منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي /الضالع في اسبوعة الثامن
ندوة بعنوان التصالح والتسامح هل اصبح واقع ام مجرد شعار قدمها الاستاذ منصور زيد
منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي /الضالع الدائرة الاعلامية –الضالع -خاص
نظم منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي /الضالع اليوم الاربعاء 26يناير وهو الأسبوع الثامن للمنتدى ندوة بعنوان التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي هل تحقق على ارض الواقع ام هو مجرد شعار قدمها الأستاذ منصور زيد رئيس الدائرة الإعلامية والسياسية للمجلس الوطني الأعلى محافظة الضالع.\.
افتتح الندوة الاستاذ محمد مساعد مرحبا بالحضور حيث كان الحضور كبير ومن مختلف مكونات الثورة السلمية في الضالع وبحضور المناضل امين صالح محمد رئيس المجلس الوطني الاعلى.
وقد سبق قراءة الورقة المقدمة للندوة قراءة قصيدة شعرية مهداة للشعب العربي التونسي من قبل الأستاذ عبدا لمجيد طالب وفي نفيس الوقت تحدث الأستاذ عبد المجيد عن ما قامت به سلطة الاحتلال من اعتداء على المواطن حميد البكري ظهر اليوم من اطلاق نار عليه واعتقاله من قبل جنود الاحتلال في نقطة الزغلول.
بعد ذلك قدم الأستاذ منصور زيد الورقة الخاصة بالندوة وتم قراءتها للحضور ,حيث قدمت الورقة تساؤلات خلصت الورقة والمناقشات للاجابه عنها وعن السؤال الذي كان عنوان الندوة واليكم نص الورقة المقدمة من الاستاذ منصور زيد في ندوة الاسبوع الثامن:
نص الورقة:
بسم الله الرحمن الرحيم
منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي /الضالع-الاسوع الثامن الاربعاء 25يناير 2011م
عنوان الندوة التصالح والتسامح والتضامن هل أصبح واقع أم مجرد شعار؟؟
توطئة:
التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي مبدا انساني عظيم جاء كضرورة اجتماعية وسياسية وثقافية وإنسانية فرضتها ظروف وواقع جديد كان لابد لابناء الجنوب من الاداراك المبكر لهذه المبداء ومترتبا ته الايجابية لهم بعد قطيعة عاشها الجنوبيين فترة من الزمن كان لها ايضا ظروفها فالتصالح والتسامح أتى بعد ان استوعب ابناء الجنوب انه ليس من السهل الوصول الى الحاضر والمستقبل الا من خلال تجاوز الماضي بكل سلبياته وان تجاوز الماضي لن يتحقق الا من خلال عملية التصالح والتسامح الشامل وربطها بالتضامن لتجسيد هذا المبدا عمليا على ارض الواقع وفعلا تم الاعلان عن هذا المبدا الانساني لتنطلق حركة احتجاجية وان كانت في البداية اجتماعية وتسير ببطي الا ان القائمين والمؤسسين لهذا المبداء كانوا يهدفوا الى تحقيق الاهداف السياسية التي كان من الصعب طرحها في تلك المرحلة وهو ما حاولت القيام به في تلك الفترة الجان الشعبية مما يدل عل ان هذه العملية كانت تسير وفق عمل منهجي ومخطط له وفقا لظروف وعوامل كل مرحله.
في هذه الورقة التي نطرحها اليوم والتي تأتي بعد نقاش طويل في المنتدى قدمت فيه كثير من الاوراق تناولت هذا المبداء على مدى اربعة اسابيع تقريبا من عدة زاوايا كما قال المناضل امين صالح في منتدى الاسبوع السابع حيث قال( ان الشيء الجميل في هذا المنتدى هو اولا تقديم اوراق وتناقش والجانب الاخر ان مبدا التصالح والتسامح قد تم مناقشته وتقديمة من زوايا متعدده (سياسية واجتماعية وثقافية واسلامية ) , وكان هناك سوال طرح في الندوة السابقة هومن خلال تناول مبدا التصالح والتسامح وائرائه بالاواراق والتحدث عن الابعاد وتحديد المبادى والمفاهيم :
هل التصالح والتسامح اصبح واقعا ام مجرد شعار فقط؟؟ والذي كانت الاجابة بان يكون موضوع ندوة اليوم:
وللتوضيح اكثر وللاجابة على هذا السؤال من خلال استعراض هذه الورقة التي لم تكتمل الا من خلال مشاركتكم واغنائها بتجرد وموضوعية من قبل الجميع وهنا طالما افتتحنا الندوة بسؤال كان لابد من طرح عدة تساؤلات الى جانب السوال الرئيسي لتكون مدخل وعامل لفهم السؤال المحوري والاجابة عليه ,والاسئلة هي:
· لماذا جاء التصالح والتسامح؟؟
· هل مبداء التصالح والتسامح والتضامن وسيلة ام غاية؟؟
· هل ثقافة الالغاء والشمولية والارتجالية وادعا الوصاية وعدم القبول بالحوار وممارسة تزييف الوعي وتضليله واعادة انتاج الماضي فكرا وسلوكا تعني التصالح والتسامح؟؟
· هل فكر ونهج(سلوك) الحركة الشعبية ككل اليوم مطمئن لبقية الشرائح والفئات التي تراقب من بعيد وعندها تحفظاتها وتخوفاتها المنطقية وهي ليست بالقليل؟؟
· هل يعتقد ان الحركة الشعبية بكل مكوناتها او بعضها قادرة على الوصول لتحقيق الاهداف التي يناضل من اجلها شعب الجنوب ويقدم التضحيات من اجلها بمعزل عن التصالح والتسامح واستخدامة كشعار فقط ؟؟
من خلال الاجابة على هذه الاسئلة نستطيع ان نجيب على السؤال المحوري موضوع ندوة اليوم , وانا هنا اليوم في مداخلتي هذه والتي تعتبر اضافه لما قد سبق طرحة من قبل الزملاء احاول معكم الاجابه على سوال الندوة ,فمن خلال الاوراق المقدمة سابقا تم اثراء هذا المبدا نظريا بما فيه الكفاية ومن مختلف الجوانب وصار الكثير منا اليوم يعرف تماما وبوعي وبطريقه منهجية وعلميه ما هو التصالح والتسامح والتضامن ايضا, وتم استعراض كثير من التوضيحات والامثله العملية من الواقع السياسي والاجتماعي الذي نعيشة ومن النماذج والمواقف الاسلامية فيما يتعلق بهذا المبداء. ما يجب علينا الان هو تجسيد هذه المبادى والقيم التي مثلها التصالح والتسامح على واقعنا الكفاحي النضالي منطلقين من هذه الارضية التي نقف عليها جميعا , فلو اسقطنا هذه المفاهيم والمبادى على نضالنا وتوجهاتنا ومواقفنا وعلاقاتنا كمجتمع جنوبي وقوى تحررية ممثله بالحركة الشعبية بكل مكوناتها وقوى اخرى لا زالت تراقب ولها اراء ومواقف قد تختلف نوعا ماء مع توجهات وخيارات الحركة الشعبية قد يتطلب منا هذا ايضا وقفه تقييمة بتجرد ومسؤولية للفترة التي اعقبت عملية التصالح والتسامح والتي نحن بصددها اليوم وربطها بهذه المفاهيم والمبادئ والقيم لكي نعرف هل تم تجسيدها في تعاملنا وعلاقاتنا مع بعضنا ام لا؟
فعند تطبيق هذه القيم والمبادئ التي نحن بصدد الحديث عنها لابد من الإلمام ومعرفة عناصر وعوامل انجاح هذه الوسيله .(التصالح والتسامح والتضامن) فمن المعروف ان أي عملية او حركة نضالية تتكون من عناصر وعوامل رئيسية تحملها على النجاح وهما العامل الذاتي والعامل الموضوعي ويهمنا هنا معرفة العامل الذاتي وهو الكادر البشري الاساس في العميلة النضالية ومعروف تاريخيا ومنطقيا ودينيا ان فكر الانسان متفاوت ويختلف من شخص الى اخر وهو سبب تنوع وتعدد البشر من جانب ووجود نخب تفكر وتصنع وتقود وشارع (جماهير) من جانب اخر وبالتالي علينا هنا ان نراعي عند تقييمنا واسقاطنا لهذه المبادى بين اعضاء الحركة الشعبية الجنوبية(الجماهير) من جميع المكونات النضالية وبين النخب التي قد تكون امينة او غير امينه لها (قيادات المكونات) , كما علينا مراعاة وعي الشارع (الجماهير الجنوبية) التي تسيطر عليها العاطفة والحماس وتتاثر بالشعارات اكثر ولاتفرق بين الشعار وتجسيده على الواقع و تكون ضحية الشعارات التي ترفعها بعض النخب والتي لها مصلحة من بقا وعي الجماهير سطحيا وبالتالي يحدث التتصادم مع الفكر والتوجه الحقيقي التي تريد نخب اخرى ترسيخه وخلق وعي وطني عند الشارع لتامين السير في الطريق الصحيح نحو تحقيق الاهداف النضالية وقطع الطريق امام العراقيل والاختراقات التي يحاول العدو صنعها .
وفي احد الاسئلة التي طرحت في بداية الورقة وهو لماذ جاء التصالح والتسامح؟ نقول ان التصالح والتسامح جاء ليزيل الخصومة التي نتجت عن الصراعات السياسية بين النخب السياسية التي حكمت الجنوب وخاصة منذ الاستقلال وحتى احتلال الجنوب من قبل (ج ع ي) والتي كان لهذه الصراعات مترتبات سلبية وخطيرة على ابناء الجنوب وحدثت حالة من الفرز وانقسام اتخذ عدة اشكال وتعصب وتكتلات حزبية وفردية قسمت المجتمع الجنوبي الى اطراف تتصارع في ما بينها.
والتصالح والتسامح الذي يعتبر سمه وصفه انسانية مستمرة ومتجدده لكل زمان ومكان جاء لتجاوز هذه السلبيات والاخطاء المادية والمعنوية والوصول الى تحقيق الهدف الاساسي الذي اراد شعب الجنوب الوصول الى تحقيقه عبر جسر التصالح والتسامح والنضال معا من اجل تحقيقة.
وكما هو معروف وكان قد تحدث عن نشوء التصالح والمراحل التي مرت بها المناضل امين صالح قائلا :هناك في البداية كانت صعوبة في تقبل هذا العمل كفكره ومنهج من قبل الكثير من ابناء الجنوب ولكن الظروف الموضوعية التي احاطت بابناء الجنوب والتي افرزتها سياسة ونهج الاحتلال ساعدت كثيرا في انجاح وتجاوب ابناء الجنوب لهذه العملية التصالحية وشعر الجنوبيين بانهم بحاجة الى عملية التصالح والتسامح فهم ليس طرف في الصراع بل كانوا ضحية من جانب وادراكهم بان السبيل الوحيد لاستعادة اللحمة الجنوبية وتقويتها لمقاومة الاحتلال لن تتحقق الا من خلال التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي الجنوبي.
وفعلا وبفضل الله تعال وتوفيقه لابناء الجنوب وبفضل التصالح والتسامح كان التلاحم الجنوبي ينمو ويتعاظم يوما عن يوم بين جماهير شعب الجنوب من ناحية وبالعكس تراجع بين النخب السياسية وخاصة تلك القيادات والتي جاء التصالح والتسامح من اجلها ولتجاوز اخطائها وما سببته من صراعات حيث تحاول وباستمرار هذه القيادات ممارسة الوصاية على الحركة الشعبية وبدلا من الاستفادة من التصالح والتسامح حاولوا استخدامة كورقه بايديهم لتمرير مشاريع لا تنسجم مع ارادة الشارع لجنوبي الذي رسم هدفه وحدد خياره بوضوح ,وكان لهذا التصرف اثر سلبي على حركتنا الشعبية وتطورها حيث لاحظنا بوضوح بعض الانقسامات والتكتلات بدات تظهر بين صفوف الحركة الشعبية بين الحين والاخر.
احيانا نريد ان نتجنب الماضي ولكن لن نستطيع لان الحاضر امتداد لماضي وما يهمنا من الماضي هنا هو الاستفادة من دروسه وعبرة وعكسها في حاضرنا ولكي نبني الحاضر ونؤمن المستقبل فلابد من معرفة الماضي ايضا لكي نتجنب سلبيات الماضي والاستفادة منها في بناء الحاضر وعليه نقف قليلا هنا ونقيم بمسئولية وطنية وتجرد (اخطاء وسلبيات المرحلة السابقه ) ليس لشئ بل لتجاوزها اليوم وعدم انتاجها وتكراراها ليس الا, فكرا وسلوكا ,طبعا هنا نكتفي بابرز العنوانين لتلك المرحله والتي تفيدنا في الاجابة على سوال لندوة لانه باستعراض الاخطاء والتجاوزات التي جاء التصالح من اجلها ونظرنا في حاضرنا ووجدناها موجوده فمعنى ان التصالح والتسامح فعلا لم يتحقق بل هو شعار والعكس صحيح: مثالا سادت تلك المرحله (الماضي) الشموليه السياسية والفكرية -رفض التنوع والتعدد- ممارسة الالغاء والاقصاء-الدمج القسري –رفض مبدا الحوار لتجاوز الخلاف والتباين -التكتلات مما ولد شعور بين ابناء المجتمع الجنوبي الواحد بان هناك منطقه تحكم ومنطقه يمارس عليها الحكم ,هذه الثقافة والنهج انتجت صراعات بين النخب السياسية وكل واحد يعمل ضد الاخر وصل الامر بهم الى استخدام القوة العسكرية لحل هذه الصراعات وما زلنا ندفع ثمنها حتى اللحظة نحن شعب الجنوب وما اوصلنا الى مانحن فيه اليوم هو هذا الفكر والنهج الشمولي .
اذا اسقطنا فكر الماضي ونهجه في حاضرنا لنعرف هل مازال موجود ام لا لنقف وقفه تقييمة ايضا ونقارن بين الماضي واليوم هل تخلص شعب الجنوب من هذه الافكار والسلوك ام مازال يعيد انتاج الماضي بكل صوره, مع مراعاة الظروف والوسائل التي استخدمت في الماضي ونستخدمها اليوم من جهه ومن جهه اخرى باعتبار ان الجنوب كان دوله مستقله واليوم الجنوب دوله محتله: لان هناك فرق بين من يمارس هذا السلوك والفكر وهو تحت الاحتلال ويفكر بعقلية السلطة لا بعقلية الثورة ومن يمارسه وهو يملك السلطة .
كما تحدثنا عن ابرز عنواين الماضي لابد لنا ان نتحدث عن ابرز عناوين الحاضر :
بمناسبة مرور الذكرى الخامسة للاعلان عن التصالح والتسامح الجنوبي جميعنا يؤكد على هذا المبدا في وثائقنا وخطابنا السياسي والاعلامي ومن اكثر النخب لكن عند التطبيق والمارسة العملية لهذا المبدا بدون شك لانجد أي تجسيد عملي وبالتالي صار هذا المبدا ليس اكثر من مجرد شعار للاسف ودليل ذلك:
· الخطاب السياسي والاعلامي لبعض مكونات الحركة الشعبية وبعض القيادات خطاب شمولي اقصائي جسده العمل على فرض سياسية امر الواقع دون احترام الراي الاخر او السماع له ويكرس في حاضرنا بشكل كبير مثلا (الممثل الشرعي والوحيد) وهذا الفكر والنهج هو من ثقافة ونهج الماضي
· تكرار عملية الدمج القسري الفاشله التي حدثف في 69م و90م وهي من ثقافة الماضي بغض النظر عن الاسباب واليوم هناك نخب حاولت وتصر حتى اللحظة دمج وظم وتذويب مكونات الثورة السلمية بقرار فردي ارتجالي رافضا الحوار كما حدث في اعلان زنجبار 9مايو 2009م .وما تبعه من تداعيات لها اثر سلبي على ثورتنا ولم تنتهي تلك التداعيات للاسف
· الحوار طبعا من ثقافة الماضي رفض الحوار وكان يتم اتخاذ القرار وعلى الاخرين التنفيذ اليوم ايضا هناك رفض لمبداء الحوار المسئول البناء في حل التبايانات بين اطراف الحركة الشعبية .
· بروز ظاهرة وهي انتشار ثقافة الكراهية والتخوين بين اوساط الجنوبيين ليس هذا فحسب بل يتم تغذيتها بين الشباب مستغلين الحماس والعاطفة ضد مناضلين شرفاء ومكونات تحررية وذلك لاقصائها وابعادها من اجل تحقيق مكاسب ذاتيه لاصحابها .
· هناك سمه بارزة ولا تختلف عن الماضي ظهرت في حركتنا الشعبية وخاصه على مستوى النخب وهي تغييب واقصاء العقل الجنوبي الذي كرمنا الله به ,والعمل على تشوية صورة العقل الجنوبي بين الجماهير وهو مايذكرنا بمرحلة ما بعد الاستقلال حيث كان اول توجه للنخب القيادية هو تصفية العقل الجنوبي والقضاء عليه مع الفارق في استخدام الادوات في الماضي واليوم.
· ظهرت ثقافة الولا للاشخاص وان كانت بشكل او باخر وعلى حساب العمل المنظم والمؤسسي فعندما بدا شعب الجنوب بادراك اهمية التنظيم الذي بدونه يترك فراغ للفوضى والعشوائية , ويوحد المناضلين على اساس وطني يجمعهم برنامج سياسي واضح يعكس حقيقة التصالح والتسامح وتجاوز الماضي ويؤمن مستقبل الجميع وكل الاطياف نشط نهج عند بعض النخب وهو تدمير ونسف هذا العمل المنظم وباسم شعارات وطنية كوحدة الصف والتصالح والشرعي والقانوني وغيره من الشعارات التي تتوافق مع حماس وعاطفة الشارع والتجربة واضحة عندما تعرضت مكونات لهذا النهج كالمجلس الوطني واتحاد الشباب وقوى اخرى والسؤال الذي لم نجد له اجابه وهو ما المبرر الذي جعل هذه النخب والقيادات تدمر بناء قائم بدلا من استكماله و تقويته تصر على تكسيرها وللاسف تحت شعارات التحرير والاستقلال ؟؟ بل وتصر على ذلك النهج رغم فشله؟
· ظهور نهج وفكر يقوم على الخصومة (اما ان تكون معي او انت ضدي) وبالتالي تشتيت جهد ونضال الحركة الشعبية الجنوبية ضد الاحتلال العدو الرئيسي لنا وخلق اعداء اخرين بغض لنظر عن توجهاتهم ولكن ليسو هم اعدائنا. واسلوبهم في ذلك تزييف وتضليل الوعي عند الشارع بينما في الحقيقة ليس هانك بعد استراتيجي يخدم نضالنا.
الخلاصة:
كما قال الكاتب والمفكر والمناضل محمد علي شايف في الورقه التي قدمها حول هذه المبداء في ندوة الاسبوع الخامس :
اننا نعيش جدلية اشتباك بين زمنيين يتصارعان على وعينا فإما انتصرنا للزمن الحاضر ,واقتنعنا بأهمية تأسيس وترسيخ قيم التصالح والتسامح وتجسيد ذلك في فكر الثورة السلمية بماهو قيمة وسلوك وفي طليعتها قيم التعدد والتنوع والحوار والتوافق والرفض الواعي الصادق للنزوع التوتاليتاري –الشمولي الاقصائي للأخر ومخاطر مصادرة وإلغاء أدوات الآخرين ومساهماتهم في مسيرة كفاح الشعوب.
وأما انتصر علينا الماضي بكل علله ,فتتهدم عملية التصالح والتسامح أي ينهي الجسر الذي حمل معاناة شعب الجنوب ووحدة إرادته الوطنية الكفاحية.
وبالتالي:
علينا ان نعرف كيف ولماذا جاء هذا المفهوم وماهي وضيفته وعلاقتها وأثرها على ثورتنا السلمية ومسئوليتنا جميعا العمل على تجسيد وترجمة هذا المبداء في سلوكنا وفكرنا حاضرا ومستقبلا متجاوزين الماضي الذي جاء من اجله هذا المبدأ ونحول ان يتحول هذا المبدأ او يستغل ويسئ استخدامه ويفرغ من محتواة ويتحول من قيمة إنسانية اجتماعية إلى أداة ووسيلة ترتكب من خلالها الأخطاء مثلا نمارس الأخطاء وبوعي وبشكل متكرر اليوم وفي الوقت الحاضر ونقول نتسامح ونتصالح هل يعقل هذا؟ هناك اليوم من يرتكب الأخطاء ويسيء لنضالنا التحرري بقصد وبوعي لتحقيق أهداف ذاتية وشخصية فهل ينطبق مبدءا التصالح والتسامح مع ممارسة الاخطاء وتجد من يبرر هذا الفعل الخطاء باسم التصالح والتسامح قائلا نتسامح ونتصالح إذا هنا تحول هذا المبدأ من مبدءا أنساني ونبيل إلى أداة نبرر بها أخطائنا وبالتالي يتيح المجال والفرصة إمام القيادات غير المسئولة لتنفيذ وتحقيق رغباتها هي مستفيدة من هذا المبدأ الذي أسيئ الفهم له.
وهذا لن يتحقق الا من خلال:
· الاقتناع بالحوار وتفعيله كوسيلة انسانية ودينية واخلاقية لحل كافة التباينات والاختلافات بين اطراف المجتمع الجنوبي لللوصول الى اجماع او توافق حول القضايا الخلافية وعلى النخب المثقفة والوطنية ان تساعد في خلق وعي وطني باهمية الحوار كخيار رئيسي على ابناء الجنوب بمختلف انتماءاتهم ومكنوناتهم والعمل به لحل مشاكلهم مستندين الى تجربة الماضي والحاضر والتي تم فيها تجاوز مبدا الحوار بين الاطراف المتباينة وحل محلها القوة وكيف كانت نتائجها كارثية على الجميع.
· وعلى من يرفض الحوار أي كان علينا مناقشته ماهو المبرر الذي يجعله يرفض الحوار مع اخوانه وشركائه في القضية ويقبله مع العدو .علينا نحن ان نكون القدوة في تجسيد هذا المبدا في حياتنا وتعاملاتنا في حل مشاكلنا الاجتماعية والسياسية والعمل بين اوساط الناس ومحاورتهم وتعزيز الوعي عندهم بأهمية هذا المبداء وإقناعهم انه لابديل عن الحوار للحفاظ على مبداء التصالح الذي يشكل الجسر المتين لاستمرار نضالنا التحرري وتعزيز وحدة الصف الجنوبي .
· عدم الياس والشعور بالاحباط في نشر هذا الفكر وتفعيله وتجسيده كسلوك وثقافة بل يتطلب منا مزيد من الاصرار واقتناعنا نحن ايضا انه مهمة نضالية ستجني ثمارها مستقبلا .
انتهى
مقدم الورقة :منصور زيد رئيس الدائرة الاعلامية للمجلس الوطني الضالع
بعد ذلك تم مناقشة الورقة من قبل الحضور وقدم تداخل من الحضور حول الورقة: الناشط محسن الدبئي والاستاذ عبدالمجيد طالب والمناضل محمد ناشر الحكم و الاستاذ فضل صالح علي والمناضل محمد صالح سعيد والمناضل ثابت الكاش .
وفي نهاية الندوة دعت ادارة المنتدى الجميع للحضور والمشاركة في ندوة الاسبوع القادم خاصة وان ادارة المنتدى سوف تستضيف كوادار من جامعة عدن
ندوة بعنوان التصالح والتسامح هل اصبح واقع ام مجرد شعار قدمها الاستاذ منصور زيد
منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي /الضالع الدائرة الاعلامية –الضالع -خاص
نظم منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي /الضالع اليوم الاربعاء 26يناير وهو الأسبوع الثامن للمنتدى ندوة بعنوان التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي هل تحقق على ارض الواقع ام هو مجرد شعار قدمها الأستاذ منصور زيد رئيس الدائرة الإعلامية والسياسية للمجلس الوطني الأعلى محافظة الضالع.\.
افتتح الندوة الاستاذ محمد مساعد مرحبا بالحضور حيث كان الحضور كبير ومن مختلف مكونات الثورة السلمية في الضالع وبحضور المناضل امين صالح محمد رئيس المجلس الوطني الاعلى.
وقد سبق قراءة الورقة المقدمة للندوة قراءة قصيدة شعرية مهداة للشعب العربي التونسي من قبل الأستاذ عبدا لمجيد طالب وفي نفيس الوقت تحدث الأستاذ عبد المجيد عن ما قامت به سلطة الاحتلال من اعتداء على المواطن حميد البكري ظهر اليوم من اطلاق نار عليه واعتقاله من قبل جنود الاحتلال في نقطة الزغلول.
بعد ذلك قدم الأستاذ منصور زيد الورقة الخاصة بالندوة وتم قراءتها للحضور ,حيث قدمت الورقة تساؤلات خلصت الورقة والمناقشات للاجابه عنها وعن السؤال الذي كان عنوان الندوة واليكم نص الورقة المقدمة من الاستاذ منصور زيد في ندوة الاسبوع الثامن:
نص الورقة:
بسم الله الرحمن الرحيم
منتدى تنمية الوعي الوطني الجنوبي /الضالع-الاسوع الثامن الاربعاء 25يناير 2011م
عنوان الندوة التصالح والتسامح والتضامن هل أصبح واقع أم مجرد شعار؟؟
توطئة:
التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي مبدا انساني عظيم جاء كضرورة اجتماعية وسياسية وثقافية وإنسانية فرضتها ظروف وواقع جديد كان لابد لابناء الجنوب من الاداراك المبكر لهذه المبداء ومترتبا ته الايجابية لهم بعد قطيعة عاشها الجنوبيين فترة من الزمن كان لها ايضا ظروفها فالتصالح والتسامح أتى بعد ان استوعب ابناء الجنوب انه ليس من السهل الوصول الى الحاضر والمستقبل الا من خلال تجاوز الماضي بكل سلبياته وان تجاوز الماضي لن يتحقق الا من خلال عملية التصالح والتسامح الشامل وربطها بالتضامن لتجسيد هذا المبدا عمليا على ارض الواقع وفعلا تم الاعلان عن هذا المبدا الانساني لتنطلق حركة احتجاجية وان كانت في البداية اجتماعية وتسير ببطي الا ان القائمين والمؤسسين لهذا المبداء كانوا يهدفوا الى تحقيق الاهداف السياسية التي كان من الصعب طرحها في تلك المرحلة وهو ما حاولت القيام به في تلك الفترة الجان الشعبية مما يدل عل ان هذه العملية كانت تسير وفق عمل منهجي ومخطط له وفقا لظروف وعوامل كل مرحله.
في هذه الورقة التي نطرحها اليوم والتي تأتي بعد نقاش طويل في المنتدى قدمت فيه كثير من الاوراق تناولت هذا المبداء على مدى اربعة اسابيع تقريبا من عدة زاوايا كما قال المناضل امين صالح في منتدى الاسبوع السابع حيث قال( ان الشيء الجميل في هذا المنتدى هو اولا تقديم اوراق وتناقش والجانب الاخر ان مبدا التصالح والتسامح قد تم مناقشته وتقديمة من زوايا متعدده (سياسية واجتماعية وثقافية واسلامية ) , وكان هناك سوال طرح في الندوة السابقة هومن خلال تناول مبدا التصالح والتسامح وائرائه بالاواراق والتحدث عن الابعاد وتحديد المبادى والمفاهيم :
هل التصالح والتسامح اصبح واقعا ام مجرد شعار فقط؟؟ والذي كانت الاجابة بان يكون موضوع ندوة اليوم:
وللتوضيح اكثر وللاجابة على هذا السؤال من خلال استعراض هذه الورقة التي لم تكتمل الا من خلال مشاركتكم واغنائها بتجرد وموضوعية من قبل الجميع وهنا طالما افتتحنا الندوة بسؤال كان لابد من طرح عدة تساؤلات الى جانب السوال الرئيسي لتكون مدخل وعامل لفهم السؤال المحوري والاجابة عليه ,والاسئلة هي:
· لماذا جاء التصالح والتسامح؟؟
· هل مبداء التصالح والتسامح والتضامن وسيلة ام غاية؟؟
· هل ثقافة الالغاء والشمولية والارتجالية وادعا الوصاية وعدم القبول بالحوار وممارسة تزييف الوعي وتضليله واعادة انتاج الماضي فكرا وسلوكا تعني التصالح والتسامح؟؟
· هل فكر ونهج(سلوك) الحركة الشعبية ككل اليوم مطمئن لبقية الشرائح والفئات التي تراقب من بعيد وعندها تحفظاتها وتخوفاتها المنطقية وهي ليست بالقليل؟؟
· هل يعتقد ان الحركة الشعبية بكل مكوناتها او بعضها قادرة على الوصول لتحقيق الاهداف التي يناضل من اجلها شعب الجنوب ويقدم التضحيات من اجلها بمعزل عن التصالح والتسامح واستخدامة كشعار فقط ؟؟
من خلال الاجابة على هذه الاسئلة نستطيع ان نجيب على السؤال المحوري موضوع ندوة اليوم , وانا هنا اليوم في مداخلتي هذه والتي تعتبر اضافه لما قد سبق طرحة من قبل الزملاء احاول معكم الاجابه على سوال الندوة ,فمن خلال الاوراق المقدمة سابقا تم اثراء هذا المبدا نظريا بما فيه الكفاية ومن مختلف الجوانب وصار الكثير منا اليوم يعرف تماما وبوعي وبطريقه منهجية وعلميه ما هو التصالح والتسامح والتضامن ايضا, وتم استعراض كثير من التوضيحات والامثله العملية من الواقع السياسي والاجتماعي الذي نعيشة ومن النماذج والمواقف الاسلامية فيما يتعلق بهذا المبداء. ما يجب علينا الان هو تجسيد هذه المبادى والقيم التي مثلها التصالح والتسامح على واقعنا الكفاحي النضالي منطلقين من هذه الارضية التي نقف عليها جميعا , فلو اسقطنا هذه المفاهيم والمبادى على نضالنا وتوجهاتنا ومواقفنا وعلاقاتنا كمجتمع جنوبي وقوى تحررية ممثله بالحركة الشعبية بكل مكوناتها وقوى اخرى لا زالت تراقب ولها اراء ومواقف قد تختلف نوعا ماء مع توجهات وخيارات الحركة الشعبية قد يتطلب منا هذا ايضا وقفه تقييمة بتجرد ومسؤولية للفترة التي اعقبت عملية التصالح والتسامح والتي نحن بصددها اليوم وربطها بهذه المفاهيم والمبادئ والقيم لكي نعرف هل تم تجسيدها في تعاملنا وعلاقاتنا مع بعضنا ام لا؟
فعند تطبيق هذه القيم والمبادئ التي نحن بصدد الحديث عنها لابد من الإلمام ومعرفة عناصر وعوامل انجاح هذه الوسيله .(التصالح والتسامح والتضامن) فمن المعروف ان أي عملية او حركة نضالية تتكون من عناصر وعوامل رئيسية تحملها على النجاح وهما العامل الذاتي والعامل الموضوعي ويهمنا هنا معرفة العامل الذاتي وهو الكادر البشري الاساس في العميلة النضالية ومعروف تاريخيا ومنطقيا ودينيا ان فكر الانسان متفاوت ويختلف من شخص الى اخر وهو سبب تنوع وتعدد البشر من جانب ووجود نخب تفكر وتصنع وتقود وشارع (جماهير) من جانب اخر وبالتالي علينا هنا ان نراعي عند تقييمنا واسقاطنا لهذه المبادى بين اعضاء الحركة الشعبية الجنوبية(الجماهير) من جميع المكونات النضالية وبين النخب التي قد تكون امينة او غير امينه لها (قيادات المكونات) , كما علينا مراعاة وعي الشارع (الجماهير الجنوبية) التي تسيطر عليها العاطفة والحماس وتتاثر بالشعارات اكثر ولاتفرق بين الشعار وتجسيده على الواقع و تكون ضحية الشعارات التي ترفعها بعض النخب والتي لها مصلحة من بقا وعي الجماهير سطحيا وبالتالي يحدث التتصادم مع الفكر والتوجه الحقيقي التي تريد نخب اخرى ترسيخه وخلق وعي وطني عند الشارع لتامين السير في الطريق الصحيح نحو تحقيق الاهداف النضالية وقطع الطريق امام العراقيل والاختراقات التي يحاول العدو صنعها .
وفي احد الاسئلة التي طرحت في بداية الورقة وهو لماذ جاء التصالح والتسامح؟ نقول ان التصالح والتسامح جاء ليزيل الخصومة التي نتجت عن الصراعات السياسية بين النخب السياسية التي حكمت الجنوب وخاصة منذ الاستقلال وحتى احتلال الجنوب من قبل (ج ع ي) والتي كان لهذه الصراعات مترتبات سلبية وخطيرة على ابناء الجنوب وحدثت حالة من الفرز وانقسام اتخذ عدة اشكال وتعصب وتكتلات حزبية وفردية قسمت المجتمع الجنوبي الى اطراف تتصارع في ما بينها.
والتصالح والتسامح الذي يعتبر سمه وصفه انسانية مستمرة ومتجدده لكل زمان ومكان جاء لتجاوز هذه السلبيات والاخطاء المادية والمعنوية والوصول الى تحقيق الهدف الاساسي الذي اراد شعب الجنوب الوصول الى تحقيقه عبر جسر التصالح والتسامح والنضال معا من اجل تحقيقة.
وكما هو معروف وكان قد تحدث عن نشوء التصالح والمراحل التي مرت بها المناضل امين صالح قائلا :هناك في البداية كانت صعوبة في تقبل هذا العمل كفكره ومنهج من قبل الكثير من ابناء الجنوب ولكن الظروف الموضوعية التي احاطت بابناء الجنوب والتي افرزتها سياسة ونهج الاحتلال ساعدت كثيرا في انجاح وتجاوب ابناء الجنوب لهذه العملية التصالحية وشعر الجنوبيين بانهم بحاجة الى عملية التصالح والتسامح فهم ليس طرف في الصراع بل كانوا ضحية من جانب وادراكهم بان السبيل الوحيد لاستعادة اللحمة الجنوبية وتقويتها لمقاومة الاحتلال لن تتحقق الا من خلال التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي الجنوبي.
وفعلا وبفضل الله تعال وتوفيقه لابناء الجنوب وبفضل التصالح والتسامح كان التلاحم الجنوبي ينمو ويتعاظم يوما عن يوم بين جماهير شعب الجنوب من ناحية وبالعكس تراجع بين النخب السياسية وخاصة تلك القيادات والتي جاء التصالح والتسامح من اجلها ولتجاوز اخطائها وما سببته من صراعات حيث تحاول وباستمرار هذه القيادات ممارسة الوصاية على الحركة الشعبية وبدلا من الاستفادة من التصالح والتسامح حاولوا استخدامة كورقه بايديهم لتمرير مشاريع لا تنسجم مع ارادة الشارع لجنوبي الذي رسم هدفه وحدد خياره بوضوح ,وكان لهذا التصرف اثر سلبي على حركتنا الشعبية وتطورها حيث لاحظنا بوضوح بعض الانقسامات والتكتلات بدات تظهر بين صفوف الحركة الشعبية بين الحين والاخر.
احيانا نريد ان نتجنب الماضي ولكن لن نستطيع لان الحاضر امتداد لماضي وما يهمنا من الماضي هنا هو الاستفادة من دروسه وعبرة وعكسها في حاضرنا ولكي نبني الحاضر ونؤمن المستقبل فلابد من معرفة الماضي ايضا لكي نتجنب سلبيات الماضي والاستفادة منها في بناء الحاضر وعليه نقف قليلا هنا ونقيم بمسئولية وطنية وتجرد (اخطاء وسلبيات المرحلة السابقه ) ليس لشئ بل لتجاوزها اليوم وعدم انتاجها وتكراراها ليس الا, فكرا وسلوكا ,طبعا هنا نكتفي بابرز العنوانين لتلك المرحله والتي تفيدنا في الاجابة على سوال لندوة لانه باستعراض الاخطاء والتجاوزات التي جاء التصالح من اجلها ونظرنا في حاضرنا ووجدناها موجوده فمعنى ان التصالح والتسامح فعلا لم يتحقق بل هو شعار والعكس صحيح: مثالا سادت تلك المرحله (الماضي) الشموليه السياسية والفكرية -رفض التنوع والتعدد- ممارسة الالغاء والاقصاء-الدمج القسري –رفض مبدا الحوار لتجاوز الخلاف والتباين -التكتلات مما ولد شعور بين ابناء المجتمع الجنوبي الواحد بان هناك منطقه تحكم ومنطقه يمارس عليها الحكم ,هذه الثقافة والنهج انتجت صراعات بين النخب السياسية وكل واحد يعمل ضد الاخر وصل الامر بهم الى استخدام القوة العسكرية لحل هذه الصراعات وما زلنا ندفع ثمنها حتى اللحظة نحن شعب الجنوب وما اوصلنا الى مانحن فيه اليوم هو هذا الفكر والنهج الشمولي .
اذا اسقطنا فكر الماضي ونهجه في حاضرنا لنعرف هل مازال موجود ام لا لنقف وقفه تقييمة ايضا ونقارن بين الماضي واليوم هل تخلص شعب الجنوب من هذه الافكار والسلوك ام مازال يعيد انتاج الماضي بكل صوره, مع مراعاة الظروف والوسائل التي استخدمت في الماضي ونستخدمها اليوم من جهه ومن جهه اخرى باعتبار ان الجنوب كان دوله مستقله واليوم الجنوب دوله محتله: لان هناك فرق بين من يمارس هذا السلوك والفكر وهو تحت الاحتلال ويفكر بعقلية السلطة لا بعقلية الثورة ومن يمارسه وهو يملك السلطة .
كما تحدثنا عن ابرز عنواين الماضي لابد لنا ان نتحدث عن ابرز عناوين الحاضر :
بمناسبة مرور الذكرى الخامسة للاعلان عن التصالح والتسامح الجنوبي جميعنا يؤكد على هذا المبدا في وثائقنا وخطابنا السياسي والاعلامي ومن اكثر النخب لكن عند التطبيق والمارسة العملية لهذا المبدا بدون شك لانجد أي تجسيد عملي وبالتالي صار هذا المبدا ليس اكثر من مجرد شعار للاسف ودليل ذلك:
· الخطاب السياسي والاعلامي لبعض مكونات الحركة الشعبية وبعض القيادات خطاب شمولي اقصائي جسده العمل على فرض سياسية امر الواقع دون احترام الراي الاخر او السماع له ويكرس في حاضرنا بشكل كبير مثلا (الممثل الشرعي والوحيد) وهذا الفكر والنهج هو من ثقافة ونهج الماضي
· تكرار عملية الدمج القسري الفاشله التي حدثف في 69م و90م وهي من ثقافة الماضي بغض النظر عن الاسباب واليوم هناك نخب حاولت وتصر حتى اللحظة دمج وظم وتذويب مكونات الثورة السلمية بقرار فردي ارتجالي رافضا الحوار كما حدث في اعلان زنجبار 9مايو 2009م .وما تبعه من تداعيات لها اثر سلبي على ثورتنا ولم تنتهي تلك التداعيات للاسف
· الحوار طبعا من ثقافة الماضي رفض الحوار وكان يتم اتخاذ القرار وعلى الاخرين التنفيذ اليوم ايضا هناك رفض لمبداء الحوار المسئول البناء في حل التبايانات بين اطراف الحركة الشعبية .
· بروز ظاهرة وهي انتشار ثقافة الكراهية والتخوين بين اوساط الجنوبيين ليس هذا فحسب بل يتم تغذيتها بين الشباب مستغلين الحماس والعاطفة ضد مناضلين شرفاء ومكونات تحررية وذلك لاقصائها وابعادها من اجل تحقيق مكاسب ذاتيه لاصحابها .
· هناك سمه بارزة ولا تختلف عن الماضي ظهرت في حركتنا الشعبية وخاصه على مستوى النخب وهي تغييب واقصاء العقل الجنوبي الذي كرمنا الله به ,والعمل على تشوية صورة العقل الجنوبي بين الجماهير وهو مايذكرنا بمرحلة ما بعد الاستقلال حيث كان اول توجه للنخب القيادية هو تصفية العقل الجنوبي والقضاء عليه مع الفارق في استخدام الادوات في الماضي واليوم.
· ظهرت ثقافة الولا للاشخاص وان كانت بشكل او باخر وعلى حساب العمل المنظم والمؤسسي فعندما بدا شعب الجنوب بادراك اهمية التنظيم الذي بدونه يترك فراغ للفوضى والعشوائية , ويوحد المناضلين على اساس وطني يجمعهم برنامج سياسي واضح يعكس حقيقة التصالح والتسامح وتجاوز الماضي ويؤمن مستقبل الجميع وكل الاطياف نشط نهج عند بعض النخب وهو تدمير ونسف هذا العمل المنظم وباسم شعارات وطنية كوحدة الصف والتصالح والشرعي والقانوني وغيره من الشعارات التي تتوافق مع حماس وعاطفة الشارع والتجربة واضحة عندما تعرضت مكونات لهذا النهج كالمجلس الوطني واتحاد الشباب وقوى اخرى والسؤال الذي لم نجد له اجابه وهو ما المبرر الذي جعل هذه النخب والقيادات تدمر بناء قائم بدلا من استكماله و تقويته تصر على تكسيرها وللاسف تحت شعارات التحرير والاستقلال ؟؟ بل وتصر على ذلك النهج رغم فشله؟
· ظهور نهج وفكر يقوم على الخصومة (اما ان تكون معي او انت ضدي) وبالتالي تشتيت جهد ونضال الحركة الشعبية الجنوبية ضد الاحتلال العدو الرئيسي لنا وخلق اعداء اخرين بغض لنظر عن توجهاتهم ولكن ليسو هم اعدائنا. واسلوبهم في ذلك تزييف وتضليل الوعي عند الشارع بينما في الحقيقة ليس هانك بعد استراتيجي يخدم نضالنا.
الخلاصة:
كما قال الكاتب والمفكر والمناضل محمد علي شايف في الورقه التي قدمها حول هذه المبداء في ندوة الاسبوع الخامس :
اننا نعيش جدلية اشتباك بين زمنيين يتصارعان على وعينا فإما انتصرنا للزمن الحاضر ,واقتنعنا بأهمية تأسيس وترسيخ قيم التصالح والتسامح وتجسيد ذلك في فكر الثورة السلمية بماهو قيمة وسلوك وفي طليعتها قيم التعدد والتنوع والحوار والتوافق والرفض الواعي الصادق للنزوع التوتاليتاري –الشمولي الاقصائي للأخر ومخاطر مصادرة وإلغاء أدوات الآخرين ومساهماتهم في مسيرة كفاح الشعوب.
وأما انتصر علينا الماضي بكل علله ,فتتهدم عملية التصالح والتسامح أي ينهي الجسر الذي حمل معاناة شعب الجنوب ووحدة إرادته الوطنية الكفاحية.
وبالتالي:
علينا ان نعرف كيف ولماذا جاء هذا المفهوم وماهي وضيفته وعلاقتها وأثرها على ثورتنا السلمية ومسئوليتنا جميعا العمل على تجسيد وترجمة هذا المبداء في سلوكنا وفكرنا حاضرا ومستقبلا متجاوزين الماضي الذي جاء من اجله هذا المبدأ ونحول ان يتحول هذا المبدأ او يستغل ويسئ استخدامه ويفرغ من محتواة ويتحول من قيمة إنسانية اجتماعية إلى أداة ووسيلة ترتكب من خلالها الأخطاء مثلا نمارس الأخطاء وبوعي وبشكل متكرر اليوم وفي الوقت الحاضر ونقول نتسامح ونتصالح هل يعقل هذا؟ هناك اليوم من يرتكب الأخطاء ويسيء لنضالنا التحرري بقصد وبوعي لتحقيق أهداف ذاتية وشخصية فهل ينطبق مبدءا التصالح والتسامح مع ممارسة الاخطاء وتجد من يبرر هذا الفعل الخطاء باسم التصالح والتسامح قائلا نتسامح ونتصالح إذا هنا تحول هذا المبدأ من مبدءا أنساني ونبيل إلى أداة نبرر بها أخطائنا وبالتالي يتيح المجال والفرصة إمام القيادات غير المسئولة لتنفيذ وتحقيق رغباتها هي مستفيدة من هذا المبدأ الذي أسيئ الفهم له.
وهذا لن يتحقق الا من خلال:
· الاقتناع بالحوار وتفعيله كوسيلة انسانية ودينية واخلاقية لحل كافة التباينات والاختلافات بين اطراف المجتمع الجنوبي لللوصول الى اجماع او توافق حول القضايا الخلافية وعلى النخب المثقفة والوطنية ان تساعد في خلق وعي وطني باهمية الحوار كخيار رئيسي على ابناء الجنوب بمختلف انتماءاتهم ومكنوناتهم والعمل به لحل مشاكلهم مستندين الى تجربة الماضي والحاضر والتي تم فيها تجاوز مبدا الحوار بين الاطراف المتباينة وحل محلها القوة وكيف كانت نتائجها كارثية على الجميع.
· وعلى من يرفض الحوار أي كان علينا مناقشته ماهو المبرر الذي يجعله يرفض الحوار مع اخوانه وشركائه في القضية ويقبله مع العدو .علينا نحن ان نكون القدوة في تجسيد هذا المبدا في حياتنا وتعاملاتنا في حل مشاكلنا الاجتماعية والسياسية والعمل بين اوساط الناس ومحاورتهم وتعزيز الوعي عندهم بأهمية هذا المبداء وإقناعهم انه لابديل عن الحوار للحفاظ على مبداء التصالح الذي يشكل الجسر المتين لاستمرار نضالنا التحرري وتعزيز وحدة الصف الجنوبي .
· عدم الياس والشعور بالاحباط في نشر هذا الفكر وتفعيله وتجسيده كسلوك وثقافة بل يتطلب منا مزيد من الاصرار واقتناعنا نحن ايضا انه مهمة نضالية ستجني ثمارها مستقبلا .
انتهى
مقدم الورقة :منصور زيد رئيس الدائرة الاعلامية للمجلس الوطني الضالع
بعد ذلك تم مناقشة الورقة من قبل الحضور وقدم تداخل من الحضور حول الورقة: الناشط محسن الدبئي والاستاذ عبدالمجيد طالب والمناضل محمد ناشر الحكم و الاستاذ فضل صالح علي والمناضل محمد صالح سعيد والمناضل ثابت الكاش .
وفي نهاية الندوة دعت ادارة المنتدى الجميع للحضور والمشاركة في ندوة الاسبوع القادم خاصة وان ادارة المنتدى سوف تستضيف كوادار من جامعة عدن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق