبيين )) فإلى أي مدى صدق تنبيههم اليوم ؟!.
القضية الوطنية الجنوبية :
بين مطرقة أعدائها وسندان أصحابها
أولاًَ : تمهيد
نود أن نمهد لتحريك الذاكرة ، وبايجاز شديد ، لنربط بين ما كان وصيرورته ، أي ملامسة للتذكير بين المقدمات والنتائج في رحلة التضليل حتى انكشاف المستور .
1- أن الزخم الشعبي الجنوبي قد سبق الطلائع – إن جاز لنا القول – الأمر الذي جعل من التساؤل المركزي ( ماذا نريد ؟) متأخراً ، لكنه كان ضرورة لتحدية مسار الثورة الشعبية ، فكانت الإجابة غير موحدة .. وبرز طرفان في الواجهة :
الأول : يطالب السلطة بالاعتراف بالقضية الجنوبية ( هيئات الحراك / نجاح 2008 – مايو 2009م )
الثاني : الاستقلال واستعادة دولة الجنوب ( ملتقيات التصالح والتسامح 2008م – المجلس الوطني إلى اليوم )
- وبالارتباط بالاجابتين برزت قضية المفاهيم والمصطلحات السياسية وتعريف القضية لتأخذ حقها في الاختلاف وفقاً للهدفين المعلنيين .. وإذ تبنى المجلس الوطني الأعلى هدف التحرير واستعادة الدولة 13 أكتوبر 2008م ، نهض بمهمة تحرير القضية من تعدد التعاريف وتوصيف الوضع المفروض على الجنوب .. باختصار شديد (( قضيتنا هي قضية دولة تحت الاحتلال ))
2- انسحاب حركة نجاح من حوار لجنة الـ (20) مارس – إبريل 2009م ، عندما وجدت نفسها مضطرة للقبول بهدف الاستقلال واستعادة الدولة .
3- إعلان زنجبار 9 مايو 2009م الذي أريد له أن يكون بديلا لكل القوى الجنوبية بفرض وحدة قسرية مغتصبة غير مدروسة استمرت حتى وقت انقسام تشكيلته إلى ثلاثة تيارات جميعها تتمسك بما تسميها شرعية إعلان 9 مايو وتصر على ان كل المكونات في مجلس واحد .. الخ ..الخ .
4- وجهت حملة اعلامية وسياسية منظمة لتفكيك وتدمير المجلس الوطني الأعلى واتحاد شباب الجنوب حتى تحولت المعركة إلى داخل الحركة الشعبية الجنوبية بين حملة الإلغاء والتدمير للآخر ، ودفاع المستهدف بالإلغاء والتدمير عن وجوده .
5- مطلب توحيد ولم الشمل الجنوبي ، استخدم للنيل من القوى المتمسكة بهدفها ووضوح الرؤية ، وضمان إنجاز توحيد متين قادر على الاستمرار والنهوض بوظيفته ، كمطلب حق يراد به باطل .
6- تشكل رأي لدى الشارع بأن الخلاف حول المواقع القيادية ، وأن كل طرف يحرص على موقعه القيادي ، وأن لا خلاف غير ذلك ، طالما الهدف واحد و .. و .. غير ذلك .
فهل اثبتت الأيام أن الخلاف كان ومابرح بين مشروعين سياسيين ؟
مرحلة مفصلية :
لقد كانت المفاصلة في الهدف أجلى وضوحاً في 13 يناير 2008م بنزول بيانين مختلفي الهدف إلى الفعالية ، وأن الانتقال للهدف الذي أعلنه المجلس الوطني الاعلى نهاية عام 2008م في بيان إعلان زنجبار 9 مايو 2009م ، ليس سوى ارتداد خارجي للهدف ، أفضى إلى الأزمة التي اضعفت ثورتنا ، بل أساءت إليها كثيراً ، وها نحن اليوم أمام لحظة مفصلية هي في الأصل إعادة للمفاصلة السابقة ، ولكن في أدق واخطر وأهم مرحلة من عمر ثورة شعب الجنوب .
فإذ بزغت شمس مرحلة تاريخية جديدة على منطقتنا العربية ، بما أحدثته الثورتان الشعبيتان في تونس ومصر من تبدل للخريطة السياسية العربية ، حيث توفر لقضيتنا وكفاح شعبنا أفقاً موضوعياً لكسر الحصار والتعتيم الاعلامي والسياسي الذي فرضته سلطة الاحتلال وبتجاهل أنظمة المنطقة العربية لأسباب لسنا بصددها – إذا بالفصيل المدعوم مادياً وسياسياً وإعلامياً من قبل قيادة الجنوب السابقة ومن المغتربين ، إذا به في وقت تركزت فيه الأضواء الإعلامية على قضيتنا ، ضمن التطورات الجديدة في المنطقة يلتحق بمشروع سياسي آخر هو مشروع التغيير ، ويقبل أن تلغى القضية الوطنية الجنوبية إن لم نقل يقبل باسقاطها ويعمل كملحق في مشروع اسقاط النظام ، موجهً أنصاره للالتحاق بثورة اسقاط النظام في مدينة " عدن " بزعم التكتيك ، كما سلفت الإشارة .
أما كان حري بحملة مشروع المعارضة السياسية لسلطة صنعاء أن يمتلكوا الشجاعة قبل هذا التاريخ ، فيعلنون مشروعهم ؟ .. سؤال صار يتردد اليوم في الشارع ، لكن الأمر ليس بتلك البساطة ، إذ كان لابد من إحداث حالة إرباك وفوضى وخلق أزمات حتى يصل الناس إلى حالة الإحباط واليأس والتحرك وفق سيناريو مرسوم ، ظهرت مؤشراته بقوة في أكتوبر 2009م لولا فشله يومئذ ، وكانت القراءات تذهب إلى سيناريو يفرض الحل الفيدرالي ، وهي قراءة متفائلة إذا ما قورنت بخدعة الانضمام إلى مشروع التغيير للنظام .
أيها الاخوة : أن قضيتنا والحفاظ على منجزات ثورتنا ، والوفاء لشهدائنا وجرحانا ، أن كل ذلك اليوم في المحك .. أن الخطر المحدق بها جاء من قوى جنوبية ، وهو الأخطر من فعل أعدائها ، فإن يعمل أعداء القضية على ضربها فأمر بديهي ، أما أن يأتي الخطر من أصحابها فذلك أمر مفارق وغير أخلاقي عندما يكون ممن مارسوا الديماجوجيا والخداع للجماهير ، وعاهدوها على السير في طريق الاستقلال ، وعلى حين غدر يقودونها إلى ما يسقط قضيتها ويقضي على تطلعاتها ، بزعم يزور إرادتها .
عموماً .. ماذا يعني التخلي عن هدف الثورة الشعبية الجنوبية التحررية والالتحاق بمطلب إسقاط النظام في صنعاء ؟
يمكننا تلخيص هذا النكوص القاتل في الحقائق السياسية التالية :
1- أن الزج بشباب ومناضلي الجنوب للالتحاق بمطلب اسقاط النظام في صنعاء يعني عقلاً ومنطقاً :
أ- إسقاط القضية الوطنية الجنوبية ومنجزات الثورة الشعبية الجنوبية وتضحياتها
ب- الاعتراف بأن الجنوب – الدولة – ينتمي إلى جمهورية (7/7) سياسياً وجغرافياً وسكانياً ، أي إسقاط هوية الجنوب المستقلة .
ج- القبول بوضع الاحتلال وتشريعه وبالنتيجة ، الإقرار الجنوبي – من وجهة نظر سياسية – بوحدة قائمة ، ترجمة لإفادة العطاس عن فك الارتباط بالنظام وليس بالوحدة في مايو 1994م .
د- إن الالتحاق بمشروع إسقاط النظام ، يسقط الحركة الشعبية الجنوبية ( الحراك ) لأنه تخلى عن وظيفته كحامل للقضية الوطنية الجنوبية ، أي أن الحركة الشعبية الجنوبية ( الحراك ) ألغى نفسه بنفسه وارتباط بذلك سقطت القضية والثورة الجنوبية .
هـ - إهدار مجاني للأرواح والدماء الزكية التي قدمها شعب الجنوب على درب تطلعاته إلى الخلاص من فاجعته الإنسانية المتعاظمة تحت احتلال بدائي همجي سبئي الثقافة والسلوك ، دونما ضمان لإعفاء الشهداء والجرحى من التجريم القانوني .
2- إن مطلب إسقاط النظام أو تغييره ، بالنسبة لشعب الجنوب هو عودة بلا ثمن إلى شرك 22 مايو 1990م وإذ كان يؤكد رفضه لاختزال حقه في الحرية والاستقلال بحل فيدرالي أو سواه ، فأن الزج به في شرك التكتيك الذهاني هذا لن يحظى بشيء يخصه ، لأن المطلب دون مطلب إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة ، ناهيك عن الفيدرالية .
3- أن الزعم المضلل للعامة في الجنوب بأن الالتحاق بمشروع سياسي لا يمت بصلة لقضيتهم ، هو مجرد تكتيك لإسقاط النظام ثم الانتقال لتحرير واستعادة دولة الجنوب ، يضع كل من يعقل أمام أسئلة بديهية من قبيل :
أ- من أقر هذا التكتيك نيابة عن شعب الجنوب ؟ .. ومن ذاك الذي فرض وصايته على الشعب ؟
ب- مع من أتفق الوصي غير المفوض ، على إتباع هذا التكتيك وإنجاحه ؟
ج- من يضمن سقوط النظام ، وكيف سيكون ذلك السقوط ؟ .. هل يدرك المتكتكون ذلك ؟
د- وفي حال عدم سقوط النظام ، كيف سيكون الموقف ؟
هـ - إذا تم إسقاط رأس النظام وزبانيته ، ما طبيعة التغيير المحتمل للنظام ؟ وهل سيقبل النظام الجديد بمنح الجنوب حق تقرير مصيره بين البقاء في الوحدة – مجازاً – أو العودة إلى وضعه السابق لعام 1990م .
و – هل أحزاب المعارضة + الشعب في ( ج . ع . ي ) يعترف بأن الجنوب يخضع لاحتلال عسكري همجي ؟ أم أنهما لا يعترفان بذلك ويتحدثان عن مظالم في الجنوب ، لا تختلف عن مظالم في الشمال ؟
4- أن التخلي عن القضية في هذا الوقت كان مواتياً لتقديم قضيتنا بشكل أوضح وأشمل للعالم كلحظة تاريخية نادرة ينبغي استغلالها ، فإن رفضها مرة أخرى أمر مفروغ منه يمثل تخجلي صارخ وفاضح للذهان السياسي ، إن لم نقل الغباء السياسي وهو الصحيح .
5- إن إسقاط قضيتنا ذات الخصوصية الذاتية غير المرتبطة بمطلب التغيير من قبل الجنوبيين أنفسهم يشطب – بمنطق السياسة والتاريخ – التاريخ الكفاحي الجديد لشعب الجنوب بمواجهة تاريخ الاحتلال المراد فرضه بديلاً إلغائياً لتاريخ وهوية الجنوب ، هذا من جهة ، ومن أخرى فإن كل النجاحات التي حققتها ثورة الجنوب الشعبية السلمية والتضحيات الغالية التي قدمها الشعب تسقط جميعها .
إن المفارقة التي نعيش المها هذه الأيام – كجنوبيين – هي في :
أولاً : عدم قدرة الشارع السياسي على تقييم وتفسير ما حدث من إرباك وتأزيم وتغذية للانقسامات ، بعد ما ظهر بلا قناع ، الطرف الذي تهرب من التزام موثق بهدف التحرير واستعادة الدولة طوال 4 سنوات ، والتحق بمشروع المشترك .. إذ أن هذا الانتقال إلى قضية أخرى متخلياً عن القضية الوطنية الجنوبية وأهدافها ، يفسر بلا أدنى شك ، الدور اللاوطني واللا نضالي لإرباك وإضعاف وتمزيق الحركة الشعبية الجنوبية ، ليصل إلى هذه اللحظة واحكم توقيتها باسم التكتيك .
( أكد مصداقية اللقاء المشترك في أن قيادات في ( الحراك الجنوبي ) قد أبرمت اتفاقات معه للانضمام إلى أجندته السياسية وهو أمر يقرر منطقياً أن ثمة صفقات أبرمت سراً وتفسر مصدر وأهداف خلق الازمات داخل الصف الجنوبي .
ثانياً : إن الأرواح التي تزهق والدماء التي تسفك في عدن ، إن المذابح التي تقترفها أجهزة أمن الاحتلال بحق أبنائنا تفوق جرائمها السابقة في عاصمتنا ، لا سيما مذبحة الجمعة 25/2/2011م ، هذا بعد أن بلعوا وهم الانضمام إلى مشروع تغيير النظام في يوم الجمعة الدامي وحده يسقط سبعة شهداء وعشرات الجرحى ليغدوا عدد الشهداء خلال أقل من أسبوع أكثر من 20 شهيداً وحوالي مائة جريح ، وزعوا بين مدن عاصمة الجنوب المستباحة بلا تمييز .. زد إلى سقوط 17 جريحاً في حضرموت .
بينما لم يتعدى عدد الشهداء في صنعاء وتعز ( 4 شهداء وعشرات الجرحى بعضهم أصيبوا بجراح من الحجارة ، أو العصي وليس الرصاص الحي )
في الوقت الذي تواجه التظاهرات في الجنوب بالرصاص الحي وبالعربات المدرعة والدبابات ، وفرض حالة طوارئ على مدينة عدن بمنع التنقل بين مدن عدن وإغلاق كليات الجامعة والمدراس ..الخ ..الخ .
وكما نعلم أن المذبحة – الجريمة ضد إنسانية يوم الجمعة ، تمت بعد إعلان رأس النظام في صنعاء بمنع استخدام القوة ضد المعتصمين ، بأقل من يوم واحد ، وهذا ما يفسر الحقيقة التي تتعامى عنها بعض أطراف الحركة الشعبية الجنوبية ( أو الحراك الجنوبي ) لا سيما تلك التي تزج بشباب الجنوب اللالتحاق بمشروع التغيير .. تعي حقيقة الازدواجية الوظيفية لسلطة صنعاء ، فهي في صنعاء سلطة استبداد وفساد ، بينما هي في " عدن " سلطة احتلال عسكري اجتثاثي .. أو فليأتينا المتخلون عن قضيتنا بتفسير يملك الحجة خارج تلك الحقيقة ، ليس منذ أسبوع وإنما منذ 17 عاماً من السياسة الممنهجة ، ليس لطمس هوية الجنوب وحسب ، بل ولمحو وجوده ، ليغدو شعباً بلا أرض ، لكن الثورة الشعبية الجنوبية قد أعادت للشعب روحه ووعيه بذاته وترسخ إيمانه وتعززت قناعته بشرعية وعدالة قضيته وبانتصارها .
وإذ فتحت المرحلة التاريخية الجديدة المتشكلة في منطقتنا العربية ، آفاقاً رحبه لثورتنا الشعبية ، إبتداء من تسليط الأضواء عليها وعلى كفاح شعبنا في سبيل حقه في الحرية والاستقلال ، يأتي – على حين غدر وخذلان – قطاع طرق التاريخ لصرف الجنوب عن قضيته وتوجيهه للعودة إلى ما رفضه وثار للخلاص من تبعاته .
( أكذوبة الوحدة ) وأسطورة وحدة الأرض والإنسان وثنائيات : الأصل / الفرع ، الوحدوي / الانفصالي ، المنتصر / المهزوم ، الفاتح / الأرض المفتوحة ..) ونقش النصر الأليم ( يوم النصر العظيم – 7/7/ الأسود .. الخ .. الخ من المظالم والجرائم )
وهاهم الجنوبيون يواجهون بوحشية وبربرية وإرهاب رسمي ، وهم يرفعون راية التغيير المرفوعة في صنعاء وفي تعز .. وأنهم في كل الاحوال يموتون .. وحتى وهم يخرجون ضد مصلحتهم سلمياً ،يموتون بالرصاص الحي .. يقتلون عمداً ، بل مع سبق الإصرار والترصد .
لقد تخلوا عن رايتهم التي قدموا من أجلها مئات الشهداء ، فذبحوا بقسوة يوم الجمعة الدامية في معظم مدن العاصمة السياسية للجنوب ( مدينة عدن ) – كما علمتم ، وفي حضرموت كذلك .
***
أن ما حدث بما هو إغتيال لروح الوعي بالذات الجنوبية المستقلة ، وخذلان اللإرادة الشعبية وتطلعاتها للخلاص من الفاجعة ، وضرب لليقين الذي بلغه شعب الجنوب عبر مرارة القهر والحرمان والآلام والضياع ..الخ ، عن استحالة التعايش مع ثقافة واخرة من كهوف سبأ .
هو المرحلة الأخيرة التي بدأت بحملات التشهير للمناضلين المخلصين السباقين في إيقاظ وتحريك الوعي بالقضية الوطنية الجنوبية ، فممارسة التضليل والكذب واتهام المخالفين بالرأي بالعمالة والخيانة .. و .. و هلم شراً ، ثم نشر فوضى الانسياق واحراق المراحل وخلق كل أسباب تأزيم العلاقات بين مكونات واستنفار الكل بخطاب استكباري احتكاري شمولي إلغائئ للآخر ، فضلاً عن احتكار ساحة النضال الوطني الجنوبي ، وانكار وتغييب دور الآخرين قوى وأفراداً .. حتى غدا الكثيرون من المخلصين لحريتهم الصادقين في توجهاتهم ، يشعرون بأن شعب الجنوب غير قادر على إدارة نفسه حتى ولو بلغ أهدافه .. وأن ثمة موروث مرضي مستعصي يعيق تطلعاته في الحاضر والمستقبل .
بيد ان التخلي عن القضية من قبل تلك القوى ، يجعلنا وكل المخلصين للقضية نعيد النظر فيما أعتقدناها اسباباً موضوعية ، أو عللاً موروقة ، لأن كل ذلك الارباك وكل تلك الفوضى وخلق العراقيل أمام جهود توحيد إرادة شعب الجنوب ، كانت عملية ممنهجة مدروسة استهدفت إيصال ثورة الشعب السلمية إلى طريق مسدود وبالتالي تسهيل اسقاطها والاستفادة مما صنعته في خدمة المشروع القديم – الجيد – وهو ما حصل ( الانضمام إلى مشروع التغيير للنظام ) الذي تحصد رصاص الاحتلال الارواح وتسفك الدماء في عدن – اليوم – من أجله ، وكأن الشاعر المتنبي لم يقل للطامحين الأحرار :
(( فطعم الموت في أمر حقير × كطعم الموت في أمر عظيم )) .. فلماذ يموت شباب الجنوب من أجل المجهول ، وقد كانوا يعبدون بالدم والإصرار والأمل درب حريتهم ؟
إن شعب الجنوب كان ولا زال جزء كبير منه قد حدد خياره بوضوح وفرض على المترددين أن يتبنوا هدفه ، لكن ثمة من لبس ثوب الاستقلال لخداع الجماهير ، وهاهو يزج بجزء مهم من شباب الجنوب في ممارسة تجسد الذهان السياسي ( الانفصام ) بسفور مخزي .
وهو ما يذكرنا بحالة أنفصام في الشخصية ، حدثت في أحد ملاهي عدن الجديدة ، حيث تناقل الناس قصة رجل ( جنوبي طبعاً ) دخل ملهى ليلي في ساحل جولدمور ، وعندما أوشك الملهى إغلاق أبوابه ، قام الرجل يبحث عن شيء ما في الملهى ، غادر الرواد الملهى إلا هو ، فسأله صاحب الملهى الدحباشي ، عما يبحث فلم يرد عليه حتى جاءه شرطي فسأله الشرطي عما تبحث .. رد الرجل بأنه يبحث عن مفتاح بيته ، وسأله الشرطي إن كان المفتاح قد سقط عنه في الملهى ؟ رد الرجل : أن مفتاحه سقط في رمل الساحل القريب ، سأله الشرطي غاضباً : ولماذا تبحث عنه في الملهى ؟ .. رد الرجل المنفصم : لأن الإضاءة على الساحل باهتة ، بينما الإضاءة في الملهى ساطعة .
أليس التخلي عن قضيتنا والالتحاق بقضية أخرى بحثاً عن حل لقضيتنا ، يماثل تماماً قصة الشخص المنفصم الباحث على مفتاح بيته في مكان غير مكانه ، لا لشيء إلا لسطوع الإضاءة .. وهؤلاء – قطاع طريق ثورة الجنوب الشعبية – أسقطوا القضية الجنوبية ويمنون أتباعهم بالعثور على حل لها في صنعاء .
***
ولعل أظهر صور الانفصام السياسي تتمثل ليس فقط في إسقاط القضية ، وإنما في مواصلة تملك النقاء والصواب المطلق والوطنية .. و .. و.. الخ ، فإذ كان المخالفون لهم بالرأي قبل هذا التراجع من النقيض إلى النقيض ، يصمون مخالفيهم بالعمالة للسلطة وبخيانة القضية ، فهاهم اليوم يواصلون توزيع الصكوك ذاتها بالإشتراك مع أحزاب المشترك على من يرفع علم دولة الجنوب أو يرفع شعارات ثورة الجنوب الشعبية ، فهو عميل للسلطة .. وهذه الحملة الإعلامية الموجهة تستهدف قمع أي رأي مخالف ومتمسك بحق شعب الجنوب في حريته واستقلاله وبعهد الوفاء للشهداء الأبرار .
فكما نقلت قناة سهيل عن الأمين العام لمجلس الحراك عبدالله الناخبي 28/2/2011م، الذي قال بأن الشعارات الانفصالية المرفوعة هذه الأيام مدفوعة الثمن من قبل السلطة ولتخويف الشعب في الشمال .. يالها من مفارقة !!
الخلاصـــة :
1- لا اعتراض على من يخرج في الجنوب من أحزاب المعارضة وغيرها ليرفع مطلب التغيير للنظام .. لأن التغيير هو هدف هذه الاحزاب وهذا حقها .. وليس من حق أحد أن يمنعنا من مواصلة حمل قضيتنا وأهدافها المتمثلة في النضال لتحرير واستعادة دولة الجنوب المستقلة وسيادتها على كامل ترابها .
2- أما الذين ضللوا الجماهير بتبني القضية الوطنية وأهدافها المعلنة ويتحملون مسئولية سقوط مئات الشهداء ومئات الجرحى وعذابات آلاف ، وعن قصف المدن ومطاردة الناشطين .. الخ . ، فهؤلاء مكونات وأفراد ليس لهم حق خداع الشعب وخيانة قضيته وإهدار دماء شهدائه وجرحاه ز
3- إن الدفاع عن القضية الوطنية الجنوبية وصيانة دماء الشهداء والجرحى ، يقتضي من المخلصين للقضية قوى وافراداً أتباع كل أشكال التعبير السياسية السلمية لإستئناف حضور القضية في الخطاب السياسي وفي الحضور الجماهيري في الشارع وعدم الالتفات لحملة الترهيب الإعلامية التي يشنها المشترك وحلفائه الجنوبيين ( مجلس الحراك السلمي على وجه الخصوص ) وتنوير الجماهير وتعريفها بمخاطر جريمة إسقاط قضيتها .
4- أن الدور الذي لعبه المجلس الأعلى للحراك الحراك ( مجلس قيادة الثورة – هيئات الحراك ) في الضرب للقضية الوطنية الجنوبية يؤكد مصداقية المجلس الوطني الأعلى الذي تعرض لحملة شرسه من هذا المجلس وقيادات الخارج ، وهاهو أمين عام مجلس البيض والعطاس يتهم كل من يتمسك بقضيتنا عميلاً مع السلطة ، لصوص الثورة يدينون الأوفيا لقضيتهم وشهدائهم .
انتهى!!!!!!!
2مارس2011م -الضالع
الخميس، 3 مارس 2011
رسالة من ئيس المجلس الوطني الاعلى المناضل امين صالح الى الامين العام للامم المتحدة
رسالة رئيس المجلس الوطني الاعلى المناضل امين صالح الى الامين العام للامم المتحدة
عدن-الدائرة الاعلامية
بعث المناضل أمين صالح محمد رئيس المجلس الوطني لتحرير الجنوب رسالة هامة إلى السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة
تلقى سماء الجزيرة نسخة منها هذا نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوب-عدن
التاريخ / /2011م
السيد الفاضل/بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة المحترم
يسعدني في المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوب،أن نرفع إليكم هذه الرسالة ونخاطبكم فيها باسم شعب الجنوب،صاحب الدولة الوطنية المستقلة التي ظلت قائمه على الركن الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية حتى 22/مايو/1990م باسم دولة الجنوب العربي أثناء وجودها تحت سيطرة الاحتلال البريطاني حتى الاستقلال عام 1967م باسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية إلى عام1968م ثم باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية إلى عام 1990م والتي زج بها عام 1990م من قبل سلطة الحزب الواحد الذي حكمها بشكل دكتاتوري تسلطي في أتون وحدة سياسية مع جارتها الجمهورية العربية اليمنية في وحدة تعسفية غير متكافئة وغير منهجية في مصادرة صارخة لإرادة الشعب صاحب الحق في تقرير مصيره.
سيادة الأمين العام/ لعلكم تعلمون أن الوحدة بين الدولتين قد فشلت فشلا ذريعا من أول وهلة ليس بعجزه عن تحقيق الآمال التي أعلنت من اجلها بل بسبب عجز السلطة السياسية التي اتفقت على الوحدة على تطبيق الاتفاقيات التي وقعت بينهما، كما عجزت تلك السلطة عن إيجاد حلول سياسية لذلك العجز مما يعني الفشل التام لمشروع ما سمية بالوحدة وهو ما كان يعني بالضرورة عودة البلدين إلى وضعهم السابق .
إن الوحدة قد تحولت بكل أسف عند الطرف الآخر فيها وهو الجمهورية العربية اليمنية إلى غاية بهدف السيطرة على مقدرات شعب الجنوب مما دفعها إلى شن حربا شاملة عام 1994م أدت إلى احتلال أرض الجنوب بالقوة،وهو ما جعلنا في الجنوب نعتبره احتلالا ولا يمكن لنا اعتباره وحدة تحت أي صورة من الصور.
إن شعب الجنوب الذي لم يعترف بالوضع القائم فيه بعد عام 1994م بأنه وضع وحدة ،وقد تعارف عليه بأنه احتلال بل يعتبره أسوى من الاحتلال قد قرر منذ ذلك العام النضال من اجل التخلص منه والعودة إلى استعادة وضعه الدولي المستقل كحق مشروع تضمنه المواثيق الدولية .
من بداية عام 2007م انتظم شعب الجنوب في نضاله بحركة شعبية سلمية متواصلة توسع من خلالها نطاق الرفض الشعبي لواقع الاحتلال،وبسببها يتعرض شعبنا الجنوبي وعلى مدى الأربع السنوات للقمع العنيف والمذابح المتكررة في ظل صمت دولي غير مبرر سقط خلالها أكثر من300 شهيدا وآلاف من الجرحى كان آخرها مجزرة المعلاء في عدن مساء الجمعة تاريخ 25/2/2011م سقط فيها 25شهيدا وأكثر من150 جريحا بينما يتعرض الناشطون الجنوبيون بشكل دائم للاعتقالات والمحاكمات والملاحقات بسبب مواقفهم النضالية السلمية
بتهم الانفصالية في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية لأخرى في ظل صمت المجتمع الدولي عن تلك الجرائم بالرغم من سلمية نضالنا
إن حركتنا السلمية في الجنوب تواجه دوما بالذخيرة الحية والتي يسقط بسببها العدد الكبير من القتلى والجرحى بالرغم من سلمية نضالنا ومن كل المناشدات والتقارير التي تتحدث عن جزء من تلك الانتهاكات وكان المجتمع الدولي لديه معايير مختلفة للوقوف إلى جانب الشعوب التي تتعرض حقوقها للانتهاكات . ولهذا فإننا نطالب سيادتكم بالمطالب التالية:-
1. اعتبار نضال شعب الجنوب نضالا وطنيا من اجل حريته واستقلاله وليس له أي علاقة بما يجري اليوم في المنطقة العربية من موجة تجتاح الأنظمة السياسية مستهدفة التغيير فيها،بل هو نضال تحرري يستهدف الحرية والاستقلال بغض النظر حدث التغيير في اليمن أم لم يحدث وكما تعلم فإن مسار شعبنا النضالي السلمي كان سابقا بسنوات لما يحدث اليوم في المنطقة وربما كان نضال شعبنا السلمي هو ملهم شعوب المنطقة لاختطاط هذا الطريق ولهذا فانه من غير الممكن وغير المنطقي تجاهل نضال شعبنا وتضحياته ،واعتبار نضاله يصب في خانة النضال من اجل تغيير النظام في صنعاء كما يعمل اليوم الأعلام
2. نلح عليكم النظر إلى ما يتعرض له شعبنا في الجنوب من انتهاكات لحقوقه وما يتعرض له من مذابح بشرية في أسوى انتهك لحقوقه الإنسانية باهتمام وبمعيار واحد كما تهتمون بمعانات بعض الشعوب الأخرى
3. إرسال بعثة من الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في الجنوب بأسرع وقت ممكن وتقديم ما تتوصل إليه البعثة من حقائق إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ القرار المناسب بشأنها
4. تقديم قضية شعب الجنوب بموجب هذه الرسالة إلى مجلس الأمن الدولي واستصدار قرار من المجلس يؤكد على فشل مشروع إعلان الوحدة بين البلدين وعلى حقه في تقرير مصيره ،وفقا لميثاق الأمم المتحدة،وإنهاء الاحتلال الذي يئن منه شعبنا.
أمين صالح محمد
رئيس المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحـــــــرير واستــــــعادة دولــــة الجنـــــــوب
In the name of God the Merciful
His Excellency / Ban Ki-moon, the Secretary General of the United Nations
We at the Supreme National Council for the struggle of the peaceful liberation and the restoration of the State of the South are pleased to raise this letter to you and address you on behalf of the people of the South of Arabia that independent state situated in the Southwest corner of the Arabian Peninsula until 22 May1990.
This state was under the control of the British occupation until its independence in 1967 as the Republic of South Yemen roots to 1969 and then as the Republic of Yemen People's Democratic Republic to 1990, which plunged by authority of one-party rule in a dictatorial authoritarian in the midst of a political unity with its neighbour, the Yemen Arab Republic in the unity arbitrary unequal and non-systematic confiscation of gross will of the people's right to self-determination.
The unity between the two countries have failed miserably at first glance not because they failed to achieve the hopes that were declared for it, but because of the inability of political power who agreed to implement the agreements signed between them which caused Political disability that created total failure of the unity project and made it necessary for both countries to return to the past before the unity agreement.
On the other end the unity has turned sadly where the Arab Republic of Yemen started to control the destinies of the people of the South, pushing it to full-scale war in 1994 that led to the occupation of the Southland by force, which made us in the south consider it as an occupation and we can not be considered as a unity under any form of images.
We do not accept this situation after that, but we consider it as more miserable as the occupation.
For this reason we started to liberate our land peacefully and to restore its international status as independent state as it was before to survive our people from this occupation, on the base of the international conventions of the UN.
From the beginning of 2007 enrolled people of the South in their peaceful movement, which popular peaceful continuous expansion, showing the popular rejection and as result of the suffering from the occupation.
Over the past four years of violent repression and massacres repeated under international silence. As result of the committed crimes by the Yemeni regime ware killed more than 300 people and thousands of injuries, most recent massacre in Aden on Friday night on the 25th /02/2011 in which 25 people died and more than 150 wounded, while many activists arrested, prosecuted and appeared on trials.
The Yemeni occupation accused our detainees of separatism in flagrant violation of human rights and international covenants to the other in the international community's silence about these crimes, despite a peaceful movement.
Many appeals and reports were sent to the UN and the international community and the international human rights organisations, but not positively responded. This is why we call upon you to the following demands: -
1. As the struggle of people of the south struggle and nationally for its freedom and independence and has no relationship to what is happening today in the Arab region of wave sweeping political systems targeted for change, but where is the struggle of the liberal aims of freedom and independence, regardless of the change occurred in Yemen, or did not happen and as you know the path of our people struggle peaceful formerly years of what is happening today in the region and perhaps the struggle of our people's existence is the inspiring people of the region to chart this way, and that it is not possible and logical to ignore our people's struggle and sacrifices, and to consider the struggle was in the box to fight for regime change in Yemen is also working on flags.
2. Urge you to look at the suffering of our people in the south of the violations of his rights and his experience of human slaughter in Hiatus violated the rights of the human interest and the standard one, as you care about some of the suffering of other peoples
3. To send a mission from the United Nations fact-finding in the south as soon as possible and provide the findings of the mission of the facts to the UN Security Council to take appropriate decision thereon
4. The issue of providing the people of the south under this letter to the UN Security Council and a resolution of the Council underlines the failure of the draft declaration of the unity between the two countries and their right to self-determination, in accordance with the Charter of the United Nations, and to end the occupation that groaning from our people.
Amin Saleh Mohammed
President of the Supreme National Council of the peaceful struggle for liberation and the restoration of the State of South Arabia
Aden on the 3rd of March 2011
عدن-الدائرة الاعلامية
بعث المناضل أمين صالح محمد رئيس المجلس الوطني لتحرير الجنوب رسالة هامة إلى السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة
تلقى سماء الجزيرة نسخة منها هذا نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوب-عدن
التاريخ / /2011م
السيد الفاضل/بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة المحترم
يسعدني في المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوب،أن نرفع إليكم هذه الرسالة ونخاطبكم فيها باسم شعب الجنوب،صاحب الدولة الوطنية المستقلة التي ظلت قائمه على الركن الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية حتى 22/مايو/1990م باسم دولة الجنوب العربي أثناء وجودها تحت سيطرة الاحتلال البريطاني حتى الاستقلال عام 1967م باسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية إلى عام1968م ثم باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية إلى عام 1990م والتي زج بها عام 1990م من قبل سلطة الحزب الواحد الذي حكمها بشكل دكتاتوري تسلطي في أتون وحدة سياسية مع جارتها الجمهورية العربية اليمنية في وحدة تعسفية غير متكافئة وغير منهجية في مصادرة صارخة لإرادة الشعب صاحب الحق في تقرير مصيره.
سيادة الأمين العام/ لعلكم تعلمون أن الوحدة بين الدولتين قد فشلت فشلا ذريعا من أول وهلة ليس بعجزه عن تحقيق الآمال التي أعلنت من اجلها بل بسبب عجز السلطة السياسية التي اتفقت على الوحدة على تطبيق الاتفاقيات التي وقعت بينهما، كما عجزت تلك السلطة عن إيجاد حلول سياسية لذلك العجز مما يعني الفشل التام لمشروع ما سمية بالوحدة وهو ما كان يعني بالضرورة عودة البلدين إلى وضعهم السابق .
إن الوحدة قد تحولت بكل أسف عند الطرف الآخر فيها وهو الجمهورية العربية اليمنية إلى غاية بهدف السيطرة على مقدرات شعب الجنوب مما دفعها إلى شن حربا شاملة عام 1994م أدت إلى احتلال أرض الجنوب بالقوة،وهو ما جعلنا في الجنوب نعتبره احتلالا ولا يمكن لنا اعتباره وحدة تحت أي صورة من الصور.
إن شعب الجنوب الذي لم يعترف بالوضع القائم فيه بعد عام 1994م بأنه وضع وحدة ،وقد تعارف عليه بأنه احتلال بل يعتبره أسوى من الاحتلال قد قرر منذ ذلك العام النضال من اجل التخلص منه والعودة إلى استعادة وضعه الدولي المستقل كحق مشروع تضمنه المواثيق الدولية .
من بداية عام 2007م انتظم شعب الجنوب في نضاله بحركة شعبية سلمية متواصلة توسع من خلالها نطاق الرفض الشعبي لواقع الاحتلال،وبسببها يتعرض شعبنا الجنوبي وعلى مدى الأربع السنوات للقمع العنيف والمذابح المتكررة في ظل صمت دولي غير مبرر سقط خلالها أكثر من300 شهيدا وآلاف من الجرحى كان آخرها مجزرة المعلاء في عدن مساء الجمعة تاريخ 25/2/2011م سقط فيها 25شهيدا وأكثر من150 جريحا بينما يتعرض الناشطون الجنوبيون بشكل دائم للاعتقالات والمحاكمات والملاحقات بسبب مواقفهم النضالية السلمية
بتهم الانفصالية في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية لأخرى في ظل صمت المجتمع الدولي عن تلك الجرائم بالرغم من سلمية نضالنا
إن حركتنا السلمية في الجنوب تواجه دوما بالذخيرة الحية والتي يسقط بسببها العدد الكبير من القتلى والجرحى بالرغم من سلمية نضالنا ومن كل المناشدات والتقارير التي تتحدث عن جزء من تلك الانتهاكات وكان المجتمع الدولي لديه معايير مختلفة للوقوف إلى جانب الشعوب التي تتعرض حقوقها للانتهاكات . ولهذا فإننا نطالب سيادتكم بالمطالب التالية:-
1. اعتبار نضال شعب الجنوب نضالا وطنيا من اجل حريته واستقلاله وليس له أي علاقة بما يجري اليوم في المنطقة العربية من موجة تجتاح الأنظمة السياسية مستهدفة التغيير فيها،بل هو نضال تحرري يستهدف الحرية والاستقلال بغض النظر حدث التغيير في اليمن أم لم يحدث وكما تعلم فإن مسار شعبنا النضالي السلمي كان سابقا بسنوات لما يحدث اليوم في المنطقة وربما كان نضال شعبنا السلمي هو ملهم شعوب المنطقة لاختطاط هذا الطريق ولهذا فانه من غير الممكن وغير المنطقي تجاهل نضال شعبنا وتضحياته ،واعتبار نضاله يصب في خانة النضال من اجل تغيير النظام في صنعاء كما يعمل اليوم الأعلام
2. نلح عليكم النظر إلى ما يتعرض له شعبنا في الجنوب من انتهاكات لحقوقه وما يتعرض له من مذابح بشرية في أسوى انتهك لحقوقه الإنسانية باهتمام وبمعيار واحد كما تهتمون بمعانات بعض الشعوب الأخرى
3. إرسال بعثة من الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في الجنوب بأسرع وقت ممكن وتقديم ما تتوصل إليه البعثة من حقائق إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ القرار المناسب بشأنها
4. تقديم قضية شعب الجنوب بموجب هذه الرسالة إلى مجلس الأمن الدولي واستصدار قرار من المجلس يؤكد على فشل مشروع إعلان الوحدة بين البلدين وعلى حقه في تقرير مصيره ،وفقا لميثاق الأمم المتحدة،وإنهاء الاحتلال الذي يئن منه شعبنا.
أمين صالح محمد
رئيس المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحـــــــرير واستــــــعادة دولــــة الجنـــــــوب
In the name of God the Merciful
His Excellency / Ban Ki-moon, the Secretary General of the United Nations
We at the Supreme National Council for the struggle of the peaceful liberation and the restoration of the State of the South are pleased to raise this letter to you and address you on behalf of the people of the South of Arabia that independent state situated in the Southwest corner of the Arabian Peninsula until 22 May1990.
This state was under the control of the British occupation until its independence in 1967 as the Republic of South Yemen roots to 1969 and then as the Republic of Yemen People's Democratic Republic to 1990, which plunged by authority of one-party rule in a dictatorial authoritarian in the midst of a political unity with its neighbour, the Yemen Arab Republic in the unity arbitrary unequal and non-systematic confiscation of gross will of the people's right to self-determination.
The unity between the two countries have failed miserably at first glance not because they failed to achieve the hopes that were declared for it, but because of the inability of political power who agreed to implement the agreements signed between them which caused Political disability that created total failure of the unity project and made it necessary for both countries to return to the past before the unity agreement.
On the other end the unity has turned sadly where the Arab Republic of Yemen started to control the destinies of the people of the South, pushing it to full-scale war in 1994 that led to the occupation of the Southland by force, which made us in the south consider it as an occupation and we can not be considered as a unity under any form of images.
We do not accept this situation after that, but we consider it as more miserable as the occupation.
For this reason we started to liberate our land peacefully and to restore its international status as independent state as it was before to survive our people from this occupation, on the base of the international conventions of the UN.
From the beginning of 2007 enrolled people of the South in their peaceful movement, which popular peaceful continuous expansion, showing the popular rejection and as result of the suffering from the occupation.
Over the past four years of violent repression and massacres repeated under international silence. As result of the committed crimes by the Yemeni regime ware killed more than 300 people and thousands of injuries, most recent massacre in Aden on Friday night on the 25th /02/2011 in which 25 people died and more than 150 wounded, while many activists arrested, prosecuted and appeared on trials.
The Yemeni occupation accused our detainees of separatism in flagrant violation of human rights and international covenants to the other in the international community's silence about these crimes, despite a peaceful movement.
Many appeals and reports were sent to the UN and the international community and the international human rights organisations, but not positively responded. This is why we call upon you to the following demands: -
1. As the struggle of people of the south struggle and nationally for its freedom and independence and has no relationship to what is happening today in the Arab region of wave sweeping political systems targeted for change, but where is the struggle of the liberal aims of freedom and independence, regardless of the change occurred in Yemen, or did not happen and as you know the path of our people struggle peaceful formerly years of what is happening today in the region and perhaps the struggle of our people's existence is the inspiring people of the region to chart this way, and that it is not possible and logical to ignore our people's struggle and sacrifices, and to consider the struggle was in the box to fight for regime change in Yemen is also working on flags.
2. Urge you to look at the suffering of our people in the south of the violations of his rights and his experience of human slaughter in Hiatus violated the rights of the human interest and the standard one, as you care about some of the suffering of other peoples
3. To send a mission from the United Nations fact-finding in the south as soon as possible and provide the findings of the mission of the facts to the UN Security Council to take appropriate decision thereon
4. The issue of providing the people of the south under this letter to the UN Security Council and a resolution of the Council underlines the failure of the draft declaration of the unity between the two countries and their right to self-determination, in accordance with the Charter of the United Nations, and to end the occupation that groaning from our people.
Amin Saleh Mohammed
President of the Supreme National Council of the peaceful struggle for liberation and the restoration of the State of South Arabia
Aden on the 3rd of March 2011
خرجت صباح اليوم مسيرة حاشده في الضالع وفي مقدمتهم المناضل امين صالح محمد وقيادات الثورة التحررية الجنوبية في الضالع شارك فيها الالاف من ابناء الضالع
بسم الله الرحمن الرحيم
خرجت صباح اليوم مسيرة حاشده في الضالع وفي مقدمتهم المناضل امين صالح محمد وقيادات الثورة التحررية الجنوبية في الضالع شارك فيها الالاف من ابناء الضالع
الضالع خاص_3مارس2011م
خرجت صباح اليوم الخميس 3مارس مسيرة جماهيرة حاشده في مدينة الضالع شارك فيها الالاف من ابناء الضالع من مختلف مكونات الثورة التحررية وقد كان هناك حضور ملفت لقيادات الحركة الشعبية التحررية في مسيرة اليوم الذين شاركوا وكانوا في مقدمة الصفوف وعلى راسهم المناضل امين صالح محمد رئيس المجلس الوطني لتحرير الجنوب والمناضل شلال علي شايع رئيس مجلس الحراك في الضالع والمناضل محمد علي شايف رئيس الدائرة السياسية للمجلس الوطني الاعلى والمناضل محمد صالح سعيد والاستاذ محمد مساعد والناشط محسن الدبئي والاستاذ منصور زيد وعدد كبير من قيادات الثورة التحررية في الضالع من مختلف المكونات عكست وحدة الجماهير الجنوبية في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها قضيتنا وما تواجهه من تحديات كبيرة ومحاولات من قبل القوى السياسية اليمنية وبعض القيادات الجنوبية التابعة لها من خلال تضليل وتزيف وعي الجماهير برفع شعارات تنتقص من حق شعب الجنوب في الحرية والاستقلال الجنوبي , وهو ما استدعى الشعور بالمسئولية الكفاحية والاخلاقية لكل الاحرار الجنوبين الحشد والتحضير لتصعيد النضال التحرري في هذه المرحلة للتعبير عن ارادة شعب الجنوب المتمثلة بالتحرير والاستقلال والوفاء لدماء الشهداء والجرحى وعذابات المعتقلين الذين ناضلوا من اجل هدف واضح وهو استعادة دولة الجنوب وطرد الاحتلال.
مسيرة اليوم رسالة واضحة لكل من يريد ان يلتف على او يحتوي ثورة شعب الجنوب ولكل من يريد ان يفرض وصايته عل ارادة الشعب الذي لن يقبل بغير التحرير والاستقلال.
انطلقت المسيرة الحاشدة الساعة 9صباحا من وسط الشارع العام وطافت في الشارع العام عدة مرات وقد رفع المشاركين اعلام دولة الجنوب حيث غطت سماء الضالع الاعلام الجنوبية الكثيرة ولافتات كتب عليها عبارات تطالب برحيل الاحتلال وتؤكد على مواصلة النضال التحرري من اجل التحرير والاستقلال وقد كتبت باللغتين العربية والانجليزية كما هتف المشاركين بشعارات بالروح بالدم نفديك يا جنوب :
وشعار :ثورتنا ثورة هوية – لانقبل تغيير ولا فدرالية
ومن الشعارات التي كتبت على اللفتات
لا لمصادرة ثورة شعب الجنوب التحررية
نعم للاعلام الحر نعم لقناة الجزيرة –لا للاعلام المضلل لا لقناة سهيل
التحرير –الاستقلال- استعادة دولة الجنوب مطلبنا
شعب الجنوب يريد تحرير واستقلال الجنوب
وبعد ان طافت المسير في شواراع الضالع حتى الساعة 11 انتهت المسيرة السلمية بسلام
خرجت صباح اليوم مسيرة حاشده في الضالع وفي مقدمتهم المناضل امين صالح محمد وقيادات الثورة التحررية الجنوبية في الضالع شارك فيها الالاف من ابناء الضالع
الضالع خاص_3مارس2011م
خرجت صباح اليوم الخميس 3مارس مسيرة جماهيرة حاشده في مدينة الضالع شارك فيها الالاف من ابناء الضالع من مختلف مكونات الثورة التحررية وقد كان هناك حضور ملفت لقيادات الحركة الشعبية التحررية في مسيرة اليوم الذين شاركوا وكانوا في مقدمة الصفوف وعلى راسهم المناضل امين صالح محمد رئيس المجلس الوطني لتحرير الجنوب والمناضل شلال علي شايع رئيس مجلس الحراك في الضالع والمناضل محمد علي شايف رئيس الدائرة السياسية للمجلس الوطني الاعلى والمناضل محمد صالح سعيد والاستاذ محمد مساعد والناشط محسن الدبئي والاستاذ منصور زيد وعدد كبير من قيادات الثورة التحررية في الضالع من مختلف المكونات عكست وحدة الجماهير الجنوبية في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها قضيتنا وما تواجهه من تحديات كبيرة ومحاولات من قبل القوى السياسية اليمنية وبعض القيادات الجنوبية التابعة لها من خلال تضليل وتزيف وعي الجماهير برفع شعارات تنتقص من حق شعب الجنوب في الحرية والاستقلال الجنوبي , وهو ما استدعى الشعور بالمسئولية الكفاحية والاخلاقية لكل الاحرار الجنوبين الحشد والتحضير لتصعيد النضال التحرري في هذه المرحلة للتعبير عن ارادة شعب الجنوب المتمثلة بالتحرير والاستقلال والوفاء لدماء الشهداء والجرحى وعذابات المعتقلين الذين ناضلوا من اجل هدف واضح وهو استعادة دولة الجنوب وطرد الاحتلال.
مسيرة اليوم رسالة واضحة لكل من يريد ان يلتف على او يحتوي ثورة شعب الجنوب ولكل من يريد ان يفرض وصايته عل ارادة الشعب الذي لن يقبل بغير التحرير والاستقلال.
انطلقت المسيرة الحاشدة الساعة 9صباحا من وسط الشارع العام وطافت في الشارع العام عدة مرات وقد رفع المشاركين اعلام دولة الجنوب حيث غطت سماء الضالع الاعلام الجنوبية الكثيرة ولافتات كتب عليها عبارات تطالب برحيل الاحتلال وتؤكد على مواصلة النضال التحرري من اجل التحرير والاستقلال وقد كتبت باللغتين العربية والانجليزية كما هتف المشاركين بشعارات بالروح بالدم نفديك يا جنوب :
وشعار :ثورتنا ثورة هوية – لانقبل تغيير ولا فدرالية
ومن الشعارات التي كتبت على اللفتات
لا لمصادرة ثورة شعب الجنوب التحررية
نعم للاعلام الحر نعم لقناة الجزيرة –لا للاعلام المضلل لا لقناة سهيل
التحرير –الاستقلال- استعادة دولة الجنوب مطلبنا
شعب الجنوب يريد تحرير واستقلال الجنوب
وبعد ان طافت المسير في شواراع الضالع حتى الساعة 11 انتهت المسيرة السلمية بسلام
الأربعاء، 2 مارس 2011
ندوة الاربعاء بعنوان(() اسقاط النظام هل هو التفاف واحتواء لثورة شعب الجنوب؟؟) -للكاتب والمفكر محمد علي شايف
بسم الله الرحمن الرحيم
منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي الضالع الاسبوع 13 الاربعاء 2مارس2011م
ندوة الاربعاء بعنوان(() اسقاط النظام هل هو التفاف واحتواء لثورة شعب الجنوب؟؟) -للكاتب والمفكر محمد علي شايف
منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي الضالع-بن زيد
اقام منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي الضالع ندوة اليوم الاربعاء 2مارس 2011م للاسبوع 13 ندوة قدم فيها الكاتب والمفكر محمد علي شايف ورقة قيمة تناولت مستجدات الوضع الراهن وما يجري من محاولة خلط الاوراق والالتفاف على ثورة شعب الجنوب السلمية التحررية ,حضرها عدد كبير من اعضاء وناشطي الحركة الشعبية الجنوبية في الضالع وفي مقدمتهم المناضل امين صالح محمد رئيس المجلس الوطني الاعلى والناشط فؤاد علي ناصر وعدد كبير من قيادات المجلس الوطني الاعلى في الضالع.
افتتح الندوة باسم ادارة المنتدى الاستاذ محمد مساعد مرحبا بالحضور وقد اكد في كلمته على ضرورة التنبه الى المخاطر التي تحاك ضد الثورة السلمية وادراك ما يجري هذه الايام والعمل على حشد الطاقات والجهود من اجل حماية وصون ثورتنا التحررية التي تتعرض لمحاولات اختطاف ودعا باسم المنتدى الحضور الى حشد الجماهير والمشاركة في المسيرات وخاصة يوم الاسير غدا وكل فعاليات الثورة للتعبير عن ارادة شعب الجنوب في الحرية والاستنقلال.
بعد ذلك تم قراءة ورقة الندوة التي تناولت عدد من القضايا المهمة والتي مثلت دراسة شاملة لاسباب وعوامل تكون الثورة الشعبية وكيف تجاذبتها اطراف كثيرة تحت شعارات لم تكن مؤمنة بها ودليل ذلك وما نسمع ونشوف هذه الايام من تصريحات ودعوات ومحاولات لاختطاف ثورتنا التحررية وحرفها عن اهدافها التحررية التي قامت من اجلها واختتمت الورقة باهم وابرز الاستخلاصات التي تعزز وحدة قوى الثورة التحررية الجنوبية وحمايتها من المحاولات المتكررة وتحت شعارات لا تعبر ولا تلبي تطلعات شعب الجنوب .
بعد ذلك تم التداخل من قبل الحضور حول الورقة واثرائها بالافكار الايجابية وقد اضاف الى موضوع الندوة الاستاذ فؤاد علي ناصر بعض النقاط والتوضحيات من خلال مداخله قصيرة حول ما تشير الى المعطيات على الواقع هذه الايام وما ينبغي عمله من قبل قوى الثورة التحررية الجنوبية.
و
الثلاثاء، 1 مارس 2011
بيان هام صادر عن اتحاد شباب الجنوب (نؤكد نحن في اتحاد شباب الجنوب في الحراك الجنوبي أننا قد اخترنا طريقا واحد وهو الطريق الذي استشهد من أجله شباب الجن
بيان هام صادر عن اتحاد شباب الجنوب (نؤكد نحن في اتحاد شباب الجنوب في الحراك الجنوبي أننا قد اخترنا طريقا واحد وهو الطريق الذي استشهد من أجله شباب الجنوب منذ بدأ حراكنا السلمي في 2007م)
الدائرة الاعلامية –عدن -الثلاثاء
قال تعالى: (من المؤمنين رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضا نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)
ونحن في هذا المنعطف التاريخي الذي يمر به شعب الجنوب تملي علينا ضمائرنا الحية أن نقف لحظات ولحظات لقرأت الواقع من حولنا لنتعامل معه بحذر وحنكة حتى لا نسقط في أوحاله الغادرة لنتهاوى على عروشنا, ونكون قد وقعنا في الفخ نفسه الذي وقع به إبائنا, ليتحمل نتائج أخطائهم اليوم, نحن شباب الجنوب ومازلنا ندفع الثمن بدمائنا وأرواحنا التي تزهق كل يوم على تراب أرضنا الطاهرة.
إننا ومن منطلق العهد والوفاء الذي قطعناه لإخواننا الشهداء الذين سقطوا في كل ربوع الجنوب وهم يرفعون الرايات التحررية ويرددون الشعارات المعبرة عن الهوية الجنوبية مجسدين أروع الملاحم البطولية للوصول إلى غاية شعب الجنوب في التحرير والاستقلال.
نؤكد نحن في اتحاد شباب الجنوب في الحراك الجنوبي أننا قد اخترنا طريقا واحد وهو الطريق الذي استشهد من أجله شباب الجنوب منذ بدأ حراكنا السلمي في 2007م,وإننا على عهدهم سائرون ولن نتراجع قيد أنمله.
كما نؤكد إننا متمسكون بشعاراتنا المعبرة عن قضية شعب الجنوب المحتل, ولن نتراجع عنها ولو تفصل رؤوسنا عن أجسادنا وفاء للعهد والوعد الذي قطعناه لشعبنا وشهدائنا.
أما من ضعف أيمانهم ونكثوا بعهودهم, من يسمون أنفسهم بقادة بعض فصائل حراك الجنوب ليتراجعوا عنها فسيندمون يوم لا ينفع الندم, وسيعظون أنامل أصابعهم ندما, وسيبكون حسرة وتأسفا يوم لا تجدي الحسرة ولا التعسف.
أيها الغافلون والواهمون ماذا قلتم لأنفسكم حين أرددتم عن ركب الحرية والتحرير عن ركب التضحية والفداء بل ماذا ستقولون لأسر الشهداء الذين دفعتم بالأمس بفلذات أكبادهم إلى ميادين الوغى ليستشهدوا؟, ثم ماذا ستقولون لربكم يوم اللقاء الأكبر؟ هل ستقولون إنهم استلموا ثمن رفع الرايات وترديد الشعارات من عدوهم, ليتحولوا من مناضلين أحرار إلى متهمين بالعمالة.
إننا معشر شباب الجنوب في الاتحاد منكم براء, كبراءة الذئب من دم يوسف أبن يعقوب, وإن من حق أسر الشهداء المطالبة بالقصاص منكم أيها المرتدون عن عهودكم لتضحيات شباب الجنوب الأحرار الذين فجروا ثورات الشباب في تونس, ومصر, وليبيا, وألهموهم معنى بأس الشباب في القوة والفداء, رغم اختلاف وجهة المقارنة في المعاناة بين البلدان المذكورة سلفا وبين بلدنا الجنوب الذي يواجهه عصابات احتلال وليس عصابات نظام.
وفي بياننا هذا نوضح أوجهة المقارنة لمن فقد البصر والبصيرة الساعي لفرض شعار واحد لواقعين مختلفين كلياً, كيف يتم التعامل مع أبناء الجنوب إذا خرجوا معبرين بشعارات واقعهم الحقيقي أو حتى رددوا ما يتم ترديده في صنعاء, فالرصاص هنا لا تستهدف شعاراتهم أكثر مما تستهدف هوية انتمائهم ووجودهم على الأرض, عكس ما يتم التعامل به مع أشقائنا في الجمهورية العربية اليمنية, وهو ما يؤكد اختلاف المعاناة والأهداف, وبهذا لكل معاناته وهدفه وشعاره يتناسب مع واقعه وليس واقع الآخرين عاش الجنوب حرا أبيا.. المجد لشهدائنا .. والشفاء لجرحانا.. والحرية لأسرانا..
صادر عن الناطق الرسمي - لاتحاد شباب الجنوب
الدائرة الاعلامية –عدن -الثلاثاء
قال تعالى: (من المؤمنين رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضا نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)
ونحن في هذا المنعطف التاريخي الذي يمر به شعب الجنوب تملي علينا ضمائرنا الحية أن نقف لحظات ولحظات لقرأت الواقع من حولنا لنتعامل معه بحذر وحنكة حتى لا نسقط في أوحاله الغادرة لنتهاوى على عروشنا, ونكون قد وقعنا في الفخ نفسه الذي وقع به إبائنا, ليتحمل نتائج أخطائهم اليوم, نحن شباب الجنوب ومازلنا ندفع الثمن بدمائنا وأرواحنا التي تزهق كل يوم على تراب أرضنا الطاهرة.
إننا ومن منطلق العهد والوفاء الذي قطعناه لإخواننا الشهداء الذين سقطوا في كل ربوع الجنوب وهم يرفعون الرايات التحررية ويرددون الشعارات المعبرة عن الهوية الجنوبية مجسدين أروع الملاحم البطولية للوصول إلى غاية شعب الجنوب في التحرير والاستقلال.
نؤكد نحن في اتحاد شباب الجنوب في الحراك الجنوبي أننا قد اخترنا طريقا واحد وهو الطريق الذي استشهد من أجله شباب الجنوب منذ بدأ حراكنا السلمي في 2007م,وإننا على عهدهم سائرون ولن نتراجع قيد أنمله.
كما نؤكد إننا متمسكون بشعاراتنا المعبرة عن قضية شعب الجنوب المحتل, ولن نتراجع عنها ولو تفصل رؤوسنا عن أجسادنا وفاء للعهد والوعد الذي قطعناه لشعبنا وشهدائنا.
أما من ضعف أيمانهم ونكثوا بعهودهم, من يسمون أنفسهم بقادة بعض فصائل حراك الجنوب ليتراجعوا عنها فسيندمون يوم لا ينفع الندم, وسيعظون أنامل أصابعهم ندما, وسيبكون حسرة وتأسفا يوم لا تجدي الحسرة ولا التعسف.
أيها الغافلون والواهمون ماذا قلتم لأنفسكم حين أرددتم عن ركب الحرية والتحرير عن ركب التضحية والفداء بل ماذا ستقولون لأسر الشهداء الذين دفعتم بالأمس بفلذات أكبادهم إلى ميادين الوغى ليستشهدوا؟, ثم ماذا ستقولون لربكم يوم اللقاء الأكبر؟ هل ستقولون إنهم استلموا ثمن رفع الرايات وترديد الشعارات من عدوهم, ليتحولوا من مناضلين أحرار إلى متهمين بالعمالة.
إننا معشر شباب الجنوب في الاتحاد منكم براء, كبراءة الذئب من دم يوسف أبن يعقوب, وإن من حق أسر الشهداء المطالبة بالقصاص منكم أيها المرتدون عن عهودكم لتضحيات شباب الجنوب الأحرار الذين فجروا ثورات الشباب في تونس, ومصر, وليبيا, وألهموهم معنى بأس الشباب في القوة والفداء, رغم اختلاف وجهة المقارنة في المعاناة بين البلدان المذكورة سلفا وبين بلدنا الجنوب الذي يواجهه عصابات احتلال وليس عصابات نظام.
وفي بياننا هذا نوضح أوجهة المقارنة لمن فقد البصر والبصيرة الساعي لفرض شعار واحد لواقعين مختلفين كلياً, كيف يتم التعامل مع أبناء الجنوب إذا خرجوا معبرين بشعارات واقعهم الحقيقي أو حتى رددوا ما يتم ترديده في صنعاء, فالرصاص هنا لا تستهدف شعاراتهم أكثر مما تستهدف هوية انتمائهم ووجودهم على الأرض, عكس ما يتم التعامل به مع أشقائنا في الجمهورية العربية اليمنية, وهو ما يؤكد اختلاف المعاناة والأهداف, وبهذا لكل معاناته وهدفه وشعاره يتناسب مع واقعه وليس واقع الآخرين عاش الجنوب حرا أبيا.. المجد لشهدائنا .. والشفاء لجرحانا.. والحرية لأسرانا..
صادر عن الناطق الرسمي - لاتحاد شباب الجنوب
تصريح صحفي للناطق الرسمي للمجلس الوطني الاعلى د.شكري يعبر عن آسفة للموقف الرسمي لمجلس الحراك السلمي والذي عبر عنة أمينة العام المناضل عبد الله حسن ال
بسم الله الرحمن الرحيم
تصريح صحفي للناطق الرسمي للمجلس الوطني الاعلى د.شكري يعبر عن آسفة للموقف الرسمي لمجلس الحراك السلمي والذي عبر عنة أمينة العام المناضل عبد الله حسن الناخبي في تصريحه الذي نشرته وسائل الإعلام والقنوات الفضائية
الدائرة الاعلامية -عدن
المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب يعبر عن آسفة للموقف الرسمي لمجلس الحراك السلمي والذي عبر عنة أمينة العام المناضل عبد الله حسن الناخبي في تصريحه الذي نشرته وسائل الإعلام والقنوات الفضائية التابعة للاحتلال اليمني والذي اتهم فيه من يرفع شعار تحرير الجنوب وهدف شعب الجنوب من نضاله السلمي التحرري إلا وهو التحرير والاستقلال واستعادة دوله الجنوب كاملة السيادة عميلا لسلطات الاحتلال وبذلك فهو يتهم كل شعب الجنوب العربي المحتل من قبل أشقائه في الجمهورية العربية اليمنية بالعمالة وبالتالي يتهم المئات من شهداء النضال السلمي الجنوبي التحرري الذين رووا بدمائهم ارض الجنوب الطاهرة والتي ستلفظ الاحتلال اليمني وستطرده بإذن الله بفعل قواه المؤمنة والصامدة والتي تصدت وأفشلت كل المخططات والمؤامرات داخل الحركة الشعبية الجنوبية السلمية التي حاولت إن تجهض هذه الثورة وحرفها عن مسارها وهدفها في الحرية والاستقلال من الاحتلال اليمني.
إننا في المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب نعتبر هذا التصريح موقفا رسميا لمجلس الحراك السلمي من قضية شعبنا الجنوبي المكافح من اجل الحرية والاستقلال وهو ما يفسر تبني شعار أخر يعد بوضوح تراجعا عن الشعارات التي يهتف بها شعبنا ويؤمن بها قولا وعملا في كل ساحات النضال السلمي الجنوبي من اجل التحرر من الاحتلال اليمني وتحقيق الاستقلال وبناء دوله الجنوب الحرة المستقلة.
إننا ندعو أبناء شعبنا الجنوبي في كل الجنوب المحتل إلى اليقظة ورص الصفوف ورفع راية التحرير وعلم الجنوب عاليا وإسماع العالم صوت شعب الجنوب الذي بدا الحراك السلمي منذ 5 سنوات والذي كان ملهما للشعوب العربية في ثورتهم السلمية المنتصرة في تونس ومصر وليبيا والعمل اليوم على شحذ الهمم ومواصله الانتفاضة السلمية لطرد الاحتلال اليمني انتصارا للقضية التي استشهد من اجلها مئات الشهداء وهم يرددون شعار برع برع يا استعمار ثوره ثوره يا جنوب.
ونوضح لشعبنا الجنوبي العربي المسلم الذي يشهد له العالم بحضارته وتاريخه الإنساني والثقافي إن شعار إسقاط النظام الذي أريد به اغتيال ثورته التحررية في هذه المرحلة ألدقيقه من نضاله السلمي والظروف المؤهلة لانتصاره واستقلاله من ربق الاحتلال اليمني كان متفقا عليه بين تلك القوى التي لامو قف لها وليست مؤمنة بهويه شعبنا الجنوبي في النظام السياسي اليمني سلطة ومعارضة .
ونؤكد أن النظام اليمني الذي يعيش تفككا وصراعا بين قواه وحكامه وما يعيشه من حروب ضد شعبه في اليمن وحربة المستمرة ضد شعبنا الجنوبي المستمرة والذي تقتل وتحصد أرواح الأبرياء العزل من أبناء شعبنا وأخرها جريمة المعلا الذي سقط فيها عشرات الشهداء والجرحى . وبالتالي ضعف نظام الاحتلال اليمني هي الفرصة التي يجب على شعبنا الجنوبي المكافح أن يستغلها ليحرر أرضه ويحقق استقلال وليس المشاركة في إيجاد عدو قوي وموحد ليستمر الاحتلال لأرضنا وشعبنا فعلينا نحن أبناء الجنوب أن نفند الأهداف المخفية والحقيقية التي يجري التخطيط لها في أروقة الاحتلال اليمني والمتفقة على إنهاء ثورة شعبنا وبقاء الاحتلال اليمني جاثما على شعبنا الجنوبي إلى اجل غير مسمى إننا في المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب ننفي نفيا قاطعا ما صدر من قبل الأحزاب السياسية اليمنية المشترك او ما تسمى بلجنة الحوار الوطني اليمنية من انهم اتفقوا مع الحراك الجنوبي بشان إسقاط النظام اليمني او إي قضية أخرى ولم يتم إي حوار او اتفاق إطلاقا ونؤكد احترامنا لحق الشعوب في الحرية والتخلص من الاستبداد بما فيها الشعب اليمني الشقيق.
وإنها لثورة لشعبنا الجنوبي من اجل التحرير والاستقلال حتى النصر.
المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب
1مارس2011م
عدن
تصريح صحفي للناطق الرسمي للمجلس الوطني الاعلى د.شكري يعبر عن آسفة للموقف الرسمي لمجلس الحراك السلمي والذي عبر عنة أمينة العام المناضل عبد الله حسن الناخبي في تصريحه الذي نشرته وسائل الإعلام والقنوات الفضائية
الدائرة الاعلامية -عدن
المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب يعبر عن آسفة للموقف الرسمي لمجلس الحراك السلمي والذي عبر عنة أمينة العام المناضل عبد الله حسن الناخبي في تصريحه الذي نشرته وسائل الإعلام والقنوات الفضائية التابعة للاحتلال اليمني والذي اتهم فيه من يرفع شعار تحرير الجنوب وهدف شعب الجنوب من نضاله السلمي التحرري إلا وهو التحرير والاستقلال واستعادة دوله الجنوب كاملة السيادة عميلا لسلطات الاحتلال وبذلك فهو يتهم كل شعب الجنوب العربي المحتل من قبل أشقائه في الجمهورية العربية اليمنية بالعمالة وبالتالي يتهم المئات من شهداء النضال السلمي الجنوبي التحرري الذين رووا بدمائهم ارض الجنوب الطاهرة والتي ستلفظ الاحتلال اليمني وستطرده بإذن الله بفعل قواه المؤمنة والصامدة والتي تصدت وأفشلت كل المخططات والمؤامرات داخل الحركة الشعبية الجنوبية السلمية التي حاولت إن تجهض هذه الثورة وحرفها عن مسارها وهدفها في الحرية والاستقلال من الاحتلال اليمني.
إننا في المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب نعتبر هذا التصريح موقفا رسميا لمجلس الحراك السلمي من قضية شعبنا الجنوبي المكافح من اجل الحرية والاستقلال وهو ما يفسر تبني شعار أخر يعد بوضوح تراجعا عن الشعارات التي يهتف بها شعبنا ويؤمن بها قولا وعملا في كل ساحات النضال السلمي الجنوبي من اجل التحرر من الاحتلال اليمني وتحقيق الاستقلال وبناء دوله الجنوب الحرة المستقلة.
إننا ندعو أبناء شعبنا الجنوبي في كل الجنوب المحتل إلى اليقظة ورص الصفوف ورفع راية التحرير وعلم الجنوب عاليا وإسماع العالم صوت شعب الجنوب الذي بدا الحراك السلمي منذ 5 سنوات والذي كان ملهما للشعوب العربية في ثورتهم السلمية المنتصرة في تونس ومصر وليبيا والعمل اليوم على شحذ الهمم ومواصله الانتفاضة السلمية لطرد الاحتلال اليمني انتصارا للقضية التي استشهد من اجلها مئات الشهداء وهم يرددون شعار برع برع يا استعمار ثوره ثوره يا جنوب.
ونوضح لشعبنا الجنوبي العربي المسلم الذي يشهد له العالم بحضارته وتاريخه الإنساني والثقافي إن شعار إسقاط النظام الذي أريد به اغتيال ثورته التحررية في هذه المرحلة ألدقيقه من نضاله السلمي والظروف المؤهلة لانتصاره واستقلاله من ربق الاحتلال اليمني كان متفقا عليه بين تلك القوى التي لامو قف لها وليست مؤمنة بهويه شعبنا الجنوبي في النظام السياسي اليمني سلطة ومعارضة .
ونؤكد أن النظام اليمني الذي يعيش تفككا وصراعا بين قواه وحكامه وما يعيشه من حروب ضد شعبه في اليمن وحربة المستمرة ضد شعبنا الجنوبي المستمرة والذي تقتل وتحصد أرواح الأبرياء العزل من أبناء شعبنا وأخرها جريمة المعلا الذي سقط فيها عشرات الشهداء والجرحى . وبالتالي ضعف نظام الاحتلال اليمني هي الفرصة التي يجب على شعبنا الجنوبي المكافح أن يستغلها ليحرر أرضه ويحقق استقلال وليس المشاركة في إيجاد عدو قوي وموحد ليستمر الاحتلال لأرضنا وشعبنا فعلينا نحن أبناء الجنوب أن نفند الأهداف المخفية والحقيقية التي يجري التخطيط لها في أروقة الاحتلال اليمني والمتفقة على إنهاء ثورة شعبنا وبقاء الاحتلال اليمني جاثما على شعبنا الجنوبي إلى اجل غير مسمى إننا في المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب ننفي نفيا قاطعا ما صدر من قبل الأحزاب السياسية اليمنية المشترك او ما تسمى بلجنة الحوار الوطني اليمنية من انهم اتفقوا مع الحراك الجنوبي بشان إسقاط النظام اليمني او إي قضية أخرى ولم يتم إي حوار او اتفاق إطلاقا ونؤكد احترامنا لحق الشعوب في الحرية والتخلص من الاستبداد بما فيها الشعب اليمني الشقيق.
وإنها لثورة لشعبنا الجنوبي من اجل التحرير والاستقلال حتى النصر.
المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب
1مارس2011م
عدن
ثورتا تونس ومصر هل تشكلان فاتحة مرحلة التحرر العربي من الاستعمار الوطني؟؟ الكاتب محمد علي شايف
بسم الله الرحمن الرحيم
منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي /الضالع الأسبوع(11)الاربعاء 16فبراير 2011م ندوة بعنوان : ثورتا تونس ومصر هل تشكلان فاتحة مرحلة التحرر العربي من الاستعمار الوطني؟؟
منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي –الضالع –خاص –بن زيد
نص الورقة المقدمة الى ندوة الاسبوع 11 للكاتب محمد علي شايف بعنوان: ثورتا تونس ومصر هل تشكلان فاتحة مرحلة التحرر العربي من الاستعمار الوطني؟؟
ثورتا تونس ومصر
هل تشكلان فاتحة مرحلة التحرر العربي من الاستعمار الوطني ؟ بقلم الكاتب محمد علي شايف
ترقى العار من بيع الى بيع بلا ثمن
ومن مستعمر غاز إلى مستعمر وطني
( الشاعر الراحل : عبدالله البردوني )
دعونا أيها الأخوة نحتفي ونحتفل بانتصار الثورتين الشعبيتين التاريخيتين للشعبين الشقيقين التونسي والمصري بطريقتنا ، كشعب يخضع لإحتلال عسكري بدائي قادم من كهوف واحراش ثقافة الغزو من أجل السبي والغنيمة السبئية ، منذ 7/7/1994 م الأسود .
إحتلال لم يستهدف شطب شعب الجنوب من خريطة الحقوق والمصالح وحسب ، بل طمس هويته ومحو وجوده ، ليغدوا شعبا بلا أرض .
دعونا نتوج فرحتنا الإحتفالية بإنتصار إرادة شعب مصر العظيم الذي وقف خلف شباب ثورة 25 يناير الماضي ليطيح بالنظام الاستبدادي ، القمع الفاسد ، الذي تحول إلى سلطة لصوص (كلبتوقراطيه ) أي حكومات لصوص باللصوص للصوص ، ومثله كل الانظمة والسلطات الجاثمة على صدور الشعوب العربية بمختلف أشكالها وأنواعها ومسمياتها ..
نقول فلنتوج احتفالنا – في منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي – في مدينة الضالع الباسلة المحاصرة بأكثر من عشرين موقعا عسكريا وقاعدة وثكنة عسكرية مثلها مثل مدن الجنوب الأخرى المطوقة بألوية عسكرية وفرق أمنية مدربة على القتل والسفك والإرهاب المنظم وذلك بقراءة أولية لتأثير الثورتين على محيطهما العربي ، ولا سيما على الثورة الشعبية الجنوبية السلمية ، التي سبقت الثورتين الشعبيتين التونسية والمصرية بيد انها حوصرت إعلاميا وظلمت سياسيا من قبل محيطها العربي ، لأسباب سنأتي الى ذكرها لا حقا .
لقد آثرنا أن تكون قضية المنتدى لهذا الأسبوع ، القضية التي تعلقت بها قلوبنا وضمائرنا ووجداتنا قبل أبصارنا ونحن نسهر مع المعتصمين الثائرين في ميدان التحرير وكل ميادين الحرية في أرض الكنانة لينتشر ضؤئها.. في مصر التاريخ والحضارة وإبداع العجائب ..
فهل بزغت شمس الحرية العربية من المغرب – هذه المرة – واستكملت شروقها من أرض الكنانة ، لينشر ضوؤها المضرح بالإرادة الشعبية المنتصرة ، الزاهر بالأمل ودنو أجل الإنعتاق من الإستعمار الوطني الأسوء من الإحتلال الأجنبي ؟؟
إن كل الشعوب العربية بأحرارها ومنتجيها ، بسطائها ومثقفيها ، بكل شرائحها الإجتماعية المخضعة للذل والهوان – عدى اوغادها – لصوصها ونخاسيها – تتطلع إلى إنبلاج نجر مرحلة جديدة ، يشرق على أفق ليل عربي طال أمده ولتكن ثورتي تونس ومصر العظيمتين أولى حلقات تشكل هذا التاريخ الجديد .-
بوسائلة وأساليبه وماهيات تشكله وبأهدافه التي تجسد تطلعات الإنسان العربي في حياة إنسانية حرة كريمة ، بديلا مجيدا لتاريخ الإستبداد والهوان ، والعيش في حالة إغتراب وأستلاب ماحقين ، يغيب في ظلمها الشعور الإنساني بالإنتماء إلى وطن تملكه الطغاه وخذله المنافقون وزماروا البلاط ، وزيفه الدجالون المضللون من مثقفى وكتبة الحاكم بأمره ... اولئك الذين وصفهم – محقا – المفكر الراحل : د. محمد قايد الجابري ب ( المثقفين الرحل) وهو وصف يجسد سلوك وعقل البداوة الساعي وراء الماء والكلأ وهم – لاريب – كثر في مجتمعات النفاق المخضعة تاريخيا للإستبداد السياسي والديني.
- دروس أولية : -
1- لقد اثبتت ثورتا شباب تونس ومصر الرائدتين ، واللتين نحلم ان تكونا قائدتين للمرحلة التاريخية الجديدة في منطقتنا ، كم هي هشة ومتهالكة الأنظمة الأمنية البوليسية أمام إرادة الشعوب ، طالما نهضت ، بوعي قوتها وإدراك مكانتها ، لإسترداد حقها المغتصب من قبل طغاتها ، بإعتبارها صاحبة الحق في إختيار حكامها وتقرير طريق تقدمها وقادرة على إزالة الأنظمة اللاشرعية ، إذ لا شرعية لنظام سياسي إلا عبر شرعية الرضا والقبول ، ووفق عقد إجتماعي يجسد إرادة الشعب وتطلعاته وليس إرادة الحاكم الذي يشرع لهيمنته وتأبيد حكمه .. والقيام بمسرحيات إنتخابية تزور إرادة الشعوب وتمتهن كرامتها .
2- ان ثورتي تونس ومصر الشعبيتين السلميتين الحضاريتين ، قد هدتا حاجز الخوف التاريخي المسلح بإرهاب الدولة البوليسية الممنهج ، وبانتصارها على الخوف الذي زرعه ووطده الإستبداد والطغيان ، انتصرا على مصدرة وهدمتا عروشه .. المؤمل ان يؤدي ذلك إلى انهيار اعمدة ثقافة الخنوع والإستكانة وفتاوى طاعة الحاكم وإن ظلم في نفوس ووعي باقي الشعوب العربية ، التي عانت ولم تزل مماعاني منه شعبا تونس ومصر ، إن لم يكن أقسى وأدهى ,احط .. ولعل أكثر الشعوب العربية معاناة هو شعب الجنوب الخاضع لإحتلال همجي ، أوصل معاناته إلى مرتبة الفاجعة الإنسانية بإسم وحدة سياسية ، سقط مشروعها قبل أن تبدأ .
3- إن المثابرة خلف الهدف – وهذا هو الدرس المهم – وعدم التراجع امام القمع وأساليب الإرهاب والإستهانة بفزاعات التخويف من الفوضى والأقنعة والصوملة ، التي يستلغها الطغاة العرب لوضع شعوبهم امام خيارين لا ثالث لهما : الموت قهرا وذلا وجوعا وو.... تحت هيمنتهم وإما الفوضى فالصوملة والأقنعة ، أي ان الحاكم العربي – اللص المستبد يقول ضمنا وصراحة ( انا أو الطوفان ) . زد إلى عدم تفاني المسكنات والمخدرات التي كادت الشعوب العربية ان تدمنها التي لم تكن قد ادمنتها ... الخ . إن كل ذلك – كما علمتنا تجريد الثورتين الماثلتين – عنصر أساسي في تحقيق ابرز انتصار لهما ( الإطاحة بالنظامين السابقين ) .
وستأتي الأيام بالجديد – لا شك – لأننا إزاء عملية تاريخية ، لن تستكمل عناصرها دفعة واحدة .
4- كما تعلمنا الثورتين المذكورتين ، إن القانون الثابت في الحياة ، هو قانون التغيير ، التغيير والتطور وعن شرعيات الإستبداد الجامدة المهدرة للعقل والقاتلة للإبداع الإنساني ، التي يحاول الطغاة التلويح بها بوجوه الشعب هي شرعيات زائفة .. اذ لا شرعية تعلو على شرعية الإرادة الشعبية في العلاقة بين الحاكم والمحكوم .. فلا شرعية لثورة تحولت إلى النقيض 180 درجة ، ولا شرعية دستورية فوق الشرعية الشعبية ... ( إن الشرعية هي ما تجسد إرادة وتطلعات الشعوب .
5- إن الطابع الشعبي للثورتين المنتصرين – بإذن الله وإرادة شعبي تونس ومصر الحرتين . تعطي مؤشرا جديدا ، لانتقال جديد ، ينقل الثقافة العربية من زمن الأبطال إلى زمن الشعوب ... فثورتي مصر وتونس ليس لهما بطل – فارس بعينه ، إن الشعبين خلف شبابهما هو البطل في التجربتين ... اننا بحاجة ماسة ليس إلى ثورات سياسية بل وإلى ثورات تغييرية تعيد بنينةوعينا وتهز جذور ثقافتنا ( محاولة مبارك مخاطبة عاطفة الشعب المصري ، باستحقاق تمثيل مكانة البطل المصري الذي شارك في حرب العبور اكتوبر 1973 م قوبلت بالإستهجان الشعبي والسخرية وكثيرون ردوا عليه واركانه المنافقين : كل الشعب المصري كان بطل العبور وحسني واحد من ضباط قواته المسلحة ) ان هذا معطى حسي يضاف إلى رصيد وثورة التحرر من الإستعمار الوطني .. التحرر من الإستبداد والطغيان وو... الخ والتحرر من زمن الأبطال ، الذي غدا في حكم التاريخ ، ولا يعيش إلا في الوطن العربي ، وبعض بلدان من أسيا وافريقيا ( أما صنعاء فتمثل – بامتياز – متحفا لكل الأزمنة من العبودية مرورا بالأقطاعية والقبيلة وصولا إلى الراسمال الطفيلي التجاري)
6- إن عفوية الثورتين ليستا وليدتا لحظة اشتعالهما ، وانما ما بدا كطفرة ، هو في الأساس نتاج تراكم يتفاعل في النفسية الإجتماعية لفترة زمنية طويلة ، نضجت اللحظة لإنفجاره ، وما كان اشعال البوعزيزي لنفسه في تونس وخروج مدينته للإحتجاج ، إلا عود الثقاب الذي اشعل فتيل الثورة المكبوت الجاهز بالفعل .. دليل ذلك أن في جزائريين احرقوا انفسهم ومثلهم في مصر واخر في موريتانيا وفي اليمن ولم يفجروا ثورة اما الثورة الشعبية المصرية فقد بدأت من احدث وسيلة عصرية وهي الشبكة العنكبوتية واذ بدت ثورة شعبية عفوية فإن توحد مطلبها السياسي ، كان القائد والمنظم الأول ، اي ان الشعب يتحرك تحت ووراء هدف واضح هو إسقاط النظام ، وهنا يسقط مفهوم العفوية عنها فضلا عن ان الشباب اثبتوا كفاءة قيادية وتنظيمية اربكت مخطط السلطة في احداث صدمة من خوف من الفوضى والعنف المنظم الذي قادته وزارة الأمن الداخلي كما تابعنا ذلك وهذه ماكان لها ان تتم وتنتصر لو لم تكن جاهزة في نفسية المجتمع الجاهز للثورة ، الذي ما ان اشعل الشباب شرارتها حتى التف الشعب حولها بالملايين .. ولا شك بأن ثورة تونس كان لها تأثير المنتج للاسئلة والمحرك للفعل في مصر .
( بالنسبة لثورتنا ، السملية الجنوبية أو حركتنا الشعبية الجنوبية ، فإن العفوية كانت ولما تزل تسم مسيرتها في البدء كان الزخم الشعبي المفاجئ يسير وراء مطالب حقوقية رفعتها جمعيات المسرحين العسكريين والأمنيين - دعك من الأشكال النضالية السابقة لها - ثم تعددت الخطابات والمطالب .. ولا زلنا كشعب بمختلف شرائحه وفئاته وأطيافه السياسية غير موحد في الهدف ، بتعبير أخر : لم يلتف حول هدف سياسي استراتيجي واضح .
لأن وحدة الهدف ستقود إلى وحدة الرؤية السياسية - البرنامجية - بالضرورة - وطالما هنا لكم اجماع على اسلوب النضال السلمي مفتوح الخيارات ، فليس عسيرا ، بعد توفر الأركان الثلاثة أن يتم إستكمال بناء الركن الرابع الأساسي المتمثل بوحدة الإرادة الشعبية الجنوبية في اي شكل توحيدي كفاحي قادر على أداء الوظيفة النضالية المرحلية المنوطة به ، من منطلق الوعي أن مطلب توحيد الحركة الشعبية ليس غاية بذاته ، وانما وسيلة - اداة لإنجاز مهمة التحرر التي بهاأولى تطلعات الشعب الغائبة ( البعيدة ) لكن الأمر ليس كما نتمنى ان يكون - ما اردناه هنا هو محاولة مقاربة للتمييز بين فاعلية وسرعة حركة من يسير في طريق واضح المعالم ونقطة النهاية ، وبين من يتحرك في درب تتقاطع فيه الطرق وتتداخل وثمه أفق غير واضح كذلك - ليغدو السير أشبه بالتحرك وسط خطوط متاهة متحركة لا وضوح لبدايتها ولا نهايتها)
7- لصوص الثورات وقطاع طرق التاريخ : تابعنا - باهتمام لاشك - ما حدث ويحدث في تونس ومصر وقد لمسنا كيف جاء اللصوص ليسرقوا الثورتين - لا زال الخوف على ثورة مصر قائما من اللصوص بالكلام العسلي والوعود المخدرة .... الخ من قبل اركان النظام المصري ... ثم حاولت احزاب المعارضة بالتعاون مع السلطة ، ليقطعا الطريق على الثورة لكن تصميم الشعبين على مطالبهم الواضحة حال دون نجاح لصوص الثورات وقطاع طرق التاريخ - على الأقل إلى الآن - والأيام ستكشف إلى أي مدى ستحافظ الثورتان على اهدافهما .
8- إن تمكن الثورتين الشعبيتين في تونس ومصر الشقيقتين ، بزمن قياسي 27 يوما للأولى و(18) يوما للثانية ، وبفارق أقل من شهر بين رحيل رأس النظام التونسي (14) يناير ورأس النظام المصري 11 فبراير ما كان لذلك أن يتم وبهذا المستوى من التضحيات لولا العوامل الأساسية - بتقديرنا وتواضع اطلاعنا - المتمثلة في :
أ- استنفاذ النظامين لكل عوامل الترهيب والترغيب ، والترضيات واستفحال حالة الفساد والإستبداد ، واتكائهما على القبضة الأمنية ، والقيود المقننة ( وعلى قانون للطوارئ كما في الحالة المصرية ) وهذا ينطبق على كل الأنظمة العربية ، إن لم تكن الحالة أشد سوءا .
ب-فقدان الشعبين الثقة تماما بالنظامين وأركانهما .. وبلوغ حالة الغضب والرفض في النفسية الجماعية حالة الثورة - كما أسلفنا قبلا - حيث لم يعد الشعبان قادران على تحمل المعاناة أكثر بينما النظامان قد وصلا إلى حالة من الفساد والإستكبار قادتهما إلى العجز في ادارة الأمور بطريقتهما القديمة .
جـ - إن الشباب كان محرك ووقود الثورتين ، وقد ثار بعقلية عصرية ، لقى مساندة الشعبين بقوة .
د- الموقف الوطني النبيل الذي التزمه الجيشان إزاء الثورتين .. فلولا حيادية الجيشين ما تحقق النصر بهذا الزمن القياسي وبأقل كلفة من التضحيات ( لا بد من الإقرار بأن موقف الجيش التونسي كان الأفضل في تعامله مع ثورة شعبه من الجيش المصري ، الذي ظل يمالي النظام إلى جمعة الرحيل 11 /2 الحالي وحتى نقل السلطة إلى مجلس الجيش عد الأعلى ، وإبقائه على الحكومة المكلفة من راس النظام المخلوع لتسيير الأعمال حتى تشكيل حكومة جديدة ، يسدل ستارا من الغموض على حقيقة موقفه .
وفي الإجمالي : كان للجيشين الوطنيين في الدولتين دورا أساسيا في انتصار الثورتين لاشك .
9- اتضح ان أجهزة الأمن السرية والظاهرة ( الأمن المركزي والأمن العام ) تمثل ركيزة أساسية للأنظمة الأمنية .. بحيث برز انفصالها عن الشعبين والتحامهما بالنظامين بصورة تجعل من سلوك هذه الأجهزة ظاهرة إجتماعية ( سياسية ونفسية ) تحتاج إلى دراسة نفسية أكثر منها سياسية . اذ ما الفرق بين جندي في الجيش وجندي في الأمن ، أو قائد في الأول وقائد في الثاني ، يرفض الأول أن يوجه السلاح على أهله وذويه ، بينما يقبل الثاني ذلك وبقسوة وحقد عدائي ؟
10 - واخيرا وليس آخرا : إن موقف أصدقاء النظامين الحميمين في أمريكا والغرب عامة ، من أصدقائهما الطغاة .. النخاسين لقضايا ومصالح شعوبهم ، الخادمين لمصالح أسيادهم ، إن موقف أولئك من نظامي ورأسي النظامين المصري ، والتونسي يقرر بقسوة ومرارة الحقيقة أن المصالح هي التي تقرر مواقف الدول وتحدد سياساتها ( ليس هناك عداوات دائمة ولا صداقات دائمة ) إنما هناك مصالح دائمة ، دزرائيلي - فقد لا حظنا معا حجم التناقض والأرتباك في مواقف الإدارة الأمريكية بين التشديد على أنتقال السلطة في مصر سريعا ، والنزول عند رغبة وتطلعات الشعب المصري ...الخ وبين التأكيد على بقاء مبارك لانجاز الانتقال حتى تنتهي ولايته في سبتمبر القادم ، لكن في النهاية ، فليذهب صديق أمريكا واسرائيل الى الجحيم ، والمهم أن يأتي نظام يؤمن مصالحها ، ويؤمن لإسرائيل اتفاق الإستسلام .. وزين الهاربين بن علي الذي ظل يطير فوق البحر الأبيض ولم يجد إذنا بالهبوط في فرنسا ولا غيرها حتى انقذته السعودية بحق اللجوء .
إذا .. هي المصلحة التي تحرك المواقف السياسية وليس العلاقات ولا الصداقات الشخصية او بين الأنظمة . وهذا ما ينبغي أن تستوعبه ثورتنا في الجنوب المحتل .. إذ أن القيم الإنسانية وحقوق الإنسان وحرياته التي ينصب الغرب نفسه مسؤولا عليها ، وكذلك قيم الإسلام العليا التي يحمل رايتها محيطنا العربي والإسلامي ... الخ . إن كل ذلك يسقط عند اقدام المصالح ، فلن يلتفت إلى الفاجعة الإنسانية التي يعيشها شعب الجنوب المغدور ، مالم تتآزر وتعمل بإخلاص كل قواه وأطيافه السياسية والشعبية على إستعادة الوعي بالذات المستقلة ، ومراجعة مسيرة الثورة السلمية وتقييمها بواقعية للوقوف على مواطن ازمة حركتها الشعبية وأسباب وخلفيات هذه الأزمة التي أضعفت الثورة ، ومزقت جهوده وفعل الإرادة الشعبية التواقة للحرية والإستقلال .
إذ ان توحيد إرادة شعب الجنوب ، تستلزم بالضرورة مكاشفة للذات أولا ثم البحث عن مخارج تفضي الى توحيد قوى الثورة ، لفرض معادلة سياسية على الأرض ، تجعل الأخر الإقليمي والدولي يشعر بأن شعبنا قادر على إنتزاع حقه ، الأمر الذي يجعل المصالح الأجنبية في خطر ، حال استمر أصحاب المصالح في مساندة الإحتلال . عندئذ - فقط - وبهذا وحده .. سيتعرف العالم بحقنا الشرعي والعادل في استعادة دولتنا ، الوطنية المستقلة وسيادتهاعلى كامل ترابها الوطني .
التطورات الإقليمية وتأثيرها على مسار ثورة الجنوب التحررية .
أولا : ينبغي الإشارة إلى أن ابداع هذا الأسلوب النضالي السلمي والشعبي ،يعود قصب السبق فيه إلى شعب الجنوب ، ابتداء من التحرك الإحتجاجي السلمي في حضرموت 1997- ابريل 1998م ، ثم التظاهرات السلمية والإحتجاجية التي قادتها اللجان الشعبية التضامنية في كل مدن الجنوب 1999-2001 م ، مرورا بملتقيات وفعاليات التصالح والتسامح وبلوغ حالة الرفض والغليان ، مرحلة الأنتقال النوعي الواسع ، على جسور التصالح والتسامح ، الذي قادت جمعيات المسرحين العسكريين والمدنيين ، لتنتقل التعبيرات السلمية من وضع الإحتجاجات بطابعها المطلبي الحقوقي إلى رفع مطلب الحق السياسي الجنوبي ، تحمل رايته ثورة شعبية لم تتوقف منذ 4 سنوات ، قدم فيها شعب الجنوب مئات الشهداء والجرحى وآلاف المعتقلين وتعرض مدن الجنوب وقراه للقصف بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة ، كمدينة الضالع والحبيلين وحوطة شبوه وغيرها .. بما هي حروب من طرف واحد تشن ضد شعب الجنوب كتجل فادح للحرب المستمرة من قبل الإحتلال على كافة الأصعدة ، حرب ترقى إلى مصاف أرهاب الدولة المنظم .
بيد أن ثورة شعب الجنوب المكافح الذائد عن حقه في الوجود ، قبل حقه الشرعي العادل في الحرية والإستقلال والعيش على أرضه بعزة وكرامة ، كباقي شعوب العالم ، عانت ولما تزل من الظلم من خلال التعتيم الإعلامي وضعف الإهتمام من قبل المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بحقوق الإنسان وحرياته ، برغم ان الإحتلال لا يرتكب جرائم ضد إنسانية بحق شعبنا وحسب ، بل ويقترف جرائم حرب بحق شعب الجنوب ، لعل أكثرها بشاعة هي جريمة قصف قرية المعجلة في م / أبين حيث راح ضحيتها حوالي (60) شهيدا اكثر من 40ل منهم نساء وأطفالا وقد استخدمت فيها أسلحة محرمة دوليا .
وهنا يبرز السؤال - لاشك - أن لماذا لم تحظ ثورتنا الشعبية السلمية بنسبة 1% من التغطية التي حظيت بها ثورتا تونس ومصر الشعبيتان عربيا ودوليا ؟!!
إن لدى كل منا - في هذا المنتدى - وخارجه إجابة على السؤال ، كل بقدر إطلاعه وقدراته الاستقرائية وسنحاول أن نجيب - هنا - ثم نشترك معا في إغناء الإجابة ، بتشخيص الأسباب والعوامل الذاتية منها والموضوعية .. والتى نرى أبرزها بالآتي :
1- إنحصار شبكة المراسلين الإعلاميين للإعلام الخارجي المقروء والمرئي والمسموع ، وحتى الالكتروني على صحافي وإعلامي الجمهورية العربية اليمنية ، وذلك ضمن عملية الإقصاء الممنهج لابناء الجنوب بفرض الحرمان القسري لكل الشعب الجنوبي من حقوقه السياسية والإقتصادية والثقافية ... الخ
الأمر الذي يجري تجاهل كلما يحدث في الجنوب ، والإكتفاء بخبر صحفي عند الحاجة ...
2- فرض القيود على الإعلام ، وممارسة الضغط على المراسلين من قبل سلطة الإحتلال وكذلك على الصحافة المحلية ، وصولا إلى إغلاق الصحف ، لا سيما الصحف الجنوبية : الأيام والوطني مثلا . ومهاجمة مكتب قناة الجزيرة في صنعاء ، الذي تم فتحه بعد أتفاق مع أدارة القناة التي زارات صنعاء حينئذ .. والمنع الصريح من حضور تظاهرات ومهرجانات وفعاليات ثورة الجنوب ، لكل وسائل الإعلام ، لان سلطة الإحتلال اكثر مما تعمل من اجله هو حجب جرائمها في الجنوب بمواجهة الثورة الشعبية السلمية
3-قومنة الاعلام العربي الرسمي والمستقل .. فالاعلام الرسمي خاضع للسلطات سياسيا فالانظمة العربية تحافظ على بعضها البعض ، ولم تعمل على تحقيق أية مصلحة عربية عامة منذ تأسيس الجامعة العربية ، باستثناء تطبيقها للاتفاقية الامنية لحماية عرشها ، كما تتوهم وتحت ذريعة -وحدة الأمة العربية ، كأيدلوجيا زائفة اثبتت فشلها ، منذ خمسين عاما - بما في ذلك اتفاقية الدفاع المشترك عن انظمة الاستبداد والحفاظ على طابعها العربي الموحد ، تتجاهل - رغم معرفتها- مايحدث في جنوبنا المكافح سياسيا واعلاميا ويسرى ذلك على الاعلام المستقل اي القيد -القومي-حيث يتخلي عن حرية الاعلام لصالح الايدلوجيا القومية ، او بضغط من السلطات الرسمية ..
يجري تسويق فكرة ان اي مساندة شعب الجنوب في ثورتهم ، يعني الدعوة الى التفريق والتجزئة ، بإعادة تقسيم نواة الوحدة العربية الأكذوبة التاريخية وما موقف قمة ليبيا العربية الاخيرة ببعيد عنا ، حيث اتخذت موقفا خارج سياق العملية السياسية والتاريخية السارية في السودان ، بالوقوف مع وحدة الصف السوداني موقف تاخر عقودا ثم نصف عقد عما اختاره السودانيون في الشمال والجنوب للخروج من الصراع بين الطرفين .
4- الخوف العربي من انتقال النموذج الكفاحي السلمي لشعب الجنوب إلى محيطه فيلقى استجابة شعبية ، كما حدث بعد ثورة تونس وتأثيرات ثورة شعب مصر الماثلة اليوم .
5- التعقيد العميق الذي يحيط بقضيتنا لاسيما تعقد فهمها من قبل الخارج ( الشعبي طبعا ) حيث تبدو حالة جزئية لا وضعا خاصا مستقلا بمواجهة ما يعتقد انه عاما ، يسهم في ذلك التعتيم والحصار الاعلاميين وتقصير حركتنا الشعبية ، ان لم نقل عجزها في ايصال مضمون قضيتنا الى المنظمات غير الحكومية العربية والدولية .... الخ
6- استمرار هيمنة الطابع العفوي لثورتنا الشعبية ، التي طال أمد تعدد مطالبها ، فتعددت تعبيراتها السياسية – الشعبية ، محدثة أزمة تتفاقم يوما عن يوم لتعمق الإنقسام في الرؤى والأدوات مما ينعكس سلبا عند المراقب السياسي الخارجي عن صورة ثورتنا الشعبية ، التي عجزت حتى الآن لأسباب ذاتية صرفا – عن فعل شعبي ثوري خلف هدف واضح قائد ورائد ، استراتيجيا تؤمر وتنظم وتوجه الثورة فتنقلها من نجاح إلى آخر . وعلينا ان نعترف بأننا نتحرك منذ 4 سنوات في دائرة واحده لم تنفتح بعد على دوائر اخرى أوسع وأعمق .
وهذا ما يستلزم بالضرورة المصارحة والمكاشفة للخروج من شرنقة صناعة الذات ، بما هو رضا نفسي – مرضي عند البعض لا يستطيع التحرر منه إلا بوعي كفاحي جماعي لمخاطر البقاء في أسر الذاتية المفرطة ونزوع الزعاماتية التي تشربن بركة الماضي السياسية والثقافية وباسم الثورة تحرم الثورة من عوامل قوتها وانتصارها ( لنتصور حجم الأزمة من عدم حسم المفهوم السياسي لما يحدث في الجنوب : هل هو ثورة شعبية / حركة شعبية تحررية أم حراك سياسي ) .
7- ضعف ان لم تقل عجز ثورتنا ، ولا سيما كل من اعلن مساندته لها او انظم اليها من الجنوبيين في الخارج .. النازحون السياسيون منهم , قبل المهاجرين , في فتح قنوات اتصال مع المنظمات غير الحكومية ومع قنوات رسمية عربية وغربية . وابداع اشكال شعبية او ثقافية تنتهي بايصال صوت ومضمون ثورتنا الى الرأي العام في الدول التي يقيم فيها الجنوبيين , بدل الجهد المبذول لعملية الاستقطابات في الداخل التي أصبحت جزءأً من المشكلة , ان لم نقل كابحاً وفد الى الطريق ثورة الشعب السلمية .
ولعل الاخ / صالح شائف في ورقة استفساراته المتظمنة اجاباتها , كان السباق في الاعتراف والمصارحة بشأن ما اسلفنا حينما تساءل في في النقطة (8) متسائلاً : هل نتجرأ ونعترف بعدم قدرتنا على التخلص من اساليب وارث الماضي ونترك قيادة السفينة لأجيال الجديدة ونمنع انفسنا عن تغذيتها بما في نفوسنا من عيوب ونواقص وتجارب مريرة قاتله , لم تعد مفيدة للأجيال الجديدة بل مقيدة لحركتها , وان تقف الى جانبها بما نعتقد بان مشرف وجدير بها وغير معيب لنا ؟ ! ))
تساؤل موجه لقيادات الجنوب السابقة – لأن المتسائل منهم – فهل يفعلون ويسخرون علاقاتهم وخبراتهم لأيصال قضيتنا الى المحافل الدولية , والعربية على وجه الخصوص , مستفدين من الاوضاع الجديدة التي خلقتها ثورة تونس ومصر ؟ .
8- اذا كانت ثورة شباب 25 يناير الماضي في مصر , مرت عبر شبكة الانترنت عندما أحسن الشباب استغلاله ... فاننا – للأسف - في الجنوب لم نستغل الشبكة العالمية بما يخدم قضية ثورتنا ولا من في الخارج ولا من في الداخل بل على العكس تماماً , استخدمت استخداماً اساء الى نضال شعبنا والى قضيتنا وعدالتها . اذا غدت المواقع والمنتديات مسرحاً للبيانات والتصريحات التي تنشر الغسيل وتكشف الى أي مدى تحولت الحرب الاعلامية بينيه ولا سيما منذ اعلام زنجبار في 9 مايو 2009م - وما حدث منذ نهاية نوفمبر الماضي الى مطلع يناير 2011م . من تصريحات وبيانات ... بطابعها الانقسامي الاستحواذي بين أخواننا في المجلس الاعلى للحراك السلمي , الذين انقسموا الى ثلاثة تيارات كل تيار يحتكر الشرعية له وحدة . ودعك من شطحات نائب رئيس مجلس الحراك الاعلى ! الشيخ طارق الفضلي الذي رفع العلم الامريكي ثم قرر احراقه مع علم دولة الجنوب ووو.... الخ ) من مواقف افعال مفارقه , ان كل ذلك يصيب صورة قضيتنا بمقتل ليس الا .
أما المصداقية فخذ خطة قطع المنافذ بين الجنوب والـ ج .ع.م . ي في الحدود المعروفه + المسيرة المليونية في عدن اثناء اقامة خليجي 20 هناك . . بهكذا انفعالات وشطحات يتم النيل من مصداقية حركتنا الشعبية وهو ما ينعكس في موقف وسائل الاعلام من التعاطي مع ما يصدر من جانب كل الحركة الشعبية .... الممارس لهكذا سلوك . من اطراف الحركة الشعبية الجنوبية وغير المشارك في ذلك السلوك النضالي .
9- نتأمل ان تحدث ثورة الشعبين المصري والتونسي تطوراً في بذية وسياسات الاعلام العربي فيحظى اضافة الى ((قناة الجزيرة)) القناة الرائدة المساندة لتطلعات الشعوب العربية والمنحازة الى قضايا الشعوب فنالت العقاب من طغاة ومستبدي شعوبهم , نامل ان تظهر قنوات فضائية تحذو حذو الجزيرة, لتجد ثورة شعب الجنوب العادله مكانتها في الاعلام العربي , وصولاً الى انصافها كثورة شعبية سلمية سبقت ثورتي تونس ومصر لولا الظلم الذي تعرضت له . وهذا مرهون - بالضرورة وبقدر حركتنا الشعبية على تجاوز ازمتها وفهم وادرة ما تطلبه رالمرحلة الجديدة منها
ثانياً : - كيف تفهم تأثبر ثورتي مصر وتونس على ثورتنا ؟
في المستهل , نود التنوية الى سطحية , ان لم نقل خطر اسقاط تجربة الثورتين المذكورتين على واقع المجتمعات العربية الاخرى اسقاطاً استاتيكياً ( جامداً) برغم التشابه الكبير بين كل المجتمعات العربية , والمعاناة من وحدة انظمة الاستبداد و الفساد المتطابقة الى درجة التوأمة السياسية , اذا ما استثنينا غياب الدولة ف يالجمهو-كهنوتية القبلية في صنعاء , حيث يعيش مجتمعها مرحلة ما قبل الدولة , ولا يقبل ببناء دولته , فصنعاء لم تعرف الدوله طوال تاريخها – باجماع كل مورخيها , وتلك خصوصيتها ذلك من منظور عام , اما من منظور استشراف تأثير التطورات الاقليمية المرتبطة بالثورتين المذكورتين وتداعياتهما , القضية الوطنيةالجنوبية وثورتها الشعبية السلمية , بطابعها التحرري , فلا بد اولاً وقبل كل شيء - من وجهة نظر خصوصية قضيتنا - ان تنطلق اية قرائة استشرافية من حقيقة ان ثمة خصوصية ما ئزة لقضيتنا , وطابع مختلف لثورتها هو النضال من اجل الاستقلال مع اسوأ واقسى واعصى من احتلال استعماري خارجي . أي ينبغي علينا ان نميز بين امرين :
الأول : ان ثورتنا الشعبية السلمية ثورة تحررية ضد احتلال عسكري وليست ثورة من أجل اصلاح او تغيير النظام السياسي القائم .
الثاني : ان ثورة الجنوب لا تواجه جيشاً ولا أمناً وطنيين وانما جهازين قمعيين غازيين لا يحمان سلطة الطاغية وحسب بل ويدافعان عن الغنيمة - الدولة المستباحة (( غنيمة بحجم دوله )) حسب المفكر د. ابو بكر السقاف وهي غنيمة لم تدر في خلد وخيال الغزاة - الفاتحين السبأيين الجدد .. وهذه الحقيقة مكتوبة بدماء الشهداء والجرحى الذين سقطوا برصاص اجهزة القمع ومدافعة وقد غدو بالمئات وقصف الجييش للمدن والقرى دون تمييز .. وفرض الحصار وو.. وهلم شراً من الجرائم لعل الجريمة المقترفة بحق نساء واطفال قرية المعجلة بابين , تمثل عنواناً لحرب الابادة , سيما وقد استخدمت فيها اسلحة محرمة دولياً حسب تاكيد منظمة العدل والدولية , وبمشاركة امريكية مباشرة ذلكم هو ما يتعلق بالخصوصية الجوهرية لقضيتنا . التي تتسم بالتعقيد فعلاً , داخل المشهد العربي سواء ما قبل ثورتي مصر وتونس او ما في المشهد السياسي العربي الراهن المتفاعل وشعبياُ مع انتصار ارادة الشعبين التونسي والمصري
ومن تلك الخصوصية لقضيتنا وثورتنا , تتكشف لنا وكذلك حالة التميز والتعقيدات التي تتكالب عليهما من حولهما , كعلاقة موضوعية فاعلة ومؤثرة في مظمار جدلية التقاطع بين الخاص والعام , بما هي - في الاساس – علاقة قهرية قسرية , تتوسل – بالقوة - اعادة انتاج مسلمات مؤدلجة وشرعيات فانية , ماتت في النفوس وسقطت من الذاكرة (( = الوحدة القومية + اعلان 22 / 5 المشئوم بمستوى الكارثة الانسانية التي يعيشها الانسان الجنوبي في الواقع وفي عيشته وكرامته وكل حقوق انسانية .
وتعني بذلك ما يلي :
1) تقاطع / تعارض مصلحة شعب الجنوب ( الغارم ) مع مصلحة شعب وسلطة ( الغانم ) لـ ( ج . ع . ي) , تقاطعاً حد الصراع من أجل البقاء بالنسبة للأول , وتمسك عدواني ولا اخلاقي بالغنيمة دون اعتبار لحق شعب الجنوب صاحب الارض والثروة بالنسبة الثاني
2) التناقض أعلاه يعني - بالظرورة – تعارض مطالب الشعبين السياسية والاقتصادية.. الخ .
وهذا ما يجمع بين سلطة الاستبداد والفساد الكهنوقراطية وشعبها تجاه القضية الوطنية الجنوبية (= المجال الحيوي للمصلحة - الغنيمة ) . فيؤثر البقاء تحت نير القهر والاذلال والحرمان والتخلف .. الخ . طالما بقيت فزاعة الجنوب - الغنيمة في خطر , ترفعها السلطة الظالمة الاكثر من مستبدة لشعبها ولشعب الجنوب المحتل
3- ان المعارضة السياسية لسلطة صنعاء - للسببن أعلاه – لا تسعى ولن تعمل مع الشعب هناك لتغيير واسقاط النظام , وانما تعمل على احداث اصلاح او تغيير في اطار النظام السياسي القائم ذاته , كي لا يفضي ذلك الى استعادة شعب الجنوب الثائر لدولته المستقله وذلك الخوف هو نقطة الالتقاء المركزية بين المعارضة وسلطة صنعاء تستغله الثانية استغلالاً ماهراً يجعل من المعارضة اداة تشريع لاستمرارها .
وبما ان المشترك قد قبل بمبادرة رأس السلطة في صنعاء وسيعود الى طاولة الحوار , بغية الحصول على مكسب سياسي معين لا يرقى الى مصاف شعار التغيير المرفوع , وهذا ما عودتنا عليه المعارضة منذ احتلال الجنوب عسكرياً عام 1994م .فكل حوار يسبق مسرحية الانتخابات يتحول الى مساومة او صفقة , تخرج منها المعارضة بخفي حنين , على غرار صفقة انتخابات الرئاسة عام 2006 م على سبيل المثال لا الحصر . وبالمناسبة فان احزاب المشترك وقد قدمت رؤيتها للحوار فان ثمت نقطتين ملفتتين الاولى . مطلب تنحية كل اقرباء رأس النظام الى الدرجة الرابعة كل المؤسسات والثانية الدولة اللامركزية فهل ستتمسك بها ؟.
ستقولون ان ذلك امر معروف وان ثورة الجنوب قد استطاعت ان تؤكد حضور القضية الوطنية الجنوبية على المستويين الاقليمي والدولي , برغم التكالب المسعور للغانمين .. وهو قول صحيح الى درجة كبيرة لكن العقدة – هنا – تتمثل في :
أ ) علاقة التأثير المرجوة من ثورتي تونس ومصر على ثورتنا ضعيفه طالما ضلت صنعاء خارج هذا التاثير , بتعاضد السلطة هناك والمعارضة .. والسلطة كقوة قمع والمعارضة كاداة تهدئة .
ب) مستوى قناعة ومصداقية الحركة الشعبية الجنوبية بكل مكوناتها واطيافها بهدف الاستقلال واستعادة دولة الجنوب المرفوع كشعار , وغير المحسوم على الصعيد النظري والتنظيمي (( أي الوثائق البرنامجية والانضباطية )) من جهة , ومن جهة اخرى حالة تسييد العفوية والفوضى السياقية التي اصابت الأنتظام بحالة ارتباك واضطراب في الوعي وفي الممارسة , لا سيما لدى الشارع السياسي المشحون بالحماس والانفعال العاطفي واظهر دليل على ذلك: * السباق لحجز مناسبات عام كامل بصورة نمطية تكشف غياب البعد السياسي بين الاستراتيجي والتكتيكي .
* تمييع واحراق المراحل باخراجها من سياقاتها الشرطية والتكتيكية لتغدوحركة نمطية على غرار حركة الارجوحة , تنطلق من نقطة الصفر الى الذروة وتعو د الى نقطة الصفر بالسرعة ذاتها اعتصام – عصيان – اعتصام – مسيرة – مهرجان – اضراب وهكذا دواليك ..
* تملك ساحة النظال الوطني الجنوبي بعقلية شمولية إقصائية وإلغائية مكابرة فاقمت الأزمة حتى داخل المكون الإقصائي ذاته مما حال دون إنجاز وحدة الحركة الشعبية ويزيدها تمزقا كما لاحظنا في نهاية العام المنصرم وبما قام به مؤخرا الشيخ طارق الفضلي نائب رئيس مجلس الحراك السلمي ودعوته الإجتثاثية للإشتراكي الموازية لبعض الأصوات المنتجة لخطاب الماضي المعادي لشريحة السلاطين والامراء ومشائخ - بمعزل عن شذوذها عن العام – الآ ان كلاهما يمثلان هدما لأعمدة التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي الجنوبي بما هي الرافعة التي جسدت وحدة إرادة شعب الجنوب .. أو ليس الخطر على قضيتنا يأتي أولا من أصحابها ؟
* إن الأمور أعلاه تؤشر إلى فعل واعي ومدروس يعيق مسيرة ثورتنا ويمنحنا حق التساؤل عن ذلك وبصوت عالي إن لماذا ولمصلحة من ؟
وجدير بهذا الصدد ان نتسائل عن ما تطلقه عليها احزاب المشترك اللجنة ( لجنة التواصل ) التي تضمنها بيان المشترك الأخير ، وشدد على أن تستكمل ( لجنة التواصل مع الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية اعمالها خلال مدة محددة بهدف ضمان مشاركتهم الفاعلة في الحوار الوطني) وتأكيدا لذلك تحدث امين عام حزب الإصلاح في المؤتمر الصحفي للمشترك عبدالوهاب الآنسي كاشفا عن تواصل المشترك بإستمرار – لاحظ الدلالة – مع الحراك السلمي منذ فترة طويلة والتوصل إلى بعض الإتفاقات ، مؤكدا أن التواصل مازال مستمر للتفاهم حسب وسائل الإعلام .
إن هذا المعطى يكشف حالة التأرجح بالأحرى يفسر إلى درجة معينة وجها من وجوه صنع الأزمة للحركة الشعبية وتغذيتها من داخل الحركة الشعبية ذاتها .
والسؤال هو مع من تعمل لجنة التواصل التابعة لأحزاب المشترك وبأي مكون أو طرف سياسي شعبي جنوبي تواصلت ووصلت إلى إتفاق حسب الآنسي ؟
ليست جريمة في نظرنا ان يتبنى مكون أو طرف سياسي رؤية المشترك السياسية للحل ، فذلك حق له لكن الجريمة أن يخادع الجماهير ويجاري ارادتها وتطلعاتها وفي السر يرتب لمشروع سياسي أخر ،...
يرى صوابه ، ولكي يجد قبولا في الشارع السياسي الجنوبي بنظره – لابد من (تدويخ) الجماهير وسط عاصفة من الخلافات والأزمات ، حتى تصل ثورة الشعب إلى حالة انسداد الأفق عندئذ فقط – يظهر المستور ، فيكون مقبولا .. وهذا في تقديرنا ، ليس جرما بحق شعب يقدم وما زال التضحيات العالية وحسب ، بل ووهما ابتلعه من ارتضى خداع نفسه قبل اهله وناسه (شعبه المقهور ) .
ولذلك نعتقد جازمين بل وبالضرورة ، ان تحدد كل مكونات الثورة السلمية الجنوبية موقفها من ما ورد في بيان احزاب المشترك الأخير بالنفي أو الإيجاب ، ومطالبة احزاب المشترك بالشفافية والوضوح ، في حال نفت كل المكونات ، كي لا يظهر المشترك بنظر الشارع الجنوبي غير صادق ، إن لم تقل أنه يريد دق اسفين وسط الحركة الشعبية ليخلق الشكوك والريب وعدم الثقة فيزيد الأزمة اشتعالا ... الخ
4- كما أن ثمة عناصر مهمة تدخل كعناصر تميز لحالة التعقيدات التي تلازم قضيتنا وثورتنا أهمها :
أ- التركيبه / البنية الديمغرافيه ( السكانية ) الجنوبية التي تجري عملية تغييرها لصالح الإحتلال من خلال التوطين
ب- إن جزءا مهما من موظفي الجهاز الإداري للسلطة هم من الوافدين ، وكذلك عمال المؤسسات والمصالح والشركات النفطية ... الخ ناهيك هن المؤسستين العسكرية والأمنية ، كما سلفت الإشارة –
جـ - تم ضرب النقابات العمالية والمهنية الجنوبية ، وما يوجد ليس سوى أشكال موالية لسلطة الإحتلال ، لا سيما القيادات والشيء نفسه ينطبق على جامعة عدن )
د- إن ثمة تغيرات مهمة حدثت في بنية المجتمع الجنوبي منذ إعلان مشروع الخراب الوحدوي عام 1990 م ولا سيما ما بعد الإحتلال فإذ همشت واقصيت الغالبية العظمى من كل شرائح وفئات المجتمع ، هنالكم جماعات مصالح ارتبطت بالإحتلال بمعزلة عن حجمها وبطبيعة المصلحة ، تجار ومقاولون صغار ، الحاصلون على مواقع قيادية ومدنية وعسكرية ، القابلون ببيع خدماتهم أو صمتهم مقابل عطاء سياسي يعوض عليهم فقدان الإمتيازات التي كانوا يحظون بها قبل الإحتلال .... الخ .
إن غايتنا من تشخيص تعقيدات قضيتنا هي الوقوف على الحقائق التي تقتضي – بالضرورة – أن تتدرج في حسابات الثورة الشعبية السلمية سواء الذاتية او الموضوعية ، إذ أن معرفة الذات سابقة على معرفة الأخر – العدو .. زد إلى هذه البديهة البسيطة : إن سائقا لسيارة هو في الأصل مهندس ميكانيكي واخر سائق سيارة لايعرف غير القيادة كل منهما اتجه طريقا في منتصف الطريق – والوقت ليلا – حدث عطل مع كل منهما . السائق العارف تركيبة السيارة – المهندس عرف الخلل واصلحة ومشى والثاني باقي في سيارته لانه لا يعرف سبب الخلل الأصل هنا – معرفي – وشتان بين من يعرف ومن لايعرف بين من يعلم ومن يجهل في انجاز مهمة ما وفي القيادة عمل سياسي بمعزل عن مهمته يحتاج إلى أركان ثلاثة رئيسية هي : ( الحق العادل والمعرفة والإدارة ( كفاءة ادراة الصراع )
ولا خوف من تلك التعقيدات الآن فقضيتنا قضية حق غير قابل للتقادم والحق دائما يصنع قوته بينما القوة حسب روسو لا تصنع حقا هذا أولا أما ثانيا هي دعوة للثورة الجنوبية ( لقواها ) ان تعيد صياغة نفسها وفقا لتغيرات وعلى أساس حقائق الواقعة القائمة وليس الإستعلاء عليها إستلهاما لخلاصات تجربة مسيرة أربع سنوات مضت ولم نتجاوز المرحلة .
وثالثا : كي نستوعب لماذا انجز الشعبان التونسي والمصري انتصاريهما في غضون 27 يوما و18 يوما للأول والثاني على التوالي بينما ثورتنا قد سبقتهما بسنوات منذ هبتها الأولى ومنذ اربع سنوات متواصلة ( لو افترضنا أن ثورة شعب الجنوب خرجت لإسقاط نظام دولتة المستقلة كما في تونس ومصر هل كانت ستستغرق كل هذا الوقت وكل هذه التضحيات ؟ )
وإنطلاقا من كل ما سلف يمكننا النظر إلى مسألة التأثير والتأثر ، من وجهة نظر العلاقة بين العام والخاص في جدلية التلاقح بين الذاتي والموضوعي والتكامل بين الداخلي والخارجي على النحو الآتي :
1- لا شك أن مرحلة تاريخية عربية جديدة قد بدأت تتشكل : هي مرحلة الثورات الشعبية ، تبشر بدخول عصر الشعوب إلى منطقتنا ، بدلا عن عصر الأبطال – الأفراد الذي ولى زمنه منذ قرون وحافظ على التاريخ الإستبدادي محولا الثورات إلى إحتلالات استعمارية داخلية .
2- إن نجاح وتحقيق أهداف ثورتي تونس ومصر السلميتين الحضاريتين غير المسبوقيتين وليس مجرد اسقاط رئسي النظامين سوف يؤثران تأثيرا مباشرا وغير مباشر على حالة الركود والجمود في الوطن العربي إذ إن فعليهما حتى الآن على الأقل أشبه بمقذوف بركاني ضخم ملتهب سقط وسط مستنقع واسع فهز أعماقه وماوج أطرافه بعنف مقضيا إلى إنحسار جزئي لمحيط المستنقع الذي تدفق جزء منه إلى الحفرة العميقة التي فتحها المقذوف في قلبه وهو مايعني أن تجفيف المستنقع يحتاج إلى أكثر من مقذوف بركاني ثائر .
3- إن نهوض بقية الشعوب العربية – الذي تؤمل حدوثه وإن بطرق مختلفه سوف يسهم في :
أ- تغيير خارطة النظم السياسية العربية الداخلية الخارجية .
ب- تغيير المفاهيم البالية التي وظفتها سلطات الإستبداد العربي لتكريس الجمود والخضوع بمافهيم جديدة تعيد تشكيل أشكال ومضامين العلاقات العربية – العربية بما يتوائم والتغيرات الحاصلة .
جـ - اسقاط الإتفاقية الأمنية بين الأنظمة العربية التي وظفت ضد الشعوب العربية لحماية انظمة الحكم وليس الأمن العربي من الأخطار الخارجية ولذلك غدت إتفاقية الأمن إلى طوق محكم يحاصر تطلعات الشعوب العربية ويطارد احرارها من المحيط الى الخليج .
4- ان انتقال السلطات إلى القوى العربية الثائرة الديمقراطية الفكر والقناعات سيساعد ثورتنا وقضيتنا – كما نؤمل – على كسر طوق الحصار الإعلامي والتجاهل القصدي لمجمل الجرائم والمظالم التي اقترفها الاحتلال بحق شعبنا منذ عقد ونيف .
5- ان أزمة سطلة الأحتلال الشاملة على كل الأصعدة وتصلب شرايين سياساتها لاستحالة تسييل دم الحلول فيها- وحتى لو ملأتها أحزاب المعارضة - نتوقع تشكل الوعي بقدرة الكتلة الشعبية الأهم على أحداث التغيير – وإن استنساخ ومحاكاة ماحدث في تونس ومصر – لتظهر قوة شعبية ثالثة تتوسط السلطة والمعارضة لتجد الأخيرة نفسها مضطرة لمساندة الثورة وليس قائدتها .. إذ من لا شك فيه بأن ثمة أراء داخل المشترك لا ترى صواب الدخول في حوار عقيم مع سلطة ادمنت الكذب والخداع لا سيما في هذه الظروف الجديدة.
( تحية من منتدانا لشباب تعز وصنعاء والحديدة اللذين خرجوا قائلين لسنا أقل شأنا من شعبا تونس ومصر )
6- الأهم في الأمر كله أولا هو أن نركز على الذات الوطنية الكفاحية الجنوبية . إذ لا بد من المراجعة والتقييم الصادق والمخلص لإعادة صياغة أساليب ووسائل نظال حركتنا الشعبية وفق التطورات الحاصلة وبناء على الحقائق الموضوعية التي تساعد او تعيق ثورتنا الشعبية والعمل الجاد والحثيث من قبل كل قوى ومكونات الثورة على إيصال الغالبية المطلقة إن لم يكن كل شعب الجنوب إلى قناعة واعية بهدف إستعادة دولته المستقلة كخيار وحيد به تؤكد حريته وعزته وكرامته ، وفي الوقت نفسه محاججة الرؤى المختلفة التي تعتقد أن حلا لقضيتنا يمكن ان يتم بمشروع سياسي آخر كالفيدرالية على غرار ما يطرحه حزب الرابطة هذا الذي رأى أمينه العام بن فريد في ندوة نظمها الحزب في عدن قائلا ( إن الإنفصال – لاحظوا المفهوم عنده – إذا كان مبررا لدى أنصاره من الناحية السياسية فإنه غير ممكن من الناحية العملية ) إن المتحدث جنوبي وحزبه منشأه جنوبي – وكان حزبه قد رفع مطلب الحل من الحكم المحلي كامل الصلاحيات على الفيدرالية الثنائية ، قبل أن يتبنى المشترك . لكن المسافة بين الممكن واللاممكن التي اقامها بن فريد ليست واقعية بمقياس البذل في وقت حزبه الذي غير بفعل ثورة شعب الجنوب وتضحياته كما أسلفنا وما هو مرفوض اليوم أي حق شعب الجنوب في استعادة دولته ، من جهة نظرة سياسية يؤزرها حق عادل لن يكون غدا مستحيلا .
أتمنى ان اكون قد وفقت إلى مستوى معين بمقدار قدرتي المتواضعة في قراءة حدث بما يكتمل ملامحة وعليكم إغناء المداخلة بما يجعل منها مادة أولية مفيدة للقارئ .
اتنهى
الكاتب محمد علي شايف
منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي /الضالع الأسبوع(11)الاربعاء 16فبراير 2011م ندوة بعنوان : ثورتا تونس ومصر هل تشكلان فاتحة مرحلة التحرر العربي من الاستعمار الوطني؟؟
منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي –الضالع –خاص –بن زيد
نص الورقة المقدمة الى ندوة الاسبوع 11 للكاتب محمد علي شايف بعنوان: ثورتا تونس ومصر هل تشكلان فاتحة مرحلة التحرر العربي من الاستعمار الوطني؟؟
ثورتا تونس ومصر
هل تشكلان فاتحة مرحلة التحرر العربي من الاستعمار الوطني ؟ بقلم الكاتب محمد علي شايف
ترقى العار من بيع الى بيع بلا ثمن
ومن مستعمر غاز إلى مستعمر وطني
( الشاعر الراحل : عبدالله البردوني )
دعونا أيها الأخوة نحتفي ونحتفل بانتصار الثورتين الشعبيتين التاريخيتين للشعبين الشقيقين التونسي والمصري بطريقتنا ، كشعب يخضع لإحتلال عسكري بدائي قادم من كهوف واحراش ثقافة الغزو من أجل السبي والغنيمة السبئية ، منذ 7/7/1994 م الأسود .
إحتلال لم يستهدف شطب شعب الجنوب من خريطة الحقوق والمصالح وحسب ، بل طمس هويته ومحو وجوده ، ليغدوا شعبا بلا أرض .
دعونا نتوج فرحتنا الإحتفالية بإنتصار إرادة شعب مصر العظيم الذي وقف خلف شباب ثورة 25 يناير الماضي ليطيح بالنظام الاستبدادي ، القمع الفاسد ، الذي تحول إلى سلطة لصوص (كلبتوقراطيه ) أي حكومات لصوص باللصوص للصوص ، ومثله كل الانظمة والسلطات الجاثمة على صدور الشعوب العربية بمختلف أشكالها وأنواعها ومسمياتها ..
نقول فلنتوج احتفالنا – في منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي – في مدينة الضالع الباسلة المحاصرة بأكثر من عشرين موقعا عسكريا وقاعدة وثكنة عسكرية مثلها مثل مدن الجنوب الأخرى المطوقة بألوية عسكرية وفرق أمنية مدربة على القتل والسفك والإرهاب المنظم وذلك بقراءة أولية لتأثير الثورتين على محيطهما العربي ، ولا سيما على الثورة الشعبية الجنوبية السلمية ، التي سبقت الثورتين الشعبيتين التونسية والمصرية بيد انها حوصرت إعلاميا وظلمت سياسيا من قبل محيطها العربي ، لأسباب سنأتي الى ذكرها لا حقا .
لقد آثرنا أن تكون قضية المنتدى لهذا الأسبوع ، القضية التي تعلقت بها قلوبنا وضمائرنا ووجداتنا قبل أبصارنا ونحن نسهر مع المعتصمين الثائرين في ميدان التحرير وكل ميادين الحرية في أرض الكنانة لينتشر ضؤئها.. في مصر التاريخ والحضارة وإبداع العجائب ..
فهل بزغت شمس الحرية العربية من المغرب – هذه المرة – واستكملت شروقها من أرض الكنانة ، لينشر ضوؤها المضرح بالإرادة الشعبية المنتصرة ، الزاهر بالأمل ودنو أجل الإنعتاق من الإستعمار الوطني الأسوء من الإحتلال الأجنبي ؟؟
إن كل الشعوب العربية بأحرارها ومنتجيها ، بسطائها ومثقفيها ، بكل شرائحها الإجتماعية المخضعة للذل والهوان – عدى اوغادها – لصوصها ونخاسيها – تتطلع إلى إنبلاج نجر مرحلة جديدة ، يشرق على أفق ليل عربي طال أمده ولتكن ثورتي تونس ومصر العظيمتين أولى حلقات تشكل هذا التاريخ الجديد .-
بوسائلة وأساليبه وماهيات تشكله وبأهدافه التي تجسد تطلعات الإنسان العربي في حياة إنسانية حرة كريمة ، بديلا مجيدا لتاريخ الإستبداد والهوان ، والعيش في حالة إغتراب وأستلاب ماحقين ، يغيب في ظلمها الشعور الإنساني بالإنتماء إلى وطن تملكه الطغاه وخذله المنافقون وزماروا البلاط ، وزيفه الدجالون المضللون من مثقفى وكتبة الحاكم بأمره ... اولئك الذين وصفهم – محقا – المفكر الراحل : د. محمد قايد الجابري ب ( المثقفين الرحل) وهو وصف يجسد سلوك وعقل البداوة الساعي وراء الماء والكلأ وهم – لاريب – كثر في مجتمعات النفاق المخضعة تاريخيا للإستبداد السياسي والديني.
- دروس أولية : -
1- لقد اثبتت ثورتا شباب تونس ومصر الرائدتين ، واللتين نحلم ان تكونا قائدتين للمرحلة التاريخية الجديدة في منطقتنا ، كم هي هشة ومتهالكة الأنظمة الأمنية البوليسية أمام إرادة الشعوب ، طالما نهضت ، بوعي قوتها وإدراك مكانتها ، لإسترداد حقها المغتصب من قبل طغاتها ، بإعتبارها صاحبة الحق في إختيار حكامها وتقرير طريق تقدمها وقادرة على إزالة الأنظمة اللاشرعية ، إذ لا شرعية لنظام سياسي إلا عبر شرعية الرضا والقبول ، ووفق عقد إجتماعي يجسد إرادة الشعب وتطلعاته وليس إرادة الحاكم الذي يشرع لهيمنته وتأبيد حكمه .. والقيام بمسرحيات إنتخابية تزور إرادة الشعوب وتمتهن كرامتها .
2- ان ثورتي تونس ومصر الشعبيتين السلميتين الحضاريتين ، قد هدتا حاجز الخوف التاريخي المسلح بإرهاب الدولة البوليسية الممنهج ، وبانتصارها على الخوف الذي زرعه ووطده الإستبداد والطغيان ، انتصرا على مصدرة وهدمتا عروشه .. المؤمل ان يؤدي ذلك إلى انهيار اعمدة ثقافة الخنوع والإستكانة وفتاوى طاعة الحاكم وإن ظلم في نفوس ووعي باقي الشعوب العربية ، التي عانت ولم تزل مماعاني منه شعبا تونس ومصر ، إن لم يكن أقسى وأدهى ,احط .. ولعل أكثر الشعوب العربية معاناة هو شعب الجنوب الخاضع لإحتلال همجي ، أوصل معاناته إلى مرتبة الفاجعة الإنسانية بإسم وحدة سياسية ، سقط مشروعها قبل أن تبدأ .
3- إن المثابرة خلف الهدف – وهذا هو الدرس المهم – وعدم التراجع امام القمع وأساليب الإرهاب والإستهانة بفزاعات التخويف من الفوضى والأقنعة والصوملة ، التي يستلغها الطغاة العرب لوضع شعوبهم امام خيارين لا ثالث لهما : الموت قهرا وذلا وجوعا وو.... تحت هيمنتهم وإما الفوضى فالصوملة والأقنعة ، أي ان الحاكم العربي – اللص المستبد يقول ضمنا وصراحة ( انا أو الطوفان ) . زد إلى عدم تفاني المسكنات والمخدرات التي كادت الشعوب العربية ان تدمنها التي لم تكن قد ادمنتها ... الخ . إن كل ذلك – كما علمتنا تجريد الثورتين الماثلتين – عنصر أساسي في تحقيق ابرز انتصار لهما ( الإطاحة بالنظامين السابقين ) .
وستأتي الأيام بالجديد – لا شك – لأننا إزاء عملية تاريخية ، لن تستكمل عناصرها دفعة واحدة .
4- كما تعلمنا الثورتين المذكورتين ، إن القانون الثابت في الحياة ، هو قانون التغيير ، التغيير والتطور وعن شرعيات الإستبداد الجامدة المهدرة للعقل والقاتلة للإبداع الإنساني ، التي يحاول الطغاة التلويح بها بوجوه الشعب هي شرعيات زائفة .. اذ لا شرعية تعلو على شرعية الإرادة الشعبية في العلاقة بين الحاكم والمحكوم .. فلا شرعية لثورة تحولت إلى النقيض 180 درجة ، ولا شرعية دستورية فوق الشرعية الشعبية ... ( إن الشرعية هي ما تجسد إرادة وتطلعات الشعوب .
5- إن الطابع الشعبي للثورتين المنتصرين – بإذن الله وإرادة شعبي تونس ومصر الحرتين . تعطي مؤشرا جديدا ، لانتقال جديد ، ينقل الثقافة العربية من زمن الأبطال إلى زمن الشعوب ... فثورتي مصر وتونس ليس لهما بطل – فارس بعينه ، إن الشعبين خلف شبابهما هو البطل في التجربتين ... اننا بحاجة ماسة ليس إلى ثورات سياسية بل وإلى ثورات تغييرية تعيد بنينةوعينا وتهز جذور ثقافتنا ( محاولة مبارك مخاطبة عاطفة الشعب المصري ، باستحقاق تمثيل مكانة البطل المصري الذي شارك في حرب العبور اكتوبر 1973 م قوبلت بالإستهجان الشعبي والسخرية وكثيرون ردوا عليه واركانه المنافقين : كل الشعب المصري كان بطل العبور وحسني واحد من ضباط قواته المسلحة ) ان هذا معطى حسي يضاف إلى رصيد وثورة التحرر من الإستعمار الوطني .. التحرر من الإستبداد والطغيان وو... الخ والتحرر من زمن الأبطال ، الذي غدا في حكم التاريخ ، ولا يعيش إلا في الوطن العربي ، وبعض بلدان من أسيا وافريقيا ( أما صنعاء فتمثل – بامتياز – متحفا لكل الأزمنة من العبودية مرورا بالأقطاعية والقبيلة وصولا إلى الراسمال الطفيلي التجاري)
6- إن عفوية الثورتين ليستا وليدتا لحظة اشتعالهما ، وانما ما بدا كطفرة ، هو في الأساس نتاج تراكم يتفاعل في النفسية الإجتماعية لفترة زمنية طويلة ، نضجت اللحظة لإنفجاره ، وما كان اشعال البوعزيزي لنفسه في تونس وخروج مدينته للإحتجاج ، إلا عود الثقاب الذي اشعل فتيل الثورة المكبوت الجاهز بالفعل .. دليل ذلك أن في جزائريين احرقوا انفسهم ومثلهم في مصر واخر في موريتانيا وفي اليمن ولم يفجروا ثورة اما الثورة الشعبية المصرية فقد بدأت من احدث وسيلة عصرية وهي الشبكة العنكبوتية واذ بدت ثورة شعبية عفوية فإن توحد مطلبها السياسي ، كان القائد والمنظم الأول ، اي ان الشعب يتحرك تحت ووراء هدف واضح هو إسقاط النظام ، وهنا يسقط مفهوم العفوية عنها فضلا عن ان الشباب اثبتوا كفاءة قيادية وتنظيمية اربكت مخطط السلطة في احداث صدمة من خوف من الفوضى والعنف المنظم الذي قادته وزارة الأمن الداخلي كما تابعنا ذلك وهذه ماكان لها ان تتم وتنتصر لو لم تكن جاهزة في نفسية المجتمع الجاهز للثورة ، الذي ما ان اشعل الشباب شرارتها حتى التف الشعب حولها بالملايين .. ولا شك بأن ثورة تونس كان لها تأثير المنتج للاسئلة والمحرك للفعل في مصر .
( بالنسبة لثورتنا ، السملية الجنوبية أو حركتنا الشعبية الجنوبية ، فإن العفوية كانت ولما تزل تسم مسيرتها في البدء كان الزخم الشعبي المفاجئ يسير وراء مطالب حقوقية رفعتها جمعيات المسرحين العسكريين والأمنيين - دعك من الأشكال النضالية السابقة لها - ثم تعددت الخطابات والمطالب .. ولا زلنا كشعب بمختلف شرائحه وفئاته وأطيافه السياسية غير موحد في الهدف ، بتعبير أخر : لم يلتف حول هدف سياسي استراتيجي واضح .
لأن وحدة الهدف ستقود إلى وحدة الرؤية السياسية - البرنامجية - بالضرورة - وطالما هنا لكم اجماع على اسلوب النضال السلمي مفتوح الخيارات ، فليس عسيرا ، بعد توفر الأركان الثلاثة أن يتم إستكمال بناء الركن الرابع الأساسي المتمثل بوحدة الإرادة الشعبية الجنوبية في اي شكل توحيدي كفاحي قادر على أداء الوظيفة النضالية المرحلية المنوطة به ، من منطلق الوعي أن مطلب توحيد الحركة الشعبية ليس غاية بذاته ، وانما وسيلة - اداة لإنجاز مهمة التحرر التي بهاأولى تطلعات الشعب الغائبة ( البعيدة ) لكن الأمر ليس كما نتمنى ان يكون - ما اردناه هنا هو محاولة مقاربة للتمييز بين فاعلية وسرعة حركة من يسير في طريق واضح المعالم ونقطة النهاية ، وبين من يتحرك في درب تتقاطع فيه الطرق وتتداخل وثمه أفق غير واضح كذلك - ليغدو السير أشبه بالتحرك وسط خطوط متاهة متحركة لا وضوح لبدايتها ولا نهايتها)
7- لصوص الثورات وقطاع طرق التاريخ : تابعنا - باهتمام لاشك - ما حدث ويحدث في تونس ومصر وقد لمسنا كيف جاء اللصوص ليسرقوا الثورتين - لا زال الخوف على ثورة مصر قائما من اللصوص بالكلام العسلي والوعود المخدرة .... الخ من قبل اركان النظام المصري ... ثم حاولت احزاب المعارضة بالتعاون مع السلطة ، ليقطعا الطريق على الثورة لكن تصميم الشعبين على مطالبهم الواضحة حال دون نجاح لصوص الثورات وقطاع طرق التاريخ - على الأقل إلى الآن - والأيام ستكشف إلى أي مدى ستحافظ الثورتان على اهدافهما .
8- إن تمكن الثورتين الشعبيتين في تونس ومصر الشقيقتين ، بزمن قياسي 27 يوما للأولى و(18) يوما للثانية ، وبفارق أقل من شهر بين رحيل رأس النظام التونسي (14) يناير ورأس النظام المصري 11 فبراير ما كان لذلك أن يتم وبهذا المستوى من التضحيات لولا العوامل الأساسية - بتقديرنا وتواضع اطلاعنا - المتمثلة في :
أ- استنفاذ النظامين لكل عوامل الترهيب والترغيب ، والترضيات واستفحال حالة الفساد والإستبداد ، واتكائهما على القبضة الأمنية ، والقيود المقننة ( وعلى قانون للطوارئ كما في الحالة المصرية ) وهذا ينطبق على كل الأنظمة العربية ، إن لم تكن الحالة أشد سوءا .
ب-فقدان الشعبين الثقة تماما بالنظامين وأركانهما .. وبلوغ حالة الغضب والرفض في النفسية الجماعية حالة الثورة - كما أسلفنا قبلا - حيث لم يعد الشعبان قادران على تحمل المعاناة أكثر بينما النظامان قد وصلا إلى حالة من الفساد والإستكبار قادتهما إلى العجز في ادارة الأمور بطريقتهما القديمة .
جـ - إن الشباب كان محرك ووقود الثورتين ، وقد ثار بعقلية عصرية ، لقى مساندة الشعبين بقوة .
د- الموقف الوطني النبيل الذي التزمه الجيشان إزاء الثورتين .. فلولا حيادية الجيشين ما تحقق النصر بهذا الزمن القياسي وبأقل كلفة من التضحيات ( لا بد من الإقرار بأن موقف الجيش التونسي كان الأفضل في تعامله مع ثورة شعبه من الجيش المصري ، الذي ظل يمالي النظام إلى جمعة الرحيل 11 /2 الحالي وحتى نقل السلطة إلى مجلس الجيش عد الأعلى ، وإبقائه على الحكومة المكلفة من راس النظام المخلوع لتسيير الأعمال حتى تشكيل حكومة جديدة ، يسدل ستارا من الغموض على حقيقة موقفه .
وفي الإجمالي : كان للجيشين الوطنيين في الدولتين دورا أساسيا في انتصار الثورتين لاشك .
9- اتضح ان أجهزة الأمن السرية والظاهرة ( الأمن المركزي والأمن العام ) تمثل ركيزة أساسية للأنظمة الأمنية .. بحيث برز انفصالها عن الشعبين والتحامهما بالنظامين بصورة تجعل من سلوك هذه الأجهزة ظاهرة إجتماعية ( سياسية ونفسية ) تحتاج إلى دراسة نفسية أكثر منها سياسية . اذ ما الفرق بين جندي في الجيش وجندي في الأمن ، أو قائد في الأول وقائد في الثاني ، يرفض الأول أن يوجه السلاح على أهله وذويه ، بينما يقبل الثاني ذلك وبقسوة وحقد عدائي ؟
10 - واخيرا وليس آخرا : إن موقف أصدقاء النظامين الحميمين في أمريكا والغرب عامة ، من أصدقائهما الطغاة .. النخاسين لقضايا ومصالح شعوبهم ، الخادمين لمصالح أسيادهم ، إن موقف أولئك من نظامي ورأسي النظامين المصري ، والتونسي يقرر بقسوة ومرارة الحقيقة أن المصالح هي التي تقرر مواقف الدول وتحدد سياساتها ( ليس هناك عداوات دائمة ولا صداقات دائمة ) إنما هناك مصالح دائمة ، دزرائيلي - فقد لا حظنا معا حجم التناقض والأرتباك في مواقف الإدارة الأمريكية بين التشديد على أنتقال السلطة في مصر سريعا ، والنزول عند رغبة وتطلعات الشعب المصري ...الخ وبين التأكيد على بقاء مبارك لانجاز الانتقال حتى تنتهي ولايته في سبتمبر القادم ، لكن في النهاية ، فليذهب صديق أمريكا واسرائيل الى الجحيم ، والمهم أن يأتي نظام يؤمن مصالحها ، ويؤمن لإسرائيل اتفاق الإستسلام .. وزين الهاربين بن علي الذي ظل يطير فوق البحر الأبيض ولم يجد إذنا بالهبوط في فرنسا ولا غيرها حتى انقذته السعودية بحق اللجوء .
إذا .. هي المصلحة التي تحرك المواقف السياسية وليس العلاقات ولا الصداقات الشخصية او بين الأنظمة . وهذا ما ينبغي أن تستوعبه ثورتنا في الجنوب المحتل .. إذ أن القيم الإنسانية وحقوق الإنسان وحرياته التي ينصب الغرب نفسه مسؤولا عليها ، وكذلك قيم الإسلام العليا التي يحمل رايتها محيطنا العربي والإسلامي ... الخ . إن كل ذلك يسقط عند اقدام المصالح ، فلن يلتفت إلى الفاجعة الإنسانية التي يعيشها شعب الجنوب المغدور ، مالم تتآزر وتعمل بإخلاص كل قواه وأطيافه السياسية والشعبية على إستعادة الوعي بالذات المستقلة ، ومراجعة مسيرة الثورة السلمية وتقييمها بواقعية للوقوف على مواطن ازمة حركتها الشعبية وأسباب وخلفيات هذه الأزمة التي أضعفت الثورة ، ومزقت جهوده وفعل الإرادة الشعبية التواقة للحرية والإستقلال .
إذ ان توحيد إرادة شعب الجنوب ، تستلزم بالضرورة مكاشفة للذات أولا ثم البحث عن مخارج تفضي الى توحيد قوى الثورة ، لفرض معادلة سياسية على الأرض ، تجعل الأخر الإقليمي والدولي يشعر بأن شعبنا قادر على إنتزاع حقه ، الأمر الذي يجعل المصالح الأجنبية في خطر ، حال استمر أصحاب المصالح في مساندة الإحتلال . عندئذ - فقط - وبهذا وحده .. سيتعرف العالم بحقنا الشرعي والعادل في استعادة دولتنا ، الوطنية المستقلة وسيادتهاعلى كامل ترابها الوطني .
التطورات الإقليمية وتأثيرها على مسار ثورة الجنوب التحررية .
أولا : ينبغي الإشارة إلى أن ابداع هذا الأسلوب النضالي السلمي والشعبي ،يعود قصب السبق فيه إلى شعب الجنوب ، ابتداء من التحرك الإحتجاجي السلمي في حضرموت 1997- ابريل 1998م ، ثم التظاهرات السلمية والإحتجاجية التي قادتها اللجان الشعبية التضامنية في كل مدن الجنوب 1999-2001 م ، مرورا بملتقيات وفعاليات التصالح والتسامح وبلوغ حالة الرفض والغليان ، مرحلة الأنتقال النوعي الواسع ، على جسور التصالح والتسامح ، الذي قادت جمعيات المسرحين العسكريين والمدنيين ، لتنتقل التعبيرات السلمية من وضع الإحتجاجات بطابعها المطلبي الحقوقي إلى رفع مطلب الحق السياسي الجنوبي ، تحمل رايته ثورة شعبية لم تتوقف منذ 4 سنوات ، قدم فيها شعب الجنوب مئات الشهداء والجرحى وآلاف المعتقلين وتعرض مدن الجنوب وقراه للقصف بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة ، كمدينة الضالع والحبيلين وحوطة شبوه وغيرها .. بما هي حروب من طرف واحد تشن ضد شعب الجنوب كتجل فادح للحرب المستمرة من قبل الإحتلال على كافة الأصعدة ، حرب ترقى إلى مصاف أرهاب الدولة المنظم .
بيد أن ثورة شعب الجنوب المكافح الذائد عن حقه في الوجود ، قبل حقه الشرعي العادل في الحرية والإستقلال والعيش على أرضه بعزة وكرامة ، كباقي شعوب العالم ، عانت ولما تزل من الظلم من خلال التعتيم الإعلامي وضعف الإهتمام من قبل المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بحقوق الإنسان وحرياته ، برغم ان الإحتلال لا يرتكب جرائم ضد إنسانية بحق شعبنا وحسب ، بل ويقترف جرائم حرب بحق شعب الجنوب ، لعل أكثرها بشاعة هي جريمة قصف قرية المعجلة في م / أبين حيث راح ضحيتها حوالي (60) شهيدا اكثر من 40ل منهم نساء وأطفالا وقد استخدمت فيها أسلحة محرمة دوليا .
وهنا يبرز السؤال - لاشك - أن لماذا لم تحظ ثورتنا الشعبية السلمية بنسبة 1% من التغطية التي حظيت بها ثورتا تونس ومصر الشعبيتان عربيا ودوليا ؟!!
إن لدى كل منا - في هذا المنتدى - وخارجه إجابة على السؤال ، كل بقدر إطلاعه وقدراته الاستقرائية وسنحاول أن نجيب - هنا - ثم نشترك معا في إغناء الإجابة ، بتشخيص الأسباب والعوامل الذاتية منها والموضوعية .. والتى نرى أبرزها بالآتي :
1- إنحصار شبكة المراسلين الإعلاميين للإعلام الخارجي المقروء والمرئي والمسموع ، وحتى الالكتروني على صحافي وإعلامي الجمهورية العربية اليمنية ، وذلك ضمن عملية الإقصاء الممنهج لابناء الجنوب بفرض الحرمان القسري لكل الشعب الجنوبي من حقوقه السياسية والإقتصادية والثقافية ... الخ
الأمر الذي يجري تجاهل كلما يحدث في الجنوب ، والإكتفاء بخبر صحفي عند الحاجة ...
2- فرض القيود على الإعلام ، وممارسة الضغط على المراسلين من قبل سلطة الإحتلال وكذلك على الصحافة المحلية ، وصولا إلى إغلاق الصحف ، لا سيما الصحف الجنوبية : الأيام والوطني مثلا . ومهاجمة مكتب قناة الجزيرة في صنعاء ، الذي تم فتحه بعد أتفاق مع أدارة القناة التي زارات صنعاء حينئذ .. والمنع الصريح من حضور تظاهرات ومهرجانات وفعاليات ثورة الجنوب ، لكل وسائل الإعلام ، لان سلطة الإحتلال اكثر مما تعمل من اجله هو حجب جرائمها في الجنوب بمواجهة الثورة الشعبية السلمية
3-قومنة الاعلام العربي الرسمي والمستقل .. فالاعلام الرسمي خاضع للسلطات سياسيا فالانظمة العربية تحافظ على بعضها البعض ، ولم تعمل على تحقيق أية مصلحة عربية عامة منذ تأسيس الجامعة العربية ، باستثناء تطبيقها للاتفاقية الامنية لحماية عرشها ، كما تتوهم وتحت ذريعة -وحدة الأمة العربية ، كأيدلوجيا زائفة اثبتت فشلها ، منذ خمسين عاما - بما في ذلك اتفاقية الدفاع المشترك عن انظمة الاستبداد والحفاظ على طابعها العربي الموحد ، تتجاهل - رغم معرفتها- مايحدث في جنوبنا المكافح سياسيا واعلاميا ويسرى ذلك على الاعلام المستقل اي القيد -القومي-حيث يتخلي عن حرية الاعلام لصالح الايدلوجيا القومية ، او بضغط من السلطات الرسمية ..
يجري تسويق فكرة ان اي مساندة شعب الجنوب في ثورتهم ، يعني الدعوة الى التفريق والتجزئة ، بإعادة تقسيم نواة الوحدة العربية الأكذوبة التاريخية وما موقف قمة ليبيا العربية الاخيرة ببعيد عنا ، حيث اتخذت موقفا خارج سياق العملية السياسية والتاريخية السارية في السودان ، بالوقوف مع وحدة الصف السوداني موقف تاخر عقودا ثم نصف عقد عما اختاره السودانيون في الشمال والجنوب للخروج من الصراع بين الطرفين .
4- الخوف العربي من انتقال النموذج الكفاحي السلمي لشعب الجنوب إلى محيطه فيلقى استجابة شعبية ، كما حدث بعد ثورة تونس وتأثيرات ثورة شعب مصر الماثلة اليوم .
5- التعقيد العميق الذي يحيط بقضيتنا لاسيما تعقد فهمها من قبل الخارج ( الشعبي طبعا ) حيث تبدو حالة جزئية لا وضعا خاصا مستقلا بمواجهة ما يعتقد انه عاما ، يسهم في ذلك التعتيم والحصار الاعلاميين وتقصير حركتنا الشعبية ، ان لم نقل عجزها في ايصال مضمون قضيتنا الى المنظمات غير الحكومية العربية والدولية .... الخ
6- استمرار هيمنة الطابع العفوي لثورتنا الشعبية ، التي طال أمد تعدد مطالبها ، فتعددت تعبيراتها السياسية – الشعبية ، محدثة أزمة تتفاقم يوما عن يوم لتعمق الإنقسام في الرؤى والأدوات مما ينعكس سلبا عند المراقب السياسي الخارجي عن صورة ثورتنا الشعبية ، التي عجزت حتى الآن لأسباب ذاتية صرفا – عن فعل شعبي ثوري خلف هدف واضح قائد ورائد ، استراتيجيا تؤمر وتنظم وتوجه الثورة فتنقلها من نجاح إلى آخر . وعلينا ان نعترف بأننا نتحرك منذ 4 سنوات في دائرة واحده لم تنفتح بعد على دوائر اخرى أوسع وأعمق .
وهذا ما يستلزم بالضرورة المصارحة والمكاشفة للخروج من شرنقة صناعة الذات ، بما هو رضا نفسي – مرضي عند البعض لا يستطيع التحرر منه إلا بوعي كفاحي جماعي لمخاطر البقاء في أسر الذاتية المفرطة ونزوع الزعاماتية التي تشربن بركة الماضي السياسية والثقافية وباسم الثورة تحرم الثورة من عوامل قوتها وانتصارها ( لنتصور حجم الأزمة من عدم حسم المفهوم السياسي لما يحدث في الجنوب : هل هو ثورة شعبية / حركة شعبية تحررية أم حراك سياسي ) .
7- ضعف ان لم تقل عجز ثورتنا ، ولا سيما كل من اعلن مساندته لها او انظم اليها من الجنوبيين في الخارج .. النازحون السياسيون منهم , قبل المهاجرين , في فتح قنوات اتصال مع المنظمات غير الحكومية ومع قنوات رسمية عربية وغربية . وابداع اشكال شعبية او ثقافية تنتهي بايصال صوت ومضمون ثورتنا الى الرأي العام في الدول التي يقيم فيها الجنوبيين , بدل الجهد المبذول لعملية الاستقطابات في الداخل التي أصبحت جزءأً من المشكلة , ان لم نقل كابحاً وفد الى الطريق ثورة الشعب السلمية .
ولعل الاخ / صالح شائف في ورقة استفساراته المتظمنة اجاباتها , كان السباق في الاعتراف والمصارحة بشأن ما اسلفنا حينما تساءل في في النقطة (8) متسائلاً : هل نتجرأ ونعترف بعدم قدرتنا على التخلص من اساليب وارث الماضي ونترك قيادة السفينة لأجيال الجديدة ونمنع انفسنا عن تغذيتها بما في نفوسنا من عيوب ونواقص وتجارب مريرة قاتله , لم تعد مفيدة للأجيال الجديدة بل مقيدة لحركتها , وان تقف الى جانبها بما نعتقد بان مشرف وجدير بها وغير معيب لنا ؟ ! ))
تساؤل موجه لقيادات الجنوب السابقة – لأن المتسائل منهم – فهل يفعلون ويسخرون علاقاتهم وخبراتهم لأيصال قضيتنا الى المحافل الدولية , والعربية على وجه الخصوص , مستفدين من الاوضاع الجديدة التي خلقتها ثورة تونس ومصر ؟ .
8- اذا كانت ثورة شباب 25 يناير الماضي في مصر , مرت عبر شبكة الانترنت عندما أحسن الشباب استغلاله ... فاننا – للأسف - في الجنوب لم نستغل الشبكة العالمية بما يخدم قضية ثورتنا ولا من في الخارج ولا من في الداخل بل على العكس تماماً , استخدمت استخداماً اساء الى نضال شعبنا والى قضيتنا وعدالتها . اذا غدت المواقع والمنتديات مسرحاً للبيانات والتصريحات التي تنشر الغسيل وتكشف الى أي مدى تحولت الحرب الاعلامية بينيه ولا سيما منذ اعلام زنجبار في 9 مايو 2009م - وما حدث منذ نهاية نوفمبر الماضي الى مطلع يناير 2011م . من تصريحات وبيانات ... بطابعها الانقسامي الاستحواذي بين أخواننا في المجلس الاعلى للحراك السلمي , الذين انقسموا الى ثلاثة تيارات كل تيار يحتكر الشرعية له وحدة . ودعك من شطحات نائب رئيس مجلس الحراك الاعلى ! الشيخ طارق الفضلي الذي رفع العلم الامريكي ثم قرر احراقه مع علم دولة الجنوب ووو.... الخ ) من مواقف افعال مفارقه , ان كل ذلك يصيب صورة قضيتنا بمقتل ليس الا .
أما المصداقية فخذ خطة قطع المنافذ بين الجنوب والـ ج .ع.م . ي في الحدود المعروفه + المسيرة المليونية في عدن اثناء اقامة خليجي 20 هناك . . بهكذا انفعالات وشطحات يتم النيل من مصداقية حركتنا الشعبية وهو ما ينعكس في موقف وسائل الاعلام من التعاطي مع ما يصدر من جانب كل الحركة الشعبية .... الممارس لهكذا سلوك . من اطراف الحركة الشعبية الجنوبية وغير المشارك في ذلك السلوك النضالي .
9- نتأمل ان تحدث ثورة الشعبين المصري والتونسي تطوراً في بذية وسياسات الاعلام العربي فيحظى اضافة الى ((قناة الجزيرة)) القناة الرائدة المساندة لتطلعات الشعوب العربية والمنحازة الى قضايا الشعوب فنالت العقاب من طغاة ومستبدي شعوبهم , نامل ان تظهر قنوات فضائية تحذو حذو الجزيرة, لتجد ثورة شعب الجنوب العادله مكانتها في الاعلام العربي , وصولاً الى انصافها كثورة شعبية سلمية سبقت ثورتي تونس ومصر لولا الظلم الذي تعرضت له . وهذا مرهون - بالضرورة وبقدر حركتنا الشعبية على تجاوز ازمتها وفهم وادرة ما تطلبه رالمرحلة الجديدة منها
ثانياً : - كيف تفهم تأثبر ثورتي مصر وتونس على ثورتنا ؟
في المستهل , نود التنوية الى سطحية , ان لم نقل خطر اسقاط تجربة الثورتين المذكورتين على واقع المجتمعات العربية الاخرى اسقاطاً استاتيكياً ( جامداً) برغم التشابه الكبير بين كل المجتمعات العربية , والمعاناة من وحدة انظمة الاستبداد و الفساد المتطابقة الى درجة التوأمة السياسية , اذا ما استثنينا غياب الدولة ف يالجمهو-كهنوتية القبلية في صنعاء , حيث يعيش مجتمعها مرحلة ما قبل الدولة , ولا يقبل ببناء دولته , فصنعاء لم تعرف الدوله طوال تاريخها – باجماع كل مورخيها , وتلك خصوصيتها ذلك من منظور عام , اما من منظور استشراف تأثير التطورات الاقليمية المرتبطة بالثورتين المذكورتين وتداعياتهما , القضية الوطنيةالجنوبية وثورتها الشعبية السلمية , بطابعها التحرري , فلا بد اولاً وقبل كل شيء - من وجهة نظر خصوصية قضيتنا - ان تنطلق اية قرائة استشرافية من حقيقة ان ثمة خصوصية ما ئزة لقضيتنا , وطابع مختلف لثورتها هو النضال من اجل الاستقلال مع اسوأ واقسى واعصى من احتلال استعماري خارجي . أي ينبغي علينا ان نميز بين امرين :
الأول : ان ثورتنا الشعبية السلمية ثورة تحررية ضد احتلال عسكري وليست ثورة من أجل اصلاح او تغيير النظام السياسي القائم .
الثاني : ان ثورة الجنوب لا تواجه جيشاً ولا أمناً وطنيين وانما جهازين قمعيين غازيين لا يحمان سلطة الطاغية وحسب بل ويدافعان عن الغنيمة - الدولة المستباحة (( غنيمة بحجم دوله )) حسب المفكر د. ابو بكر السقاف وهي غنيمة لم تدر في خلد وخيال الغزاة - الفاتحين السبأيين الجدد .. وهذه الحقيقة مكتوبة بدماء الشهداء والجرحى الذين سقطوا برصاص اجهزة القمع ومدافعة وقد غدو بالمئات وقصف الجييش للمدن والقرى دون تمييز .. وفرض الحصار وو.. وهلم شراً من الجرائم لعل الجريمة المقترفة بحق نساء واطفال قرية المعجلة بابين , تمثل عنواناً لحرب الابادة , سيما وقد استخدمت فيها اسلحة محرمة دولياً حسب تاكيد منظمة العدل والدولية , وبمشاركة امريكية مباشرة ذلكم هو ما يتعلق بالخصوصية الجوهرية لقضيتنا . التي تتسم بالتعقيد فعلاً , داخل المشهد العربي سواء ما قبل ثورتي مصر وتونس او ما في المشهد السياسي العربي الراهن المتفاعل وشعبياُ مع انتصار ارادة الشعبين التونسي والمصري
ومن تلك الخصوصية لقضيتنا وثورتنا , تتكشف لنا وكذلك حالة التميز والتعقيدات التي تتكالب عليهما من حولهما , كعلاقة موضوعية فاعلة ومؤثرة في مظمار جدلية التقاطع بين الخاص والعام , بما هي - في الاساس – علاقة قهرية قسرية , تتوسل – بالقوة - اعادة انتاج مسلمات مؤدلجة وشرعيات فانية , ماتت في النفوس وسقطت من الذاكرة (( = الوحدة القومية + اعلان 22 / 5 المشئوم بمستوى الكارثة الانسانية التي يعيشها الانسان الجنوبي في الواقع وفي عيشته وكرامته وكل حقوق انسانية .
وتعني بذلك ما يلي :
1) تقاطع / تعارض مصلحة شعب الجنوب ( الغارم ) مع مصلحة شعب وسلطة ( الغانم ) لـ ( ج . ع . ي) , تقاطعاً حد الصراع من أجل البقاء بالنسبة للأول , وتمسك عدواني ولا اخلاقي بالغنيمة دون اعتبار لحق شعب الجنوب صاحب الارض والثروة بالنسبة الثاني
2) التناقض أعلاه يعني - بالظرورة – تعارض مطالب الشعبين السياسية والاقتصادية.. الخ .
وهذا ما يجمع بين سلطة الاستبداد والفساد الكهنوقراطية وشعبها تجاه القضية الوطنية الجنوبية (= المجال الحيوي للمصلحة - الغنيمة ) . فيؤثر البقاء تحت نير القهر والاذلال والحرمان والتخلف .. الخ . طالما بقيت فزاعة الجنوب - الغنيمة في خطر , ترفعها السلطة الظالمة الاكثر من مستبدة لشعبها ولشعب الجنوب المحتل
3- ان المعارضة السياسية لسلطة صنعاء - للسببن أعلاه – لا تسعى ولن تعمل مع الشعب هناك لتغيير واسقاط النظام , وانما تعمل على احداث اصلاح او تغيير في اطار النظام السياسي القائم ذاته , كي لا يفضي ذلك الى استعادة شعب الجنوب الثائر لدولته المستقله وذلك الخوف هو نقطة الالتقاء المركزية بين المعارضة وسلطة صنعاء تستغله الثانية استغلالاً ماهراً يجعل من المعارضة اداة تشريع لاستمرارها .
وبما ان المشترك قد قبل بمبادرة رأس السلطة في صنعاء وسيعود الى طاولة الحوار , بغية الحصول على مكسب سياسي معين لا يرقى الى مصاف شعار التغيير المرفوع , وهذا ما عودتنا عليه المعارضة منذ احتلال الجنوب عسكرياً عام 1994م .فكل حوار يسبق مسرحية الانتخابات يتحول الى مساومة او صفقة , تخرج منها المعارضة بخفي حنين , على غرار صفقة انتخابات الرئاسة عام 2006 م على سبيل المثال لا الحصر . وبالمناسبة فان احزاب المشترك وقد قدمت رؤيتها للحوار فان ثمت نقطتين ملفتتين الاولى . مطلب تنحية كل اقرباء رأس النظام الى الدرجة الرابعة كل المؤسسات والثانية الدولة اللامركزية فهل ستتمسك بها ؟.
ستقولون ان ذلك امر معروف وان ثورة الجنوب قد استطاعت ان تؤكد حضور القضية الوطنية الجنوبية على المستويين الاقليمي والدولي , برغم التكالب المسعور للغانمين .. وهو قول صحيح الى درجة كبيرة لكن العقدة – هنا – تتمثل في :
أ ) علاقة التأثير المرجوة من ثورتي تونس ومصر على ثورتنا ضعيفه طالما ضلت صنعاء خارج هذا التاثير , بتعاضد السلطة هناك والمعارضة .. والسلطة كقوة قمع والمعارضة كاداة تهدئة .
ب) مستوى قناعة ومصداقية الحركة الشعبية الجنوبية بكل مكوناتها واطيافها بهدف الاستقلال واستعادة دولة الجنوب المرفوع كشعار , وغير المحسوم على الصعيد النظري والتنظيمي (( أي الوثائق البرنامجية والانضباطية )) من جهة , ومن جهة اخرى حالة تسييد العفوية والفوضى السياقية التي اصابت الأنتظام بحالة ارتباك واضطراب في الوعي وفي الممارسة , لا سيما لدى الشارع السياسي المشحون بالحماس والانفعال العاطفي واظهر دليل على ذلك: * السباق لحجز مناسبات عام كامل بصورة نمطية تكشف غياب البعد السياسي بين الاستراتيجي والتكتيكي .
* تمييع واحراق المراحل باخراجها من سياقاتها الشرطية والتكتيكية لتغدوحركة نمطية على غرار حركة الارجوحة , تنطلق من نقطة الصفر الى الذروة وتعو د الى نقطة الصفر بالسرعة ذاتها اعتصام – عصيان – اعتصام – مسيرة – مهرجان – اضراب وهكذا دواليك ..
* تملك ساحة النظال الوطني الجنوبي بعقلية شمولية إقصائية وإلغائية مكابرة فاقمت الأزمة حتى داخل المكون الإقصائي ذاته مما حال دون إنجاز وحدة الحركة الشعبية ويزيدها تمزقا كما لاحظنا في نهاية العام المنصرم وبما قام به مؤخرا الشيخ طارق الفضلي نائب رئيس مجلس الحراك السلمي ودعوته الإجتثاثية للإشتراكي الموازية لبعض الأصوات المنتجة لخطاب الماضي المعادي لشريحة السلاطين والامراء ومشائخ - بمعزل عن شذوذها عن العام – الآ ان كلاهما يمثلان هدما لأعمدة التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي الجنوبي بما هي الرافعة التي جسدت وحدة إرادة شعب الجنوب .. أو ليس الخطر على قضيتنا يأتي أولا من أصحابها ؟
* إن الأمور أعلاه تؤشر إلى فعل واعي ومدروس يعيق مسيرة ثورتنا ويمنحنا حق التساؤل عن ذلك وبصوت عالي إن لماذا ولمصلحة من ؟
وجدير بهذا الصدد ان نتسائل عن ما تطلقه عليها احزاب المشترك اللجنة ( لجنة التواصل ) التي تضمنها بيان المشترك الأخير ، وشدد على أن تستكمل ( لجنة التواصل مع الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية اعمالها خلال مدة محددة بهدف ضمان مشاركتهم الفاعلة في الحوار الوطني) وتأكيدا لذلك تحدث امين عام حزب الإصلاح في المؤتمر الصحفي للمشترك عبدالوهاب الآنسي كاشفا عن تواصل المشترك بإستمرار – لاحظ الدلالة – مع الحراك السلمي منذ فترة طويلة والتوصل إلى بعض الإتفاقات ، مؤكدا أن التواصل مازال مستمر للتفاهم حسب وسائل الإعلام .
إن هذا المعطى يكشف حالة التأرجح بالأحرى يفسر إلى درجة معينة وجها من وجوه صنع الأزمة للحركة الشعبية وتغذيتها من داخل الحركة الشعبية ذاتها .
والسؤال هو مع من تعمل لجنة التواصل التابعة لأحزاب المشترك وبأي مكون أو طرف سياسي شعبي جنوبي تواصلت ووصلت إلى إتفاق حسب الآنسي ؟
ليست جريمة في نظرنا ان يتبنى مكون أو طرف سياسي رؤية المشترك السياسية للحل ، فذلك حق له لكن الجريمة أن يخادع الجماهير ويجاري ارادتها وتطلعاتها وفي السر يرتب لمشروع سياسي أخر ،...
يرى صوابه ، ولكي يجد قبولا في الشارع السياسي الجنوبي بنظره – لابد من (تدويخ) الجماهير وسط عاصفة من الخلافات والأزمات ، حتى تصل ثورة الشعب إلى حالة انسداد الأفق عندئذ فقط – يظهر المستور ، فيكون مقبولا .. وهذا في تقديرنا ، ليس جرما بحق شعب يقدم وما زال التضحيات العالية وحسب ، بل ووهما ابتلعه من ارتضى خداع نفسه قبل اهله وناسه (شعبه المقهور ) .
ولذلك نعتقد جازمين بل وبالضرورة ، ان تحدد كل مكونات الثورة السلمية الجنوبية موقفها من ما ورد في بيان احزاب المشترك الأخير بالنفي أو الإيجاب ، ومطالبة احزاب المشترك بالشفافية والوضوح ، في حال نفت كل المكونات ، كي لا يظهر المشترك بنظر الشارع الجنوبي غير صادق ، إن لم تقل أنه يريد دق اسفين وسط الحركة الشعبية ليخلق الشكوك والريب وعدم الثقة فيزيد الأزمة اشتعالا ... الخ
4- كما أن ثمة عناصر مهمة تدخل كعناصر تميز لحالة التعقيدات التي تلازم قضيتنا وثورتنا أهمها :
أ- التركيبه / البنية الديمغرافيه ( السكانية ) الجنوبية التي تجري عملية تغييرها لصالح الإحتلال من خلال التوطين
ب- إن جزءا مهما من موظفي الجهاز الإداري للسلطة هم من الوافدين ، وكذلك عمال المؤسسات والمصالح والشركات النفطية ... الخ ناهيك هن المؤسستين العسكرية والأمنية ، كما سلفت الإشارة –
جـ - تم ضرب النقابات العمالية والمهنية الجنوبية ، وما يوجد ليس سوى أشكال موالية لسلطة الإحتلال ، لا سيما القيادات والشيء نفسه ينطبق على جامعة عدن )
د- إن ثمة تغيرات مهمة حدثت في بنية المجتمع الجنوبي منذ إعلان مشروع الخراب الوحدوي عام 1990 م ولا سيما ما بعد الإحتلال فإذ همشت واقصيت الغالبية العظمى من كل شرائح وفئات المجتمع ، هنالكم جماعات مصالح ارتبطت بالإحتلال بمعزلة عن حجمها وبطبيعة المصلحة ، تجار ومقاولون صغار ، الحاصلون على مواقع قيادية ومدنية وعسكرية ، القابلون ببيع خدماتهم أو صمتهم مقابل عطاء سياسي يعوض عليهم فقدان الإمتيازات التي كانوا يحظون بها قبل الإحتلال .... الخ .
إن غايتنا من تشخيص تعقيدات قضيتنا هي الوقوف على الحقائق التي تقتضي – بالضرورة – أن تتدرج في حسابات الثورة الشعبية السلمية سواء الذاتية او الموضوعية ، إذ أن معرفة الذات سابقة على معرفة الأخر – العدو .. زد إلى هذه البديهة البسيطة : إن سائقا لسيارة هو في الأصل مهندس ميكانيكي واخر سائق سيارة لايعرف غير القيادة كل منهما اتجه طريقا في منتصف الطريق – والوقت ليلا – حدث عطل مع كل منهما . السائق العارف تركيبة السيارة – المهندس عرف الخلل واصلحة ومشى والثاني باقي في سيارته لانه لا يعرف سبب الخلل الأصل هنا – معرفي – وشتان بين من يعرف ومن لايعرف بين من يعلم ومن يجهل في انجاز مهمة ما وفي القيادة عمل سياسي بمعزل عن مهمته يحتاج إلى أركان ثلاثة رئيسية هي : ( الحق العادل والمعرفة والإدارة ( كفاءة ادراة الصراع )
ولا خوف من تلك التعقيدات الآن فقضيتنا قضية حق غير قابل للتقادم والحق دائما يصنع قوته بينما القوة حسب روسو لا تصنع حقا هذا أولا أما ثانيا هي دعوة للثورة الجنوبية ( لقواها ) ان تعيد صياغة نفسها وفقا لتغيرات وعلى أساس حقائق الواقعة القائمة وليس الإستعلاء عليها إستلهاما لخلاصات تجربة مسيرة أربع سنوات مضت ولم نتجاوز المرحلة .
وثالثا : كي نستوعب لماذا انجز الشعبان التونسي والمصري انتصاريهما في غضون 27 يوما و18 يوما للأول والثاني على التوالي بينما ثورتنا قد سبقتهما بسنوات منذ هبتها الأولى ومنذ اربع سنوات متواصلة ( لو افترضنا أن ثورة شعب الجنوب خرجت لإسقاط نظام دولتة المستقلة كما في تونس ومصر هل كانت ستستغرق كل هذا الوقت وكل هذه التضحيات ؟ )
وإنطلاقا من كل ما سلف يمكننا النظر إلى مسألة التأثير والتأثر ، من وجهة نظر العلاقة بين العام والخاص في جدلية التلاقح بين الذاتي والموضوعي والتكامل بين الداخلي والخارجي على النحو الآتي :
1- لا شك أن مرحلة تاريخية عربية جديدة قد بدأت تتشكل : هي مرحلة الثورات الشعبية ، تبشر بدخول عصر الشعوب إلى منطقتنا ، بدلا عن عصر الأبطال – الأفراد الذي ولى زمنه منذ قرون وحافظ على التاريخ الإستبدادي محولا الثورات إلى إحتلالات استعمارية داخلية .
2- إن نجاح وتحقيق أهداف ثورتي تونس ومصر السلميتين الحضاريتين غير المسبوقيتين وليس مجرد اسقاط رئسي النظامين سوف يؤثران تأثيرا مباشرا وغير مباشر على حالة الركود والجمود في الوطن العربي إذ إن فعليهما حتى الآن على الأقل أشبه بمقذوف بركاني ضخم ملتهب سقط وسط مستنقع واسع فهز أعماقه وماوج أطرافه بعنف مقضيا إلى إنحسار جزئي لمحيط المستنقع الذي تدفق جزء منه إلى الحفرة العميقة التي فتحها المقذوف في قلبه وهو مايعني أن تجفيف المستنقع يحتاج إلى أكثر من مقذوف بركاني ثائر .
3- إن نهوض بقية الشعوب العربية – الذي تؤمل حدوثه وإن بطرق مختلفه سوف يسهم في :
أ- تغيير خارطة النظم السياسية العربية الداخلية الخارجية .
ب- تغيير المفاهيم البالية التي وظفتها سلطات الإستبداد العربي لتكريس الجمود والخضوع بمافهيم جديدة تعيد تشكيل أشكال ومضامين العلاقات العربية – العربية بما يتوائم والتغيرات الحاصلة .
جـ - اسقاط الإتفاقية الأمنية بين الأنظمة العربية التي وظفت ضد الشعوب العربية لحماية انظمة الحكم وليس الأمن العربي من الأخطار الخارجية ولذلك غدت إتفاقية الأمن إلى طوق محكم يحاصر تطلعات الشعوب العربية ويطارد احرارها من المحيط الى الخليج .
4- ان انتقال السلطات إلى القوى العربية الثائرة الديمقراطية الفكر والقناعات سيساعد ثورتنا وقضيتنا – كما نؤمل – على كسر طوق الحصار الإعلامي والتجاهل القصدي لمجمل الجرائم والمظالم التي اقترفها الاحتلال بحق شعبنا منذ عقد ونيف .
5- ان أزمة سطلة الأحتلال الشاملة على كل الأصعدة وتصلب شرايين سياساتها لاستحالة تسييل دم الحلول فيها- وحتى لو ملأتها أحزاب المعارضة - نتوقع تشكل الوعي بقدرة الكتلة الشعبية الأهم على أحداث التغيير – وإن استنساخ ومحاكاة ماحدث في تونس ومصر – لتظهر قوة شعبية ثالثة تتوسط السلطة والمعارضة لتجد الأخيرة نفسها مضطرة لمساندة الثورة وليس قائدتها .. إذ من لا شك فيه بأن ثمة أراء داخل المشترك لا ترى صواب الدخول في حوار عقيم مع سلطة ادمنت الكذب والخداع لا سيما في هذه الظروف الجديدة.
( تحية من منتدانا لشباب تعز وصنعاء والحديدة اللذين خرجوا قائلين لسنا أقل شأنا من شعبا تونس ومصر )
6- الأهم في الأمر كله أولا هو أن نركز على الذات الوطنية الكفاحية الجنوبية . إذ لا بد من المراجعة والتقييم الصادق والمخلص لإعادة صياغة أساليب ووسائل نظال حركتنا الشعبية وفق التطورات الحاصلة وبناء على الحقائق الموضوعية التي تساعد او تعيق ثورتنا الشعبية والعمل الجاد والحثيث من قبل كل قوى ومكونات الثورة على إيصال الغالبية المطلقة إن لم يكن كل شعب الجنوب إلى قناعة واعية بهدف إستعادة دولته المستقلة كخيار وحيد به تؤكد حريته وعزته وكرامته ، وفي الوقت نفسه محاججة الرؤى المختلفة التي تعتقد أن حلا لقضيتنا يمكن ان يتم بمشروع سياسي آخر كالفيدرالية على غرار ما يطرحه حزب الرابطة هذا الذي رأى أمينه العام بن فريد في ندوة نظمها الحزب في عدن قائلا ( إن الإنفصال – لاحظوا المفهوم عنده – إذا كان مبررا لدى أنصاره من الناحية السياسية فإنه غير ممكن من الناحية العملية ) إن المتحدث جنوبي وحزبه منشأه جنوبي – وكان حزبه قد رفع مطلب الحل من الحكم المحلي كامل الصلاحيات على الفيدرالية الثنائية ، قبل أن يتبنى المشترك . لكن المسافة بين الممكن واللاممكن التي اقامها بن فريد ليست واقعية بمقياس البذل في وقت حزبه الذي غير بفعل ثورة شعب الجنوب وتضحياته كما أسلفنا وما هو مرفوض اليوم أي حق شعب الجنوب في استعادة دولته ، من جهة نظرة سياسية يؤزرها حق عادل لن يكون غدا مستحيلا .
أتمنى ان اكون قد وفقت إلى مستوى معين بمقدار قدرتي المتواضعة في قراءة حدث بما يكتمل ملامحة وعليكم إغناء المداخلة بما يجعل منها مادة أولية مفيدة للقارئ .
اتنهى
الكاتب محمد علي شايف
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)