إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

القضية الوطنية الجنوبية وسيكولوجيا البناء على هدم


بسم الله الرحمن الرحيم
القضية الوطنية الجنوبية وسيكولوجيا البناء على هدم
بقلم الكاتب والمفكر المناضل محمد علي شايف
الوطني برس –خاص
تلقى كاتب السطور المتواضعة ادناة خلال الفترة لماضية مكالمات ورسائل تلفونية من أرقام معروفه وأخرى غير معروفه فضلا عن تساءولات مباشرة من الكثيرين .الكل يتساءل عن سبب انقطاعه عن الكتابة في الصحافة طالبين ان لايقطع عنهم ما اعتادوه كما عبر البعض .الخ. والكاتب اذ يعتز أيما اعتزاز بمثل هؤلاء القراء الكرام وبآرائهم الطيبة ويعبر لهم عن عميق امتنانه الصادق ,يود ان يضعهم بالصورة عن الأسباب التي من اجلها انقطع .
http://alwatnipress.com/news.php?action=view&id=315


1. ان مرحلة ايقاض الوعي الجنوبي بقضيته وبموضوعية حقه السياسي والجيو-ثقافي غير القابل للتقادم ((= مرحلة شعور شعب الجنوب – غالبيته على الأقل- بحالة اليتم الصصيو –سياسي –كما جازف الكاتب بتوصيفها)) أي مرحلة دخول شعب الجنوب في غيبوبتين :
الأولى --غيبوبة النصر لدى الجنوبيين المشاركين في الغزو العسكري لشعبهم وأرضهم انتقاما من الماضي
الثانية –غيبوبة الهزيمة الصادمة التي أحالت الحلم المؤسطر إلى قبر الفكرة والهوية والوجود الجنوبي في غزوة غادرة تنتمي كثقافة ودوافع ومحركات داخلية الى العقلية السبئية ,لا كموروث وحسب بل ومحرك لا شعوري في المخيال السياسي لجماعة الهيمنة القبيلة بان احتلالها للجنوب امتداد لتاريخ سباء .
ان تلك المرحلة التي كان فيها التصريح باسم الجنوب منفردا يشكل جرما ان لم يكن مساسا بمقدس لم تعد قائمة منذ خروج شعب الجنوب الى شوارع الرفض والثورة هاتفا (برع برع باستعمار) وان كنا اليوم بأمس الحاجة الى صياغة فكر جديد للثورة الراهنة وتحديد ملامح المستقبل .
2. الهستيريا السلطوية على الصحافة حيث أصبحت الصحف المستقلة التي كانت تحضن الرؤى الحرة غير قادرة على نشر الآراء منذ حملة توقيف عدد من الصحف المستقلة وان اتضح الأمر بان الهدف كان ضرب واغتيال كل منبر صحفي جنوبي في الأساس والدليل ان كل الصحف التي أوقفت عاودت الصدور إلا صحيفتي الأيام والوطني وحتى الصحف المستقلة في صنعاء منذئذ لم تعد قادرة على تبني الأفكار والرؤى لمعبرة عن المواقف السياسية الحرة ناهيك عما يتعلق بقضية كفاح شعب الجنوب في سبيل حريته واستقلاله.
3. الخوف على قضيتنا التي غدت قطب اهتمامنا بعد ما غدا الحاضن الشعبي لها كبيرا وقادرا عل حمايتها ,من الدخول في معارك نشر الغسيل والسباق على تمثيل البطولات الفردية والاصطفافية المنفوخة بروح اخيلوه غربية تتبنى الوصاية والتمثيل لشعب الجنوب ضمن خطاب يجسد بقوة هيمنة الماضي وقدرته على اعادةانتاج نفسه وسط حركتنا الشعبية التحررية مما أفضى الى الانقسامات القائمة بصورتها الحالية أي الآمر الذي فرض بدواعي الحرص والخوف على القضية ,عدم الاشتراك في خلاف بلا فضاء فكري او نظري عميق ألا عندما تقتضي الحاجة أبدا الرأي بغية الإضاءة أكثر منه نقدا تفسيريا تحليليا كاشفا للظاهرة موضوع المشاركة ابتغاء عدم الاكتشاف الكلي أمام العدو والاكتفاء بالصحف الالكترونية (المواقع الجنوبية) للنشر .
4. وها ان الكاتب يجد نفسه ملزما كحق أولا وكواجب ثانيا ان يدلي بدلوه ليلفت عناية كل الحريصين من مناضلي الحركة الشعبية الجنوبية وثورتها السلمية التحررية إلى ظاهرة تمثل واحدة من أسباب الإعاقة الذاتية ان لم نقل الأزمة في مسيرة كفاح شعب الجنوب الراهنة , بما هي ظاهرة تتسم بالشمولية ,كسمة عامة تجلت خلال مسيرة مقاومة الاحتلال عبر مختلف الإشكال لمعروفة منذ 16عام أي أنها ((نفسية اجتماعــــية )) تميز شعب الجنوب كخصوصية تجمع بين ثقافة المقاومة المشرقة وظلامية ال ((نا)) الأنانية هذه الأخيرة التي تتجلى وضيفيا في أداء دور ((البناء على هدم)) كمكون مائز في بنية تلك النفسية والتي ينضرنا ان خضعت الدراسة تحتية متخصصة ,لا نشك بأنها المسؤولية عن تحويل الإشراق الجنوبي المقاوم بكل ضروب القهر والهوان والإذلال ورحلة نظالاته لبلوغ تطلعاته ,الى ((رحلة أصفار)) , وهل ثم شاهد انصع وإدماء من رحلة بناء دوائر الاصفار او البناء عل هدم المشاد منذ استقلاله عن الاستعمار البريطاني عام 1967—1990م وهذا اكبر دوائر الاصفار بهدمه لدولة مدنية عصرية بتوهم بناء سوريا ليا بديلا أوصل شعب الجنوب إلى هذه الفاجعة الإنسانية (=نعني قرار 22مايو 1990 المشئوم).
وألان ؟؟ - ادعوك وأرجوك شاكرا عزيزي القارئ الكريم واخص بالطلب القارئ الجنوبي الحريص عل قضيته, ان تتخلى او لنقول فلتكبح نوازعك الذاتية ورغباتك المسبقة وان تسمو على كل ما يحول دون بلوغك الحقيقة والانتماء لها ,خلال فترة قراءاتك لهذه المقالة فقط او خلال قراءاتك لما سيأتي—
لن استعرض إشكال النضال الشعبية الجنوبية فكلكم يعرف عنها الكثير تلك التي ظهرت في الجنوب ولاسيما منذ عام 97م لكنني استطيع الجزم بان ابرز عوامل سقوط معظمها يعود الى الظاهرة-الإشكالية المشار لها اعلاة . حيث تجد لموروث الثقافي الجنوبي المقاوم يستنهض الطلائع أولا فالجماهير بعد ذلك لتنظم نفسها في شكل كفاحي معين وفجاءة تتحرك النوازع الأنانية فتنهض بدور الهدم واقرب صورة لذلك ما تعيشه الحركة الشعبية الجنوبية اليوم او الساعة ,حيث تحول مطلب التوحيد الموضوعي الى مبضع تمزيق صريح من جهة ,ومن جهة أخرى كوجه أخر للعملة للعمل على هدم كل البني السياسية الجنوبية القائمة والعودة برحلة الكفاح المرير على مدى 16 سنة ال نقطة الصفر بمحاولة فرض فكرة العودة الى المحافظات وإسقاط حقائق المكونات القائمة على مستوى وطني . ولما لم تنجح هذه الأخيرة واصلت العملية السابقة لها منذ عام ونيف عملية تمزيق بدعوة توحيد ولاحظ معي عزيزي القارئ أليس الأجدى عندما يكون لديك رقما واحدا صحيحا هو ان تحافظ عليه ان كنت مخلصا لمطلب التوحيد حقا لا ان تقوم بتمزيقه بصورة عبثية ثم تنبري لتعلن نفسك البطل الوحيد القادر على توحيد ما قمت أنت وعن وعي بتفتيته . أي أن الأمر متعلق بالإنا الأنانية المريضة هذه التي لأتقبل بما أنجزه الآخرون ان لم تكن هي المتصدرة لكل فعل آو فلتحترق ألف روما بمن فيها . فهذه لنفسية الشائهة تجري عملية الهدم من مشاركين قبلا في البناء المستهدف بالتدمير بدافع أناني محض والسعي لبناء جديد ليتحول لمدمر ,كما يتوهم, ألا بطل .لكن التجربة تخبرنا كمعايشين ومشاركين ان ذلك لم يحدث قط وإنما تتم الجناية عل الجميع وهي جناية تخدم العدو.
نعود ونكرر القول أن صاحب دعوة هدم المكونات القائمة والعودة إلى المحافظات تحت شعار غريب ( = يساوي نضال سلمي لامركزي) يمثل بدعوته تجل صارخ للأنانية المطلقة بشموليتها المستبدة التي لاتستطيع أن تقبل شركاء ناهيك عن أن تقبل الالتحاق كشريك ضمن الكل بمواصلة البناء من حيث بلغ الآخرون . والذين ينبرون اليوم كأبطال لتوحيد الصف الجنوبي فاتهم أن إخضاع الواحد الصحيح لمبضع التجزيء يحدث ألام وتشوهات يصعب علاجها بهرقلية الخطاب . ولنأخذ على ذلك اقرب مثلين ماثلين إمامنا هما:
1. حضرموت الموحدة الفعل والإرادة الشعبية منذ مطلع مايو 2009م تحت قيادة المجلس الوطني الأعلى واتحاد شباب الجنوب ولم يحدث أي نوع من الخلافات والتباينات فيها من تلك الموجودة في المحافظات الأخرى ونعني بوحدتها في أطار الحركة الشعبية بعيدا عن القوى الأخرى وعندما أنبرئ المناضل حسن باعوم عند عودته من الخارج كبطل لتوحيد مكونات الثورة السلمية الجنوبية متخلي عن مكونه الذي أسسه ومثله المناضل بامعلم فاذا بنا إزاء انقسام للمجلس الذي انتميا اليه يقود هذا الانقسام بطلا التوحيد باعوم—بامعلم لغدو مجلس الحراك مجلسين في حضرموت ونخشى ان يزيد تشضيا واستمر المجلس الوطني على وضعه وكذلك اتحاد شباب الجنوب لنجد ان بطلا التوحيد كلا منهما يدعو الى إضراب في حضرموت خاص به .او ليس من حق الحريصين على القضية ان يتساءلوا: لماذا قسمتم الموحد؟؟ ما المصلحة من تمزيق وحدة أرادة أبناء حضرموت؟؟؟.......الخ
2. اتحاد شباب الجنوب تعرض ومازال يتعرض لمحاولة التمزيق منذ مايو 2009م واذ حرص مناضلوه على بقاء وحدة كيانهم ونجحوا في مواجهة الحملة جاء رئيس الاتحاد فادي باعوم مكملا لفكرة أبية وبامعلم ومن ورائهم المحرك الأساسي للفكرة وأصر على حمل مشرط التقسيم باسم التوحيد أيضا شارعا بالكيان الذي يرأسه وحافظ عليه المناضلون الشباب طوال فترة بقائه في سجن الاحتلال بصنعاء وإذ فشل هذا في تحويل الكيان الشبابي الى مجرد قطيع تابع له كما اخفق والده-للأسف نقولها—أمام وعي مناضلي المجلس الوطني الأعلى المنتمين إلى قناعاتهم كمناضلين أحرار وليس إتباعا وكان ما تعرف أخي القارئ .بيد ان مبضع التمزيق باسم التوحيد الذي وجه إلى المجلس الوطني الأعلى ومعه اتحاد الشباب كان مبضعا مضرا ليس بالمستهدف تدميرهما بما هو استهداف للهدف الذي تبنياه معا وحسب وإنما اضر بكل الحركة الشعبية الجنوبية لان حملة الفأس أنفسهم يعانون من المحركات الشعورية واللاشعورية للنفسية التي يجسدونها في سلوكهم فهم منقسمون أيضا في الإطار الواحد الحاصل على الرعاية من قيادات الخارج ولاسيما البيض والعاطس وعلي ناصر.
السؤال المنطقي في هذا الحال هو: هل يقبل عقلا أن الذي مزق حضرموت الموحدة الإرادة الكفاحية هو قادر على توحيد مكونات الجنوب كلها ولملمة الصف على مستوى وطني؟؟.
ماذا يحدث لعقولنا؟ لماذا كل هذا النزيف المؤلم بل القاتل؟؟ على ما كل هذا السباق ونحن في مرحلة المغرم ؟؟ بماذا تفسر قنابل الذاتية الموقوتة الناسفة لجسور الثقة البينية الجنوبية القاتلة لتطلعات الشعب الجنوبي وتضحياته؟ ان مبضع التقسيم هذا للأسف قد امتد الى الخارج ونال من اول تجمع سياسي جنوبي هو ((تاج)) .
يمككنا والحال هذه –من وسط الألم والاسئ والمرارة – ان نصف هذا النزيف العضال ب((الهيموفيليا الاجتماعية الجنوبية)) ,(( الهيموفيليا =مرض الدم النزفي الوراثي )) وهو مرض لاتنفع معه بلازما الدم الوافدة من خارج الجسم ان لم يتم أنتاجها من داخل جسم المريض نفسه ونحن كأفراد وقوى وشعب معنيون بمواجهة أسباب إيصال تضحياتنا إلى دوائر أصفار لتنتحر وسطها تطلعاتنا وأحلامنا . وبأمانة وصراحة الخوف على مصيرنا المشترك من الفناء الوجودي نتساءل أليس الصواب ان نعمل معا بصدق وإخلاص على جمع الآحاد الصحيحة 1+1+1+1 الخ,بما يخدم قضيتنا وانتصار حقنا كشعب ودولة في الحرية والاستقلال والسيادة على أرضنا الخ, بدل تقسيم الواحد الى أجزاء صغيرة ثم الدخول في معركة الجمع بين الجزيئات اصفر فاصغر وأكثر تشوها مما كانت عليه ؟؟.
وفي أطار الإشكالية ذاتها تتجلى صورة مفزعة عقلية الإقصاء والإلغاء للأخر وفرض شمولية الفكر لمواجهة الرأي المخالف لعقلية سلطة المنع والحضر الاستبدادية ..... وهلم شرا.
فهل نستطيع ان نتقدم الى الأمام ونحن نعيش كل هذا العقم الفكري؟ هل بفوضى الأنساق والحركة في اللامتعين نصل إلى نقطة محدده ونحن لا نحرص بل لانعمل على تحديد موقعها على خريطة الصراع ناهيك عن كيفية إدارته؟؟ الا نتعض من الماضي وندرك متطلبات وشروط الخلاص من الاحتلال الأقسى وطأة من الاحتلال البريطاني ؟؟ أيعقل ان تنهض قو سياسية معينة بدور الأداة الحاملة للقضية وهي تلغي وجود الأخر الجنوبي بجرة قلم : ببيان او خطاب او تصريح وتعتقد بذلك أنها ملكت شرعية الوصاية على شعب الجنوب .
أننا في أمس لحاجة الى مراجعة سياسية واقعية وتقويم تجربة كفاح شعبنا بموضوعية متحررة من نزاعات مستعلية عل الواقع ومن النرجسية الخادعة كي نؤمن حوار سياسي مسئول ومتكافئ ينجز صيغة مثلى لوحدة إرادة كل قوى الثورة السلمية الجنوبية كي ينهض الكل بأدوارهم المطلوبة بفاعلية وندية وحسب مايقول الفيلسوف اليوناني ارخميدس ((حدد موقعي السليم أحرك لك الكرة الأرضية)) اما السباق على الوجاهة وعل حجز كراسي الوطن مسبقا فتلك لعمري اهانة للثورة وللشهداء واغتيال لتطلعات الشعب الذي أعطى ويعطي بسخاء ويجازى جزاء سنمار ,وللحديث بقية.
الكاتب محمد علي شايف
2نوفمبر 2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق