إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 24 أكتوبر 2010

كلمة المناضل محمد علي شايف رئيس الدائرة السياسية للمجلس الوطني الأعلى التي ألقاها في مخيم الشهداء الأربعة في مدينة الضالع يوم الجمعة تاريخ 10/6/2010م


لاهمية ما جاء في هذه الكلمة التي تلامس واقعنا اليوم وضرورة ترجمتها عل ارض الواقع لما فيها من افكار وقيم تضمنتها هذه الكلمة القيمة ,اعدنا نشرها للفائده

الدائرة الاعلامية:المجلس الوطني


بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة المناضل محمد علي شايف رئيس الدائرة السياسية للمجلس الوطني الأعلى التي ألقاها في مخيم الشهداء الأربعة في مدينة الضالع يوم الجمعة تاريخ 10/6/2010م
بعد الصلاة والسلام على خاتم الابنياء والمرسلين وعلى اله صحبة أجمعين
قال تعالى ((والذي إذا أصابهم البغي فهم ينتصرون )) صدق الله العظيم
الإخوة الأعزاء
إننا وإياكم في مقام الشهداء العالي في هذا المكان نجسد بأصدق واسمي واسنا المعاني والدلالات الإنسانية لمجيدة يتملكنا معا –لا شك – الإحساس بعدم قدرة اللغة على إضاءة إبعاد اغلي وأنبل وأكرم عطاء لايقدم علية الا الأحرار في الشعوب عشاق الحرية المتوحدين بإشراقها فيهم ذلك السمو الخالد لمتمثل بالتضحية بالأرواح والدماء في سبيل حرية وعزة وكرامة الأوطان عطاء استرخاص الحياة كي يعيش الآخرون حياة إنسانية حرة وكريمة ولا شك إن هذا البذل هو أعلى مراتب الكرم الإنساني الذي يذكرنا بقول الشاعر المتنبي :
(على قدر أهل العزم تأتي العزائم ---وتأتي على قدر الكرام المكارم ) وهل هناك عزم وكرم يضاهي عزم وعطاء من يقدمون الدماء الزكية والأرواح لطاهرة ؟؟
الحضور الكرام :أن رمزية هذا المكان المفعم بالمعاني والدلالات البطولية فحضور أجلى قيم الصدق والإخلاص والإيمان بعدالة قضيتنا الوطنية الجنوبية بما هي حق شعب الجنوب في الحرية والاستقلال والسيادة على أرضه مثله مثل بقية شعوب العالم بالخلاص من اسواء احتلال عسكري بدائي بهمجيته وبنزوعه ألتدميري الشامل لكل ماهو جنوبي .
وأننا وإياكم - أيها المكافحون- إذ نجتمع في هذا المكان برمزيته وبمهابة وجلال وتسامي قيمة الشهادة ان حضورنا ليس تأكيدا وقوفنا المطلق مع مدينتنا مدينة الضالع الباسلة وحسب بل ولوحدة الألم والغضب والثورة إزاء جريمة الحرب التي اقترفتها قوات الاحتلال بحق مدينتا الصامدة برجة أبشع حصار عسكري بطابعة الإرهابي واللا أخلاقي مع سبق الإصرار والترصد .جريمة حرب بكل ما تعنيه الكلمة من شر وبربرية استهدفت سكان مدينتنا وأطفالها ونسائها وشيوخها بعد ما صارت محاصرة بطوق عسكري كالسوار على المعصم. ومما لاشك فيه ان القصف البربري لمدينة الضالع التي تضرب أروع مثل للإباء إنما هو موجه إلى البعد الجغرافي والدلالي لمدينتنا أي لكل الضالع وبهذا الفهم أيها الإخوة يقتضي منا بالضرورة ان نثبت بالفعل لا بالقول بان استهداف مدينة الضالع بعمل أجرامي متغطرس هو استهداف لكل أبناء الضالع من بني مسلم في الشعيب الى طورسة في الازاراق فضلا عن انه احد تجليات هستيريا الاحتلال المستند الى عنصر القوة وحدها لضرب الثورة الوطنية السلمية الجنوبية كما يتوهم عبثا .
كما إن توافدنا الى هنا أيضا ليس من اجل التعازي والمواساة لأسر الشهداء والجرحى ولأسر المكتوبة في مساكنها لان كل قطرة دم تسفك في ساحات الشرف من المهرة الى الضالع هي من دمنا وكل شهيد كذلك هو شهيد كل شعب الجنوب فضلا عن انا التعازي والمراثي دون مرتبة الشهداء العالية نعم ان الإحياء-الموتى-منا هم أحق بالمراثي والعزاء اما من تطهروا بالمجد وتكفنوا بالخلود فقد سكنوا قلوب وضمائر شعوبهم ونقشوا أسمائهم بالنار والنور على جبين الزمن فصلا جديدا من صول رحلة الإنسان نحو الحرية .
وفي فضاء جلال هذا المقام وتعبيراته الحسية والمعنوية يلزمنا تمثل شهدائنا حيث ان فخرنا بملاحمهم واستشعارنا بالمسؤولية نحو تضحياتهم العزيزة على قلوبنا تفرض علينا جميعا مايلي:
1. إدراك المعنى الشامل والقيمة الأعمق والاسمي للتضحية لتتراجع وتتضائل أن لم تسقط كل الحسابات السياسية الأنانية والضيقة الفردية منها او الجماعية إمام الهدف الاسمي لشعب لجنوب الا وهو هدف الحرية والاستقلال والسيادة على كامل التراب الوطني الجنوبي الذي لن يتحقق ان لم نؤمن حقا بأننا جميعا في صراعنا مع الاحتلال مشاريع شهادة
2. التمثل الصادق بعطاء الشهداء بوعي سؤال مسؤولية حمل الأمانة عنها كواجب نضالي والإخلاص للقضية التي سقطوا من اجلها والعمل بحرص ومسؤولية على توفير كل شروط انتصارها
3. أننا أيها الإخوة: ومن قلب وجع مدينتنا النازف في أسبوعها الدامي ومن وسط هذا الحصار العسكري الانكشاري المشحون بشهية القتل والسفك والتدمير معنيون جميعا بوقفه تقييميه عقلانية لمسيرة ثورتنا السلمية للوقوف على مواطن قوتها ومواطن ضعفها وتعزيز الأولى وتجاوز الثانية وبهذه المناسبة ومن حرص وخوف على قضيتنا المنتصرة بإذن الله نشير إلى بعض المسائل المتعلقة بقضية نضالنا التي من أبرزها في نظرنا التالي:
أ‌- قضية الهوية الفكرية لدولتنا الراهنة لما هي ثورة تحررية وان بوسائل نضال سلمية ونعني بذلك القيم التي يقوم عليها فكر ثورتنا وعلاقاتها المركزية بمهمة انجاز شرط وحدة قوى الثورة الوطنية الجنوبية لما و شرط قوة ووسيلة أساسية لتحقيق النصر بوقت اقصر وخسائر اقل . ولنا وإياكم ومن هذا المقام المضرج بسنا الشهادة ومن وسط الحصار العسكري أن نعود إلى المنطلق السياسي الاجتماعي والقييمي الذي صنع اللقاء بين وحد مأساة شعب الجنوب ووحدة إرادته الا وهو التصالح والتسامح الجنوبي الجنوبي الذي نجازف فنطلق عليه ((عملية عودة الوعي الجنوبي)) من وسط حطام ذاكرة الزيف المغتصبة . واستنادنا إلى قيمة التسامح تلزمنا ان نجسد مضمونها لما هو القبول بالأخر وهو قيمة عليا تتعارض كليا مع عقل الإلغاء والإقصاء للأخر .وإذا لم يتحول هذا الفهم إلى قناعة وسلوك بل الى ثقافة سياسية فقد اكتفينا بالتصالح والتسامح بالشعار فقط بينما لازال الكثير منا متصالحين مع القيم النقيضة لاسيما قيم وثقافة الشمولية الفكرية والسياسية وهذا ما برز في النزوع والإقصاء والإلغاء للأخر وسط حركتنا الشعبية دون أدراك ان ما أعطى قضيتنا بعدها الموضوعي هو عقل وثقافة سلطة الاحتلال التي مارست الإقصاء ألقسري والإلغاء للجنوب الأرض والإنسان والتاريخ . السؤال عندئذ بماذا يختلف الجنوبي الفرداو الجماعة عن الذي يثور بمضمون عقل الثقافة التي يناضل للخلاص من كابوسها ؟؟ والأدهى والأمر ان تبرز هذه الظاهرة الخطرة ونحن جميعا –قوى منظمة وغير منظمة- تحت جنازير دبابات الاحتلال لا يملك أي طرف سياسي جنوبي نابا ولا مخلبا والسؤال الملح هو كيف لو ان من يمارس الإلغاء ونحن في وضعنا المشار إلية امتلك السلطة غدا .
ب‌- ان عدم احترام الأخر الجنوبي وعدم الاعتراف بوجوده يمثل جوهرا للفكر الاستبدادي لذي نعي بعمق ماساتنا – فاجعتنا الإنسانية التي نعيشها منذ 16عام عن دور هذه الثقافة في إيصالنا في ما نحن علية أي إننا إزاء حضور قوي للماضي وقيمة المدمرة وتجري عملية إعادة إنتاجه باسم ثورة جديدة وبالتالي يكون الخطاب السياسي المعترف بمبداء التعدد والتنوع وقيمة الحوار ليس سواء تكتيك سياسي على الذات طالما الممارسة خارج هذا الفضاء الذي ننشده لمستقبلنا وعلية فان القناعة الصادقة بقيم سياسية وثقافية جديدة ستعيننا على تعلم فن إدارة الاختلاف سياسيا وديمقراطيا فا بالحوار المسئول الشفاف والهادف تستطيع تحت مظلة هدف التحرير والاستقلال أن ننجز وحدة قوى الثورة الجنوبية في الداخل والخارج بالشكل الذي يتم إقرار أفضليته كوسيلة وأداة نضالية نحن في أمس الحاجة إليها
ت‌- الانسياق الحماسي خلف العاطفة واحد من مظاهر التي تحتاج إلى وقفة مراجعة واقعية لأننا أيها الإخوة ضحية بحجم دولة للعاطفة التي قادتنا إلى 22/5 المشئوم والى ما نحن علية اليوم . صحيح ان عاطفتنا نحو الوطن والولاء له لازمة لنا في كل الظروف لكننا بحاجة إلى إحداث حالة توازن بين العقل والعاطفة بين الوجداني والعقلاني لإدارة صراعنا مع الاحتلال اجتثاثي الدافع والغاية ,كما يلزمنا أن نتزود من ماضينا بالدروس والعبر التي تساعدنا على توفير عوامل وشروط انتصار قضيتنا فنحن بحاجة إلى قليل من الحماس كثير من الواقعية السياسية لان العاطفة المحلقة في سماء الحماس وبأجنحة الرغبوية يستحيل ان يقيم العقل في ناظريها لان العقل يابئ الإقامة في حظيرة الانقياد للعواطف ليعلف قصب الأوهام او يرقص على أنغام مزامير الحواء(( قطاع طرق التاريخ )) واعتقد جازما بأننا أكثر الشعوب بحاجة إلى العقلانية السياسية أي الاحتكام للعقل في أدارة صراعنا مع الاحتلال والعمل على بناء الرأي وليس مواصلة ثقافة توسيع هوة الاختلاف في الرأي .لقد أضعنا عمر جيل بسبب ابتلاع أسطورة((الوحدة قدر ومصير)) ولم نكلف أنفسنا بقراءة صفحة من التاريخ .اننا معنيون بعدم تكرار التجربة التي أفضت الى ماساتنا فنقبل كل شيء بتعصب ودون سؤال او نرفض وبتطرف دون معرفة ,أضعنا استقلالنا ودولتنا بكل مقوماتها وها نحن نخضع لما هو اسواء من الاحتلال البريطاني في همجيته ونزوعه ألاستئصالي .أفلا يكفي هذا اللا معقول التاريخي لنحمي مسيرتنا النضالية الراهنة من حلقة ندم جديدة في سلسلة الندم الطويلة؟؟؟ لأنها لو حدثت((..............)) ليس ثمة شماعة نعلق عيها أخطائنا لنراجع ونقيم بواقعية وثبات خلف الهدف لان الإنسان لاستطيع ان ينظر إلى الأعلى إذا لم يعرف ما بين قدميه
ث‌- وبصدد ما تناقلته وسائل الإعلام عن قيادة لجنة أحزاب المشترك للحوار بشان قبول قيادات جنوبية في حركتنا الشعبية في الداخل ولخارج نقول ان كل مكونات الثورة الجنوبية وبما فيها مجلسنا الوطني الأعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب وكل الشخصيات التي ذكرت أسمائها ملزمة ان تكون واضحة فأما وأقرت او يلزمها النفي ندعو الجميع من مقام الشهداء هذا وبدمائهم الى الوضوح ثم الصدق مع الجماهير لان دماء شهدائنا تلزمنا ان ندافع عن هدف الاستقلال واستعادة دولتنا الذي من اجله سقطوا ومن له رؤية مخالفه فرد او جماعة فليكن واضح وصريح أما حقنا في الحرية والاستقلال والسيادة فهو حق لا يخضع للخيارات السياسية فأما حق كامل أو لا حق مثله مثل حق الحرية فالحرية لا تتجزءا فأما حرية او لا حرية ليس أخيرا ان قضيتنا الوطنية الجنوبية هي قضية حق لن يسقط بالتقادم وارتباطا به لم ولن تسقط جرائم حرب الاحتلال وجرائمه ضد الإنسانية بالتقادم أيضا ومن وسط الحصار والدماء والدمار تقف مدينة الضالع بشموخ وكبرياء مرددة مع الشاعر محمود درويش ((نيرون مات ولم تمت روما—بعينيها تقاتل وحبوب سنبلة تموت تملا الوادي سنابل))
وللاحتلال نقول ((لا تأمنن الدهر حرا ظلمته –فما ليل حر أن ظلمت بنائم))
المجد للشهداء ...الشفاء للجرحى... الحرية للمعتقلين
.. والنصر للجنوب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق