إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 30 أكتوبر 2010


بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن اتحاد شباب الجنوب بمناسبة الذكرى الثانية لتأسيس الاتحاد في 30اكتوبر 2008م
الدائرة الإعلامية –عدن
بسم الله الرحمن الرحيم
يا شباب الجنوب الأحرار أيها المكافحون من اجل الحرية والكرامة واستعادة هويتكم ودولتكم الجنوبية المستقلة وانتم تواصلون نضالكم التحرري ضد المحتل اليمني وتقدمون التضحيات الكبيرة من دمائكم الطاهرة لتسقوا بها شجرة الحرية ,وبإرادة حرة كسرت قوة المحتل بجبروته والته العسكرية التي ترتكب أبشع الجرائم والمجازر بحق شعب الجنوب المناضل من اجل حريته وطرد الاحتلال الهمجي المتخلف واستعادة دولته المستقلة . نص البيان:
أيها الشباب في كل الجنوب: ان قيادة الاتحاد بمناسبة الذكرى الثانية لتاسيسة في 30اكتوبر 2008م في العسكرية تعبر عن اعتزازها بدور الشباب في مسيرة التحرير وتثمن النضالات الكبيرة والتضحيات التي قدمها الشباب المخلصين منطلقين من إيمانهم بعدالة قضيتهم في تحرير واستقلال لجنوب ومن الفكر التحري الجديد الذي تضمنته أدبيات ووثائق اتحاد شباب الجنوب ..ان ذلك اليوم الهام في تاريخ الثورة الجنوبية الثانية شكل نقله نوعيه ولحظة تاريخية وهي الإعلان عن اتحاد شباب الجنوب ككيان جنوبي تحرري عبر عن إرادة الشباب الأحرار المتطلعين الى الحرية والاستقلال بكل شجاعة ووضوح من خلال البيان التأسيسي الذي صدر عن الاجتماع التأسيسي للاتحاد وكان ذلك بالتزامن مع تأسيس المجلس الوطني الأعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب حيث شكلت هذه الخطوة الجريئة حجر الزاوية لعملية التنظيم والبناء المؤسسي الذي افتقرت اليه الحركة الشعبية التحررية منذ انطلاقها.
أيها الأحرار :لقد ضل اتحاد شباب الجنوب ومازال صامدا وفاعلا رئيسا وحاضرا بقوة في مسيرة الثورة التحررية في كل منعطفاتها ومراحلها متماسكا مجسدا لتلك الإرادة الشبابية القوية ومعبرا عن الروح الكفاحية المتقدة في صدور وفكر الشباب المتحرر من رواسب وعقد الماضي الشمولي ,ذلك الفكر الخالي من الحسابات ألضيقه عند شباب الجنوب فكل الحسابات عند الشباب كانت تصب في مصلحة هدف شعب الجنوب من اجل التحرير والاستقلال وهذا هو سر التماسك والصمود وبصدور عارية في مقاومة جبروت المحتل الهمجي .
نعم ايها الأحرار لقد تعرض اتحاد شباب الجنوب لظروف صعبة وقاسية وابتزاز دنيء من قبل قوى وشخصيات قيادية جنوبية أرادت ممارسة الوصاية عل اتحاد الشباب واحتوائه تحت شعارات لأتمت بأي صلة لشروط وعوامل العملية النضالية التحررية هدفت الى القضاء على الاتحاد باعتباره قوى منظمة وتنتهج العمل المؤسسي وتؤمن بهدف واضح هو التحرير والاستقلال ,لكن قوة وإرادة وتماسك الشباب المناضل فشلت كل المراهنات الخاسرة والإغراءات وعملية الاستقطابات الفردية داخل قيادة الاتحاد بوسائل للأسف الشديد الترهيب والترغيب والتي للأسف تستخدم من قبل سلطة الاحتلال مع أبناء الجنوب.
ايها الشباب :ورغم كل ذلك استطاعت قيادة الاتحاد المخلصة في السير قدما وبفاعلية في إدارة وتسيير عمل الاتحاد الى جانب كل القوى المؤمنة بالتحرير والاستقلال والتي وقفت ال جانب الاتحاد معنويا رافضة ابتزازه وتعاملت معه كمكون مستقل وعل رأسها المجلس الوطني الأعلى, وذهبت قيادة الاتحاد على اثر ذلك العمل التدميري الى اتخاذ موقف صارمة وإجراءات انضباطية في الحفاظ على وحدة وتماسك الاتحاد من الخطر الذي كان ولازال يحدق به وهو تدمير اتحاد شباب الجنوب ولأسميا منذ إعلان زنجبار في 9مايو 2009م وبرهنت قيادة الاتحاد إثناء هذه الظروف الحرجة والصعبة انها عند مستوى المسؤولية الكفاحية وحافظت عل اتحاد شباب الجنوب ككيان مستقل وأفشلت كل وسائل التدمير تحت شعارات زائفة وأخرها محاولة دمج الاتحاد بطرق فردية وارتجالية وممارسة الوصاية على الاتحاد ,وهو ما استدعى قيادة اتحاد شباب الجنوب لعقد اجتماع موسع في تاريخ 30/9/2010م حضرته قيادات اتحاد شباب الجنوب في المحافظات والمديريات للوقوف أمام هذه الحملة التدميريه للقضاء على اتحاد شباب الجنوب واتخاذ القرارات التنظيمية وفقا للنظم المسيرة لعمل الاتحاد وانتخاب المناضل سالم الدياني رئيسا لاتحاد شباب الجنوب بالإجماع ,وقد عبر ذلك الاجتماع عن الوعي الكفاحي والإرادة الصلبة للشباب من مختلف مناطق الجنوب في التفافهم وتماسكهم حول اتحاد شباب الجنوب ورد فعل منطقي واعي رافض لثقافة التبعية والحسابات ألضيقه ولسلوك الفوضى والارتجال وتجاوز مؤسسات وهيئات اتحاد شباب الجنوب وفروعه في المحافظات والمديريات ,التي حاول بعض القيادات الفردية فرضها على الاتحاد.
وعليه فانا قيادة اتحاد شباب الجنوب في الذكرى الثانية تؤكد على:
ان اتحاد شباب الجنوب كيان مستقل مؤمن بهدف التحرير والاستقلال مستمر في موصلة مسيرة التحرير ولا رجعة حتى التحرير والاستقلال ويجدد العهد والوفاء لكل الشهداء والجرحى والمعتقلين السير على دربهم ولكل شعب الجنوب والنضال دون هوادة حتى طرد المحتل اليمني من ارض الجنوب.
يؤكد على أهمية الحوار بين مختلف قوى التحرير من اجل الوصول الى توحيد مكونات الثورة التحررية عبر حوار جدي مسئول وعلى أساس برنامج سياسي واضح متفق عليه من قبل مكونات الثورة الجنوبية .
العمل جنبا الى جنب مع كل القوى الجنوبية المؤمنة بالتحرير والاستقلال بطرق سلمية وعدم اللجؤ الى العنف وبعيدا عن الوصاية وإقصاء الأخر ورفض أساليب التخوين والتشكيك ورفض أشكال الفوضى التي تهدف الى تمييع النضال التحرري السلمي وحرفه عن مساره الطبيعي الذي قامت من اجله ثورة شعب الجنوب الثانية .
إدانة جرائم الاحتلال المرتكبة بحق شعب الجنوب من قتل وسفك الدماء وتدمير المساكن في أبين وشبوة ولودر والضالع تحت مبررات وذرائع من صنع سلطة الاحتلال كالقاعدة وما شابه ذلك.
إدانة حملة الاعتقالات التي تقوم بها سلطة الاحتلال في عدن من ملاحقة الشباب وتحويل عدن الى ثكنة عسكرية وأجلا السكان من منازلهم وتحويل الجنوب الى حالة من الرعب كل ذلك تحت يافطة إرهاب ألدوله المنظم .
إدانة المحاكمات بحق نشطاء النضال السلمي والمحاكم الاستثنائية التابعة لأجهزة امن الاحتلال التي لاتعطي أي حق من حقوق المحاكمة العادلة وإدانة الاعتداء عل طاقم الجزيرة ومنعها من نقل الحقيقة للراي العام العربي والدولي .
التضامن مع الطلاب المفصولين من جامعة عدن وهم الطالب وافي صالح وحبيب الصبيحي وكل الطلاب الذين تعرضوا للمضايقات بسبب نشاطهم الرافض لممارسات وهمجية الاحتلال .
أيها الأحرار: لأخوف على اتحاد شباب لجنوب فقد صقلته الظروف والمواقف وسيستمر بثبات معبرا عن إرادتكم الحرة ووفيا للتضحيات الغالية لخيرة شباب الجنوب والتي لاتقدر بثمن ولن يساوم او يفرط في كل قطرة دم شهيد او جريح او معتقل حتى النصر لشعب الجنوب الأبي
الجنة للشهداء والشفاء لجرحى والحرية للمعتقلين والنصر للجنوب
صادر عن اتحاد شباب الجنوب
30اكتوبر 2010م عدن

الخميس، 28 أكتوبر 2010

.زمن التداوي بالحرباء -قصة قصيرة للكاتب محمد علي شايف


زمن التداوي بالحرباء

ضيعتنا المشهورة بضيعة " الأخدود " ، المنتشرة قراها الصغيرة كالبثور على ساقي سلسلتين جبليتّين متقابلتين حرونتين شاهقتي القمم ، لعلهما كانتا في غابر الدهر صخرة جبارة هائلة ، فحدث انكسار أرضي فتقاها ذات الشمال وذات اليمين ، فكان ذلك الفج الضيق الذي يشبه كل الشبه المساحة الفاصلة بين خلفيتي الناقة المريضة .
ضيعتنا تتميز بمناخ غريب في حدة تقلبه الثنائي : إما برودة قارسة ، مصحوبة بصقيع يمر فوق جلودنا كالمدي الحادة ، فتتشقق جلودنا تشقق الأرض الطينية هجرتها الأمطار سنينا طويلة .
وإما حر قائظ يضيف إلى الجلود الخشنة حروقاً فاحمة وقروحاً ، ويخصب الحشرات الماصة للدماء ، والحاملة للأمراض المعروفة منها للعالم واللامعروفة . هكذا فالسنة في ضيعة الأخدود فصلان : صيف وشتاء . والصبر والجلد هما العقاران الشافيان اللذان يتناولها أهل ضيعتي أب عن جد.
وإلى أن كان صباح ، حجبت شمسه غيوم أوائل الشتاء تستيقظ ضيعتنا على غير عادتها : يطفو على سطوح منازلها السكون .
سقوف المنازل الصغيرة افتقدت أصحابها ، الذين يعتلونها كل صباح مع قرقراتهم وقهوة اللبن . بيد أن ثمة نقيض يصرخ في بطون المنازل ويعوي في الصدور : فالرجال من مختلف الأعمار عاكفون على المرايا الصغيرة ، وهم على ذراع القلق والحيرة .. ما الذي حل بهم.؟ ولماذا الرجال دون النساء ؟. أصبحوا على غير ما باتوا عليه . كل يتطلع في المرآة ويتساءل عن ذلك الشيء الذي أصبح ناتئاً وسط شفته السفلى ؟. شيء بحجم حلمة ثدي المراهقة ناضجة الأنوثة . أثؤلول هو ؟. أجمع أهل الأخدود أنها ثآليل وإن كانوا لا عهد لهم بها ، ولا قبل لمثلها في ضيعتهم . قلقوا لها يوماً وبضع اليوم ، ثم صارت موضوع تندر طريف وظريف يزجون به أوقات فراغهم ويفتتحون به جلسات " القات " الجماعية . ولم يمض طويل وقت على بداية ظهور داء الثآليل الجماعي ، فما هي إلى أيام وعاد الناس إلى هواجس القلق ، ووخز الاستحياء يدمي كبرياءهم . الثآليل تنمو بسرعة غريبة ، تتضخم طولياً ، ويوم عن يوم يزيد حجمها ، ويتضاعف وزنها مؤثراً على وضع الشفة . وكان ذوو الشفاه الغليظة أول العالمين بلعنة ذلك الوباء الغريب ، الذي سلطه الله على أهل الأخدود . فهم أول من أعلن الوباء عبرهم عن سوءته .
وكنا نضحك في دخيلتنا ضحكة مذعورة ، كلما شاهدناهم يعضون على شفاههم السفلى ، في محاولة بائسة لإخفاء انفلاقها ، مبرزاً لثة مقدم الفك السفلي ، كانسلاخ الثوب عن العورة...
الثآليل تواصل نموها النشط ، مصحوباً بتصلب زجاجي الملمس ، ونمت حتى غدت بحجم عقلة إبهام القدم . نصفها العلوي مثبت بالشفة لكأنه جزء منها والآخر يتدلى ملامساً الذقن ، بل ساجداً عليه .
الأيام ثقيلة تمضي والثآليل تزيد تصلباً حالكاً . ثقلت الثآليل ، تمعدنت . قطع معدنية على شفاهنا ؟. لونها الأسود ووزنها الثقيل ينسبانها إلى معدن الحديد . فظيع ما أصابنا . مرض جلدي يتصير حديداً ؟! يا للهول . هكذا ظل القلق يصرخ في أعماقنا . ولا نجرؤ على سبر غور المرض بالتجريب . فالعيش على الوهم أهون من الوقوف على الحقيقة عند العاجز ، بيد أن ظريف الضيعة " قنديل الظريف " جاء بما يقطع الشك باليقين . مر على الناس واحداً واحداً ، يضع قطعة مغناطيس على الثألول : " إنه فعلاً ثألول حديدي " هكذا أكد الجميع تأكيد الجريح بإصابة قاتلة .
ما هذا الداء الغريب ؟ لقد ثقب جدار كبرياء أهل ضيعتي وأغمد في صدورهم خناجر الخجل . فاهتزت قناعتهم بالمكتوب ، وما عاد الصبر ذلك الدواء ، الذي يواجهون به الملمات . يلعنون مآل صبرهم . فهاهي شفاههم مثل مشافر النوق الهرمة . والكلام أصبح مستحيلاً بدون استخدام اليد ، لرفع الشفة المشدودة إلى أسفل بالثألول الحديدي ، بضغط الشفة ... من وسطها . وأشد إخجالاً فوق ذلك ، إن كلمات الحروف الشفهية المخرج لا تكتمل إلا مع صوت غريب : " ط ..... وظ " طويل يصدر من جانبي الشفة انطوت ضيعتنا على دائها ، تشرنقت في خجلها الماحق . مقابلة الغير من خارج الضيعة ، صار عند أهلها أشق من مقابلة سهام الموت . ضيعتنا المسكينة ناخ على ضيقها كوكب الخزي ، فقلبت على نفسها برميل كبريائها المشقق ، و لزمت موضعها لا تبارحه إلا لضرورة قصوى . فصار الكمد والعبوس قرطا ضيعتي العائشة على فطرتها الأولى .
في تلك الأجواء الكابوسية فكرتُ بالسفر إلى المدينة لمقابلة طبيب ، عله يعين أهل ضيعتي ، ويخرجهم من الشرنقة التي نسجوها حولهم . وما كان أمامي غير تنفيذ الفكرة .
ولما بلغت المدينة ، وقد أحكمت اللثام على علتي .. تهيبت ولوجها ، خشية أن تضعني الصدفة مع صديق أو معروف . وبينما أنا في صراعي الداخلي ، أتطلع في وجوه الحركة ، لفت انتباهي كثرة الملثمين من رواد السوق ، مثلي . فيممت صوب إكمال هدفي واستغليت فرصة انقطاع مرور السيارات ، فمرقت الخط المسفلت بسرعة وحذر ، وفجأة اصطدم بجسد أحد المشاة على الضفة الأخرى للطريق ، لأن رؤيتي كانت منصبة إلى سيارة قادمة .
صرخ الرجل في وجهي – مالك ما بتشوفش – كانت ثمة تقتقة في صوته – ولما تقابلت عيوننا ، نسي صاحبي غضبه وراح يعانقني .. كان يتلثم بطرف شاله المخطط ، الذي يغطي رأسه .
" شر البلية ما يضحك " . صديقي " عنتر " يشد شفته السفلى بيسراه وراء . وأنا أدفع بنفس اليد ذات الشفة أماماً .
إنه تناقض لوجهي العملة ، وجهان للداء . يبعث الضحك حتى لدي أنا المكلوم به . اكتفينا بإبقاء الساتر على الشفة المعتلة ، لنتمكن من أداء روتين المقابلة . وثمة في صدري تسيل ضحكة محترقة .
فهل صديقي مثلي ؟. لكنه سبقني إلى الشكوى ، عما حل بجملة الناس في منطقته :" داء غريب يا عزيزي " . قال جملته بضيق وحزن.
أصغيت إليه ، وأنا أحاول كشف سر شده لشفته وراء .
الداء نفسه الذي هاجم ضيعتنا ، إنما من الناحية الأخرى ، من الداخل ، " خراج جلدي تصلب وتضخم سجّد الشفة على مقدم الأسنان" .
قال "عنتر " وابتسم فبرزت دُقمته . أدقم في ريعان الشباب ؟.
استفسرته عما أسقط أسنانه ، تضاحك وقال :
- من احتكاك هذا الجسم الغريب بالأسنان بصورة دائمة .
كان صوته يخن : خن خن .
قهقت مربتاً على كتفه وصرخت :
- نفس المرض – وصدرت الـ " ط .... وظ " فزع لها صاحبي وأنا تابعت – العلة ذاتها إنما مع الـ ط وظ هذي – وأنزلت اللثام مشيراً إلى القطعة المعلقة على شفتي كهندول الساعة . وبذلك كسرنا حاجز الخجل ، فراح " عنتر " يحدثني ، كيف إن الناس تهاونوا وتصبروا حتى استفحل الداء . والآن لجأوا إلى المشعوذين ، الذين يعالجون هذا المرض بدم الحرباء . تطلع في وجهي يستجلي رد الفعل عندي ، قطبت له حاجبي ساخراً . كنا نستند إلى سور مدخل المدينة ، وزوامير السيارات لا تتوقف عن النقيق ، والحركة الملثمة حولنا تزيد نشاطاً ، إلا أن النظام المألوف للسوق منعدماً .
وتابع صديقي وصوته يُتقتق ويخن ، رغم شده لشفته قائلاً :
- تصور أن الطبيب عندما قابلته . قال لي : عليك بدم الحرباء ....
قاطعته مستطلعاً :
- واللي تداووا بدم الحرباء – بـ ... وط – شفوا – ابتسم صديقي " للبوط " المصاحبة لصوتي .
- يقولون أنهم استفادوا .
- هراء – صرخت وتابعت – سخف أنا لا أستطيع أن أقبل ذلك ولو كان حقيقة . إن في ذلك امتهان فظ لعقل وآدمية الإنسان – أكملت جملتي بقرف وسخط غير مهتم بما يصاحب الصوت .
- وفي تلك اللحظة قفزت إلى صدارة ذاكرتي حادثة مشابهة " دم الخفاش" .
في ضيعتنا يحكون : أن من شرب دم وطواط أصبح شاعراً . فدفعني طموح المراهقة إلى التجريب . اصطدت ذات ليلة خفاشاً كبيراً ، برمي مجموعة منها على شجرة دوم بالحجارة .
أوقدت ناراً وشويته . التهمته كاملاً ، رغم رداءة لحمه ورائحته الكريهة . معتقداً أن ذلك أجدى من الدم القليل ولم تكتمل ليلتي إلا على ألم مبرح يشتعل في أحشائي ، وبدأ إسهال مصحوباً بالدم ، وقضيت أسبوعاً على تلك الحال حتى كدت أهلك . لقد تسبب لي لحم الخفاش بتسمم غذائي .
ولما تشافيت كشفت الأمر لأبي . فضحك بعنف ، ولم يعنفني على فعلتي السوداء ، بل أكد اعتقاده اليقيني ، فقال لي وهو يمسح دموع ضحكه : - إذا تشتي تصبح شاعراً ، عليك بدم الخفاش لا لحمه – عاود الضحك و أردف – وبشرط أن تغمس جناح الخفاش نفسه بالدم قبل أن تشربه .
وفعلت بما أشار عليه أبي . تجرعت الدم الشبيه بذائب شحم الجيفة . ومر عليّ صباح وآخر ، شهور وسنين ، ودم الخفاش يعجز أن ينبت فيَ شيطان الشعر ، فمازلت " مسعود بن صلاح الفلاح ".
لكزني صاحبي يستفسرني عن سبب سهومي . كنت سأروي له لولا أن ضج صوت مدوي ، توقفت له الحركة ، يصدر عن مكبر صوت . أصغينا نتابع ما يعلن عنه فإذا به يقول :
" عليكم بالحرباء ، جرعة من دمها ، جرعة فقط تقضي على دائكم هلموا إلينا .. جربوا .. هلمــ ........ "
الله كم هو بغيظ ذلك الحيوان إلى نفسي . يقع نظري عليه : تقذف معدتي محتواها – حدثت نفسي وركضت استطلع من غير أن أوادع صديقي . لعله دهش لفعلي ، ولكن لا مجال للوم في زمن التداوي بدم الحرباء .
كانت الزحمة وسط السوق كبيرة . بيد أنها زحمة متصنمة صارعت الأجساد مخترقاً الأسوار الآدمية ، حتى تصدرت الجمهرة . وأصوات الترويج للحرباء تتداخل وتتصادم من مكبرات الصوت الكبيرة والأبواق.
البضاعة الجديدة احتلت ضفتي الشارع . فثم حرباوات من تلك المألوفة مشبوكة برمة واحدة ، بشكل دائرة ، طرفها بيد رجل مهلهل الملبس ، وإلى يمينه آخر يرفع بوقاً إلى فمه يروج: " عليكم بالبلدي . دم الحرباء البلدي فيه شفائكم و ..... "
وهناك حرباوات في أقفاص شبكية وأخرى زجاجية.
معدتي إضطربت . تلولب الغثيان في بلعومي .. ملأه ودفع بزخة ماء " هوع " . وثمة سمسار يروج فوق شاحنة ضخمة من مكرفون موصل بسماعة كبيرة ، والصوت يضج ملء الفراغ : " انظروا أرقى أنواع الحرباء .. شوفوا حجمها الجبار الجميل . ان في دمها شفاءكم الأكيد . أنه علاج العصر ....."
الحرباوات غريبة فعلاً – صرت اتعتع ما بجوفي – لا هي بالقرود ولا بالثعالب . لها وجوه بشرية ، لولا القرن الحرباوي الذي حل مكان الأنف ، كورقة صبار ، معقوف وراء .
قلة من الحشد الملثم ابتاعوا من الحرباء البلدي .
زاد هياج معدتي الفارغة " أهوع " ولا أخرج شيئاً احتر جسمي ، اغتسلت بعرقي الساخن. إنها مذبحة معلنة للآدمية : سقطت . الأصوات تجلدني . وأقدام تمر عليّ.
عجلات تدهسني وغبت في خواء حالك لزج كالبصقة.

30 يناير 1997م

الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

ر سالة ال قادة مكونات التحررية الجنوبية

خلاصة (6) إلى رؤساء الفصائل الجنوبيةخلاصة هذا الاسبوع لــــ الكاتب أبو الجنوبي الشعيبي –
الدائرة الاعلامية -متابعات
بسم الله الرحمن الرحيم
المناضل / باعوم ورؤساء الفصائل الجنوبية أسألكم بالله وبدما الشهداء وبكاء الأرامل والأيتام أن تتداعوا للحوار بين فصائلكم المعروفة ليتم التوحد بطريقة ترضيكم وترضي شعبكم الجنوبي.
إن العين تدمع والقلب يقطر دماً واحلف لكم بالله الذي نفسي بيده إنني أعاني الكثير من الألم والقهر لكل ما يحدث من تشرذم وتشتت لهيئات وفصائل الحراك هنا وهناك في شبوة او حضرموت في الضالع او في عدن فكلما سمعنا عن توحد واندماج فصائل هنا وفصائل هناك نتفاجى بإعادة تشكيل احد الفصيلين الذي تم دمجهم بالأمس .واحلف لكم بالله إنني لا ولم ولن انتمي إلى أي من الفصائل المعروفة بالداخل وأشعر بأن أكثر من 90% من نشطاء الحراك مؤطرين في الفصائل والهيئات المعروفة بل ومن ليس مؤطر فهوا مؤيد ويقف سراً أو جهرا إلى جانب أحدى تلك الفصائل وإن لم يكن كذالك فالجميع يعرفوا فلان أنه محسوب على الفصيل الفلاني أو العلاني ، ولهذا السبب ولقلة وجود الشخصيات المستقلة في قيادة الحراك الذي ممكن أن نلجئ إليهم لعمل الحل الأنسب والتحرك القوي بين جميع الفصائل فأننا ننادي بالصوت العالي المناضل البطل / حسن باعوم بصفته المناضل الأكثر قبولاً بين جميع قادة وأنصار جميع الفصائل الجنوبية بل أنه رئيس الفصيل الأكبر وهو مؤسس احد الفصائل الأخرى ( المجلس الوطني ) والرجل الثاني في الفصيل ( هيئة الاستقلال عند تأسيسها ) .ننادي هذا الرجل إذا كان يؤمن بان أي جنوبي يجب أن نسمع إلى رائية ونأخذ بمقترحاته السليمة حسب ما كل جنوبي يطمح أن يكون جنوب المستقبل فنقول إذا قلنا إننا سنسمع إلى مقترحات كل جنوبي ، فلماذا اليوم لا نسمع إلى مقترحات العشرات بل المئات حسب ضني ممن يرفضون طريقة الوحدة الاندماجية التي تتم لفصائل الحراك الآن لماذ لا نجرب مقترحاتهم ربما تقصر وتقطع الطريق أما سنوات أخرى نضل نحلم بوحدة القيادة بالداخل ونحن مصممون على التوحد الاندماجي الذي لم نفلح فيه منذ أواخر عام 2008م والذي ساهمت أيها البطل وفخرنا ورمزنا بالنضال في ضياع أكثر من عشرة أشهر والجميع بأنتضار عودتك المباركة من الرحلة العلاجية الذي تمت والحمد لله بنجاح حيث كان بإمكانك وأنت في الهند أو مصر أو بريطانيا أن تؤيد مجلس الثورة الذي اختارك رئيساً له أو تعلن تمسكك بالمجلس الوطني الذي أنت رئيسة بل ومؤسسة وكان من يومها إلى اليوم قد تدارس الجميع أي حلول مع قيادات الكيانات الذي ترفض الوحدة الاندماجية بين الفصائل .ارجوا أن لا تزعل مني وأن لا يزعل مني أي جنوبي فأنا انتقد والدي بأنني احد ابنائه بل وأريد أن تكون الصراحة هي الغالبة في كل حياة الشعب الجنوبي الذي نطمح إلى بنا دولة جنوبية عصرية ديمقراطية مستقلة سقفها الحرية وأرضها الرفاهية الكاملة لشعب الجنوب .من هذا المنطلق فأنني ادعوك بصفتي مواطن جنوبي وإعلامي محاصر لا استطيع الظهور أكثر من كذا لأسباب عديدة الكثير من قيادات الحراك يعرفونها لذالك فدعوتي هي لك اولآ وقادة الفصائل الاخرى ثانياً بأن تقوم بدعوة الفصائل الأخرى ممثلة برئيس كل فصيل للقاء بينكم في أي منطقة بالجنوب وتتفقون على تشكيل لجنة ممثلة من كل الفصائل تتحاور فيما بينها البين ليتم من خلالها تشكيل كيان جنوبي موحد مع الحق لأي فصيل في الاحتفاظ أو تجميد أو تفتيت مكونه حسب رغبت كل فصيل والاهم أن تقر الفصائل بوحدة القيادة الداخلية وان تتبع قرارات القيادة الذي ستقرها وتجمع عليها اللجنة الحوارية لننتهي من فلم التوحد الذي أحبط الملايين من ابنا شعبنا الجنوبي وقهرهم وأحبط الكثير من معنوياتهم هذا الفلم المرعب الذي يتحدث فيه جميع قيادات ونشطاء الحراك من أكبرهم إلى اصغر طفل جنوبي يحلم بتحرير الجنوب من أسوى مستعمر عرفة التاريخ ، ولكن غالبية تلك الأحاديث تحصل بدون عمل ، أو عمل بدون رضاء الجميع وهذا ما لا نريده ولا نتمنى أن يتم تهميش أي جنوبي فما بالنا والتهميش يتم لكيانات وأجزاء من كيانات أخرى .آبائي وأخواني المناضل العميد / ناصر النوبة رئيس هيئة الاستقلال ، المناضل الأستاذ / امين صالح رئيس المجلس الوطني ، المناضل الشاب / فادي باعوم رئيس الحركة الشبابية والطلابية ، المناضل الشاب / سالم الدياني رئيس اتحاد شباب الجنوب استحلفكم بالله الذي لا إله إلا هو العالي العظيم أن تلتفوا مع بعضكم البعض ومع المناضل الصلب / حسن باعوم رئيس مجلس الحراك السلمي وأن تنضرون إلى المصلحة العليا للجنوب قبل أي مصالح أخرى وعليكم التواصل مع بعضكم البعض والالتقاء في صعيد شبوة او مكلا حضرموت او الضالع او أبين أو اي مكان ترونه مناسباً وآمناً وعليكم أن تقفلوا جوالاتكم وأن لا تستقبلون أي مكالمات تزعزع مواقفكم وكونوا صريحين مع بعضكم البعض وعلى مجلس الحراك السلمي وقياداته أن لا تتكبر ولا تستعلى وتسخر من الكيان الأخرى او تنظر إليها بأنها كيانات صغيرة وانه الكيان الأكبر فأن كان قادة مجلس الحراك يريدون الجنوب فعليهم بالتنازل والتواضع والنظر إلى الكيانات الأخرى بأنها كيانات جنوبية ووجودها بأيدلوجيات أخرى مغايره لأيدلوجيات مجلس الحراك السلمي ولكنها متوحدة في الهدف والمصير الجنوبي يعني ذالك بداية النصر على المحتل الغاشم وبداية بنا دولة ديمقراطية عصرية مبنية على الرأي والرأي الآخر وقابلة لكل فئات الشعب الجنوبي مهما كانت توجهاتهم الإسلامية والسياسية والاقتصادية والعلمية .
عدن 22 . 10 . 2010

رسالة الى قادة مكونات التحرير الجنوبي

اجهزة امن الاحتلال في الضالع تتسابق على استحداث النقاط العسكرية

اجهزة امن الاحتلال في الضالع تتسابق على استحداث النقاط العسكرية
الضالع –خاص ابو محمد
تشهد هذه الايام محافظة الضالع تسابقا محموما في استحداث النقاط العسكرية في مداخل وتقاطعات مدينة الضالع بعد ان غطت الجبال والهضاب بالمواقع العسكرية ,حيث قام جنود الواء 135مدرع في الضالع الى استحداث نقطة عسكرية باب المعسكر وهي لاتبعد عن نقطة الامن المركزي كثيرا. تفاجى ابناء الضالع باستحداث نقطة عسكرية جديده اليوم الااربعاء 27 اكتوبرعلى مدخل الطريق المؤدي الى منطقة الحود ومفرق الكلية .والنقطة المستحدثة تابعة لقوات الامن المركزي وهي ايضا لاتبعد كثيرا عن نقطة قوات النجدة فالأجهزة الامنية المختلفة تتزاحم فيما بينها على استحداث النقاط وفي منطقة واحده تتواجد فيها اربع نقاط عسكرية على مسافة بحدود 300متر.

الأحد، 24 أكتوبر 2010

كلمة المناضل محمد علي شايف رئيس الدائرة السياسية للمجلس الوطني الأعلى التي ألقاها في مخيم الشهداء الأربعة في مدينة الضالع يوم الجمعة تاريخ 10/6/2010م


لاهمية ما جاء في هذه الكلمة التي تلامس واقعنا اليوم وضرورة ترجمتها عل ارض الواقع لما فيها من افكار وقيم تضمنتها هذه الكلمة القيمة ,اعدنا نشرها للفائده

الدائرة الاعلامية:المجلس الوطني


بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة المناضل محمد علي شايف رئيس الدائرة السياسية للمجلس الوطني الأعلى التي ألقاها في مخيم الشهداء الأربعة في مدينة الضالع يوم الجمعة تاريخ 10/6/2010م
بعد الصلاة والسلام على خاتم الابنياء والمرسلين وعلى اله صحبة أجمعين
قال تعالى ((والذي إذا أصابهم البغي فهم ينتصرون )) صدق الله العظيم
الإخوة الأعزاء
إننا وإياكم في مقام الشهداء العالي في هذا المكان نجسد بأصدق واسمي واسنا المعاني والدلالات الإنسانية لمجيدة يتملكنا معا –لا شك – الإحساس بعدم قدرة اللغة على إضاءة إبعاد اغلي وأنبل وأكرم عطاء لايقدم علية الا الأحرار في الشعوب عشاق الحرية المتوحدين بإشراقها فيهم ذلك السمو الخالد لمتمثل بالتضحية بالأرواح والدماء في سبيل حرية وعزة وكرامة الأوطان عطاء استرخاص الحياة كي يعيش الآخرون حياة إنسانية حرة وكريمة ولا شك إن هذا البذل هو أعلى مراتب الكرم الإنساني الذي يذكرنا بقول الشاعر المتنبي :
(على قدر أهل العزم تأتي العزائم ---وتأتي على قدر الكرام المكارم ) وهل هناك عزم وكرم يضاهي عزم وعطاء من يقدمون الدماء الزكية والأرواح لطاهرة ؟؟
الحضور الكرام :أن رمزية هذا المكان المفعم بالمعاني والدلالات البطولية فحضور أجلى قيم الصدق والإخلاص والإيمان بعدالة قضيتنا الوطنية الجنوبية بما هي حق شعب الجنوب في الحرية والاستقلال والسيادة على أرضه مثله مثل بقية شعوب العالم بالخلاص من اسواء احتلال عسكري بدائي بهمجيته وبنزوعه ألتدميري الشامل لكل ماهو جنوبي .
وأننا وإياكم - أيها المكافحون- إذ نجتمع في هذا المكان برمزيته وبمهابة وجلال وتسامي قيمة الشهادة ان حضورنا ليس تأكيدا وقوفنا المطلق مع مدينتنا مدينة الضالع الباسلة وحسب بل ولوحدة الألم والغضب والثورة إزاء جريمة الحرب التي اقترفتها قوات الاحتلال بحق مدينتا الصامدة برجة أبشع حصار عسكري بطابعة الإرهابي واللا أخلاقي مع سبق الإصرار والترصد .جريمة حرب بكل ما تعنيه الكلمة من شر وبربرية استهدفت سكان مدينتنا وأطفالها ونسائها وشيوخها بعد ما صارت محاصرة بطوق عسكري كالسوار على المعصم. ومما لاشك فيه ان القصف البربري لمدينة الضالع التي تضرب أروع مثل للإباء إنما هو موجه إلى البعد الجغرافي والدلالي لمدينتنا أي لكل الضالع وبهذا الفهم أيها الإخوة يقتضي منا بالضرورة ان نثبت بالفعل لا بالقول بان استهداف مدينة الضالع بعمل أجرامي متغطرس هو استهداف لكل أبناء الضالع من بني مسلم في الشعيب الى طورسة في الازاراق فضلا عن انه احد تجليات هستيريا الاحتلال المستند الى عنصر القوة وحدها لضرب الثورة الوطنية السلمية الجنوبية كما يتوهم عبثا .
كما إن توافدنا الى هنا أيضا ليس من اجل التعازي والمواساة لأسر الشهداء والجرحى ولأسر المكتوبة في مساكنها لان كل قطرة دم تسفك في ساحات الشرف من المهرة الى الضالع هي من دمنا وكل شهيد كذلك هو شهيد كل شعب الجنوب فضلا عن انا التعازي والمراثي دون مرتبة الشهداء العالية نعم ان الإحياء-الموتى-منا هم أحق بالمراثي والعزاء اما من تطهروا بالمجد وتكفنوا بالخلود فقد سكنوا قلوب وضمائر شعوبهم ونقشوا أسمائهم بالنار والنور على جبين الزمن فصلا جديدا من صول رحلة الإنسان نحو الحرية .
وفي فضاء جلال هذا المقام وتعبيراته الحسية والمعنوية يلزمنا تمثل شهدائنا حيث ان فخرنا بملاحمهم واستشعارنا بالمسؤولية نحو تضحياتهم العزيزة على قلوبنا تفرض علينا جميعا مايلي:
1. إدراك المعنى الشامل والقيمة الأعمق والاسمي للتضحية لتتراجع وتتضائل أن لم تسقط كل الحسابات السياسية الأنانية والضيقة الفردية منها او الجماعية إمام الهدف الاسمي لشعب لجنوب الا وهو هدف الحرية والاستقلال والسيادة على كامل التراب الوطني الجنوبي الذي لن يتحقق ان لم نؤمن حقا بأننا جميعا في صراعنا مع الاحتلال مشاريع شهادة
2. التمثل الصادق بعطاء الشهداء بوعي سؤال مسؤولية حمل الأمانة عنها كواجب نضالي والإخلاص للقضية التي سقطوا من اجلها والعمل بحرص ومسؤولية على توفير كل شروط انتصارها
3. أننا أيها الإخوة: ومن قلب وجع مدينتنا النازف في أسبوعها الدامي ومن وسط هذا الحصار العسكري الانكشاري المشحون بشهية القتل والسفك والتدمير معنيون جميعا بوقفه تقييميه عقلانية لمسيرة ثورتنا السلمية للوقوف على مواطن قوتها ومواطن ضعفها وتعزيز الأولى وتجاوز الثانية وبهذه المناسبة ومن حرص وخوف على قضيتنا المنتصرة بإذن الله نشير إلى بعض المسائل المتعلقة بقضية نضالنا التي من أبرزها في نظرنا التالي:
أ‌- قضية الهوية الفكرية لدولتنا الراهنة لما هي ثورة تحررية وان بوسائل نضال سلمية ونعني بذلك القيم التي يقوم عليها فكر ثورتنا وعلاقاتها المركزية بمهمة انجاز شرط وحدة قوى الثورة الوطنية الجنوبية لما و شرط قوة ووسيلة أساسية لتحقيق النصر بوقت اقصر وخسائر اقل . ولنا وإياكم ومن هذا المقام المضرج بسنا الشهادة ومن وسط الحصار العسكري أن نعود إلى المنطلق السياسي الاجتماعي والقييمي الذي صنع اللقاء بين وحد مأساة شعب الجنوب ووحدة إرادته الا وهو التصالح والتسامح الجنوبي الجنوبي الذي نجازف فنطلق عليه ((عملية عودة الوعي الجنوبي)) من وسط حطام ذاكرة الزيف المغتصبة . واستنادنا إلى قيمة التسامح تلزمنا ان نجسد مضمونها لما هو القبول بالأخر وهو قيمة عليا تتعارض كليا مع عقل الإلغاء والإقصاء للأخر .وإذا لم يتحول هذا الفهم إلى قناعة وسلوك بل الى ثقافة سياسية فقد اكتفينا بالتصالح والتسامح بالشعار فقط بينما لازال الكثير منا متصالحين مع القيم النقيضة لاسيما قيم وثقافة الشمولية الفكرية والسياسية وهذا ما برز في النزوع والإقصاء والإلغاء للأخر وسط حركتنا الشعبية دون أدراك ان ما أعطى قضيتنا بعدها الموضوعي هو عقل وثقافة سلطة الاحتلال التي مارست الإقصاء ألقسري والإلغاء للجنوب الأرض والإنسان والتاريخ . السؤال عندئذ بماذا يختلف الجنوبي الفرداو الجماعة عن الذي يثور بمضمون عقل الثقافة التي يناضل للخلاص من كابوسها ؟؟ والأدهى والأمر ان تبرز هذه الظاهرة الخطرة ونحن جميعا –قوى منظمة وغير منظمة- تحت جنازير دبابات الاحتلال لا يملك أي طرف سياسي جنوبي نابا ولا مخلبا والسؤال الملح هو كيف لو ان من يمارس الإلغاء ونحن في وضعنا المشار إلية امتلك السلطة غدا .
ب‌- ان عدم احترام الأخر الجنوبي وعدم الاعتراف بوجوده يمثل جوهرا للفكر الاستبدادي لذي نعي بعمق ماساتنا – فاجعتنا الإنسانية التي نعيشها منذ 16عام عن دور هذه الثقافة في إيصالنا في ما نحن علية أي إننا إزاء حضور قوي للماضي وقيمة المدمرة وتجري عملية إعادة إنتاجه باسم ثورة جديدة وبالتالي يكون الخطاب السياسي المعترف بمبداء التعدد والتنوع وقيمة الحوار ليس سواء تكتيك سياسي على الذات طالما الممارسة خارج هذا الفضاء الذي ننشده لمستقبلنا وعلية فان القناعة الصادقة بقيم سياسية وثقافية جديدة ستعيننا على تعلم فن إدارة الاختلاف سياسيا وديمقراطيا فا بالحوار المسئول الشفاف والهادف تستطيع تحت مظلة هدف التحرير والاستقلال أن ننجز وحدة قوى الثورة الجنوبية في الداخل والخارج بالشكل الذي يتم إقرار أفضليته كوسيلة وأداة نضالية نحن في أمس الحاجة إليها
ت‌- الانسياق الحماسي خلف العاطفة واحد من مظاهر التي تحتاج إلى وقفة مراجعة واقعية لأننا أيها الإخوة ضحية بحجم دولة للعاطفة التي قادتنا إلى 22/5 المشئوم والى ما نحن علية اليوم . صحيح ان عاطفتنا نحو الوطن والولاء له لازمة لنا في كل الظروف لكننا بحاجة إلى إحداث حالة توازن بين العقل والعاطفة بين الوجداني والعقلاني لإدارة صراعنا مع الاحتلال اجتثاثي الدافع والغاية ,كما يلزمنا أن نتزود من ماضينا بالدروس والعبر التي تساعدنا على توفير عوامل وشروط انتصار قضيتنا فنحن بحاجة إلى قليل من الحماس كثير من الواقعية السياسية لان العاطفة المحلقة في سماء الحماس وبأجنحة الرغبوية يستحيل ان يقيم العقل في ناظريها لان العقل يابئ الإقامة في حظيرة الانقياد للعواطف ليعلف قصب الأوهام او يرقص على أنغام مزامير الحواء(( قطاع طرق التاريخ )) واعتقد جازما بأننا أكثر الشعوب بحاجة إلى العقلانية السياسية أي الاحتكام للعقل في أدارة صراعنا مع الاحتلال والعمل على بناء الرأي وليس مواصلة ثقافة توسيع هوة الاختلاف في الرأي .لقد أضعنا عمر جيل بسبب ابتلاع أسطورة((الوحدة قدر ومصير)) ولم نكلف أنفسنا بقراءة صفحة من التاريخ .اننا معنيون بعدم تكرار التجربة التي أفضت الى ماساتنا فنقبل كل شيء بتعصب ودون سؤال او نرفض وبتطرف دون معرفة ,أضعنا استقلالنا ودولتنا بكل مقوماتها وها نحن نخضع لما هو اسواء من الاحتلال البريطاني في همجيته ونزوعه ألاستئصالي .أفلا يكفي هذا اللا معقول التاريخي لنحمي مسيرتنا النضالية الراهنة من حلقة ندم جديدة في سلسلة الندم الطويلة؟؟؟ لأنها لو حدثت((..............)) ليس ثمة شماعة نعلق عيها أخطائنا لنراجع ونقيم بواقعية وثبات خلف الهدف لان الإنسان لاستطيع ان ينظر إلى الأعلى إذا لم يعرف ما بين قدميه
ث‌- وبصدد ما تناقلته وسائل الإعلام عن قيادة لجنة أحزاب المشترك للحوار بشان قبول قيادات جنوبية في حركتنا الشعبية في الداخل ولخارج نقول ان كل مكونات الثورة الجنوبية وبما فيها مجلسنا الوطني الأعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب وكل الشخصيات التي ذكرت أسمائها ملزمة ان تكون واضحة فأما وأقرت او يلزمها النفي ندعو الجميع من مقام الشهداء هذا وبدمائهم الى الوضوح ثم الصدق مع الجماهير لان دماء شهدائنا تلزمنا ان ندافع عن هدف الاستقلال واستعادة دولتنا الذي من اجله سقطوا ومن له رؤية مخالفه فرد او جماعة فليكن واضح وصريح أما حقنا في الحرية والاستقلال والسيادة فهو حق لا يخضع للخيارات السياسية فأما حق كامل أو لا حق مثله مثل حق الحرية فالحرية لا تتجزءا فأما حرية او لا حرية ليس أخيرا ان قضيتنا الوطنية الجنوبية هي قضية حق لن يسقط بالتقادم وارتباطا به لم ولن تسقط جرائم حرب الاحتلال وجرائمه ضد الإنسانية بالتقادم أيضا ومن وسط الحصار والدماء والدمار تقف مدينة الضالع بشموخ وكبرياء مرددة مع الشاعر محمود درويش ((نيرون مات ولم تمت روما—بعينيها تقاتل وحبوب سنبلة تموت تملا الوادي سنابل))
وللاحتلال نقول ((لا تأمنن الدهر حرا ظلمته –فما ليل حر أن ظلمت بنائم))
المجد للشهداء ...الشفاء للجرحى... الحرية للمعتقلين
.. والنصر للجنوب

اللواء 135مدرع التابع لقوات الاحتلال اليمني في الضالع ينصب نقطة باب المعسكر ويقوم باعتقال الدراجات النارية


اللواء 135مدرع التابع لقوات الاحتلال اليمني في الضالع ينصب نقطة باب المعسكر ويقوم باعتقال الدراجات النارية
ابو محمد –الضالع –خاص
أقدم جنود الاحتلال التابعين للواء 135مدرع المرابط في الضالع على استحداث نقطة عسكرية أمام بوابة المعسكر منذ ألجمعه الماضية ويقوم جنود النقطة باستفزاز سائقي الدراجات وتفتيشهم بطريقة مستفزة وغير مسئوله ويقومون أيضا باحتجاز الدراجات دون سبب يذكر وتفيد المعلومات ان أكثر من 50 دراجة قد تم احتجازها من قبل جنود النقطة المستحدثة.وترك أصحابها بدون عمل ومنشغلون بالمتابعة عن دراجاتهم
وقد اشتكى عدد كبير من سائقي الدراجات الذين يكسبون مصدر دخل منها لإعالة أسرهم حيث ذكر العديد من الشباب بان الدراجات هي المصدر الوحيد الذي من خلاله يتم إعالة هذه الأسر بعد ان عجزت الدولة عن توفير وظائف او أي عمل لهم وأكثرهم يحملون شهادات جماعية ,مستغربين عن إقدام جنود الاحتلال ممارسة أساليب استفزازية ومهينة لهم وصلت بعضها الى الاعتداء بالضرب على بعض سائقي الدراجات .
للعلم ان هذه النقطة المستحدثة تبعد عن نقطة الأمن المركزي بحدود 70متر ,ويتساءل المواطنين ماسر كثرة النقاط في مكان واحد وقد توزعت النقاط الأمنية في الضالع ومداخلها بين قوات الأمن المركزي امام بوابة الامن المركزي ونقطة تابع للواء 135 امام بوابة المعسكر ونقطة تابعة للأمن العام في مفرق الشعيب ونقطة تابعة لقوات النجدة بالقرب من محطة الواداد.
فهل هذا الانتشار هو تسابق وتنافس بين قوات الاحتلال بمختلف أجهزتها الامنية ,حيث اصبحت النقاط مصدر دخل لكثير من الجنود الذين يأخذون مبالغ مالية على اصحاب سيارات القات وعدد من سيارات النقل الاخرى
ومن جانب اخر افاد شهود عيان اليوم في الضالع عن اقدام طقم تابع للامن المركزي بمداهمة احد سائقي الدراجات في السوق العام في الضالع واخذه بالقوة الى فوق الطقم واقتيادة معهم

السبت، 23 أكتوبر 2010

كاتب عراقي : الاستفتاء السلمي طريق لحل مشکلة جنوب اليمن

كاتب عراقي : الاستفتاء السلمي طريق لحل مشکلة جنوب اليمن
الدائرة الاعلامية عن ايلاف اللندنية
کل الخيارات متاحة في جنوب السودان! کلام يردد على أعلى المستويات في السودان، والکلام هذا مصاغ و موجه بصورة إنتقائية و يتضمن في طياته نبرة تهديد واضحة جدا، ولاريب من أن الدافع الذي يکمن وراء هکذا کلام تأليبي هو ذلك الاستفتاء الذي سيجرى من أجل حق تقرير المصير و الذي تشير و تٶکد معظم الدلائل و الاتجاهات الى أن سکان جنوب السودان سيحسمون أمرهم بالانفصال عن السودان واعلان دولتهم المستقل
ولسنا هنا نقلل او نستهين بتلك العبارات التأليبية الصادرة من جانب کبار المسئولين السودانيين، لکننا واثقون من ان الارادة الحرة الابية للشعوب هي التي ستنتصر في النهاية وانه ليست هنالك من قوة في العالم کله تتمکن من لوي إرادة الشعوب للأبد ذلك أنه الحق ومهما کانت للباطل من جولات فإن للحق في النهاية دولته التي ستعلو على کل الخيارات الاخرى، وان قضية جنوب السودان التي عانت و تعاني من جرائها السودان ومنذ عقود طويلة، لم تفلح معها کل خيارات القوة و القسر و الاکراه ولم تجدي لغة الحروب من نتيجة سوى المزيد من تجويع و تخلف و عرقلة تقدم السودان، وفي المقابل فإن القضية تقدمت و تتقدم على مر الايام وهو أمر کان لابد أن تنتبه إليه الانظمة المتعاقبة على حکم السودان وليس أن تتجاهله عنوة او ترفضه بمنطق تغلب عليه العنجهية و الغطرس
ويقينا بأن إعلان دولة في جنوب السودان قد بات أمر مفروغ منه"بالاستناد على معظم المعطيات و آراء المراقبين السياسيين" وليست المسألة إلا مسألة وقت لا أکثر و لا أقل، وقطعاً فإن إستقلال جنوب السودان ، سوف يلهب حماس جنوب اليمن ، و سوف يدفعه لتسخين درجة حرارة حراکه السلمي بإتجاه تحقيق مطلبه الاساسي وهو الانفصال عن دولة(علي عبدالله صالح) المختصرة في اليمن الموحد قسرا، وقطعا فإن الحراك السلمي في جنوب السودان ، سوف لن يستمر للأبد ، ولن يسکت الجنوبيون ، عن الاوضاع التي تسير من سئ الى اسوأ ، في مختلف مناطقهم التي تعاني من فقر و حرمان و تخلف مريع ، ليس بوسع نظام حکم الرئيس صالح إخفائه او إظاهر خلافه ، ومن هنا فإنَّ إحتمالات أن يسير هذا الحراك بإتجاهات جديدة ، غير مسبوقة (خصوصا بعد إعلان إستقلال جنوب السودان) ستکون واردة جدا ، وسوف يشکّل ذلك عبئا جديدا على کاهل نظام حکم الرئيس صالح الذي هو اساساً في غنى ، عن تعميق المشاکل او دفعها بسياقات تصعيدية ، ومن المٶکد جدا ، ان الحکم سوف لن يکون بمقدوره مواجهة التصعيد ، ولاسيما حين تتکلم الاغلبية الصامتة ، في الجنوب ، و تحسم موقفها بالرفض التام لوحدة قسرية لم تذق من ورائها ، غير الهوان و الفقر و الحرمان
.
نظام الرئيس علي عبدالله صالح ، مازال يصرّ على أن سکان الجنوب ، متمسکون بالوحدة ، و يسعى لربط الحراك الجنوبي

کله بنظرية المٶامرة ، وهو أمرٌ دأب عليه ، في مختلف وسائل الاعلام المرکزية التي يسيطر عليها ، فيما تٶکد مختلف اوساط و قوى الحراك الجنوبي ، بأن المسألة أساسا ، نابعة من عمق جماهيري ، و ليست لها أدنى علاقة ، بالمٶامرة او بجهات خارجية، ومن هنا، فإنه ودفعاً لأي إشکال ، و لإظهار الحقيقة الناصعة ، بعيدا عن کل الشبهات ، فإنه من المستحسن جدا ، إجراء عملية إستفتاء لأهالي الجنوب کي يحسموا أمر بقائهم ، ضمن دولة الوحدة او تفکيك ارتباط الجنوب بها ، وهو أفضلُ طريق لحلِّ الازمة و معالجتها جذريا ، والسٶال المطروح: هل سيأخذ نظام حکم الرئيس صالح بهذا الخيار السلمي لحل مشکلة الجنوب؟


*إيلاف اللندنية

الجمعة، 22 أكتوبر 2010

المجلس الوطني الضالع يبارك ويؤيد انتخاب المناضل امين صالح رئيسا للمجلس ويرحب بدعوة الرئيس البيض


سكرتارية المجلس الوطني محافظة الضالع تؤيد اختيار المناضل أمين صالح رئيسا للمجلس الوطني الأعلى وترحب بدعوة الرئيس على سالم البيض الحوار وتناشده وضع إلية عمل وإلزام بقية مكونات الحراك

الدائرة الاعلامية-الضالع
نص البيان الصادر عن الاجتماع الاستثنائي لسكرتارية المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب واستعادة دولته في محافظة الضالع المنعقد يوم الخميس الموافق 21\10\2010م
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أبناء الجنوب الإبطال
في غمرة احتفالات شعب الجنوب بالذكرى 47 لانطلاق ثورة 14اكتوبر الظافرة من جبال ردفان الشموخ في جو مفعم الحماس والإخلاص بمواصلة النضال حني تحرر ارض الجنوب من ربقة الاحتلال الجاثم على ارض الجنوب الطاهرة بحضور المناضل الصلب والجسور أمين صالح محمد رئيس المجلس الوطني الأعلى عقدت سكرتارية و المجلس لوطني الأعلى لتحرير الجنوب واستعادة دولته في محافظة الضالع اجتماعا استثنائيا
يا أبناء الجنوب الأحرار
إن سكرتارية المجلس الوطني وهي تعقد اجتماعها الاستثنائي تقف إمام عدد من القضايا الملحة والمنوطة بهمام عمل السكرتارية العاجلة واللاحقة وتطلعاتها المستقبلية والمستجدات في الساحة الجنوبية تزجي اصدق التهاني والتبريكات لشعب الجنوب بمناسبة الذكرى 47 لانطلاق ثورة 14اكتوبر الظافرة من جبال ردفان الشماء وبتباشير النصر المؤزر التي تلوح بالأفق بإذن الله تعالى لتخلص من الاحتلال اليمني البغيض والمتخلف ومجددة العهد على مواصلة النضال بلا هوادة وإرادة صلبة لا تلين حتى تتطهر ارض الجنوب الحبيب من دنس ماهو أسوى من الاحتلال
وتؤيد اختيارا لهيئة العليا للمجلس الوطني المناضل الصلب أمين صالح محمد رئيسا للمجلس الوطني الأعلى واثقين انه سيكون خير خلف لخير سلف لما يتمتع به من صفات وقدرات سياسية ونضالية وقيادية عالية
و ترحب بدعوة الرئيس على سالم البيض التي تضمنها خطابه التاريخي بمناسبة الذكرى 47 لانطلاق ثورة 14 أكتوبر المجيدة والقاضية بدعوة مكونات الحراك الجنوبي للحوار الجاد ووفق قواعد وأسس واضحة ومتينة تفضي إلى برنامج سياسي واضح وشامل يترجم ترجمة حقيقية للهدف الكبير والنبيل وهو تحرير كل ارض الجنوب من الاحتلال اليمني واستعادة وبناء دولة الجنوب على كامل ترابها وتشكيل حامل سياسي موحد يقود وينظم نضالات شعبنا حتى التحرير والاستقلال وبناء الدولة المنشودة داعية سيادة الرئيس على سالم البيض إلى ووضع إلية عمل تنفيذية تترجم هذه الدعوة التي تمثل تتطلعات كل أبناء الجنوب والتي سقطت من اجلها قوافل الشهداء ودماء ألاف الجرحى وعذابات المعتقلين والمطاردين وفي الوقت ذاته نناشده والإشراف المباشر شخصيا وإلزام بقية المكونات بالاستجابة للدعوة
يا أبناء الجنوب الأباة للضيم
يا كل الأحرار في كل مكان
إن تمادي عصابة صنعاء في إجرامها قد بلغ منحى خطيرا جدا فلم تمر اشهر على مذبحة زنجبار ومذبحة والمعجلة ومذابح ومدينة الضالع وردفان مذبحة ولود التي راح ضحيتها مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمشردين هاهى تقدم على مذبحة جديدة في محافظتي وأبين الصمود وشبوة التاريخ وفي الوقت الذي تقيم الاحتفالات في المدن الشمالية بمناسبة الذكرى 47 لانطلاق ثورة 14 أكتوبر الذي قام بها أبناء الجنوب ضد الاستعمار البريطاني تسيل دماء أبناء الجنوب في أبين وشبوة ولحج وتهدم البيوت على روس ساكنيها جراء القصف الصاروخي الوحشي لطيارات ومدفعية ودبابات الجيش اليمني ومازالت ارتال آلات الموت والدمار ترسل من صنعاء تباعا إلى عدن وأبين وشبوة والضالع ولحج كمؤشر خطير لما تبيت له عصابة صنعاء ضد الجنوب وعليه نجدد دعوتنا للمجتمع الدولي والأشقاء العرب والأحرار بكل العالم إلى النهوض بمسؤوليتهم التاريخية وإنقاذ شعب الجنوب من حرب الإبادة المنظم التي تنتهجها عصابة صنعاء ضده كما نرفض قطعا علاقة القاعدة بالحراك الجنوبي السلمي مذكرين الجميع إن القاعدة والجهاد هم حلفاء عصابة صنعاء في حرب اجتياح 1994م الجنوب فالقاعدة حلفاء وصنيعة علي عبدالله صالح يحركهم وقت يشاء وحيث يشاء وضد من يشاء
والله الموفق
صادر عن الاجتماع الاستثناثئي لسكرتارية المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب واستعادة دولته في محافظة الضالع المنعقد يوم الخميس الموافق 21\10\2010م

هل هذا هو مصير من يقدمون ارواحهم رخيصة فدا للحرية والكرامة والاستقلال



هذه صورة الشهيد الحي الطالب مازن سيف علي ناجي من ابناء منطقة زبيد م/الضالع م/الضالع الذي اغتالته قوات الاحتلال وهو عائد الى منزله اعزل في تاريخ 17/11/99م ومنعوا المواطنين من اسعافه واخذوه بالطقم الى الرضمة ((الشمال))وهناك ركبوا له دم ملوث يحمل مرض السل .
الان الشهيد مازن يعاني من مرض نفسي وحالته صعبه نتيجة جر يمة الاحتلال البشعه بحقه علما ان الطالب مازن كان من اوائل الطلاب حيث لم يتمكن من مواصلة دراسته .فمن المسئول عن ضياع مستقبله وحياته ؟؟؟؟ اليس الاحتلال؟؟؟
صورة للشهيد بعد العملية تبين اصابته في الضهر .

لقب الشهيد اطلقه عليه الكاتب الكبير ابوبكر السقاف عندما كتب موضوع تحت هذا العنوان((الشهيد الحي مازن))عن الجريمة البشعه التي قامت بها قوات الاحتلال.
فهل منا لازال يتذكر التضحيات التي قدمها هذا الطالب وكثير من الشباب قدموا تضحيات كبيره دفعوا ثمنها مستقبلهم فمثل الشهيد الحي مازن خسر مستقبله رغم انه كان من الطلاب المتوفقين في الدراسة ,والان يعيش حاله نفسية وضروف قاهرة ,سؤال هل هذا هو مصير من يقدمون ارواحهم رخيصة فدا للحرية والكرامة والاستقلال .
هل الوفاء لهم هو نسيانهم وتركهم يصارعون الظروف التي فرضت عليهم من كل الجوانب بسبب أيمانهم وإخلاصهم وتضحياتهم من اجل الجنوب؟؟؟
هذا ليس الا مجرد مثال للشباب الذين قدموا أرواحهم للجنوب وتم نسيانهم .

ديوان شعر للكاتب والمفكر المناضل محمد علي شايف رئيس الدائرة السياسية للمجلس الوطني الاعلىى






الكتابة
على
حُطام الضوء








الإهداء



إلى التي تتمنطق نافذة الاتساع القشيب قصيدة زرقاء تغرد
للشروق كل غروب ، وترسم بسمتها نوارس حب أزلي ، .. إليها – قبلة العشاق ، " فينوس " البحار – " عدن " المدينة - المعنى : أهدي هذه الآهات المحبة .


-1-

صباح الحلم تمطىّ
على سرير الكساح نعلا
تثاءب مفخرة التيه : وحلا
فتشظى فوق " شمسان "
صهيل رعب .. دموع ثكلى
صليل غدر .. فحيح وغدٍ
ألف سهم في ظهر البراءة
اغتسلت بدم الأخوة .. ثأراً !!
ومدينتي تحرق بخور الطهارة
بمواقد البراءة المستباحة
والحب يحتضر غراً –
ويرحل مغانم ..
إلى جيوب القوادين الكرام
العشق أودع روحه –
تربة الأمل .. بذوراً لربيع الفرح
وفي موسيقى القصيدة : نام
استلقى طريق جهنم
يطبخ للحلم المغرد
ذرات الغبار .. أزهار سلام !!
فرسان العشق رحلوا ..
قبل الأوان انطفأت دروبهم
تركوا أفراسهم شاغرة السُّرج
بكت فيهمُ يتمها .. سنة وجمرا
فتاهت في غطيط الوله المفاخر
ذهان وعد .. ليبتلعها خرس الزحام



قمري تهاوى فوق " ردفان "
شظايا حسام
يا شمس أفلاكي .. و تابوهات أمجادي
خبِّري موت الفصول
عن ميلاد جديد لربيع القتل
ولا تسألي :
هل مر " نرجس " ذات جهل ..
ذات غرور .. من هنا ؟
من هاهنا ، المحنط في كيمياء الأساطير ذاكرة :
مرّ يا سيدتي ..
يوزع عبير زهرته : بلهاً
وقبله ... كانت أوجاع الرجولة : علماً
أرواح الشهداء حلقت هاهنا
هديل حمام
والليل منفوخ الطوية ثمل
بنيران الخصام
يقصف – بقنابل حبٍّ " دراكولي " الاشتهاء –
اضرحة الشهداء
يمحو بأنياب جهادية الحقد
نقش أسمائهم عن جدران الدلالة
وردفان كالعنقاء .. يلتحف الذهول
ويفترش الحطام
الأرض تقدح أنين الأسئلة
ولا أحد .
" يافع " تاريخ تكفن الرخام
و " صيرة " تتفرس في جرحها المفتوح
ذبول الفجر في عين القتيل
يد الزمام مرتبكة
والبحر يهرب إلى الأعماق
ولا أحد .. غير هدير الظلام
الزرقة تنزلق عن ساقي عزتها :
سؤالاً يلسع حيرتها :
" أيصير بحرها إلى محاق ؟ "



مدينتي تتابع اهراق بخور سذاجتها
والعصافير تختنق بسخام الخطاب
مساء الراجمات وحشّ ..
ينهش الأحلام .. والأفق ضرام
هلال الحلم يهوي عن نافذة الرجاء
الرعب ينهمر في ضوء المصابيح
والأمان يلعق دمه المسفوح
زجاج النوافذ يتطاير إلى فضاء الدخان
ذئب الموت يعوي مواويله
ويطبق الظلام ..
انفجرت – إذن – تحية المساء
" صيرة " تفتح ذراعيها
فتضم الهباء
البحر يهرب من صخوره
من إلفه
إلى انفجار القذيفة
آه ... يا سنون الدفء
أوّ اه .. يا صقيع الغرام
العشق أهدى روحه بذراً –
للنماء .. فكيف ينام ؟؟!



-2-

فجر تحطم في دخان القذيفه
وليل تمطى على جثة الضحيه
القتل والنهب مباح .
أفتى الخليفة :
للقاتل من أشلاء القتيل : سبيه
أمر الخليفة :
" ذق من دم العدو جرعه " .
اصنع من الجثة مكسبا
إن في القتل لك متعه
والكافرون لجنهم حطبا "

وسراً أفتى الأمير :
" لتكن كتف إسنادك : أعواد مشنقه
لضوء يكشف عوراتنا
رتّل عليها إلى منتصف المسوح : مُعلن آياتنا
ثم اصنع لها من غفلتها
تسعين مقصلة .. و ألف محرقه "



ما الذي أسمع ؟ .. ما الذي ينعقُ ؟
علامَ أرواحنا تزهقُ ؟
عقد الحلم الذهبي ينسحق
في لعنة السياسة :
يتلاشى وجعاً .. فرقاً فرقُ
فجر الحكمة – المنقرضة – يتناثر
دماً .. دمعاً .. فحماً ....
في انفجار قنبلة
مزقت طفلة في ربيعها الثاني
جائعة نصف عارية
وجزّت رأس أمها الأرملة
انشرح الخليفة ..
قبّل تاج القبيلة
صبّ على لحيته عطراً
متّقياً رائحة الجثث المحترقة
انحنى على الطفلة الممزقة
ينث ابتهالاته المبجلة :
" لعلك يا طفلتي ، كنت بريئة
ومن غضب الخليفة ناجية
لولا أمك الكافرة الباغية
فأهل هذه المدينة يا صغيرتي
يعبدون الله ، ويعصون على الأرض ظلّه
وحكمة الخالق خالفوا
حينما ظلموا فسنوا :
" الزواج بواحدة "
أنه جرم لا يبرُّ
معصية – والله 0 مزلزلة
أما الآن :
فسوف تعود بالإيمان مجللة
إلى القصور الجواري الحسان
وتزدان مجلس الأنس بالغلمان

وستحظى كل فاتنة عفيفه
- في حضن أمير المؤمنين
بمنزلة الجارية المفضلة
أو عند أميرة القصر : وصيفه



-3-

ما الذي بالسوامل يُسجع ؟
وعلى أوجاعنا .. فاجعة يتربع
ما الذي يغرق في صدور السل وينهق :
تقدموا .. تأخروا
توحدوا .. تقاتلوا
حاضركم .. فدمروا
والحقائق .. تجاهلوا
اندموا .. وارتجفوا
تعاهدوا .. تكايدوا
ومن جديد تنازعوا
والأحقاد تناسلوا

يا طاعون أزمنتي
وصديد أوجاعي
ويا تابوت زغاريدي
إلامَ تشنق أزهار حريتي ؟
لك ما يُشبع جسدك
ودع لي نار أحلامي
لك أسرار أقبيتك
ولي بوح إلهامي
سئمت رحلة العكس
إلى ذيل الطريق أحبو
من عسر إلى بؤس
وعراف عجزنا يروي :
كان يا مكان و اتعسي :
جنات سبأ .. ومجد مِخدع .



-4-

" ميكيافيلي " يطلي وسائله بالآيات المقدسة
والجريمة واحدة
يبصق فتواه من صومعة السياسة المدنسة
والغاية واحدة
المصلون أتموا ركعتهم الأخيرة
على وردة الرّوج .. محنـّأة البنان
تساءلوا خاشعين :
أفي " القدس " نحن يقتلنا الغزاة ؟
أم في " عدن " نحن يُحرقنا الطغاة ؟!!
لكنهم واحسرتاه ...
تذكروا فتوى صلب المدينة
فلاقوا ربهم ساجدين !!
إنّا – في هذا الإفك المدجج بالمطامع –
نموت تحت أنقاض المساجد
ولسنا في فتاوى الحواة
سوى منافقين .. عصاة
والثواب لمن أرسل الموت صاروخاً
على الآمنين .. وقت الصلاة



يوم " المقه " كان إله الثراء
وآلهتي " الشمس " برج الطغاة
لم يُقتل أجدادي في المعابد
ولم يفتَ بقتل الأمهات
أواه يا تابوت العفاء
يا إنجيل النزوات .. الصفقات :
إفتِ إن شئت كرسي وزاره
بقتل الرُّضع .. وسبي العذارى
كفّر إن رمتَ ربح تجاره
وجهان لعملة الخراب المجيد :
دينُ السياسة .. وسياسة الدعاره



عباءة التقوى في كنيس الزيف
تستر جلد القهر .. الأفعى
داهية تطرز وجه السيف
وقلوب النقاء في معبر البغاء :
سلالم يعتليها لصوص الرجاء
ولا عجب .. إن الأوطان خواتم الأوغاد
فالزيف – في شوارع الخنوع –
أصدق من سكين قتلي
يا سبحات الورع المقنّع
إن الله أوسع من خرم الفتوى .
أعلى .. فأعلى في دير اللعنات

الزمن ، حواليَّ ، تخطى المستحيل
يصدح بالعلم و تغاريد الحرية
وزمني مصلوب على خرائط ذاكرة النوح
فخريطة الحكم نهاية حدودنا
وأبراج مجدنا : سور مقبرة
نصر تأريخيٌّ
.. شبع موتاً تحت الأنقاض
يا لفخر الموتى بما صنعه الأحياء
ذات حياة
أما نحن ..
من شمس ماضينا الجليل
إلى ليل مجدنا الأثير :
صرختنا المعوقة : كل سُبات إلى سُبات
وكل حيٍّ إلى ممات
والفجر ، في عشب " قاتٍ " آت
والعداوات تفيض سقماً وعقماً
والجهل يحقن عيون الرمد بالخرافات
ولات في الوقت .. ساعة ندم
حين لا يكون النيل نهراً
ويبكي النخيل ماء الفرات !!



الليل على سحنات البؤس : قمر
وفي أنيننا تغاريد القدر :
غول يرصد طرق الشوق بالمشانق
وبعروش تضيؤنا بغائط الخطر
على صدور البقر .. غائط الليل :
عقود درر !!!
في بلاد الحكمة يسمون سقر :
" جنات عدن .. " .. فلا فخر .. ولا بطر
نحيا .. كما يحب من لا نحبُّ
مراراً نقتتل
وعلى أشلاء الحب نحتفلُ
ودائماً نخطب :
" ما بين الماء والرمل
محيط مسيّر عربي
ما بين الجهل والعقل
هرطوق بوجه نبي
وشرك جيادنا الكحل
مال ملوث عربي
والزيف – ان يبقى –
كالماء في القبضات " !!!



طروادتي بكت فرسانها
" ... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر "
رحلوا قبل الأوان
وكانوا يعشقون .. يُؤثرون .. يُخلصون
يُفتنون ... ويُخدعون .
وعند منتصف القبلة ...
يغرقون في خواء انكسار الزمان
غرقوا قصيدة مخضلة الآمال
كانهيار شرفة الهديل بالأمان
والآن :
سماء حبيبتي مهجورة الأقمار
خلف الفضاء الاسفلتي :
توارت نجوم البريق المستعار
والأشبال ؟ ...
أسيكتبون نجماً في سماء الانحسار ؟؟



-5-

سحب الحصار تمطر المدينة
بعلب الـ " تي .. إن .. تي "
المستعرة حباً
والبحر يغادر شواطئه الذهبية
كنورس جريح
والنعام تدفن رؤوسها في الحطام
ومدينتي فاغرة فاه الارتباك
تهرش جلدها بالأسئلة
الدماء تسيل .. الأسئلة حيرى
في كل العصور
لم تنم بجلد حرباء : مدينتي
فلتبكي صقورها
أكان لهم أن يرحلوا في بسمة الزمن المر ؟
الحصار يعوي من راجمات النار
الحصار يتمدد ويتسع السعار :
من ظل " إردشير " الجديد
إلى تمثال حرية الكبار
وانتهاءاً بتاج حليف العار
ونحن نقطع شوارع الموت
نحو البحر المتلفع ذعر طفل
كانت الحياة تشح في جرعة مالحة
ومدينتي لا تصحو
لأنها – في هذا الجحيم – لا تنام
ووجدنا الماء مكان الانفجار
في كل زقاق ألف قذيفة
وعشرون عين
المباني تلفظ أركانها وسكانها
والوقت منعطف زلق المسار
لا يتسع لانحدار دمعة
الأطفال يركضون في هدير الانفجارات
يعبثون بما فجرت من ينابيع
يتقاذفون كرات النار
استخفت مدينتي بالخطر
ازدرت نشيد الحصار المستعر أُخوة :
" هاك صاروخاً محمولاً بقُبلتي
وفي قذائف المساء محبتي
وفي الظهيرة .. حمم تحيتي " !!



هذا يوم للحب – الزيف
الطهُّر – يا حبيبتي – عاهر الوقار
يأتي إليك لهباً مسعوراً
القتل عذري الهوى
والعشق لعبة مذهبة
لإغواء الصغار
حب يسيل على رأسك .. قطرانا
وسماء تساقط ريش النواعق
فضاء مدينتي صخرة عابسة
تقدح حمم الأحقاد المتعاكسة
ومدينتي كي تعيش
استهانت بالحياة
ولتهزم خوفها .. لم تفكر بالنجاة
كيف تدفن موتاها ؟
عشرون مشيعاً للجنازة لم يعودوا
ضاقت شواطئ الإباء برؤوس النعام !!
مدينتي حديقة السلام
فرسانها في فتقة النهار رحلوا
فخيم الغمام في ناظريها
فتثعرت بأسماء أنكرت ملامحها
فتشت قائمة مواكبها .. حبيبتي
فاختنقت بومضة أسيفه
أطلت من نافذة الإياب :
الرعب يمشط الشوارع
والبحر يعانق السماء
بآهات حزني وحسراتي
وعقدها الذهبي تشظى
على عنق فاجعتها كالفخار
انهارت شرفة الآن
وطارت في الهدير نافذة الغد
والسؤال يتلمظ السؤال :
والأشبال :
هل ينجحون في الاختبار ؟!



-6-

الحصار يكبر
ومدينتي تضيق
كل معادنها الثمينة
افتقدت البريق
لا شيء في هذا الزحام
غير أصداء النعيب
" طروادة " معاصرة .. مدينتي
" لا كون " تلدغه أفاعي الزوايا المظلمة
وحصان " إفيُس " ولج الأسوار
تحت خِمار تقوى البهتان
وقبُل النوايا القذرة
أواه يا حبي المدان
لكل " طروادة " حصان
ولكل خدعة فرسان
تذكري .. ولا تسيحي ندماً :
حين توضأ " أيار " بدماء القتيل
وأمام الجنازة أقام الصلاة
كان " تشرين " يتجلى بعشقه النبيل
محاصراً بأفاعي القضاة
هدفاً لفتاوى الحواة
وألف " لاكون " تجند لهم سيوف الخديعة .
ويد الزمام بلا زمام
في مربع الحلال والحرام
جُرّم شعر " قيس " !!
وكُرّم وكر الظلام ّّ
ألف عام يا " قيس " العشق في الحصار
لما يكتب الأشبال – بعد –
وثبة في صفحة الاختبار ؟!



-7-

مدينتي إمرأة بالحب مكتحله
أنوثة عابقة .. بالهم مرتحله
كم ذرعت زنزانة الأسئلة
وفجأة تفتح حقيبةً مغلفه
جملة الأشياء في بطنها مهمله
ثمّ أوراق صفراء منتحبة
وعقود فلّ .. جافة مضطربه
وصور جمعية .. منسية ملتهبه
أطرقت ساهمة .. نازفة مكتئبه

كانت عيون البراءة تغنيها :
" أنتِ بلون الفرحة .. بين الأنوار
أنتِ الأيك الآمن .. لكل الأحرار
في الجدب العربي .. أنتِ البوح الأخضر
وأنتِ للعشاق نهر الكوثر "
وكانت شعلة
وخبا وهج الجذب .. في بذخ الأشعار
كانت شطآن الآحلام .. وضوع الأزهار
عضت أصابع الندم الراعد :
هجرت عادتها – آهٍ – منذ " أيار "
لا تفقدت عصافير حديقتها
ولا سقت بالضوء زهور الجلّنار
وهاهي .. يا مصايد العشق اللئيمه
يا عناكب الفكر الحكيمه
يا تجلٍّ – للقاء – بالجريمه
تصحو – جرحاً مفتوحاً للخناجر –
على نعاس برك " النيلوفر "
فسالت آهتها على أرصفة الذاكرة :
" في قلب الغفلة ... وعرس الزار
أينع شجرة " النيلوفر "
في خواء النقلة قبل الإبحار
أزهر شجر " النيلوفر " .. "
مذ حاصرتها لغة الأوحال
طلّق اللازورد بهجة شفتيها
والفار .. بنخر جدران الدار



حصان " إفيُس " لبس عمامه
رفع سبحة ملونه
ولحية مصممة .. وبينهما غمامه
فولج متوشحاً سناج الإنكسار
وكان الاغتيال المر
للوهم الكبير :
والقبلات خدعة ناعمة اللدغات
العرض ابتداء على مسرح الموت
معلناً انتهاء أول فصول المسرحية

ارتعشت قليلاً حبيبتي
لكف الانتباه يُدمي غفلتها
ركلت حقيبتها ، بقدم الصعقه
قضمت شفتيها ، بألم الصفعه
لاكت دمها بنشوة عنيفة
وتعلقت بحبل العاجز السقيم
" لو أنني ..... قبل هذا ..... "
من يبذر حروف الإرادة
للنقط المصعوقة ؟
وجمر الندم كنطفة العقيم
نزعت ضفيرة عن شعثها
وتساءلت باحتقار :
: لو ؟ "

" لو مثل بيضةٍ مفلوقة
لن تفقس فدائياً في وجه الحصار "
وعادت تدحرجها الأسئلة
إلى نافذتها المشروخة :
العهر يستقبل الغزاة
ويطلق الحقد على النوافذ الحزينة
فحيح الأفاعي يحجز الأزقة
والكلاب تشمشم خطى الغانمين
ذيولها ترقص طرباً خنوعاً
تمد ألسنة ملونة ذليلة
لتمسح أحذية الوافدين
سقط الآن يا حبيبتي
سقط السؤال عن إسار الإحتيار
كيف سقط الأشبال في الإختبار ؟!!



-8-

أغلقي النافذة يا معذبتي
وتوثقي من مزاليج الباب
هل سرقها الحجاب
وتذكري صور المقربين الأحباب
انظري بعيني جرحك المباح
تطلعي جيداً :
كم منهم في طابور الكلاب ؟
أغافلة كنت أم متساهلة ؟
أود لو أسلُقك بالشتائم
أن أهيل عليك اللعنات حتى الموت
لكني لا أستطيع
المحب يستعذب من المحبوب
كل شيء : الألم وطلقة الحب الرحيمة
بيد أن ... وآه من هذه الطعنة .
مشهد السقوط ماحق .
أبشع من كل بشاعة
وأوجع من كل أوجاع الممالك .
أغلقي نافذة الانتماء المحنط
وارتمي على طيف الخراب
تلمظي بالآن حداد بكرة
ولا تسرفي بكاءاً
إن الدموع رماد الإرادة
فهاهو مساء بداية النهاية
يكحِّل عيون الذهول بالحراب
يحصر على صدرك الغنائم
وعلى موتنا سيُسدل الحجاب
رسا الحصار على ناهديك
عقد حديد ... وسوط ثواب
فمرحلي انسياب دموعك
لا تفرغي ماء المزهريات
إن في الزهر الذابل
بذوراً لربيع الوطن المشرد
المساء المرُّجلّ " صخرة دهور
يجدول على جلودنا
مربعات العقاب
وجلودنا شاردة الضمور
كورقة هجرت غصنها شهور
وخناجرهم تبحث في دمائنا
- لحفلة الزهو المعربدة -
عن مزيد من نشوة وشراب
لا خراب أجمل من الرقص على وجع الضحيه
لا دمار أفدح من " نقوش النصر " السبئيه
وهذا المساء الملون بحزني
قارب مطلي بقار الهمجية
يرسو على عجلتي مدفع
في مرفأ المأتم
ولا أحد يرثي الشهداء – الصحاب
فاكتبيهم بما تبقى على ثغرك من وهج
دونيهم – بعجل – على حطام الضوء وعداً
قبل أن يُسدل عليهم ستار النسيان
خبئيهم من لصوص الحلم
في غيوم الغد : بروقاً ورعدا
وأنت .. يا ربيع عمري
ويا بكاء عطري
على دفاتر شعري
خبئي في سواد شعرك
قبساً من فجري
وعن غدري الهيني
بزهر الحب غطيني
لأحيا ناسك عينيك ، يا عيني
أما الآن الملطخ بصوت الغاب
تثبتي من مزلاج الباب
ما كنت صوفيٌ اعتزل محراب الحب ..
ولما حاولت ...
خسرت ملامح الجذب الرحاب
فهجرتك المعاني مكلومة
وأهداك النقيق غراب الحجاب
وسرق الحُجّاب مزاليج القلعه
فلوكي خثر الصفعه
الفاتحون يقايضونك :
إما جارية .. وإما سلعه
حل مساء بداية البداية
ستطلق المدفعية إحدى و .....
لا حصر طلقة
ستثقب نيرالفتح صدر أحزانك
وعلى عزتنا – يا حبي – سيهيلون السراب .



كم لصاً شهدك أغراؤك
كم لصاً خاض في شفق أحزانك
وحين يرسو على شط دمعك
يطلق مرحّباً بذاته
يخيم على ضفاف جرحك
ماخور عشق ... وناب
مساء الفتح ... عيد الخُطاب
أنت الهدف في تعدد الأسباب
سفينة " هنز " ما كان لها
غير أن تجنح
لو لم تفقدي أصول الخطاب
لو حميت – من عبث الأوغاد –
في الشعر أوزانك
ما كان للذريعة أن تنجح
كم مرة أغفلت سكاكين المطامع
وخوازيق اللغة الفاجرة
ألم تقرئي في كتاب الوجع البشري
أن النقاء لا يحمي البراءة
من كمون الغدر في عقل الغنيمة ؟
ألم تستقرئي .. ما بيّت ألوان النعومة ؟
سم زعاف .. تحت ملمس التبر المذاب
ليل من سعار قبليِّ
على أنفاسنا حط الرحال
ينتزع ما أبقى ناب الغدر في صدر آهتنا
من بذور للهوية والجمال
أي حب في لقاء بربري ؟
أي شقشقة لئيمة
أن يُسمي الجُرم – في لغتي – وليمة ؟!!



لا تنزفي – حبيبتي – ذاكرة السناء
على ذراع الغروب – الإياب
لا تتشرنقي بـ " كان " قائلة :
" كنتُ قبل هذا الوحل الوحدوي
وحرائق الفتح التجاري
كنتُ بيضة الأنوق
مذلة جسارة الألباب
مرايا الباحثين عن سيمائهم
بعيداً عن ممالك الأنساب "
وكنت لي بحري وشطي
مطري وزهري .. وروزنامة الشروق
أما الآن :
والجرح نوارس مدمية تهاجر
والصقور فقست نعاماً والمقابر
تمالكي خطوط وشمك
وارفعي أنف المستهين بالمخاطر
فها قد وصل موكب الخُطاب المدرع
يتقدمه أنوف كلاب من حجابك
ارتعشي رعشة التماسك
وثبتي بالكبرياء ، نقابك
إنهم الآن بركلون إليك الباب
" والأشبال ؟"
لا تسألي فضاءات العبث الخابي
إن جماجمهم علباً للذهول الكابي
فدعي السؤال يمتطي الوجع .. أفقاً
انتبهي ياسيدتي
إن تحيتهم ركلة حطمت الباب
والأوان آن الآن
لتدفع آلهة الأغراء .. جمر الحساب

- 9 -

أواه يا عروس البحر
وشمس الساحل الذهبي
شمسان يعض الظفر
وموج اليم ينتحب ِ
وأنّى يُزف النهر
وِشموس التبر واللهبِ ؟!
فأنتِ بسمة للبدر
فأنىّ النور ينسكبِ ؟!
نبضكِ عدو القهر
وبيت العاشق العربي
فتباً لنقوش النصر
وعقل الثأر والحسبِ


- 10 -

إلى من تزفين
يا " فينوس " إلهامي
يا جمر أشواقي
ويا تابوت إشراقي
كيف يلتقي الضدان يا حبي ؟
حب وإكراه ... قيد وحرية
الحب عطاء الياسمين
والحب إشراق الحنين
روح إلهي شفيف
لا ينام في سرير الداعرين
وأنتِ نبض الحب
والحب قد يُوهب
الحب لكِ ينسب
وحاشا الحب أن يُغصب
ومن عينيك أن يُسلب
وأنت المد في جزر الفصول
فمن يمشط شعرك القدسي
ضفائر حرة المحتد
توزع عطرها السكران
عقود حب .. حدائق عشق
وبحراً للغرام الأزلي
من بلورة المندب إلى الهند
بلا زهر ولاندٍّ
يا ثغرها ذبُل عليه وهج الربيع
حين هاجمه خريف الحرب
يا حضنها ملاذ الهاربين من الصقيع
إلى دفء الشموس العذب
يا أنتِ المتهمة بي
وبهدّ نواميس الزمن الجبان
سوطيني بذراعك المتمردة
سوطيني ..
لاطلق على ذهولي .. طلقة الانتباه
سوطي خلايا الموت في روحي
إدمي موتها .. علّها تثور
علها تميز قبلة المحب
عن مخالب الجوارح
فامنح فضاءك المغدور
دمي .. كوكباً من نور



-11-

هلّ على كوم الحسرات
عطن الآهات .. " صباح " الحداد
يتدفق زفتاً من أفق معتم
أقبل يزهو بثوب المأتم
جبالاً تترنح ... سكرى
أمواجاً متعجرفة رعناء
يتقيأ فرحته في نزيفنا
حيّات وجراء
ورايات " النصر " السبئي
توابيت صفراء



يا " صباح " المستبيحين
ليل المستباح
أميزان العقل فينا تحطم ؟
أفي وعي نحن .. أم نحلم ؟
تعبنا
مضنا الرحيل من الدم إلى الوهم
ومن الوهم مراراً إلى الدم
كم مرة نرفع أشلاءنا –
رايات انتصار الدمار ؟
وهذا اليُذهب بنان طفلة الندم
دمي .. خذوه فيد مأتم
كم مرة نخوض في دماء السلام
لنرفع جمور الحقد معلم ؟
كم لعنة تعزفنا رقصة
على خناجر الانكسار
نصراً دامياً – بالهزائم – معمّم ؟؟
هجر الحمام لونه وهديله
" طروادة " :
هذا الكابوس الملغم بالفتاوى
رقصة الإحلال المزنّر بالبغاء
ألف " لاكون " مات كمداً
فما جدوى البكاء ؟
البحر أهوال وأسرار
ونقطة في صدر إنسان
ألف بحر من الخفايا
أو تعلمين ما وراء بطاقة العزاء ..
معزوفة الرزايا ... ودمعة الرياء ؟!
كان الرعاع ينخرون القلاع
ويطلون جدران البلاط المشاع
بنرجسية هرقلية
ويزودون بذخ الموائد
ببهارات الخيلاء
هذا – يا معذبتي – مساء البلاء
ينيخ قوافله على ضفاف حزنك
ينبش بالزوامل ومعاول الحب
رمادك عن بريق الذهب
وأنتِ .. لا تغضبي :
مذ عرفت المساحيق
انطفأ في عينيك ذاك البريق
ومات على خديك عسجد البهاء
فلا تسألي .. يا متمردة النظرات :
كيف هجرت مقلتاك الدهاء ؟!


-12-

كم تعذب أبجديوا العشق
خلف أسوار عرشك
كم تاقوا إلى ثغرة
في جدار الدخلاء
لتمر صرختهم إليك
وخزة في جلد الغفلة النشوى :
" لا تنامي يا آلهة الشعر
لا تنامي على بخور العرافين
ومدائح الدجالين
إن القيم حواليك .. طريدة حافية "
فمات أبجديو عشقك : مرتين
مرة مبعدين عنك
ماتوا بكمد الحب ونار الرجاء
ومرة من أجلك منجدين
حينما – وسط النار – تلفتِّ
فلم تجدي طوق الندماء
وطارت عن أذنيك .. أقراط التباهي
وعادت صدى الاستغاثة ، إليك هباءً
فتشي الأشلاء .. تفحصيها جيداً
خوضي في سواقي الدماء
أين ذهب الثقاةُ
كيف هربوا ..
حين دق الجد أجراسه ؟؟
أين اختفى لصوص النقاء ؟
قاطفوا البهجة يا حبي ..
على مر المحن .. فاقدوا الوفاء
فاشربي ملح الندم
أو توضي بقصائد تهجو الرثاء.
فهذا الكرنفال الدموي
عرس إمرأة ثكلى
انتصار الخريف الهتون

مليون راجل آتون
يمضغون أشلاء حبي
ويبصقون في جرحي غطرستهم
بمجون داعر مأفون
السماء بصقة سل
والأفق فوهة مغارة
وموكب الفتح
مليون عربة .. لم تجد الطريق
قاطرة الفتح يا حبّي
رأسها يتقيأ طلائع الفاتحين
في " الدكه "
وذيلها يبتلع أقدام اللهفة في " حجه "
سرب جراد حط على الزهرة
والزهرة ذابلة
شرب الحصار رواء فتنتها
ألف سرب في طريق الاستباحة
من أباح المدينة " أبا ذر " ؟!
تكلم يا سيد الانصار
أنبايع بعبوديتنا لـ " يزيد " القبيلة
أم نموت بسيوف الفاتحين ؟!!!
يا طفلة الحلم نامي
يا جنين الشوق صبرا
كل المعاني هاجرت أعشاشها
لا ثدي أم " ولا حضن أب
سقط الوّهم في دم القتيل .. قبرا
والمدينة ثكلى
والمستبيحون يرفلون بثياب الأنبياء
إلى أين تمضي العاصفة الرعناء ؟
سماء طفلتي شبح وغيمة
نهداها المتفتقان غنيمة
وأية غنيمة ؟!!!
مليون ذبابة
وقطرة عسل واحدة !!!





-13-

أيها الوافدون تلال نعيق
احرق طوفان الحقد الحدائق
فلن تجدوا الرحيق
وجمال عروس البحار
تحت دمار غدركم شوك
عمَّ يفتش اللصوص في الحريق ؟
حزني يتلوى أسى
قضت تحت حملها الطريق
وأنتِ سبيلي .. وأنتِ الرفيق
يا فرحتي المستتر
يا ترحي المستعر
يا موتي النظر
المستبيحون في " يثرب "
غابات .. جبال .. نمل جائع
من التراب إلى الدخان
ضاق بهم المكان
وغاض تحت احذيتهم الزمان
زحفٌ مختالٌ معربدٌ
على عصفورة ناعسة
تمتد آلاف المخالب الجارحة .
وكلما اختزنت من جميل المعاني –
تطّاير بين أذرع العاصفة النهمة
أجنون أم وحوش ضارية ؟
الأمواج ترتطم بالأمواج
التلال تصطدم بالتلال
على الأبواب المحطمة :
تلتقي سيول الفيد المتعاكسة
بورع وحدوي يشقون لحمك
بأيدي التقوى ينزعون جلدك

هذا كرنفال السلب والنهب
صليل سيوف " الحجاج "
صك أمان " السفاح " !!
رؤوسنا تُطاح
عظام القبور تُحرقُ
آهاتنا تجلد .. أحزاننا تُشنق
نعمَ المحب الشقيق
لو ظهرت من فتحة القميص ترقوتك :
يلعنك
وإن كشف عورته وشخ في وجهك
يلعنك
بئس قرابة بئس انتماء
يصادر حريتك .. بزعم أُخوتك
ومجرم لو تضيق



- 14 -

بوركت نار بالوهم شيّعتني
وبوركت يدُ بالغدر أغرقتني
فبينهما سوف أصحو
لتغفو شهية النرجس في أورام المثال
لأني يا طروادتي الجميلة
لستُ " لاكون "
ولا حيات الآلهة تخنقني
فأنا كل من تدثروا الحلم
واستلقوا على جعجعة الزوامل
وناموا .. بانتظار ربيع الأمل
وكان القتل اغتيالا
وهذا الطوفان البشري
يردم بحراً
لو ألقى على مصرَ سبحاته
هدّم مصرَ
في فيضان الحقد الدامي :
" علام يرقص هؤلاء
من أين أعبر
والصدور على الصدور
والساق فوق الساق "
فها هنا طفل ينطفئ في العاصفة " فزعاً
وهناك إمرأة حامل
تُرصف تحت الأقدام الملتهبة .. طمعاً
والمذياع ينهمر من فضاء الجرُم .. ورعاً
كل شيء ، ها هنا ، مروع .. فظيع
كمقبرة لفها ليل العدم .. وأنين الصقيع
علامَ كل هذا الهياج ؟
" علام يرقص هؤلاء ؟ "
حتامَ يا وطني تضاجع المآسي
بشهوة عنيفة .. إلامَ تضيع ؟!
على خدود البراءة –
شاخت فاتقات الورود
أحبائي الصغار
شتلات الحلم في حدائق الفوضى
يتطلعون في مرايا المكان
تتفتت فيهم مرايا الزمان
وتتحطم في قلوبهم الجافلة
نافذة الربيع


- 15-

عيون حطام الضوء ترمشُ
محاصرة بيباب عابس مُوحشُ
يقلم براعم الفجر
فأنّى صباحنا يشمسُ ؟
خنجر وتابوت
استوطنا أفق الشروق
مارقة أنتِ بعين المروق
"ذو الاكتاف " عانق إليك الفرات
وأنت غافية في نوتة العشق
" إردشير " من أجلك آت
يعلمك قواعد الطاعة
وأصول التسبيح قبل الصلاة
يلوي الزيف ذراعك .. فيقتلني
يا وجيب دنياي وأعواد نعشي
غرور الصفوة – كان – يمنعني
وغبار ملق الحراس .. يفصلني
وحيدان أصبحنا يا حُميمتي .. الآن
وحيدان تحت أنقاض الملق والغرور
نتنفس الندم .. ونغزل الفلق
فتعالي .. إلى خيمة الحزن السمكية
تعالي .. اختبئي تحت جلدي
في فيض حبي
تحت نار العبرات
تعالي " فمن أجلك يا حياتي
صنعت موتي قارباً
يبحر بك بعيداً عن أصابع الوشاة



على قذيفة لم تنفجر
جلست عروس البحر
تحتبي جرحها وتعتمر
قبعة بريش صقر
شهقت مضيئة فجوة حولها :
" جذور حبي فرح الشموس "
" شمسان " ارتعش لصرختها :
" أغروب حل أم كسوف " ؟
" صيرة " توارت ثلاثين حجة
وصيرة لا تستغيث في الحتوف
سوى ييض نوارسها
وتسند السناء بكفي تساميها
و " أيار " قبرة يابسة فوق الأنقاض
يأكل نمل العداوة عينيه :
فيد حرب الهزيمة
سقطت ملطخة بالغدر
عن قبرة الحلم : معانيها العقيمة .

-16-

من أغتال " أيار "
سلوا ركام الخرائب ؟
من اغتال أشواقنا إليه .. فرادي وكتائب ؟
كم كنا قبل " أيار "
على أجنحة الشوق " نهرب من جحيم النوائب
إلى اخضرار " أيار " وجنة أيار
كأحلام المحارب
وكان " أيار "
يا بحر جدي .. مركب حبي محطم الصواري
وأيار لا شيء
التيه يرحل بي :
من الانحسار إلى الانحسار
ومن ثأر عقيم إلى ثأر تجاري
ومن داري أغدو بلا داري
و " أيار " انتحار مجيد لموعد البذار
سقطت يا حبيبتي في هاوية الفوضى
أشواق المواكب
وكان " أيار " و " مايو " لاشيء
جسر نابت في صرخة " الغفاري "
الأشباح تسكن نوافذ الهديل
و " أيار " يتدحرج على الأنقاض
كفراشة شربت سمها
من فم يسيل حمماً سادية الرغائب
والليل أحدق .. كذباب أزرق
فأنّى أورق .. غصن يُسرق ؟!
ما لون غدي " ونهاري يُشنق ؟!

قطرة ندى حبيبتي
ألقيت في خضم مظلم
ففقدت انتماءها
إلا أنا
أنتمي إليك كخلجة في القلب
أنتِ شرقي وأنتِ لي الغرب
أنتِ أناي وحقيبة وجودي
في موتي : أنت أحلى
في الكساد : أنتِ الأغلى
وأنتِ دائما .. جمر الغضا
الأسطورة الأكثر صدقاً :
" يُقتل الحب كي ينهض "
انت شمسي البعيدة
وقصيدتي الطريدة
وأنا قسمات هذي الأرض
كذبوا .. ليست سعيدة
لكنها عِرضي ..
فيا أرضي ويا عرضي
علميني كيف أحيل الرماد
في هذا العفاء .. عمود ضياء ؟

- 17-

طالما نبض قلبي
يقول : عدنا عدن
طالما ظلت " عدن "
صمتي وبوحي .. عرش روحي ..
سنبلة لنغم
طالما في قلبي سكنت
بيتاً وهم
قصيدة مغتصبة المعاني
خاتماً يبحث عن هويته
في بقايا البنان
فسأقول لا .. وألف لن
لا .. سوط الحب : يُسبيني
لا .. عسل الفرض : يُلغيني
وتفنيني نقوش القهر ... لا
لا .. أنا توق تاريخ مغاير
وأشواقي شحارير الكرامة
كلما قال " شمسان " لـ " صيرة "
" إلامَ الصبر .. ياتاج البحار ؟!
هلمّي إليّ بلون نورس مكابر
وبموجة بكر الاشتهاء : قبليني "
لا .. أنا – يا ماخور هذا الغدر
المدجج بالزيف .. الأساطير ، القبيلة
وعطن المقابر –
جرح متعال
يؤلف " ليلاه " وألف عاشق
أنا .. موتي على ذراع حريتي
- يا تابوت أزمنتي – يحييني
موتي المختار مملكة
أسوارها ورد – وجود – شائكُ
حارسها العدل وعصافير الزنابق
إن لم تكُ – إرادتي – للمحبة حائكُ
ندى الحب – القسري – أعواد مشانق

اكتوبر 1994م

صور للشهيد المناضل محمد محسن الكباس



صور من موكب تشييع الشهداء محمد محسن كباس والشهيد عميد والشهيد حماده

كلمه المناضل أمين صالح محمد رئيس المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب في مهرجان الذكرى


بسم الله الرحمن الرحيم
كلمه المناضل أمين صالح محمد رئيس المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب في مهرجان الذكرى الثالثة لشهداء النضال السلمي يوم الاربعاء 13اكتوبر 2010م في الحبلين
((ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون )) .صدق الله العظيم
أيها الاخوه__ المشاركون في هذا المهرجان القادمون من كل إرجاء الجنوب الوطن المغرور به الى مهرجان الوفاء لشهداء ثورتنا السلمية المباركة والذي يرمز له بيوم 13 من أكتوبر يوم المذبحة الاجراميه التي تعرض لها المناضلون الأبطال من أبناء ردفان بهذا التاريخ من عام 2008م من قبل قوات الاحتلال وهم مجردين من جميع وسائل الدفاع الذاتي وأصبح إحياء هذه الذكرى مهمة وطنيه وأخلاقيه علينا تجاه شهداء ثورتنا السلمية جميعا برمزيه هذا التاريخ ومن يرفض هذه المناسبة او يتجافى عنها فانه جاحد ولا يرتبط بمسار هذه الثورة الا من حيث الاسم كما ان إحياء هذه المناسبة هو مبدأ من مبادئ ثورتنا والقيم التي تستند أليها الثورة ولهذا فأننا ندعو الى جعل هذا اليوم يوما خالدا في ذاكره شعبنا في الجنوب يجسد المبادئ والقيم لثورتنا ولا يوجد لدينا اي مبرر يرفض أحياء هذه المناسبة ورفض إحيائها يعد محاوله لإسقاط أهم مبدا من مبادئ ثورتنا السلمية المباركة. وهنا تجدر بنا الاشاره الى ان أي ثوره لاتستند على قيم وأخلاقيات نضالية ومن أبرزها هي الوفاء للشهداء والصدق مع الجماهير والإخلاص للقضية .
أيها الاخوه__ ان إحياءنا لهذه الذكرى سنويا ستعطينا فرصه لتوجيه رسالة الى العالم فيمعن النظر في معاناتنا في هذا الوطن المغرور به باسم الوحدة وليعلم إننا شعب حي لايمكن لنا التعايش مع حياة الذل والمهانة وأننا سنقاوم الاحتلال بصدور عارية كثمن نقدمه من اجل الحصول على حريتنا ولن تمنعنا من ذلك اي قوة في الدنيا مهما عظم شانها كما تعطينا فرصه لإيصال رسالة أخرى مفادها ان نضالنا السلمي سيستمر طالما استمر الاحتلال لهذا الجرائم التي يتعرض لها شعبنا مهما تزايدت فإنها ستكون شاهده على عدالة قضيتنا وإلزام المجرمين القائمين على احتلال وطننا والعابثين بمصيره الى ان يأتي يوم الحساب ونؤكد بانه لا امن ولا استقرار سيتحقق في هذه المنطقة ودماء أبناء الجنوب تسفك بدون حق وما سيترتب على ذلك من نتائج ستمس الجميع.
كما ان إقامة المهرجان بهذا التاريخ 13 أكتوبر يعتبر رابطا بين ثورة الجنوب ضد الاحتلال البريطاني عام 1963م الثورة التي طمست كل مكتسباتها بما فيها الاستقلال ولم يبقى لدينا غير ذكراها . ولاكنها منهال ننهال منها قيم الحرية التي يجب ان نضحي من اجلها اليوم كما ضحى من اجلها الإباء والأجداد من قبل . وهذا هو الرابط المعنوي بين المناسبتين ومن يريد ان يجعل من ثوره 14 أكتوبر مناسبة احتفاليه فقط بدون رابط يربطها مع الجماهير وقيم تستمد منها فهو يريد بشكل مقصود او غير مقصود ان يحاصرها داخل اسمها ويسقط عنها البعد الإنساني في الحرية والاستقلال وهي القيم التي حملتها وتحملها ثورتنا السلمية اليوم. ومن شان محاصرتها باسمها كما يريد بعض المتطفلون على مسار نضال شعبنا وقضيته العادلة وهو ماينسجم مع ماتريده سلطات الاحتلال التي قضت على جميع مكتسباتها بكل صلف وإصرار.
ان الجحود ونكران تضحيات المناضلين واعتبارها تضحيات مهمة من اجل ان يعتلي عليها الجاحدون ويكسبون الجاه على حساب تضحياتهم في مايعتبرون أنفسهم معفيين من الوفاء لتلك التضحيات يعد إسفافا غير مقبول والتمادي فيه جريمة لاتغتفر
أيها الاخوه___ اننا في المجلس الوطني وبقية القوى المخلصة لحق الجنوب في الحرية والاستقلال سنضل فخورون بصلابة موقفنا التي أجبرت الجميع على تبنيها ولو بدون رغبه منهم ولا نغالي اذا قلناان تبني هذا الموقف لم يكن بمحض إرادتهم ولكنه موقف تقدم تحت ضغط الجماهير فقط ولا نبالغ انا قلنا ان هذا التقدم الذي يرفض الالتزام لاي دليل يترجمه سياسيا لم يكن اكثر من مخادعه ومغالطه للجماهير . كما ان رفض الحوارات السياسية هو تهرب من الالتزام النظري والعملي بالقضية إمام الجماهير والقوى التحررية المؤمنة بهذا الحق . ويترجم ذلك التهرب بالادعاء بالتمثيل الشرعي لقضية الجنوب بدون اي دليل نظري لها ولا نعلم أمام من يكون هذا التمثيل ان لم يكن أمام حوارات سلطة الاحتلال .ولهذا فأننا نسال هل وافق لكم الاحتلال على تمثيل الجنوب والحوار معهم ام لا؟وهل طلب منكم العالم مثل هذا التمثيل ام لا؟وما هوا مشروعكم السياسي الذي تمثلون شرعية الجنوب على ضوئه؟
أيها الاخوه___ ان رفض الحوار الذي يفضي الى وضع كل القوى الجنوبية الى التزام وطني بدليل نظري مجددا هدف النضال والياته والمستقبل الذي ننشده .ويحقق الالتزام الوطني الجنوبي الذي تشترك فيه كل القوى والتيارات السياسية والاجتماعية بمختلف توجهاتها ويؤمن مصالحها حوار يصل الى جمع كل القوى باختلاف مصالحها وتناقضاتها في إطار سياسي واحد يمثل الاراده الوطنية الجامعة ويستوعب التنوع ويمنع الاختلاف والصراع المدمر الذي عاده مايكون نتاج الاتحاد الفوضوي بين القوى ,الغير مستند على أسس موضوعيه بل يجمع المتناقضات لتصطدم وتتصارع في ما بينها ثم يتحول الصراع الداخلي من صراع ثانوي الى صراع رئسي على حساب القضية التي يمثلونها .
ان مثل هذا الرفض الاستعلائي للحوار والاستقواء بقيادات خارجية اوما تقدمه من دعم مالي لايمكن ان يمثل مصلحه وطنيه ,ولكنه يقدم خدمه مجانية للاحتلال . ولانضمن ان الإخوان الذين يرفضون الحوار ليدركون خطورة ذلك ولكننا لاندري ما الذي يختفي خلف الأكمه.
ايها الاخوه الأعزاء__ ان التفافا خطيرا على قضية شعبنا وثورتنا تجري الترتيبات له هذه الأيام على مستوى الداخلي والخارجي با يدي جنوبيه ,اننا في المجلس الوطني وبقية القوى الأخرى الملتزمة بمبدأ الاستقلال نعتبر ان مهمتنا هي حراسة القضية ومنع تعطيل تنفيذ تلك الترتيبات التى اذا ما نفذت فأنها تقضي على حق شعبنا المشروع في الحرية والاستقلال والى الأبد .ولهذا فأننا نؤكد ان شعبنا الذي أصبح تحت الاحتلال من 7.7.1994 م أصبح من حقه شرعا وعرفا ان يناضل من اجل حريته واستقلاله.واي تنازل عن هذا الحق لايصب آلافي خدمة الاحتلال ,الذي يريد الخروج من وصف الاحتلال الي وصف الوحدة التي يريد التمسك بالشرعية من خلال ان يجعله في إطار وصف الوحدة يعطيه الحق في الدفاع عنها ويمنع علينا النضال من اجل الحرية.ولهذا فأننا نقولها وبالصوت المرتفع اننا نرفض مقولة فك الارتباط, او مقولة تقرير المصير ,بمالها من مطالبه ترتبط بالخروج من الوحدة .بينما الوحدة لاوجود لها من يوم إعلانها كما نؤكد اننا لم نعد متمسكون بقرارات مجلس الأمن الصادرة إثناء الحرب لكونها لم تنفذ عندما كانت صالحه للعمل , ومن غير المنطقي ان نعتبرها صالحه اليوم بعد ان أصبحت بلدنا كلها تحت الاحتلال .
ان شعب الجنوب لايقبل الحوار مع الاحتلال الأمن اجل حريته واستقلاله وبدون ذلك فانه سيستمر في النضال
أيها الاخوه الأعزاء__إنكم مطالبون اليوم أكثر من إي وقت مضى باليقضه وحراسة قضيتكم وعدم الانجرار العاطفي خلف اي دعوه قد يكون فيها نهاية الحق الجنوبي العادل .وبعدها لاينفع الندم .
ان قضية الجنوب وحقه في الحرية والاستقلال قد أصبحت اليوم مطروحة على أجندة السياسة ولاستطيع اي قوه ان تتجاهلها مهما كانت .وهذا كان بفضل تضحياتكم وليست بشرعية زيد وعمر وعليكم اليوم تحصينها بشرعية نضالكم وبشرعية الحق المهدور .وبهذه المناسبة فاني أدعو جميع الشخصيات القيادية في الخارج والتي كانت مسئؤله عن الإعلان الفاشل للوحدة عام 1990م وعلى يدها تعرض الجنوب للنكبة ان تقوم بمسؤولياتها تجاه شعب الجنوب ,وان تكون الى جانب حقه العادل في الحرية والاستقلال ولاتقبل بما هو اقل منه وتبتعد عن الوصاية على شعبنا ,حتى لايتم تحميلها مسؤولية ما هو فيه ,وان توحد صفوفها وتوفر الدعم المادي والمعنوي لنضالاته ,وتمتنع عن الاستقطابات الداخلية التي أضرت بوحدة المناضلين في الداخل وشوهت مسيرة النضال .
في الختام أجدد التحية لكم أيها الإبطال وانتم تسطرون من أروع ملاحم النضال وعلى كل جزء من أجزاء وطننا الحبيب .وادعوا لله ان يتغمد شهدائنا بواسع رحمته وان يسكنهم فسيح جناته ,وأتمنى لجرحانا الشفاء .ولمعتقلين النصر .وإنها لثورة حتى النصر .

الخميس، 21 أكتوبر 2010

المجلس الوطني الاعلى


اجتماع المجلس الوطني الاعلى محافظة الضالع

عقد ضهر اليوم اجتماعا لسكرتارية المجلس الوطني محافظة الضالع

الخميس 12/10/2010مبحضور المناضل امين صالح محمد رئيس المجلس الوطني الاعلى محافظة الضالع عقد اليوم اجتماعا لقيادة المجلس الوطني الاعلى محافظة الضالع برئاسة المناضل محمد صالح سعيد نائب رئيس المجلس الوطني الاعلى محافظة الضالع وذلك للوقوف امام المستجدات والتطورات في الساحة وقد استمع الحاضرون الادجتماع ال كلمو مطوله لمناضل امين صالح حول موقف المجلس من المستجدات وعن الدور الذي ينبغي على المجلس القيام به في ضل هذه التعقيدات والضروف الحساسه
وبعد النقاش تم اقرار عدد من القضايا وقد صدر عن الاجتماع بيان سيتم نشره لاحقا

الشيخ طارق الفضلي يندد بالحملة العسكرية التي تنفذها قوات الاحتلال في الجنوب ويؤكد ان تنظيم القاعدة يتبع الرئيس اليمني شخصيا

في بيان سياسي له
الشيخ طارق الفضلي يندد بالحملة العسكرية التي تنفذها قوات الاحتلال في الجنوب ويؤكد ان تنظيم القاعدة يتبع الرئيس اليمني شخصيا
الكاتب : زنجبار -آنا ANA -خاص
البريد الإلكتروني :



21-أكتوبر تشرين الأول-2010
اتهم القيادي في الحراك الجنوبي الشيخ "طارق الفضلي " قوات الاحتلال اليمنية بشن أعمال إبادة واسعة النطاق ضد المدنيين العزل في عدد من مدن الجنوب بحجة محاربة تنظيم القاعدة مشيرا إلى ان هذه الأعمال تسببت باستشهاد عدد من الابرياء وتشريد الآلاف عن مساكنهم مشيرا إلى ان تنظيم القاعدة تنظيم يتبع نظام الرئيس اليمني صالح شخصيا .
وقال الفضلي الذي يشغل نائب رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب في بيان صادر عن مكتبه مساء اليوم الخميس وتلقته "وكالة أنباء عدن " ان المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي يتابع باهتمام بالغ ومنذ الساعات الأولى للحشود العسكرية والأمنية والانتشار والزحف الواسع على الأراضي الجنوبية المحتلة من قبل نظام صنعاء وقواته المسلحة بحجة محاربة القاعدة وحماية خليجي عشرين.

وأشار الفضلي بان هذه الحملة العسكرية التي تشنها قوات الاحتلال تأتي بالتزامن مع احتفالات الجنوب بالذكرى ال 47 لثورة أكتوبر المجيدة .
وقال:" وبالتزامن مع الذكرى 47 لثورة 14 أكتوبر المجيدة في الجنوب أقدمت القوات المسلحة البرية والجوية التابعة لنظام صنعاء بقصف المدن والقرى الآمنة في لودر ومودية محافظة أبين وشبوة ،بالمدفعية الخفيفة والثقيلة وراجمات الصورايخ بمساندة سلاح الطيران وتم استهداف المواطنين الأبرياء وقتل النساء والشيوخ والأطفال ،وتشريد الآلاف منهم جراء هدم المنازل وانقطاع الماء والكهرباء والاتصالات والطرق وإغلاق الأسواق والمحلات التجارية ومنع المواد التموينية والطبية والوقود عن تلك المناطق (المنكوبة).
وأضاف قائلا:" ولم يكتفي نظام صنعاء المحتل، بتلك الأفعال اللانسانيه بل عمل عل عزل تلك المدن والقرى عن العالم الخارجي ومنع الصحفيين والإعلاميين من تغطية ما يدور على أرض الواقع وكشف الحقائق .
أننا نناشد العالم الحر في كل ربوع المعمورة التدخل لوقف الحرب المستمرة منذ عام 94م على الأرض والإنسان الجنوبي وتفعيل القرارات الدولية الصادرة من الأمم المتحدة بشأنها ووقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا .
واختتم الشيخ طارق الفضلي بيانه موجها الدعوة إلى كافة أبناء الجنوب بالوقوف صفا واحدا في وجه هذه الاعتداءات التي تمارسها قوات الاحتلال مناشدا المنظمات الإنسانية والصليب الأحمر ومنظمات المجتمع المدني التدخل السريع لإنقاذ المواطنين المشردين في أبين وشبوة.
ولأهمية البيان تنشر "وكالة أنباء عدن" نصه كما ورد من الشيخ طارق


بسم الله الرحمن الرحيم
بـيـــان
يا أبناء الجنوب الأحرار : يتابع المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي باهتمام بالغ ومنذ الساعات الأولى للحشود العسكرية والأمنية والانتشار والزحف الواسع على الأراضي الجنوبية المحتلة من قبل نظام صنعاء وقواته المسلحة بحجة محاربة القاعدة وحماية خليجي عشرين .
وبالتزامن مع الذكرى 47 لثورة 14 أكتوبر المجيدة في الجنوب أقدمت القوات المسلحة البرية والجوية التابعة لنظام صنعاء بقصف المدن والقرى الآمنة في لودر ومودية محافظة أبين وشبوة ،بالمدفعية الخفيفة والثقيلة وراجمات الصورايخ بمساندة سلاح الطيران وتم استهداف المواطنين الأبرياء وقتل النساء والشيوخ والأطفال ،وتشريد الآلاف منهم جراء هدم المنازل وانقطاع الماء والكهرباء والاتصالات والطرق وإغلاق الأسواق والمحلات التجارية ومنع المواد التموينية والطبية والوقود عن تلك المناطق (المنكوبة) ولم يكتفي نظام صنعاء المحتل، بتلك الأفعال اللانسانيه بل عمل عل عزل تلك المدن والقرى عن العالم الخارجي ومنع الصحفيين والإعلاميين من تغطية ما يدور على أرض الواقع وكشف الحقائق .
أننا نناشد العالم الحر في كل ربوع المعمورة التدخل لوقف الحرب المستمرة منذ عام 94م على الأرض والإنسان الجنوبي وتفعيل القرارات الدولية الصادرة من الأمم المتحدة بشأنها ووقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا .
كما نناشد المنظمات الإنسانية والصليب الأحمر ومنظمات المجتمع المدني ونطالبها التدخل السريع لإنقاذ المواطنين المشردين في أبين وشبوة .
أيضاً نناشد منظمات حقوق الإنسان النزول لتقصي مثل هذه الإعمال العدوانية والهمجية الإجرامية المخالفة لكل القيم الإنسانية والقانونية ،بحجة الحرب على القاعدة والتي هي في الأصل قاعدة رئاسية بامتياز وباسمها يقتل ويجرح ويسجن أبنا شعبنا الجنوبي .
فأننا ندعو كل الشخصيات الوطنية الغيورة رفض كل ما يتعرض له أبنا أبين وشبوة والجنوب عامه من قتل وتشريد جماعي إلى لملمة الصف في مجابهة هذا المحتل الغاشم .

عاش الجنوب الحر حراً مستقلاً
المجد والخلود للشهداء والشفاء للجرحى ،الحرية للمعتقلين

الشيخ /طارق بن ناصر ألفضلي
نائب رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير

البرنامج السياسي للمجلس الوطني الاعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب



البرنامج السياسي

بسم الله الرحمن الرحيم
البرنامج السياسي للمجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي
لتحرير واستعادة دولة الجنوب المستقلة

((وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقوا الله ان الله شديد العقاب)) صدق الله العظيم

المقدمة

إن المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوب المستقلة:
هو القيادة السياسية والشعبية الجنوبية المعبرة عن حق شعب الجنوب الشرعي والعادل في النضال من أجل التحرر من براثن الاحتلال العسكري البدائي ( للجمهورية العربية اليمنية ) لينال استقلاله ويستعيد دولته الوطنية ذات السيادة على كامل ترابها.
وإذا استدعت رحلة كفاح شعبنا على مدى عقد ونيف، و ما ترتب عنه ومن حوله من عوامل ذاتية وموضوعية تسعى إلى حصار المفهوم السياسي لقضيتنا داخل المنطقة الرمادية، أي في حالة سيوله وغموض يحملان أكثر من تعريف وبالتالي، اكثر من خطاب سياسي داخل الحركة الشعبية الجنوبية السلمية .. الخ فإذ استدعى ذلك كضرورة سياسية – تحرير ( القضية الجنوبية ) مما سلف ذكره وغيره، تداعي أبناء الجنوب المؤمنين بالهدف الى التشاور مع كل مكونات الحركة السلمية الجنوبية للإنتقال الى مرحلة الوضوح في نضالنا، فكان " لقاء العسكرية " التاريخي الذي أعلن عن قيام مجلس وطني جنوبي سيضم خمسين مناضلاً من كل محافظة في الجنوب وممثلين عن ابناء الجنوب المهاجرين والنازحين في الخارج، المؤمنين بالهدف المعلن من قبل المجلس الوطني الأعلى في بيان إشهاره الذي كان ثمرة ذلك التشاور.
فإن المجلس الوطني يشكل – كذلك – إطاراً جامعاً لوحدة المناضلين الجنوبيين المقتنعين بهدفه المعلن في كل بياناته وببرنامجه السياسي المرحلي هذا، بمعزل عن انتماءاتهم السياسية والاجتماعية والمهنية – النقابية .. الخ.
منطلقاً من ايمانه بأن وطننا المغتصب امانة في اعناق كل ابنائه في الداخل كانوا او في الشتات، وان الواجب الوطني والديني والأخلاقي يدعوهم أن يسهموا في تحرير وطنهم، كل بما يستطيع ان يقدمه لخدمة هدف الحرية النضالي، متى واينما كان، لتحرير وطنه وانقاذ شعبه من وضعة الفجائعي، تحت نير ما هو اسوأ من الاحتلال، بثقافته الغابوية، ونزوعه التدميري الشامل نحو الجنوب : الأرض والانسان والتاريخ.

إن المجلس الوطني الاعلى، يعي وعياً سياسياً عالياً، المسؤوليات المترتبة على نقلته النضالية النوعية التي حررت القضية من قيود الغموض و مخاطر التردد النخبوي الجنوبي وذرائعيته .. الخ
وفي مقدمة ذلك – لاريب – هي مسؤولية بناء حامل سياسي منظم يرقى الى مصاف الهدف الوطني النبيل الذي اعلنة وتبناه باعتباره التجسيد العملي للإرادة الشعبية الغالبة في الجنوب، التي اوصلتها فاجعتها اللإنسانيه الى اليقين بإستحاله التعايش مع ثقافة سلطة الغزو الوافدة على الجنوب – بالقوة – من خارج العصر بما هي ثقافة تسييد " العقل الهمجي " المبيح للنهب والسلب معيدة الى الذاكرة تاريخ الحروب القديم ، ولا سيما الحروب السبئيه ما قبل الميلاد ، حيث اجلت الممارسات – منذ 7/7/1994م ضد الجنوب الطابع السبئي : الغزو من اجل الغنائم والنزوع العنيف لتدمير المهزومين، وسبي من لم يقتل وتقديم قرابين للآلهة.
لقد حاكت الـ ( ج.ع.ي ) – السلطة بالذات – في غزوتها للجنوب (( مملكة سبأ )) في حروبها التدميرية.

وإذ عبر المجلس عن اراده الشارع الشعبي الجنوبي فإنه لايزعم الوصاية على هذا الشعب المكافح من اجل حريته، بل يربا بنفسه عن هذا المنزلق السياسي اللاعقلاني المدمر، الذي خبره من تاريخ الجنوب السياسي الحديث ولذلك فالمجلس الوطني يدعوا الجماهير الى التمسك الواعي بقناعاتها وخياراتها المعبرة عن ارادتها الحرة، لأنها الارادة الصلبة القادرة على فرض خياراتها الكفاحية التي من اجل انتصارها قدمت وستقدم الغالي والنفيس.
واذ يلتزم مجلسنا خيار الشعب ويجسد ارادته، ينبه الجماهير الى حقيقة ان من لم يجسد ارادتها اليوم ، فلن يحترم ارادة الشعب غداً.
وفي هذا السياق يؤمن مجلسنا بأن ليس ثمة خيار لدي الجماهير في جنوبنا المستباح، يرقى الى مستوى تضحياتها الغالية، سوى هدف الاستقلال واستعادة الدولة. وذلك فمجلسنا يدعوها الى الالتفاف النضالي الواعي حول هذا الهدف الذي سقط من اجله الشهداء الابرار وسالت من اجله الدماء الزكيه على طول وعرض الجنوب.
ويثق المجلس الوطني بأن شعب الجنوب لن ينساق مرة اخرى وراء الاوهام السياسية القاتلة، التي سبق وان قادته الى مصير القربان الجماعي لآلهة التاريخ المؤسطر والايدلوجيا الزائفة وله في حديث رسول الاسلام ( صلى الله عليه وسلم ) القائل " ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين " خير هادٍ في رسم آفاق مستقبله.

وسيناضل المجلس يداً بيد مع كل قوى الجنوب السياسية والمدنية والشعبية المؤمنة بحق شعب الجنوب في الحرية والاستقلال وسيعمل بإخلاص وتفاني على تيسير كل السبل لوحدة الاداة النضالية في اطار كفاحي واحد لحماية وتصليب فانتصار الهدف المشترك.
فمجلسنا لا يرى سبباً يحول دون وحدة القوى الجنوبية ذات الهدف السياسي الواحد.
وفي سياق آخر سوف يعمل مجلسنا بكل مكوناته مع الآخرين ممن يتبنون خيارات أخرى، يرون بأنها قادرة على اخراج شعبنا من جحيم فاجعته الانسانيه غير المسبوقة في كل تاريخه.
وسيعمل في هذا الاتجاه منطلقاً من :
1- التزام مبدأ التعدد والتنوع، واحترام الرأي المخالف، والقبول بالآخر كشريك في الوطن في راهنه الكفاحي وفي المستقبل مؤمناً بأن التعدد والتنوع سنة الله في خلقه، وعامل حماية للمجتمعات من الاستبداد والطغيان، وعامل ثراء في المجتمعات غير المتعسفة لمبدأ التنوع في اطار الوحدة.
2- تجسيد قناعاتة المبدئية الرافضة للإستبداد بكل اشكاله من خلال اسهامه العملي على نشر وترسيخ ثقافة التعدد داخله ومن خلال رسم خط علاقاته باصحاب الرؤى المختلفة، الملتزمة قاعدة الاعتراف المتبادل بحق التعدد والاختلاف في الرأي. ويعتبر هذه المرحلة النضالية ضرورية لتعلم فن ادارة الاختلاف والتنوع على صعيد الذات ومع الآخر الوطني او الخارجي. ايماناً من مجلسنا بأن ما سنبذره في مرحلة نضالنا التحرري سيحصده شعبنا مستقبلاً.
3- التنسيق او بناء تحالفات على قاعدة القواسم المشتركة وهي كثيرة بل جوهرية داخل كل مكونات قوى النضال الجنوبية في سبيل خلاص شعبنا من الاحتلال واهدافه المعروفة. وسيعمل على تطوير وتوسيع نقاط الالتقاء طالما اسهم الآخر في تعزيز الشراكة الكفاحية واسهمنا معاً في بناء عوامل الثقة لخدمة قضيتنا وانتصاراً لإرادة شعبنا الحرة.
وإذ يمثل المجلس الوطني الجنوبي اطاراً لوحدة مناضلين مخلصين لهدفهم الكفاحي الواضح، فأنه يؤكد بأن ابواب المجلس مفتوحة لكل المناضلين الجنوبيين ممن اكتملت لديهم القناعة بصواب رؤية مجلسنا السياسية وخطه السياسي الكفاحي.
وسيعمل المجلس بكل تكويناتة على حشد الرأي الشعبي حول هدف الاستقلال واستعادة دولة الجنوب، معتمداً وسيلة الاقناع عبر الحوار ونشاطاته السياسية والاعلاميه والتضامنية والعمل على اعاده بنينة الوعي التاريخي .. الخ.
وسيلتزم المجلس الوطني بمبدأ العمل على الحيلولة دون أي عمل واعي او بدون وعي، يسهم في اعادة انتاج الماضي وصراعاته السياسية العنيفة.. وسيسعى الى تجسير الصلات الايجابية مع وبين كل قوى الجنوب الحية، ملتزما إرادة شعب الجنوب الواعية في طي صفحة الماضي الأليم، والاستفادة من دروسة وعبره والالتزام بقيم التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي – الجنوبي، هذا الفعل السياسي والانساني الخلاق المجسد لثقافة جنوبية حضارية متميزة والذي شكل الجسر المادي والمعنوي الذي توحدت عليه ارادة شعب وانتفضت هويته دفاعاً عن وجودها من نزوع الطمس والتدمير العنيف في ثقافة غزاة (7/7).
ان المجلس الوطني جاء كحاجة سياسية موضوعية اقتضت ميلاده من رحم الاضطراب الرؤيوي وسط الحركة الشعبية النضالية الجنوبية العفوية، ذلك الارتباك الذي طفح في تراجع الخطاب السياسي وتعدد مضامينه ليضع الاراده الشعبية الجنوبية امام اختبار عملي لتحديد هدفها وطريق خلاصها الواضح والالتفاف حوله وهو الهدف الذي عبرت عنه في شعاراتها وزواملها وسط الرصاص الحي والغاز السام " برع برع يا استعمار " او ان تظل رهينة مربع الغموض والهلامية الشبيهة بحركة هندول ساعة جدارية سقطت عقاربها. لكن مجلسنا يثق بأن الجماهير التي انتفضت لتواجه الموت بصدور عارية، تعي ما تريد، وانها تسترخص الموت من اجل هدف عظيم : هدف الدفاع عن الوجود من المحو، هدف الحرية والاستقلال.

الباب الأول :
الفصل الأول
القضية الوطنية الجنوبية

ان القضية الوطنية الجنوبية هي قضية حق طبيعي ومكتسب أي قضية شعب وارض وتاريخ سياسي وتراث كفاحي وثقافي - هوية – ( دولة تاريخية ) اخضعت بالغدر والعدوان لإستعمار بدائي هو أسوأ من الاحتلال.
وهي قضية حق سياسي وقانوني وجيو/ثقافي وتاريخي، لا تسقط بالتقادم، بما هي قضية موضوعية الوجود تختزن شروط وعوامل قوتها من شرعيتها وعدالتها بمواجهه القوة، هذه التي اثبتت التجربة التاريخية الانسانية عجزها عن ان تخلق الحق، بمقابل قدرة الحق على خلق اسباب القوة – حسب روسو – وهذه الحقيقة اثبتتها التجربة المعاشة اليوم بمقاومة شعب الجنوب ورفضه للهيمنة العسكرية للجمهورية العربية اليمنية، منذ بدء الاجتياح وما بعد الاحتلال، ليخرج منذ عامين بقضه وقضيضه يناضل سلمياً لإستعادة عزته وكرامته رافضاً للإحتلال ومطالباً بالاستقلال واستعادة دولته المستباحة من قبل نافذي وأمراء حرب سلطة الاحتلال.

وإذا كانت القضية الوطنية الجنوبية، قد بدأت كما يرى المجلس الوطني، مع إعلان قيام ( الجمهورية اليمنية ) في 22/5/1990م عن اندماج ( ج.ي.د.ش ) مع ( ج.ع.ي ) تلك الوحدة التي حملت اسباب فشلها بداخلها بسبب الاندماج الذي لم يراعي ابسط شروط الوحدة بين الشعوب لتأمين مصالح الطرفين مصالحها مما شجع سلطة صنعاء على اعتبار الوحدة مجرد عودة الفرع إلى الأصل معتبراً الـ(ج.ع.ي) اصل و الـ(ج.ي.د.ش) فرع وهو امر متعارض مع مبدأ الوحدة السياسية بين الكيانات السياسية. وعلى هذا كانت مؤشرات القضية الجنوبية واضحة من خلال محاولة هيمنة سلطة صنعاء على السلطة بالتنصل عن اتفاقيات دولة الوحدة المعلنة محولاً ظهره لكل الاتفاقيات الوحدوية. وقد كان اعتكاف البيض الأول بعد اشهر من إعلان الوحدة احتجاجاً على ممارسات نظام صنعاء أول مؤشر عن موت إعلان الوحدة. ومحاولة لإعادة الحياة لها. دون جدوى ولم يعود إلى صنعاء الا على اثر أزمة حرب إحتلال العراق للكويت في 2 أغسطس 1990م. وقد استمرت أزمة الوحدة بين الشعبين بصورة متزايدة مما أعاق دمج مؤسسات الدولتين العسكرية والمدنية بل ظلت كل دولة محتفظة بمؤسساتها. وفتح الباب امام الفوضى من قبل سلطة صنعاء لمفاقمة الفوضى الأمنية فشجع على الاختطافات والأغتيالات والحروب القبلية ثم انتقل الى استهداف القيادات الجنوبية بالأغتيال فقتل منهم أكثر من 150 شخص حتى تمكن من إضعاف القيادة الجنوبية ووضعها في موقف العاجز عن دفع الخطر عن ذاتها ناهيكك عن القيام بمسؤوليتها مما سهل عليه إعلان الحرب الشاملة ضد الجنوب من ميدان السبعين في 27 إبريل 1994م رافضاً كل القرارات والمناشدات الدولية لوقف الحرب وفي مقدمتها قراري مجلس الأمن 921 و931. وكذا دعوة مجلس التعاون الخليجي ومواصلاً الحرب حتى أتم إحتلال أراضي دولة الجنوب في 7/7/1994م وتم إعتبار هذا اليوم يوماً مقدساً، لتصبح حربهم مقدسة وممارستهم للسلب والنهب والقتل والسفك في الجنوب أداء لشعائر مقدسة، واعتراض الجنوبيين لها يمثل في انجيلهم – كفر بمقدس ولكي تصبح الجرائم، المرتكبة بحق الجنوب : الارض والانسان والتاريخ – وبالقوة – ضرب من اداء الواجب الديني، اسندت المقدسات بوعيد الموت وخطوط الدم والعيون الحمر وو.. وما شاكل.
وتهمة " الردة " جاهزة اذا ما رفع الجنوبيون انينهم او طلبوا حقهم فالحكم عليهم بحد الردة وفق تعاليم آلهة ( الوحدة - الغنيمة ) و ( الغنيمة - الوحدة ).
ومن التكريس العصابي للمقدسات الزائفة لتقرير مصير الشعب الجنوبي في دور القربان الجماعي لآلهة الغنيمة السبئية المعاصرة، الى فرص ثنائيات الإلغاء من قبيل : الأصل / الفرع، هذا المفهوم المصطنع يجلي بقوة ثقافة تنزع – بالفعل – الى التدمير الشامل للآخر ( الجنوب ) + الأغلبية/ الأقلية + دار ايمان/ دار كفر. ..الخ
فضلاً عن ممارسة التمميز العنصري الصريح ضد شعب الجنوب، الذي منح مكانة (الفرع ) في الشجرة الأم (الأصل) وهو ما يعني ان الارض تخص الاصل دون الفرع. وهو ما يجري العمل به لتحويل شعب الجنوب الى شعب بلا ارض، ولا هوية له ولا وجود، هكذا تجلت الاهداف المبيتة لدى ( ج.ع.ي ) من وراء قبول اعلان (الوحدة) وتكشفت اكثر في اهداف حرب احتلال الجنوب.المسنودة بفتوى دينية – صكت من دير المطامع السياسية لقوى الحرب القبلية – الاسلامويه – أباحت الارض والعرض والدم.
فجرى تقاسم اراضي الجنوب الخاصة والعامة كإقطاعيات بين امراء الحرب ونافذي الاحتلال بملايين الامتار وثم تحاصص حقول النفط الجنوبية، حتى البحر لم يسلم من المحاصصة فنهبوا الارض بالكيلومترات من املاك الدولة وأراضي المواطنين وأراضي الجمعيات الزراعية، لا فرق، فالجنوب كله – عندهم – فيد حرب وغنيمة نصر مباحة للفاتحين.
كما نهبوا كل مصانع ومؤسسات الدولة، ومزارع الدولة والتعاونيات بأصولها الثابتة والمنقولة وألقوا – بأصحاب الحق – العمال الجنوبيين الى ارصفه الجوع والمهانة فسلبوا مصادر عيشهم وحرموا من ثروات وأراضي بلادهم، التي يتملكها الفاتحون الوافدون من خارجها.
زد الى تصفية الجنوبيين من كل اجهزة الدولة العسكرية والأمنية والمدنية والنزوح القسري للآلاف من كوادر وأبناء الجنوب، ليصبح شعب الجنوب بكاملة يعيش حالة اغتراب، معطل القدرات مصادر الحقوق، مستلب الارادة، منتهك الكرامة، محظور على ابنائه الحلم والطموح الانسانيين.
شعب محروم من ارضه وثرواتها، مفروض عليه ان يعيش في في سجن الهزيمة العسكرية، مقطوع الصلة بماضيه، منفي – قسراً – من حاضرة. ومعلوم بأن شعباً بلا ماضي لا حاضر ولا مستقبل له.
وليتم ذلك للإحتلال تمت عملية سياسية ممنهجه لتدمير القيم الوطنية والمدنية الجنوبية، وزرع ثقافة القبيلة، التي تمثل محور الفكر السياسي لسلطة الجمهورية العربية اليمنية، فقام بإعادة انتاج العلاقات القبلية، بديلاً للعلاقات المدنية وثقافة القانون السائدتين في الجنوب، من خلال فرض المشائخ والعقال في الريف و المدينة – حتى مدينة " عدن " ذات الثقافة المدنية ( لكوزموبوليتانية ) في تسامحها وتعايش كل الاجناس والاديان فيها، جرت اريفتها ابتداء من تعيين مشائخ وعقال حارات فيها، وهو مالم تعرفه عدن طوال تاريخها ولتتم بدونتها صيروها قرية كبيرة، لن تجد فيها مكتبة لبيع الكتب ولا مسرحاً ولا داراً للنشر .. الخ.
وقد منح للمشائخ والعقال مكانة رسمية معترف بها في المعاملات ذات الطابع الرسمي، ليضطر المواطنون العودة اليهم مرغمين.
كما قامت سلطات الاحتلال بإحياء وتشجيع الاحتراب والثأر القبليين، فنجحت في محافظة شبوة، وفي الصبيحة والحد - يافع ومناطق أخرى.. كممارسة لسياسة " فرق تسد "
الاستعمارية بأسوأ صورها وبأخبث المقاصد وارذلها وليس ببعيد على شعبنا، والعالم من حولنا، قيام سلطات الاحتلال بالعدوان على حرمة موتانا، فنبشت المقابر، لإثارة الفتنة بين ابناء الجنوب، ثم قيام رئيس الـ( ج.ع.ي ) ذاته الى التحريض في م/ أبين – على الثأر من خصوم الماضي السياسيين فاين علماء الدين من قوله تعالى: " والفتنة اشر من القتل " صدق الله العظيم.
وبالتزامن مع تدمير قيم المدنية في الجنوب، بفرض قيم الماضي المعادية لقيم عصرنا الراهن ومثله العلمية والعقلانية، قام الاحتلال بتدمير المعالم التاريخية والرموز والآثار الثقافية الجنوبية القديمة والحديثة كعملية سياسية منظمة تستهدف طمس هوية الجنوب ومحو وجوده، كشعب، من خريطة الحاضر، ولأن ذلك غير ممكن كان لابد من شطبه من ذاكرة التاريخ بما هي (الذاكرة) معالم ورموز وآثار ومآثر وانجازات حضارية مادية وثقافية ومعنوية.
ولم يقف نزوع التدمير عند هذا الحد، بل يعمل حيثياً على تزوير التاريخ تحت شعار سياسي مغتصب وزائف عن (واحدية التاريخ) و (واحدية الثورة اليمنية) ولم تسلم ايضاً متاحف الجنوب وثورته وشهدائه حمى التدمير، فأشهر واقدم مسجد في مدينة "عدن" ( مسجد أبان ) تم هدمة واعادة بنائه بطريقة تقضي على وجوده التاريخي... نصب الجندي المجهول كرمز لثورة أكتوبر استقلال الجنوب نهبوه، متحف الثورة في ردفان حولوه الى مخبز عسكري وو... من الجرائم ضد انسانية التي ارتكبها المحتل الوافد من كهوف التاريخ على صهوة ثقافة الغزو والغنيمة السبئية المضمون.
ان شعباً من شعوب العالم لم يتعرض لجريمة تدمير رموزه ومعالمه وتزوير تاريخه، كما تعرض له شعبنا منذ اخضع لما هو أسوأ من الاحتلال في (7/7/1994م) الاسود.
وفي الجانب الاقتصادي، استولى المحتلون على كل شئ : مصانع ومؤسسات ومزارع الدولة ، وتحاصصوا الارض وحقول النفط.. اجمالاً وتملكوا البر والبحر، فارضين – بالعنف – ميزان ظلم لا مثيل له في التاريخ ينص على أن ارضهم لهم وارض الجنوب وثرواتها لهم!؟
ولأن شعب الجنوب كان يخضع لنظام سياسي ركز الملكية بيد الدولة، ولم يسمح بنمو الرأسمالية.
في القطاع الخاص، فقد تم احتلال الجنوب وليس فيه رؤوس اموال، لا تجارية ولا صناعية ... الخ.
وفوق ذلك لم يسمح للرأسمال الجنوبي المهاجر بالاستثمار والمنافسة، بل ونال النهب وكلاء الشركات الاجنبيه الجنوبيين بإرغامهم علي التخلي عن وكالاتهم، ومحاربه أي نشاط اقتصادي جنوبي سابق او لاحق.
فاستأثر الاحتلال بالسلطة والثروة ليفرض اقتصاداً استعمارياً على الجنوب تبدأ دورته في صنعاء وتعود ارباحه وفوائده اليها.
لتكتمل اركان المحو للجنوب – الغنيمة، بحرمان شعب الجنوب الشامل من السلطة والثروة والمكانة والدور والفرصة.
أي ارغام ارادتة على التسليم بإرادة الاحتلال، طالما سلب كل اسباب القوة المادية والمعنوية التي تكبل توقه الى استعاده عزته وكرامته المسلوبتين – كما قدر عقل القوة المهيمن على ثقافة الاحتلال – وهو تقدير انطلق من واقع الجمهورية العربية اليمنية وتاريخ الاخضاع المهيمن اللذين فرضهما الأئمة والقبائل الزيدية على المناطق الشافعية (تعز و إب و تهامة) ولم يأخذ في الاعتبار ان شعب الجنوب، يمتلك ثقافة اخرى فوق ان قضيته لها وجود موضوعي، كدولة تحت الاحتلال، لن يتنازل عن حقه الطبيعي المكتسب وهو ما حدث وسيواصل كفاحه، مبدعاً عوامل وأسباباً أخرى بديله لقوة المال، والسلاح والسلطة، حتى تنتصر ارادتة ويستعيد حقه الشرعي غير النقوص والحرية والسيادة على ارضه، مستنداً الى الاسباب والحقائق الواردة في الفقرة التالية.

حق شعب الجنوب في التخلص من الاحتلال

ان شعب الجنوب يعيش اقسى وأسوأ حقبة زمنية في تاريخه نتيجه تعرضه لأسوأ احتلال عسكري من قبل الجمهورية العربية اليمنية، هذه التي توجت فشل مشروع الوحدة الكارثي بينها و (ج.ع.د.ش) يغزو دولة الشريك الجنوبي.
فخسر شعب الجنوب الدولة والاستقلال ليخضع لإحتلال بدائي همجي غادر.
ومما لاشك فيه بأن قيادة دولة الجنوب ذهبت الى الوحدة مع سلطة صنعاء، مجسدة الطموح السياسي العربي في انجاز وحدة عربية تخرج امتنا من حالة التمزق والضعف والانحطاط الحضاري الى فضاء تاريخي جديد يبني مداميك القوة لاستعادة العزة والكرامة القومية المهدورتين.
و اذ قبل شعب الجنوب (الوحدة) عام 1990م مع (ح.ع.ي) التي يزيد سكانها عليه بثمانية – عشرة اضعاف وتنقص مساحة اراضيها على مساحة الجنوب ثلاث مرات وبالثروات عشرات المرات تقريباً، فإنما قبل التضحية بكل هذه المميزات التي تخصه وقبلها تنازل عما هو أهم أي القبول بتغيير هويته من "الجنوب العربي" إلى الـ(ج.ي.ج.ش) عشية الاستقلال ثم إلى الـ(ج.ي.د.ش) يعد 22/6/1969م، من اجل خدمة المصلحة القومية العربية، مؤملاً ان تكون تلك الوحدة فاتحة أمل، تقدم نموذجاً يجسد – في الواقع – افضليات الوحدة في خدمة الأمة.
وما كان شعبنا يتصور ان يتحول من صاحب فضل الى ضحية حلمه القومي، حين تعرض لعدوان عسكري غادر بشع من قبل الاشقاء في الـ (ج.ع.ي) الذين قبل ان يقيم نموذجاً للوحدة معهم لغاية اشمل واسمى هي خدمة امتنا العربية.
بيد ان الفشل الكارثي لمشروع وحدة 1990م على شعبنا الذي غدر به من قبل سلطة صنعاء قد أجلى بقوة استحالة الوحدة العربية في ظل انظمة عربية لم تؤهل مجتمعات عربية موحدة في كل دولة على حدة، ولم تبن دول المواطنة بدلاً عن دولة (الرعية).
وان وحدة ناجحة تفترض بالضرورة مراعاة الهويات القطرية التي تكونت في كل دولة منذ قرون، فضلاً عن احترام خصوصيات كل مجتمع.. الخ.
كما ان ذلك الفشل الذي تحول الى احتلال عسكري لدولة الجنوب من قبل دولة الشمال، قد اسقط ليس احلام شعبنا في الوحدة العربية وحسب بل ولدى الشعوب العربية الاخرى – دون شك - .
فلقد تحول شعب الجنوب في الوحدة الى كابوس رهيب، عندما وجد نفسه يخضع لاحتلال عسكري اجتثائي استيطاني باسم وحدة ولدت ميتة، وليس منها سوى خرقة بثلاثة الوان يحتمي بها المحتلون للجنوب في سابقة استعمارية لم يشهد لها التاريخ الحديث والمعاصر مثيلاً.
ولذلك فقد انطلق شعبنا في الجنوب متمسكاً بحقة الطبيعي والمكتسب وحقه الشرعي في النضال للتخلص من الاحتلال واستعادة دولته المستقلة، المغدور بها، من الحقائق السالفة الذكر ومن الحقائق الآتي ذكرها:
1- ان الوحدة السياسية بين الدول والشعوب، عملية خاضعة لظروفها ولقدرتها على تأمين مصالح أطرافها، ولذلك فهي قابلة للنجاح بقدر ماهي قابلة للفشل ولنأخذ مثلاً: الوحدة التشيكوسلوفاكية التي دامت اكثر من (70 سنة) فعاد كل طرف الى وضعة السياسي المستقل بطريقة سلمية .. ثم الاتحاد اليوغسلافي الذي شهد تفككاً هو الاعنف في عصرنا، والذي شهد آخر استقلالات مكوناته في استقلال (كوسوفو). وفشل الوحدة المصرية السورية، ولم تلجأ القاهرة الى القوة لفرض الوحدة على دمشق كما فعلت صنعاء مع عدن. ولذلك فإن مشروع الوحدة السياسية بين دولة (ج.ي.د.ش) و الـ(ج.ع.ي) التي فشلت قبل ان تبدأ، ثم توج فشلها الذريع يشن الحرب العدوانية الغادرة من قبل الـ(ج.ع.ي) على دولة الجنوب واحتلال اراضيها عسكرياً، وما تلت ذلك العدوان من ممارسات استباحيه للارض والعرض – كما سلفت الاشارة – كل ذلك لا يقرر الفشل الكارثي لمشروع الوحدة المعلن في 22/5/1990م وحسب، بل وتحول هذا الفشل الى جريمة ضد انسانيه بحق شعب ودولة الجنوب.
2- إن اعلان (الوحدة) السياسية بين دولتينا على عقد سياسي (اتفاقيات) دولية بين طرفيها وطالما نكث طرف بالعقد المتفق عليه، فقد سقط ما ترتب على ذلك العقد شرعاً وقانونا ً بل وعرفاً وانسانياً منذ انتقل الانسان من عصور الهمجية البربرية الى بناء مجتمعات تقوم علاقاتها السياسية والاقتصادية .. الخ على المواثيق والعقود والقوانين التي تنظم هذه العلاقات وتحفظ لكل الاطراف حقوقها ومصالحها. أي سقوط (الجمهورية اليمنية) باعتبارها دولة تعاهدية، قامت على معاهدات (اتفاقيات دولية) بين دولتين فكان بقائها مرهون بالتزام اتفاقياتها من قبل طرفيها، أي بنجاح عقدها السياسي، وفشل هذا العقد، لعدم التزام سلطة صنعاء به، يعني فشل الدولة المعلنة بعقد، ويحق لطرفيها العودة الى ما قبل اعلانها وهو حق شرعي وقانوني لم ولن تلغيه القوة واطماع المحو والتدمير.
3- ان أجلى صور فشل مشروع وحدة مايو 1990م تقرر في نتائج انتخابات 1993م حيث صوت شعب الجنوب بنسبة 100% لممثلة السياسي الحزب الاشتراكي بينما صوت شعب الشمال لممثليه السياسيين (حزب المؤتمر والاصلاح). وهنا تجسد الفشل على صعيد الشعبين، كاستفتاء على فشل الوحدة واستحالة الاندماج.. وبالتالي فإن مجلس النواب ضم شرعيتين سياسيتين لارادتين شعبيتين مختلفتين واحدة للجنوب والأخرى للشمال، وهذه الحقيقة تكشف زيغ وزيف الشرعية المزعومة لنواب يعبرون عن ارادة شعبية جهويه (الشمال) ضد ارادة شعب الجنوب والذي حارب (70 يوماً) للدفاع عن دولته اما جيوش الـ(ج.ع.ي) الغازية. أي انها حرب بين دولتين: دوله الـ(ج.ع.ي) المعتدية و (ج.ي.د) المدافعة عن سيادتها، لتخضع لاحتلال الأولى.
4- ان سلطة صنعاء لم تكتف بتعطيل اتفاقيات الوحدة وحسب، بل مارست الارهاب ضد الشريك وحضرت للحرب ضد الجنوب، وباجتياحها العسكري له، واحتلاله قامت بإلغاء اتفاقيات الوحدة و أجهزت على دستورها المستفتى عليه عام 1991م وادانت وثيقة العهد والاتفاق. وو ...الخ. وهو امر جلي عن ان (صنعاء) استهدفت ضرب مشروع دوله الوحدة، وتدمير دولة الجنوب التاريخية وبسط الهيمنة والنفوذ عليها، فتحويلها الى فيد حرب وغنيمة ونصر للفاتحين كما اثبتت التجربة المرة التي يتجرعها شعب الحنوب على مدى عقد ونيف من القهر والاذلال والحرمان، في ظل نهج الحرب المستمرة ضده.
5- ان (صنعاء) بمقاومتها العنيفة للدوله تواصل تاريخها السياسي المعادي لدولة النظام والقانون، وتعتبر حربها ضد الدولة العصرية معركة وجود. ان هذا العداء، يمثل ثقافة شعب لا يستطيع العيش في ظل دولة مؤسسية، وهي ثقافة تصطدم بثقافة شعب الجنوب الذي فرضته اللادولة احتلالها عليه، فغدا خاسراً دولته واستقلاله ومستهدفا في طمس ثقافته (هويته) ليبلغ اليقين عن ضرورة الخلاص من الجحيم الذي جناه عليه حلمه القومي المتمثل:
أ‌- جحيم الاحتلال البدائي الهمجي الثقافة والسلوك الذي وضعه تحت رحمة سيوف الاستحالات اللامعقوله في عصرنا:
1- استحالة العيش خارج الدولة المدنية العصرية، التي جاء الاحتلال لتدميرها.
2- بلوغ اليقين الجماعي الدامي عن استحالة التعايش مع سلطة احتلال لا ينتمي الى ثقافتها الماضوية المستندة الى القوة كمحور لكل القيم، والمتشبعة بنزوع التدمير الشامل للآخر.
3- استحالة كفالة ادنى حقوق شعب الجنوب في ظل سلطة تستخدم كل مقومات الدولة للحيلولة دون بناء دولة عصرية. وسلطة كهذه، لا هم لها غير الاستئثار بالسلطة والثروة واباحة فوضى الانساق والنهب والسلب والعدوان يستحيل ان تعترف بحق شعب الجنوب الطبيعي والمكتسب، وحقه الشرعي في الحرية والاستقلال، ويستحيل ضمان حل عادل يرضي شعبنا ويعيد له عزته وكرامته في ظل الاحتلال العسكري، وسلطة تكرس الفوضى وتؤبد اشكال الحكم القبلية، ما قبل مرحلة الدولة.
ب‌- التحرر الكفاحي الواعي من كل المسلمات والاساطير التي اوصلتها الى هذا المصير المهين بعد ان بلغ شعب الجنوب اليقين وسط فاجعته، بتصادم ثقافته وموروثة الحضاري مع اشقائة في الـ(ج.ع.ي)، والذين حاكموا (قلدوا) في احتلالهم لدوله الجنوب حروب وغزوات (مملكة سبأ)، ليحظى علي عبدالله صالح في اللا شعور السياسي للقبيلة بدور المكمل لدور "سبأ" بعد (3 آلاف سنة).
6- ان استمرار ارتكاب الجرائم والمذابح ضد الانسانية بحق شعبنا ومواصلة نهب وسلب وتملك اراضية وثرواته، وتدمير مكتسبات دولته يعطي له كامل الحق في النضال للتحرر من الاحتلال واستعادة دولته المستقلة على كامل ترابها، والحصول على التعويضات الكاملة عن الثروات والممتلكات المنهوبة، الخاصة والعامة، والتعويض العادل عن معاناة شعبنا الجماعية التي بلغت حد الفاجعة، من قبل الاحتلال، فضلاً عن ملاحقة مرتكبي الجرائم ضد الانسانية بحق شعبنا حتى يقدموا للمحاكمة في المحاكم الدولية، كغيرهم من مجرمي الحروب في العالم، وسالبي ثروات ومغتصبي الحقوق بالقوة ضداً لأصحاب الحق الشرعي.
7- ان حق شعبنا في الاستقلال في استعاده دولته، لا كحق انساني تكفله الشرائع السماء وشرائع الارض وحسب، بل ووفقاً لقرار فك الارتباط واستعادة دولة (ج.ي.د) الصادر عن قيادة دولة الجنوب في 21/5/1994م وهي القيادة ذاتها التي قبلت الدخول في الوحدة الفاشلة مع صنعاء في 22/5/1990م. حيث تعتبر شرعية هذا القرار مرتبط جوهرياً بشرعية قرار اعلان الوحدة، من حيث الشرعية السياسية والقانونية [ فإذا كان قرار قيادة دولة الجنوب في 22مايو1990م قراراً شرعياً، فإن القرار الثاني الصادر في 21مايو1994م له الشرعية ذاتها، والعكس بالعكس صحيح ] ومعلوم بأن سلطة صنعاء هي المسؤولة عن مسؤولية مباشرة عن فشل الوحدة، وشن الحرب على الجنوب (وعن اعلان فك الارتباط الشرعي) واستعادة الشخصية الدولية لدولة الجنوب (ج.ي.د).
8- كما يستند شعب الجنوب لنيل حقه في الحرية و الاستقلال الى ميثاق الامم المتحدة الذي لا يقر بأي شرعية سياسية لنتائج اللقوة (الحروب) على الغير. وعلى المواثيق والعهود الدولية التي شرعت لنصرة حقوق وحريات الافراد والجماعات والشعوب على السواء. وكذلك على المام المجتمع الدولي بجريمة الحرب العدوانية ضد شعبنا التي اتخذ مجلس الامن الدولي بشأنها القرارين 924-931 لعام 1994م ولا زالت القضية منظورة أمام مجلس الأمن الدولي.
9- يؤمن مجلسنا الوطني الجنوبي الأعلى بأن خلاص شعبنا من وضع العبودية المادي والمعنوي التي فرضها عليهم الاحتلال الهمجي من خلال الاستيلاء على ارضه وثرواته وحرمانه منها وممارسة الافقار والاذلال والقمع ضده، وحرمانه من العمل لتعطيل قدراته وتخريب فاعليته.. الخ..الخ. من اجراءات التمييز العنصري الصريحة التي أخضع لها، هو حق شرعي عادل وليس جريمة. الجريمة هي ان يرغم شعب بكاملة على طمس هويته ومحو وجوده فيخضع للاسترقاق المادي والمعنوي من قبل احتلال بربري حول الحلم العربي في الوحدة الى رعب قاتل. فهل يقبل اشقائنا العرب والعالم من حولنا بأن يستعبد شعبنا في عصر انتصار حقوق الانسان وحرياته وسيادة حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها؟؟
تلك هي القضية الوطنية الجنوبية، وبوجودها الموضوعي، غير القابل للتقادم.
وسيناضل مجلسنا الوطني بكل تكويناته، وسيضحي مناضلوه بالغالي والنفيس حتى تنتصر ارادة شعبنا الحرة بإستعادة الدولة الوطنية الجنوبية وسيادتها على ارضها التي بها ومن خلالها يستعيد عزته وكرامته ومكانته بين شعوب العالم.
ولن يتنازل عن حقه مهما كانت التضحيات، في التخلص من عقد الاسترقاق الظالم الذي يفرضه عليه الاحتلال بديلاً لعقد الوحدة السياسية الفاشل المطبق منذ عام الاحتلال بقوة السلاح الذي ينص على أن :
" كل شئ لصالح المنتصرالـ(ج.ي.ع). وكل شئ على حساب المهزوم (ج.ي.د) " ، ان هذا اللامعقول اقسى من وصف (روسو) لعقد كهذا بالبلاهة حينما قال ان من البلاهة ان اقول " أعقد معك اتفاقاً كله لصالحي وكله على حسابك ، وستنفذه طالما يروق لي، وسأنفذه طالما يروق لي " طالما أن متحرر بقوة إكراهك على قبوله.
أن هذا اللامعقول في نظر صاحبه (العقد الاجتماعي) هو ما يطبق على شعب الجنوب منذ (7/7/1994م). بديلا اكراهياً لعقد الشراكة والتكافؤ بين ارادتي ومصلحة شعبي الدولتين الذي نكثت به سلطة الـ( ج.ع.ي) ليسقط ما ترتب عنه شرعاً وقانوناً (الوحدة السياسية بين الدولتين).
ان هذه الفاجعة الانسانية التي يناضل شعبنا سلمياً اليوم، للخلاص منها هي قضيته الوطنية الجنوبية، مناشداً المجتمع الدولي الى النهوض بمسؤولياته نحو حق شعبنا في الحرية والخلاص من استعمار متخلف وافد من خارج قيم عصر البشرية الراهن.


الفصل الثاني
مرحلة النضال السلمي لتحرير واستعادة الدولة

1- ارهاصات الحركة الشعبية الجنوبية

ان أي مشروع سياسي أو فكري، له صله بحياة الشعوب ومصالحها، يولد ميتاً، يعني – بالضرورة – انه لم يأت نتيجة تشكل موضوعي نضج في أحشاء الزمنين الاجتماعي والجغرافي، ليكون ميلاده كعملية تاريخية تلبيه لحاجة اجتماعية. أي ان تكون عوامل نجاحه وشروط استمراره تمثل صلب مكوناته المادية والشعورية واللاشعوريه عند الحامل والحاضن الاجتماعيين.
ان ذلك ما ينطبق، وبأسوأ صورة، على الاعلان السياسي العلوي لمشروع وحدة مايو1990م، هذا المشروع الذي ولد كمسخ شائه، يحمل كل تشوهات حامليه السياسيين وحاضنيه الاجتماعيين، اللذين استحضرا فيه الماضي وليس المستقبل، فكان منطقياً ان يموت في مهده، ويسلم الراية لقوى التخلف القبلية والثيوقراطية، التي تمكنت بالغدر والقوة – من فرض الماضي سيداً مطلقاً على الحاضر وان تقدمه – بالقوة – قائداً للمستقبل، بما هو – أي المستقبل – منذ عام 1990م، ولاسيما منذ (7/7/1994م) الاسود رحلة من الحاضر الى الماضي البعيد، هذا الذي منحته مسلمات الايدلوجيا واساطير واوهام التأرخه السياسية الزائفة، بعداً مستقبلياً، بما هو عودة الى مالم يكن (الوحدة) لكن انجيلهما جعل منها وصفة سحرية للخلاص من التخلف وعودة الى القوة المختلقة في عهود سحيقة، واذا بحصاد الوهم سقوط ما بشر به قساوة الوحدة وتحولها الى خراب ودمار، معيدة الى الذاكرة حروب وغزوات ما قبل الميلاد بين دول وممالك جنوب الجزيرة العربية.
لم يطل الوقت بل بأقل من عام، كان الارهاب السياسي والفكري والديني والتصفوي قد بدا يعزف الحان التشهير والتزوير والتكفير لكل ما هو جنوبي ويبدأ الموت يلعلع من فوهات البنادق في سلسلة الاغتيالات.. الخ ليبدأ الوعي الجنوبي يتململ ويشرع بمغادرة جبة ميثولوجيا:
" الوحدة قدر ومصير الشعب اليمني ".
أي ان شعبنا قد لمس الخطر المحدق به في المرحلة الانتقالية (الانتقامية – حسب - الشعب) وعبر عن رفضه الاستمرار في مصيدة الوهم ( الوحدوي ) حينما جعل من انتخابات 1993م النيابية بمثابة استفتاءات على (الوحدة) مصوتاً لصالح ممثله السياسي في الوحدة – الفخ، وفخ الوحدة الحزب الاشتراكي وحده.
وبمعزل عن دور ابناء الجنوب في تحقيق هزيمة الجنوب عسكرياً، فقد دافع شعب الجنوب عن ارضه مقدماً الارواح والدماء اكثر من (70 يوماً) هي مدة الحرب العدوانية، على وطننا أي ان احتلال الجمهورية العربية اليمنية لدولتنا (ج.ي.د) لم يقابل بالورود وانما بمقاومة افتقرت للأعداد النفسي والمعنوي القبلي، كما حدث في معسكرات المحتلين قبل شن الحرب تعبئة نفسية ودينية تزعمها اشهر زعماء الاسلام السياسي في اليمن ( عبد المجيد الزنداني ) ولم يسلم شعب الجنوب للهزيمة العسكرية بل ظل يفتش عن وسائل واسباب دعم ارادته لمواجهة الارادة الغالبة للغزاة – الفاتحين الجدد.
ففي عام 1997م فرضت قواعد الاشتراكي الجنوبية رأيها الغالب على قيادة حزبها بمقاطعة الانتخابات النيابية بإعتبارها انتخابات حرب، لا شرعية لها.
• ثم ظهرت في الفترة ذاتها حركة شعبية سلمية قادها المناضل (حسن باعوم) في حضرموت استمرت حتى 27/4/1998م حينما اقدمت سلطات الاحتلال على قمع المسيرة ليسقط الشهيدان بن همام وبارجاش ويطارد (باعوم) لأكثر من عام.
• في العام ذاتة 1998م، وتحديداً في 5 حزيران يونيو ، تقدم قوات الاحتلال على قتل الشهيد محمد ثابت الزبيدي، ليعقبه ذلك مواجهة عسكرية دامت 48 ساعة تقريباً بين اللواء (35 مدرع) وابناء الضالع، ولا سيما منطقة زبيد.
• في العام ذاته ظهرت "حركة تقرير مصير الجنوب العربي" (حتم) العسكرية، وكانت اول صوت يعلن النضال من اجل طرد الاحتلال واستعادة دولة الجنوب. وقد سقط عدد من فدائي الحركة شهداء في الضالع : سقط الشهيد احمد عبدالله احمد ومحمد احمد ناصر و العميد ركن علي قائد المعكر عادل عبدالله مانع وغيرهم ( شهيداً ) كما تم تدمير 4 منازل بـ(tnt) من قبل اللواء (35 مدرع) في العزلة جحاف الضالع. ومعركة اخرى دامت يوماً بين اللواء ( 35 مدرع وفدائيي (حتم) ) في جبل جحاف. واصلت الحركة نشاطها حتى 2002م.
• ظهور اللجان الشعبية التضامنية الجنوبية، التي بدأت في الضالع عام 1999م وقادت التظاهرات والمسيرات في الضالع، لتقوم اللجان الشعبية في كل محافظات الجنوب، كمعبر شعبي رافض للاحتلال، وقد سهمت سياسياً ومعنوياً في تحريك الشارع الجنوبي ودامت حتى 2001م.
• تيار اصلاح مسار الوحدة وازاله آثار حرب 1994م في الحزب الاشتراكي اليمني 2000 – 2005م. وقد اسهم نظرياً في بلورة (القضية الجنوبية) وأصل نظرياً لها وبشر بقدرتها على خلق قواها الذاتية بإعتبارها قضية موضوعية الوجود، لا تسقط بالتقادم. وكان أول من نبه شعب الجنوب لمخاطر مشاركته في انتخابات الاحتلال من خلال كتابات اعضائه ودعواته لعدم المشاركة مع كل موسم انتخابي وغير ذلك.
• ملتقيات التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي – الجنوبي، التي بدأت في جمعية ردفان (عدن) في 13 يناير 2006م وتواصلت في كل المحافظات الجنوبية لتتحول الى عملية سياسية مؤثرة، لملمت ارادة الجنوبيين اكثر فأكثر على قاعدة التصالح والتسامح الجنوبي – الجنوبي. هذه العملية امتدت على طول وعرض الجنوب من المهرة الى الضالع.
• جمعيات المتقاعدين العسكريين والمدنيين.. مثلت الانتقال النوعي – وان افتقر للتنظيم السياسي –لتراكم اشكال ووسائل النضال السالفة الذكر حيث نقلت النضال – على قاعدة التصالح والتسامح – الى افق سياسي ارحب فجرته وحدة اراده كل ابناء الجنوب. ومثلت فعالية (7/7/2007م) في ساحة العروض في (عدن) الانعطافة السياسية المفصلية في حركة المقاومة الشعبية الجنوبية السلمية.
وما تلاها من تظاهرات ومواجهات مع اجهزة الاحتلال القمعية (2اغسطس2008م، 1 سبتمبر 2007م في عدن، 1سبتمبر في حضرموت، 10سبتمبر في الضالع، 13،14 اكتوبر2007م في ردفان، 30 نوفمبر2007م في عدن، 13يناير 2008م في عدن، كأبرز المحطات في ابراز قضيتنا على المستويين الاقليمي والدولي).
وفي الخارج :
- ظهرت حركة (موج) المعارضة وان لم تقدم فعلاً سياسياً في الداخل.
- التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) في بريطانيا (7/7/2004م).
وقد أعلن بأن هدفه في النضال ضد الاحتلال اليمني لتحرير الجنوب العربي (حق تقرير المصير) ولا زال يمثل احد روافد الحركة السياسية الجنوبية في الجنوب.

حملة ابريل 2008 العسكرية الارهابية

لقد شكل النصف الثاني من عام 2007م مرحلة تبلور المضمون السياسي العلني للحركة الشعبية الجنوبية الرافضة – الثائرة ضد الاحتلال العسكري الجاثم على صدر شعبنا منذ عقد ونيف.
وقد قدم شعبنا عشرات الشهداء والجرحى في مواجهاته السلمية مع قوات الاحتلال وهو يهتف "برع برع يا استعمار". معلنا هدفه في التحرر والاستقلال. وحتى مساء 31مارس وصبيحة 1ابريل 2008م، حينما انزل الاحتلال قواته العسكرية بأسلحتها الثقيلة والمتوسطة والخفيفة لحصار مدن الجنوب وشن حملة اعتقالات بعد منتصف ليله 31مارس مداهمة منازل قادة وناشطي الحركة الشعبية في عدن وفي كل مدن الجنوب.
حيث شكلت حرب ابريل 2008م جنوحاً للحرب المستمرة ضد الجنوب الى ارهاب دولة صريح، يحاصر مدن الجنوب بآلة الموت وبنشر الرعب ويطارد الناشطين، ويعلن حالة الطوارئ ويطبقها بالرصاص الحي على المدن وخلال الفترة ابريل – سبتمبر 2008م، ورغم الارهاب المفروض على الجنوب لم يتوقف النضال السلمي، ولم تفل من عزيمة الجماهير الجنوبية هستيريا القتل والسفك والاعتقالات والمحاكمات الصورية لإبطال الحركة الشعبية. فقد تم خرق الحضر في المدن وارتفعت رايات الرفض، حيث تعرض اكثر من (100الف) ناشط للإعتقال وجرح العشرات، ولكن ذلك قدم قضيتنا بصورة اجلى للخارج وعزز قناعة شعبنا بالخلاص.
بيد ان قوة المواجهة، لم تأت ثمارها على صعيد الهدف السياسي من حيث:
1- تجنح الهدف السياسي داخل الحركة الشعبية بصورة الاختلاف الذي برز في بياني فعالية 13 يناير 2008م للتصالح والتسامح والتضامن الجنوبي – الجنوبي في عدن.
أ‌- استمرت هيئات التصالح والتسامح ولاسيما هيئة التصالح والتسامح الضالع تقدم خطاباً سياسياً محدد الهدف في النضال من اجل الاستقلال واستعادة الدولة، ومعها تيار واسع من أبناء الجنوب.
ب‌- هيئات الحراك التي تشكلت بعد ابريل ومجلس تنسيق الفعاليات في المحافظات التقت في خطابها السياسي مع احزاب المشترك، لينحصر خطابها السياسي في مطالبة السلطة ان تعترف بالقضية الجنوبية، دون تحديد واضح لمفهوم القضية.
وكان جلياً بأن المضمون السياسي لقضيتنا يخضع لمؤثرات ذاتية ، اكثر مما هي موضوعية، تريد ابقاء قضيتنا اسيرة الغموض، بإبقاء الهدف السياسي حبيس اللون الرمادي، اعتماداً على تعدد تعاريف وتفسيرات (القضية الجنوبية).
وهو ما يعني، من وجهه نظر سياسية عقلانية، ترك السؤال المركزي لشعبنا:
" ماذا يريد شعب الجنوب؟ " بدون اجابة محددة وواضحة.
واذ يغيب الهدف، كاستراتيجبا، يكون التكتيك اشبه بالدوران حول حلقة مفرغة ، كالجمل يدور معصوب العينيين حول المعصرة معتقداً بأنه قطع مسافات طويلة، وهو في الحقيقة يدور في حلقة مفرغة.
ويرى مجلسنا الوطني الجنوبي الأعلى بأن ذلك:
1- يرهن قضيتنا لحسابات سياسية غير دقيقة، تؤخر مسيرة نضالنا، وتحول دون انضاج ظروف وعوامل انتصار قضيتنا، هي حسابات ذرائعية في الغالب الأعم.
2- لا يعبر عن الارادة الغالبة لشعب الجنوب الذي يقدم التضحيات الغالية على طريق الحرية والاستقلال.
3- يحدث ارباكاً واضطراباً في الوسط الشعبي الجنوبي وبالتالي تململاً واحباطَاَ، في الوقت الذي فيه اداة ثورتنا السلمية وقوتها وسلاحها هو الشعب ، وهذا احد ابرز المخاطر.
4- يجعل المراقب السياسي الاقليمي والدولي، الذي لا ينظر الينا بعواطفه وانما بعيون مصالحه، غير قادر على اصدار حكم فيما يريده شعبنا، وهنا تفقد قضيتنا شرط التأثير لخلق ظروف خارجية مساعدة، كعامل مهم.
5- إخضاع حقنا الشرعي والعادل في الحرية والاستقلال، لجدلية [ الوحدة والانفصال ] وهي المعادلة التي يقيم عليها الاحتلال اكذوبه شرعياته. كما انها الساحة التي يملك الاحتلال فيها كل اسباب قوتة التي تسقط حين يكون الصراع خارج هذه الجدلية الآثمة بإستثناء عامل القوة – الاحتلال اللاشرعي.. واخضاع قضيتنا لجدلية الوحدة والانفصال خطأ سياسي اشد ضرراً على شعبنا من خطأ 22/5/1990م. لأن صراعنا مع الاحتلال نفى لاسطورة الوحدة ومفهوم (والانفصال) لا ينطبق على دولتنا المستقلة التي اخضعت للإحتلال. ان مجلسنا يناشد الذين لم يتحرروا بعد من اعاقتهم الذاتية، ان يرحموا هذا الشعب من جحيمه فلا تخذلوا تضحياته وتوقه الى الحرية بمسعى اعاقتكم الايدلوجية (وغيرها للتطهر – غير العقلاني – بما لم يكن (=الوحدة) من تهمة الانفصال.
ولما سبق ذكره كان ميلاد المجلس الوطني الاعلى في 31اكتوبر2008م حاجة موضوعية اقتضت ما يلي:
1- تحرير القضية الجنوبية من اسر الغموض وتعدد التعاريف وقطع دابر التردد بين الموقف الجنوبي الواحد المعترف بأنه يخضع لإحتلال عسكري والاختلاف في فهم الخلاص منه.
2- اخراج الحركة الشعبية من حالة العفوية الى التنظيم، بتحمل مجلسنا مهمة الحامل السياسي الجنوبي الموحد حول الهدف المعلن.
3- تجسيد الارادة الشعبية الجنوبية التواقة الى الاستقلال وتحرير دولتها من الاحتلال، بإعلان المجلس الوطني الأعلى في بيانه السياسي الأول، وما تبعه من بيانات، بأن قضيتنا النضالية هي قضية تحرير شعبنا وارضنا من احتلال الـ(ج.ع.ي) واستعادة دولتنا المستقلة.
4- توحيد الخطاب السياسي وفق وحدة الهدف الواضح غير القابل لتعدد التفسيرات.
5- وضع شعبنا امام مسئولية حماية تضحياته والانتصار لإرادته التي يعتقد مجلسنا جازماً، بإعتباره جزء من الشعب، بأنه جسد ارادة غالبية شعب الجنوب التواقة للإنعتاق، والمستعدة للتضحية، الى بلوغ هدفها الكبير في الحرية والاستقلال ومن اجل ذلك سيتحمل – مجلسنا – مخاطر وتبعات النهوض بخيار الارادة الشعبية الجنوبية التي نهضت من تحت انقاض الدمار والخراب، كطائر الفينق، للخلاص من احتلال بدائي هو الأسوأ والأقسى في تاريخنا القديم والحديث.


2- مرحلة النضال التحرري وإدارة الصراع


1- ان المجلس الوطني الاعلى للنضال السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوب المستقلة، اذ يمثل ابرز ملامح نضوج الحركة الشعبية الجنوبية السلمية، يدرك بأن وعي الشعوب لطرق خلاصها لا يتشكل دفعة واحدة، وانما يمر عبر سلسلة من التجارب الناجحة والفاشلة وسط تعقد علاقات المصالح وتعدد مستوى الافهام والرؤى في المجتمع المعين نحو الحق الجماعي المسلوب وسبل الدفاع عنه وشروط استعادته.
وبناء على ذلك يمكن فهم الواقع السياسي والاجتماعي لشعبنا الذي جاء المجلس الوطني من وسطه ويرى بأن تجربة كفاح شعبنا على مدى 14 سنة من الاحتلال وما وصلت اليه تمثل حالة طبيعية لشعب حي اذا ما قورنت بحالة التشظي التي ذهبت بها دولتنا الى فخ الوحدة مع صنعاء وما ترتب عن فشل الوحدة – المشروع من كارثة عليه وما كان يسيراً على شعب كشعبنا ان يخرج من صدمته العنيفة، وقد شارك بصور مختلفة في صنع مأسآته، إلا انه شعب حي يأبى الضيم أياً كان مصدره.
2- ان المجلس الوطني الجنوبي اذ يؤمن عن وعي وادراك، بأن انتصار قضيته (قضية شعب الجنوب) يحتمه الوجود الموضوعي للقضية ذاتها. فإنه لا يرى سبباً موجباً لإخضاعها لخيارات سياسية لم تنجح قبل الاحتلال وبعد ان اصبح طريق النضال من اجل الاستقلال واستعادة الدولة يمثل ضرورة دفاع عن الوجود بمواجهه سياسة الالغاء المنظمة التي يمارسها الاحتلال بحق شعبنا منذ عقد ونيف.
وحينما يتخذ الصراع صورة القوانين الداروينية (الصراع من اجل البقاء) تسقط معه الخيارات الادنى من معركة الدفاع عن الوجود. ولذلك غداً هدف الاستقلال واستعادة الدولة ضرورة فإما ان نكون او لا نكون.. وطالما شعب الجنوب بمختلف شرائحه الاجتماعية ومكوناته السياسية مجمع على انه خاضع لما هو اسوأ من الاحتلال منذ (7/7) الأسود، فإن خياراً آخر، غير الاستقلال من الاحتلال، يعد ضرباً من الاوهام ذاتها التي قادت شعبنا الى نفق 22/5/1990م ثم الى كارثة نقش (7/7) السبئي المعاصر، ان لم يكن نفقاًَ اشد ظلما وظلاماً.
3- واذ يعمل المجلس الوطني للتحول الى حامل سياسي كفاحي حقيقي للهدف الكبير الذي يؤمن بأنه طريق خلاص شعبنا من المحو الوجودي، من خلال توحيد الجنوبيين المقتنعين بهدفه في الداخل والخارج، ليشكل اطاراً متماسكا لوحدة مناضلين ملتزمين ومستعدين للتضحية من اجل انتصار هدفهم، فيرى ان هذه المرحلة تستلزم من المجلس بكل تكويناتة مايلي:

أولاً : تحرير الوعي الجنوبي من المسلمات الزائفة

ان الجذر التاريخي لقضية شعبنا، – اتخذ مسارين الاول مسار السيطرة على الوعي، بتشكيل وعي تاريخي زائف ابتداء من اول بيان اصدره الاتحاد العمالي في (عدن) في 3 مارس 1956م يتحدث عن وحدة اليمن ارضاً وشعباً.
والمسار الثاني : التطبيق العملي – في الجنوب عبر آلية وقوة السلطة السياسية الخاضعة لفكر قومي ايديولوجي مهيمن في ذلك الوقت، كرست ثقافة الوحدة وجعلتها هدفاً سياسياً لها. وفي هذا السياق سوف يناضل المجلس الوطني بكل تكويناتة على صعيد جبهة الوعي في الوسط الشعبي الجنوبي لاسقاط الوعي التاريخي الاحتفالي الزائف، بما هو لاهوت سياسي واسقاط مسلمات الايديولوجيا التي اثبتت التجربة تناقضها مع حقائق الواقع الصلبة التي اثبتت التجربة قوة ترسخ الهويات القطرية في كل قطر على حدة، في اطار الانتماء القومي العربي.
والجنوب ضمن سياق هذه الحقيقة العربية الشاملة وقبل بالتبديل في المفاهيم السياسية المغتصبة في الوعي الجنوبي من قبيل شطرا اليمن، بدلاً عن قطري اليمن، وكذلك مفهوم "اليمن" ذاته بما هو تعبير عن الجهة جاء من اللغة، وليس عن تبلور سياسي أي (اقليم سياسي واحد) – دولة – لانه لم يعرف وحدة سياسية ما طوال تاريخه، وليس ادل على ذلك من ميلاده السياسي التاريخي الانقسامي، الذي شهد في الألف الأولى ق:م (خمسة كيانات سياسية متزامنة، متنافسة متحاربة).
وهو الامر الذي يقرر حقيقة اكذوبة (الوحدة اليمنية) في العصور القديمة والوسيطة، وهذا ما اثبته التاريخ السياسي المدون منذ ما قبل الميلاد الى عصرنا الراهن.. وكم كان مخجل ان تنطلي على شعبنا اسطورة دور الاستعمار في تمزيق اليمن وغير ذلك من الاكاذيب التي استغلت جهل شعبنا وتسامحه وعواطفه القوية لان ما فعله الاستعمار هو اضفاء الشرعية على ما هو قائم على الارض منذ نهاية القرن السابع عشر.
وللنهوض بهذه المهمة سوف يعمل مجلسنا بالتالي:
1- القيام بإعداد البحوث والدراسات ذات الصلة بالموضوع اعلاه.
2- تنظيم المحاضرات -3- تنظيم الندوات -4- العمل السياسي التوعوي الداخلي
5- الكتابات الصحفية -6- النشرات السياسية والإعلامية -7- الاستفادة من كل وسائط العصر لإيصال الحقائق على الصعيدين الداخلي والخارجي وإنشاء موقع إلكتروني للمجلس
8- العمل بصبر ومثابرة وسط الجماهير، والتزام الصدق والحقائق الثابتة، لبلوغ هدف اجماع شعبي جنوبي واعي عن انعدام ايه شرعية لا سياسية ولا تاريخية ولا جغرافية لسلطة الاحتلال على شعبنا وارضنا، سوى القوة العسكرية، التي تمثل برهانا ً ساطعاً على الاحتلال غير المشروع.
9- تقديم الحقائق بشفافية لشعبنا من مخاطر البحث عن حل لقضيتنا السياسية في ظل الاحتلال تحت مسمى (الحل تحت سقف الوحدة) مع ان شعبنا يدرك ان الوحدة لم تكن، وما هو قائم احتلال بأسوأ صورة. وبالتالي اقناعها بصواب خط المجلس الوطني السياسي، ليس لأنها غير مقتنعة به، بل لإخراجها من حالة الاضطراب المفاهيمي.


ثانياً: وسائل وآليات النضال السلمي المرحلي-

1- على صعيد الداخل

سوف يواصل المجلس الوطني اشكال النضال وآلياته – في هذه المرحلة – التي اهمها:
1- المسيرات الاحتجاجية والمهرجانات الخطابية الهادفة.
2- اقامة الاعتصامات وتطوير اشكالها وتصعيد مطالبها، والعمل على توفير امكانيات وعوامل استمرارها حتى تتحقق المطالب التي تقوم من اجلها الاعتصامات.
3- الاحتفاء – احياء – المناسبات الوطنية الكفاحية الجنوبية منها والتاريخية، واحياء ذكرى شهداء نضال شعبنا منذ ما بعد الاحتلال الى ان يتحقق النصر القريب بإن الله تعالى.
4- تعزيز الوعي الشعبي بأهمية رفض المشاركة في كل مشاريع الاحتلال السياسية، ولا سيما رفض انتخاباته الصورية : الرئاسية والنيبابية والمحلية.
5- تعزيز روح المساندة والتضامن الجنوبي – الجنوبي، على قاعدة ومبدأ التصالح والتسامح والتضامن.
6- العمل في ومع منظمات المجتمع المدني الجنوبي وكل اشكال الدفاع عن الحقوق المغتصبة كالجمعيات والنقابات.. الخ.
7- اسناد مهمة حل الخلافات والمنازعات الشخصية بين مواطني الجنوب الى المراكز المحلية في القرى والاحياء السكنية وذلك على طريق المقاطعة الشاملة لأجهزة الاحتلال الامنية والقضائية.
8- رصد وتدوين جرائم الاحتلال من نهب الارض والحقوق الخاصة والعامة الى جرائم القتل والسك والمذابح الجماعية التي اقترفها الاحتلال ضد شعبنا، وبما في ذلك قصف القرى وهدم منازل المواطنين الجنوبيين عبر تفجيرها بـ(tnt) لوضع الضمير العربي كله امام حقائق جرائم الاحتلال. بحق شعبنا وارضنا وتاريخنا... الخ. وسيكون على المجلس مهمة الوصول لمعرفة عدد شهداء وجرحى حرب 1994م وعدد شهداء وجرحى النضال السلمي الجنوبي و كل الذين تعرضوا للاعتقالات والتعذيب ما بعد 7/7/1994م.
9- العمل مع كل القوى السياسية والشعبية والنقابية والمدنية الجنوبية لبناء عوامل الثقة تحت مبدأ الاقرار بحق التعدد والتنوع في اطار وحدة النضال، كعمل مشترك في الحاضر ويؤسس ويمهد ارضية صالحة لمستقبل خالي من الاستبداد وشمولية الفكر والحكم، وبناء علاقات تقوم على الحوار السياسي.
10- وسيعمل المجلس بتفانٍ واخلاص مع كل قوى الجنوب السياسية والمهنية والقبلية المقتنعة بالهدف على عقد مؤتمر وطني جنوبي لكل الجنوبيين المؤمنيين بهدف الحرية والاستقلال لقيام جبهة وطنية جنوبية موحدة الارادة والهدف.
11- نقل اساليب النضال السلمي – في الوقت المناسب – الى تنظيم الاضطرابات عن العمل حيث لا زال ثمة تواجد جنوبي غالب، وصولاً الى مرحلة العصيان المدني.
12- في حالة واصلت سلطة الاحتلال القوة المفرطة، وارهاب الدولة ضد نضالات شعبنا السلمية، فإنها تتحمل المسؤولية الكاملة عن اجبار شعبنا على خياراته الشرعية الاخرى لمقاومة الاحتلال، المكفولة لكل الشعوب الواقعة تحت الاحتلال. وبهذا الصدد, يدعو مجلسنا مشائخ وقبائل الجنوب الانضمام الى حركتنا الكفاحية فالقبيلة الجنوبية مكون رئيس من مكونات مجتمعنا وتعاني شأنها شأن كل شعب الجنوب.

ثانياً : على صعيد الخارج

ان المجلس الوطني الجنوبي الاعلى اذ يعي العلاقة الجدلية بين الداخل والخارج، فإنه سيعمل على الصعيدين الاقليمي والدولي بالتزامن مع خوضه الصراع التحرري في الداخل.. واذ يؤمن مجلسنا – ايضاً – بأن دور الداخل الكفاحي هو الدور الحاسم في خلق ميزان جديد لصراع الارادات وبما ان العامل الخارجي يمثل احد عناصر الصراع، كعامل مساعد، الا انه في قضيتنا يشكل عنصراً مكملاً لإنتصار قضيتنا، لانها قد اكتسبت بعداً دولياً من قبل ان تشن جيوش (ج.ع.ي) حربها على دولتنا وتخضعها للإحتلال.
ابتداءاً بتدويل بوادر بلوغ الازمة الى المواجهة العسكرية، بإشراك سفراء عدد من الدول في تفتيش معسكرات الدولتين، حتى أعلن رئيس (ج.ع.ي) الحرب بتاريخ 27/4/1994م قبل ان تنهي اللجنة العسكرية مهمتها.مروراًً بالاشراف الاقليمي على توقيع (وثيقة العهد والاتفاق) برعاية اردنية في العاصمة عمان لعام 1994م وعندما شنت صنعاء حربها على الجنوب اتخذ مجلس الأمن الدولي قراريه المعروفين 924 – 931 لعام 1994م ولازالت القضية منظورة امام المجلس حتى اليوم، لان صنعاء لم تلتزم للشرعية الدولية وفق قراريها المذكورين وليس كذلك وحسب، بل ولم تصغي سلطة الاحتلال لدعوات الدول الشقيقة والصديقة على عدم فرض الوحدة بالقوة ولم تعمل بتعهداتها للمجتمع الدولي في 7/7/1994م تجاه شعب الجنوب ودولته المعلنة في 21/5/1994م، بل اخضعتهما لاحتلال عسكري استيطاني بنزوع عنصري وتدميري للآخر.
أي ان نضال مجلسنا الوطني الجنوبي يقوم على الصعيد الخارجي حول مرتكزين كاملي الشرعية:
الأول : شرعية وعدالة النضال الجنوبي لتحرير واستعادة دولته المستقلة، وهي شرعية لا تستمد قوتها من حق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال ان تقرر مصيرها بنفسها وحسب، بل ومن حق شعبنا الطبيعي والانساني في خوض معركة الدفاع عن الوجود، الذي فرضته عليه سلطه الاحتلال (ج.ع.ي) التي لا تستهدف شطبه من خريطة الحقوق الوطنية الانسانية وحسب، بل والعمل على محو وجوده ليصبح شعبُ بلا ارض.
المرتكز الثاني:- ويقوم على قوة الحقائق المتوفرة لدى المجتمع الدولي، تلك التي سلف سردها.
وهو الامر الذي يضع المجتمع الدولي امام مسؤولية دعم الحق الجنوبي الشرعي والعادل في الاستقلال واستعادة دولتة الوطنية المحتلة، بعد ان كانت، وما برحت، قضيتنا تقع في صلب مهامها، لا سيما منظمة الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي.
وارتباط بما تقدم سوف يعمل المجلس الوطني – في هذه المرحلة – بما يلي:
1- اشراك ابناء الجنوب المهاجرين والنازحين قسراً، بسبب الاحتلال، المؤمنين بحق شعبنا في النضال من اجل الحرية والاستقلال في قيادة العمل الوطني الكفاحي وفي اطار المجلس، وبناء فروع كفاحية له وسط الجاليات الجنوبية في اوروبا وامريكا والخليج العربي وحيث يتواجد جنوبيون مؤمنون بالهدف في العالم.
2- التنسيق والتكامل الكفاحي مع الفصائل الوطنية الجنوبية الملتقية مع مجلسنا الوطني في الرؤى وهدف الاستقلال، وذلك من اجل خلق ايقاع نضالي متناغم ومتكامل في الداخل والخارج. ويدعو مجلسنا قيادات الجنوب النازحة قسراً الى توحيد صفوفها وكلمتها لرفد نضال شعبنا على الصعيد الخارجي.
3- العمل على فتح قنوات اتصال موثوقة في الداخل والخارج توصل حقائق الصراع وجرائم الاحتلال الى المنظمات الاقليمية والدولية، التي سيقوم برصدها المجلس الوطني، ولا سيما المنظمات المعنية بحقوق الانسان وحرياته، بما في ذلك منظمة الامم المتحدة ومجلس امنها ... الخ.
4- جمع الادلة والبراهين القانونية الخاصة بجرائم القتل والسفك ضد انسانية بحق شعبنا من قبل الاحتلال ولم يبت فيها قضاء الاحتلال (ومعلوم بأنه لم يقدم قاتل لأبناء الجنوب الى قضاء الاحتلال منذ 7/7/1994م الى اليوم وذلك من اجل رفعها الى محكمة الجنايات الدولية (معاهدة روما)، مشفوعة بدعوى مقاضاة جنرالات الاحتلال لمحاكمتهم كمجرمي حرب، انطلاقاً من حقيقة ان حرب الاحتلال مستمرة على الجنوب منذ عام 1994م، والدليل على ذلك عسكرة الحياة المدنية في الجنوب، ومواصلة السلب والنهب. بحماية عسكرية وقد شكلت حرب ابريل 2008م بطابعها الارهابي وفرض الطوارئ أجلى صورة الحرب المستمرة.
5- في القضيتين (3+4) اعلاه سيعمل المجلس الوطني مع القوى الجنوبية الأخرى، المناضلة ضد الاحتلال لايصال المذكرات ورسائل المناشدة تحت توقيع كل اشكال وقوى النضال الجنوبية، بإعتبارها حقائق ثابتة- يجمع عليها كل الجنوبيين.
6- اقامة الاعتصامات والمهرجانات اما مقر الامم المتحدة وفي عواصم الدول ذات التأثير الدولي مثل واشنطن ولندن وباريس.. والعمل على ايصال مذكرات ورسائل مناشدة من الداخل للأمين العام للأمم المتحدة وللدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وللمجموعة العربية في المنظمة الدولية. وكذلك جامعة الدولي العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة الدول الاسلامية و ... الخ.
7- سيعمل مجلسنا في الداخل والخارج، بصبر ومثابرة، لاقناع دول الجوار والدول ذات المصالح المباشرة وغير المباشرة بالحقائق التالية:
أ‌- ان الـ(ج.ع.ي) لم تعرف الدولة طوال تاريخها، لسيادة وهيمنة القبيلة وثقافتها الماضوية. ولأن القبيلة – تاريخياً – نقيض الدولة ونفياً لها، فيستحيل ان تقبل (صنعاء) ببناء دولة.
ب‌- ان امن واستقرار المنطقة لن يأتي من خلال دعم سلطة معادية للدولة، ولن يستقر الوضع لسلطة صنعاء، في ظل اللادولة وهيمنة سلطة اللصوص (الكلبتوقراطية) القبلية الثقافة، ومن حولها دول الجوار، باستمرار بقاء احتلال الـ(ج.ع.ي) البدائي لدولة الجنوب وانما العكس، ازالة الاحتلال البدائي الهمجي، ومساعدة شعب الجنوب على اعادة بناء دولته المستقلة، وهو ما سيسهم في تعزيز الامن والسلم في المنطقة وفي اهم ممر دولي استراتيجي.
جـ- ان عدم وجود الدولة، بل وعدم القبول بها في صنعاء، هو عامل اضطراب والمنتج لفطر الارهاب والفساد والخراب، وتجرؤ القراصنة الصوماليين على خليج عدن وتعريض الملاحة الدولية للخطر، وتواصل العمليات الارهابية داخل العاصمة صنعاء، ابرز تجليات المخاطر التي افرزها احتلال صنعاء لعدن.
د- وبالتالي فإن مصلحة دول المنطقة، ومصالح الدول الاجنبية لن تكون آمنة في ظل سلطة عصبوية قبلية منتجة للحروب مرتكزة على القوة، كعلة وجود.. واستمرار احتلالها لارضنا سوف يسهم في تعاظم حدة الصراع، الامر الذي سيجعل من امن المنطقة عرضة للخطر الدائم، فضلاً عن الازمة العامة التي تتعمق يوماً عن يوم وتنخر جسد سلطة صنعاء الهشة البنية المنتجة، لعوامل فشلها، ومخاطر سقوطها الانفجاري على السلم في المنطقة.
8- الاستغلال المتزايد والهادف للشبكة العنكبوتية وتقنيتها لخدمة قضيتنا اعلامياً، وسيترك المجلس لفروعة الخارجية حق المبادرة وابداع اشكال وميكانيزم لإستغلال تكنولوجيا العصر لخدمة انتصار قضيتنا من خلال التأثير على الرأي العام العالمي من خلال التعريف بحجم الجرائم اللا انسانية التي تعرض لها شعبنا وارضنا وتاريخنا طوال عقد ونيف. وسيرتبط ذلك – بالضرورة – بمستوى الدور الكفاحي المتعاظم لمناضلي المجلس الوطني في الداخل مع بقية اشكال النضال الجنوبية السياسية و الشعبية.
خلاصة:
ان المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير واستعادة الدولة الوطنية الجنوبية المستقلة يدرك، وعن يقين، بأن التجربة المأساوية بفجائعيتها النازعة الى المحو من الوجود، التي عاشها واخضع لها شعبنا، قد اوصلتة الى قناعة واعية بأن الدفاع عن حقوقه، لا سيما حقة في الوجود والسيادة على مقدراتة، لن يتأتى عبر التجزيئ والحلول الفردية الترقيعية، وانما عبر انتزاعة لحقه الكلي غير المنقوص المتمثل بتحرير واستعادة دولتنا من بين براثن الاحتلال الاستيطاني.
حيث يرى مجلسنا بأن القبول بتجزئة الحق الكلي يقرر الحق لشراكة الغاصب، (يحجب عوراته) أي ان استعادة شعبنا لحقة الكامل وهو الضمانة الاكيدة لنيل حقوق الافراد والشرائح الاجتماعية الجنوبية مجتمعة.
ان مجلسنا ينطلق من ذلك عن وعي حقيقة قضيتنا في انها قضية دولة بكل مقوماتها (اقليم سياسي) تحت الاحتلال العسكري لدولة اخرى، ويقع في صدارة مطالبها تحرير دولتنا من الاحتلال وازالة نتائجه فإعادة بناء الدولة الوطنية المستقلة، وليست قضية حقوق في اطار الـ(ج.ع.ي) كقضية صعدة او تهامة. وتماشياً مع ذلك الفهم للقضية الجنوبية، فإن مجلسنا يؤكد على:
1- ان شعب الجنوب وقد حزم امره على خوض معركة الدفاع عن حقه في الوجود للتخلص من الاحتلال الذي كان نتيجة فشل مشروع الوحدة السلمية مع (ج.ع.ي) يحق له ان يأخذ بكل الوسائل المشروعة في نضاله حتى يتخلص من الاحتلال وسيكون المجتمع الدولي معني بالاعتراف بهذا الحق بالضغط على سلطة صنعاء في انهاء احتلالها لدولتنا، للحيلولة دون صوملة كل اقليم جنوب الجزيرة العربية. والزام الاحتلال بدفع التعويضات الكاملة عما لحق بأرضنا وثروتنا من نهب وعما سببه من اضرار مادية ومعنوية للإنسان الجنوبي.
2- العمل على تنظيم كل القوى الجنوبية المؤمنة بهذا الحق وتملك الاستعداد الطوعي للتضحية، تنظيماً كفاحياً يؤهلها لخوض معركة التحرير وكفاءة ادارة الصراع داخلياً وخارجياً. وهذا ما يستلزم بالضرورة:-
أ‌- وضوح الهدف السياسي، بإعتباره المحدد المحوري لشروط وعوامل ووسائل النضال. وارتباط بوحدة الهدف ووضوحه، يتم تقديم خطاب سياسي موحد في شكله ومضمونه، كونها اساس تحرير قضيتنا من الفوضى وتعدد التعاريف.
ب‌- ادارة الصراع بوعي شروط ووسائل كل مرحلة من مراحل النضال.
ج- الانتقال من عفوية الفعل ونمطية الاداء، الى الديناميكية السياسية وسرعة الحركة في التعاطي مع التطورات التي يفرزها الفعل الثوري في هذه المرحلة من الصراع.
د- العمل على انضاج الظروف، بإبداع اشكال وآليات كفاحية متجددة تعجل النصر بزمن اقصر وتضحيات اقل.
3- أن ينهض المجلس ليس برسم الخطط والاهداف المرحلية وحسب، بل وان يضع الاحتمالات والبدائل المختلفة لكل احتمال، ليمتلك زمام المبادرة ازاء كل حدث سياسي غير محسوب واستغلال كل الظروف السانحة لخدمة انتصار قضيتنا العادلة.
4- تعزيز الوعي الجنوبي بحق شعبنا العادل، ليرقى (جنوبنا – وطننا الغالي) الى مصاف الهوية السياسية والفكرية للشعب. وعي ينتصر، عن ايمان، لحريته المرهونة باستعادة هويته السياسية (دولتة).
5- ان تصبح في صراعها مع هوية الاحتلال اكثر تميزاً لدى الشعب الجنوبي، فلابد من تحويل حق عدم الاعتراف بسلطة الاحتلال ولا بقوانينها ولا بالهيئات التي تمثلها (كما فجر ذلك المناضل (حسن احمد باعوم) وهو خلف قضبان محاكم الاحتلال) الى وعي جنوبي يرتبط بالهوية الجنوبية والدفاع عنها واستسهال التضحية من اجل استعادتها.
6- الاهتمام بالشباب بالعمل على تنمية مداركهم ومعارفهم العلمية والتاريخية والسياسية واشراكهم في الهم الوطني الجنوبي العام، فالشباب هم طاقة نضالنا الحية، وهم الفئة الاكثر حرماناً وضياعاً في ظل الاحتلال، فيما انهم نصف الحاضر وكل المستقبل، فإن لا مستقبل لهم الا بإنتصار قضيتهم الوطنية الجنوبية. وسيعمل المجلس للمساهمة في تعزيز دور وفاعلية المنظمة الشبابية (اتحاد شباب الجنوب). وفي السياق ذاته سوف يعمل مجلسنا الوطني على كشف حجم التزوير والتشويه والتدليس في مناهج التعليم التي يسوقها الاحتلال لتزييف وعي اطفال الجنوب، لا سيما في مناهج التربية الوطنية والتاريخ والجغرافيا السياسية، لتصبح هذه القضية واحدة من قضايا المجلس النضالية العامة، والعمل على كشف نوايا الاحتلال من تزوير وعي اطفالنا، وسيتبع الطرق المناسبة لدفع ذلك العدوان على عقول اطفالنا.

الباب الثاني
الفصل الأول
مرحلة إعادة بناء الدولة الوطنية الجنوبية


إن المجلس الوطني وهو يرسم آفاق مستقبل نضال شعب الجنوب السياسي في مرحلة التحرير وما بعد التحرير فإنما يقدم للشعب رؤيتة السياسية – البرنامجية المنبثقة عن هدفه الواضح، ولا ولن يدعي بأنه يقدم وصفة جاهزة للخلاص ولماهية سلطة الدولة الوطنية الجنوبية المأمولة كنصوص قطعية غير قابلة للتعديل والتغيير، بل يرى بأن لتغير وتبدل الظروف والعوامل دور مهم في اعادة النظر في كثير من القضايا النضالية، وبما ان مجلسنا يضع الارادة الشعبية في مصاف السيادة، بها ومن اجل خلاصها يناضل، فستكون ارادة شعبنا هي المقررة لماهية وشكل حكومتها المأمولة بإذن الله.
وبصدد هذه المرحلة، يرى مجلسنا، بأنها، وفقاً للمشهد السياسي الراهن، تنقسم الى مرحلتين متلازمتين : الأول : مرحلة السيطرة السياسية والأمنية. والثانية المرحلة الانتقالية.
1- مرحلة السيطرة السياسية والأمنية
تشكل هذه المرحلة من اكثر المراحل دقة وتعقيداً، فهي التي ستقرر من خلالها مستقبل ومصير وطننا، أي ثمار نضال شعبنا وتضحياتة.
ومن قراءة المشهد السياسي الراهن، يرى مجلسنا ان هذه المرحلة تخضع لفرضيتين اساسيتين :
االفرضية الأولى: وتتعلق بالذات الكفاحية الجنوبية. وهذه تحتمل مسارين:
المسار الأول: نضوج الوعي الجنوبي، النخبوي والشعبي، بالغاً مرحلة اللاعودة بأن خلاص شعبنا النهائي لا يحتمل تعدد الخيارات السياسية، وانما اصبح التحرر من الاحتلال واستعادة الدولة، هو خيار الضرورة الحامي لحق شعبنا في الوجود، وهو الامر الذي سيسهم في وحدة الارادة الجنوبية الحرة خلف وحدة الهدف، وهو العامل الذاتي الجنوبي المعول عليه في خلق ميزان القوة الند لتفرض على الاحتلال الرحيل عن ارضنا والتفاوض على الاستقلال، وهو المسار الضامن لعوامل التقليل من مخاطر انفجار الفوضى وتوفير شروط وعوامل التحكم والسيطرة السياسية والامنية على الاوضاع الجديدة ما بعد الاحتلال.
المسار الثاني: بقاء قوى الجنوب السياسية رغم وحدتها النضالية – في حالة انقسام جبهوي، اخضع فيه الحق الجنوبي لتعدد الخيارات أو غيره.. واستمرار هذا المسار – غير المبرر سياسياً – وسط حركة النضال الجنوبية، سوف يضيف تعقيداً أكبر، كعائق ذاتي، لقضيتنا، ويفتح احتمالات خطر تحول مهمة السيطرة الى صراع بيني، ان لم يتم ضبط العلاقات البينية ببناء تحالف مرحلي يقوم على وحدة الهدف مع الاقرار بحق التنوع.
الفرضية الثانية: انهيار السلطة في الـ(ج.ع.ي) انهياراً مباغتاً دراماتيكياً عنيفاً. حيث ستسود الفوضى السياسية والأمنية العارمة. ولا يستبعد ان يسعى جناح ما من صلب الاحتلال ليفرض هيمنته على الجنوب. واذ كل المعطيات والمؤشرات تؤكد السقوط غير الآمن لسلطة صنعاء، أي الانهياري (الصوملة) فإن فرضية الانهيار، كإحتمال مرجح، سيضع مصير كفاح شعبنا ومستقبلة رهن الاحتمالات التالية:
1- بلوغ الذات الجنوبية السياسية مرحلة النضوج المشار اليها في المسار الأول من الفرضية الأولى اعلاه، وهو ما ينبغي ان تعمل من اجله كل قوى الجنوب وشرائحه، لأنه الضامن لتسخير الانهيار في خدمة انتصار الارادة الجنوبية.
2- اذ ما حدث الانهيار المحتمل وقوى الجنوب سادرة في غي تجنحاتها، فإن القوى الكفاحية الاكثر تنظيماً هي القادرة على حسم المعركة مع الاحتلال والسيطرة على الوضع.
3- اذا لم يتوفر الشرطين في (1+2) اعلاه، فسيخضع الجنوب اما للفوضى واما لقوة جديدة طامعة في الجنوب من خارجه مجدداً.
4- ان التشخيص اعلاه يمثل اضاءة للذات الكفاحية الجنوبية تضعها امام مسؤولية وطنية تاريخية، مسؤولية توفير العوامل الذاتية القادرة على تحقيق نصر من الفوضى أو الصراع البيني الاشد خطراً على مصير كفاح شعبنا.
وعلى هذا الصعيد ينبه المجلس الوطني مناضليه الى مخاطر استسهال طريق الحرية بمواجهة احتلال بربري لا يقيم وزناً لحق، ولا يتمثل قيمة انسانية ولا دينية، بل كل القيم عنده تنحصر في قيمة القوة.. الغزو- الغنيمة.. الامر الذي يحتم وعي ما هية الصراع وشروطه، انطلاقاً من المضمون الرئيسي الباعث للصراع. كما ان ترجيح كفه العامل الخارجي في النصر هو ضرب من الوهم، ويكفي شعبنا تجربة حرب احتلاله عام 1994م فإذا لم يفرض الداخل ميزان قوى جديد، فلن يأتي الخارج ليقامر بمصالحه. ان الفرضيات والاحتمالات المبنية على مشاهد الحاضر السياسية والاقتصادية .. الخ هي احتمالات خاضعة للتطورات والاحداث السياسية والاقتصادية الخارجية والداخلية المستقبلية، دون شك، وهو ما يحتم الأخذ بمبدأ الديناميكية في التعاطي مع الأحداث، وعدم ادارة الصراع وفق آلية متجمدة على اطروحات قبلية (سابقة)، وانما ينبغي ادارة الصراع بعقل سياسي غير مقيدة مبادر في مواجهة المستجدات.
2- المرحلة الثانية:
اذا كان بلوغ هذه المرحلة من اعادة بناء دولتنا المأمولة بأمان، مرتبط بمرحلة السيطرة على الاوضاع واعادة سير الحياة الى طبيعتها السابقة لأحداث اللحظات الأخيرة من مرحلة التحرير فإن هذه المرحلة تمثل عنوان مستقبل الدولة وطبيعة نظامها السياسي، ولذلك فهي مرحلة دقيقة وحساسة لا تحتمل القرارات غير المحسوبة، وتقتضي، لتوفير مناخ الهدوء والطمأنينة الشعبية، رسم الاسس النظرية والخطوات العملية بدقة وشفافية تحدد الهوية السياسية للدولة كنهج يحرم استخدام السلطة كوسيلة للسيطرة او الاستبداد السياسي والفكري وللاستئثار بالثروة، وذلك وفق مبادئ وطنية وأسس ملزمة يتم التوافق عليها بين كل التعبيرات السياسية الوطنية الجنوبية، والتي يرى مجلسنا اهمها فيما يلي:-
1- الاسلام دين الدولة عقيدة وشريعة.
2- لغة الدولة هي اللغة العربية وانتمائها القومي العربي العائدة بشخصيتها الدولية الى الجامعة العربية.
3- علم الدولة ونشيدها الوطني يتم التوافق الوطني حولهما عشية الاستقلال.
4- يخضع اسم الدولة لإستفتاء شعبي بعد ان تستعيد الدولة شخصيتها الدولية السابقة (ج.ي.د) المعلنة في 21/5/1994م.
5- الديمقراطية: نهجاً سياسياً يكفل التعددية السياسية والفكرية، ويصون مبدأ التدوال السلمي للسلطة، ويكفل حقوق المواطنة دون تمييز، كما يلتزم مبدأ صيانة حقوق الانسان وحرياتة العامة بما فيها حق التعبير عن الرأي (وحق التفكير) وفقاً للعهود والمواثيق الدولية الكافلة لجملة الحقوق التي تصون كرامة الانسان وتحمي حياتة كحق مقدس ويلتزم بإعادة بناء دولة عصرية مؤسسية يسود فيها الدستور والقانون، الجميع فيها سواسية امام القانون من الرئيس الى ابسط مواطن من مواطني الدولة، فمجلسنا الوطني يؤمن بأن لا ديمقراطية ولا حرية الا في ظل سيادة الدستور على الجميع دون تمييز.
6- العمل على تعزيز مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث (التنفيذية والتشريعية و القضائية) وضمان ذلك دستورياً وفرض تطبيقة بقوة القانون وارادة الرأي العام المعول عليها، بدرجة اساسية، في حماية مكتسباتها.
7- الأخذ بالليبرالية السياسية والاقتصادية (حرية السوق) كمبدأ اساسي ، لكن ذلك لا يعني تطبيقه حرفياً دون مراعاة لخصوصيات مجتمعنا وظروف خروجة من تحت الاحتلال التدميري، حيث يحق للشعب بإعتبارة صاحب الارادة السائدة ان يأخذ من الليبرالية الاقتصادية ما يحقق مصالحة ويخدم تقدمة واستقراره، كالأخذ بالديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية معاً، لضمان الحرية السياسية والعدالة الاجتماعية..الخ.
8- يتم تغيير شئون الحكومة الانتقالية وفق القوانين الصادرة قبل الاحتلال، وما سيتم التوافق عليه في الحوار الوطني.
9- تأمين الخدمات الضرورية للشعب وتعزيز الاستقرار الأمني والمعيشي، الذي يمثل شرطاً مركزياً لأحداث تنمية اجتماعية و اقتصادية.
10- خلال الفترة الانتقالية يكون شكل الدولة بسيطاً (دولة مركزية) ويتم العمل بما يقره التوافق الوطني حول شكل الدولة، او اخضاع شكل الدولة السياسي للإستفتاء ضمن الاستفتاء على اسم الدولة، أي هل يتم الأخذ بشكل الدولة المركزية ام الفيدرالية ام حكم محلي واسع الصلاحيات شكلاً ومضموناً.
11- تشريع قوانين دستورية المصدر :
أ‌- قانون يحرم استخدام القوة في العلاقات السياسية بين الاحزاب والتنظيمات السياسية ويلزم كل اطراف العملية السياسية (الحاكم والمعارض) العودة الى الحوار السياسي وحل الخلافات سلمياً. ويتيح قيام احزاب سياسية لا تخضع لشروط تعجيزية ويكتفي بالزام الاحزاب الجديدة بأن تسجل نفسها لدى الجهة ذات العلاقة المنظمة كمؤسسة قانونية.
ب‌- قانون يحرر الصحافة من هيمنة الدولة، ويفتح المجال امام حرية الرأي والتعبير واصدار الصحف والمجلات وانشاء دور النشر وكل وسائل النشر والتوزيع... وإنشاء اذاعات وقنوات تلفزيونية حرة.. إلخ. أي تحرير الاعلام من الهيمنة السلطوية..
ج- قانون للقوات المسلحة يحدد مهامها ويكفل حياديتها ومعها المؤسسة الأمنية بحيث يحرم عليهما التدخل في الصراعات السياسية بين الاحزاب وبما يجعل منهما صمام أمان للاستقرار السياسي في الوطن ووظيفتهما الاساسية حماية الحدود السيادية للدولة وتطبيق القانون فقط.
د- قانون يجرم تسييس الوظيفة العامة، ويجرم استخدام الحزب الحاكم المعين للمال العام والوسائل الدولة او القوات المسلحة والأمن واي حزب يثبت عليه استخدام وسيلة من وسائل الدولة في أي استحقاق انتخابي او تسخير المشاريع الحكومية للدعاية الانتخابية وغير ذلك، يحرم من خوض الاستحقاق الانتخابي – للدورة ذاتها – حرماناً تاماً.
هـ- قانون للأسرة، يحمي المرأة من التمييز ومن عبودية الرجل، ويمنحها كامل حقوقها وبما لا يتعارض والنصوص الدينية القطعية وبالاخذ بجانب العدل من تشريعات الاسلام.
12- ومن بين المهام التي تنهض بها الحكومة الانتقالية التي تدير شئون البلاد عقب الاستقلال والمكونة من:
1- رئيس ونائباً للرئيس.
2- حكومة انتقالية يتم تشكيلها على اساس وطني يخضع لمعايير الكفاءة والخبرة والاخلاص وليس على اساس توازن مناطقي او غيره من الحسابات المضرة بالمصلحة الوطنية.
3- مجلس وطني مؤقت (برلمان).
4- مجلس قضاء:- يشرف ويعيد بناء السلطة القضائية ويسهم مع الحكومة في تقديم مشاريع القوانين الى المجلس الوطني (البرلمان) ومن المهام المرتبطة بدور الحكومة في هذه المرحلة كما يرى المجلس الوطني ما يلي.
أ‌- اعادة بناء القوات المسلحة والأمن على اساس وطني.
ب‌- استعادة الحقوق الخاصة بشعبنا تلك التي تضمنتها اتفاقية انهاء الاحتلال والمسؤوليات المترتبة على احتلاله لأرضنا، كالتعويض عن الثروة المنهوبة والحقوق الخاصة والعامة.
ج- متابعة الهيئات الدولية المختلفة لإستعادة عضوية دولتنا فيها.
د- متابعة الاحتلال على جرائمه ضد انسانية بحق شعبنا، اذا لم تكن وثيقة انهاء الاحتلال قد تضمنت حلاً لها.
هـ- تنظيم وادارة حوار وطني ديمقراطي توافقي، تقدم له الاسس وتهيئ المناخ لإنجاحه.
13- الفترة الانتقالية تتحدد بفترة لا تقل عن سنتين ولا تزيد عن ثلاث سنوات، أو بما يقره حوارتوافق بين قوة الاستقلال عشية استلام السلطة من الاحتلال (القوى السياسية التي ادارت معركة تحرير واوصلت الاحتلال الى التسليم بحق شعبنا في الحرية الاستقلال والحوار على هذا الاساس).
14- حوار القوى الوطنية الجنوبية في المرحلة الانتقالية، الذي تلتزم الحكومة الانتقالية بتنظيمة :
أ‌- وفقاً للفقرة (12-هـ) تنظم الحكومة حواراً بين القوى الوطنية الجنوبية لإقرار الاسس والمبادئ التي على اساسها تتعين ماهية السلطة السياسية (الدولة) بعد اعادة مؤسساتها في المرحلة الانتقالية ولا يجوز تغيير ما تم اقرارة والتوافق عليه في هذا الحوار الا بتوافق وطني جديد، اقتضتة المصلحة الوطنية العامة.
ب‌- يحق لقوى الحوار ان تتفق على مرجعية مؤقتة، لإدارة الحوار بينها، ومنحها صلاحية البت في القضايا التي فشل المتحاورون في الاتفاق عليها، لا سيما القضايا التفصيلية المضامين.
وعلى الحكومة في فترة الحوار الذي يرتب له ما بعد اعلان الاستقلال وتشكيل الحكومة المؤقتة ان تنهض لانجاح الحوار ما يلي:
1- اعداد قضايا الحوار وترتيبها حسب اولوياتها كمشاريع تخضع للمناقشات والاغناء من قبل لجان الحوار قبل ان تصبح (قضايا الحوار) ملزمة للجميع.
2- الدعوة لحوار القوى الوطنية الجنوبية السياسية وممثلي الفئات الاجتماعية المختلفة.
3- اعلان نتائج الحوار للشعب، ومن ثم تحويلها الى برامج عملية، بعد تقديمها الى البرلمان واقرارها، ليتم تطبيقها كأساس للنظام السياسي عبر التشريعات والسياسات بإعتبار نتائج الحوار الوطني (عقداً اجتماعياً) معبراً عن الارادة الشعبية الممثلة في لجان الحوار الوطني، ولا يحق تغييرها الا بإجماع وطني جديد.
4- في فترة الحوار تمارس الحكومة الانتقالية مهامها المتوسطة بها بصورة كاملة، بإعتبارها مكلفة بتحمل مسؤولية انجازها مهمة اعادة بناء الدولة بناء يؤهلها للإنتقال الى مرحلة ادارة الدولة الوطنية المكتملة المقومات.

مهام الحكومة الانتقالية
صلاحيات الرئيس :
1- يمثل الدولة داخلياً وخارجياً .
2- يصدر القوانين التي يقرها المجلس الوطني (البرلمان) ولا يحق له اصدار قوانين بقرارات الا اذا خول له حوار القوى الوطنية اصدار قوانين بقرارات لضرورة حماية الدولة من المخاطر المستجدة.
3- يصدر القرارات المقدمة اليه من الحكومة مع رئيس الحكومة.
4- يشرف على اداء الحكومة ويوجهها عند الضرورة.
5- اعلان الدستور بقرار يصدرة بعد اقرارة في البرلمان والاستفتاء عليه من قبل الشعب.
اما النائب فمهامة معروفة وصلاحياتة نيابية تكاملية مع رئيس الدولة، فهو من ينوب الرئيس في حال غيابة او تمثيلة في المحافل الدولية.
وظائف الحكومة الانتقالية:
• تقوم بمهمة اعادة بناء مؤسسات الدولة ومقوماتها التي دمرها الاحتلال.
• العمل على تنظيم وانجاح الحوار الوطني.
• تعد الموازنة العامة وتحدد طرق تحصيل مواردها.
• تقوم بمعالجة الاضرار الناجمة عن سنوات الاحتلال ومتابعة التعويضات المستحقة المادية والمعنوية.
• تستكمل معالجة ما تبقى من آثار قانوني التأميم والاصلاح الزراعي الصادرين بعد الاستقلال الأول.
• العمل الدبلوماسي المثابر على استعادة عضوية دولة الجنوب المستقلة في المنظمات العربية والدولية واستعادة اعتراف دول العالم بها.
• اعداد مشروع الدستور والقوانين وتقديمها الى المجلس الوطني (البرلمان).
• تنظيم الاستفتاء على الدستور وغيره والتهيئة السياسية والقانونية لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية (ومحلية) ولضمان بناء دولة وطنية ديمقراطية، تؤكد الحكومة الانتقالية رعايتها لها عملياً تلتزم بالتالي:
1- لا يحق للرئيس ونائبة ترشيح نفسيهما في الاستحقاق الانتخابي الاول.
2- ينطبق على رئيس واعضاء الحكومة الشرط نفسة بعدم الترشح في اول انتخابات ديمقراطية تنافسية.
3- بحق للحزب او الائتلاف الفائز في الانتخابات ان يسند مهاماً وزارية لأي من اعضاء الحكومة الانتقالية، وذلك من منطلق ان حرمانهم من خوض الانتخابات، يضع الحكومة في موقف المنظم المحايد والمسؤول المؤسس لنهج ديمقراطي عملي ورعاية التجربة وانجاحها.

الفصل الثاني
مرحلة الدولة والسيادة الوطنية

ان المجلس الوطني اذ يرسم افقاً لمستقبل نضال شعبنا للتحرر والاستقلال من استعمار بدائي متخلف، كي يضع الجماهير في الصورة الواضحة من مستقبل نضالها، وليطمئن مناضلوا شعبنا الميامين ان تضحياتهم سوف تثمر وطناحراً آمناً يسوده العدل والانصاف والحرية وستحقق حلم شعبنا في استعادة دوره ومكانته بين الشعوب.. الخ.
فإن مجلسنا اذ يرسم الافق السياسي لقضية كفاحنا، يدرك بأن الطريق شاق و وعر ومعقد، لكنه يؤمن ايماناً عالياً بالنصر، ولهذا فهو يقدم برنامجاً سياسياً، يحمل مادة فكرية مرحلية واستشرافية للشعب الجنوبي الحي المكافح ويطالبه بإبداء الرأي بحرية وشفافية حول مجمل القضايا المطروحة للنقاش في هذا المشروع القابل للمراجعة والتعديل والتطوير في خضم معركتنا العادلة ضد الاحتلال. ويقصد مجلسنا بمرحلة الدولة السيادية، مرحلة استعادة اركان دولتنا : (أي الأرض والسكان والسيادة والحكومة) وسيادة الدولة على كامل ترابها وحدودها البرية والبحرية المعروفة دولياً واستكمال البناء المؤسسي لدولة النظام والقانون والديمقراطية الشكل والمضمون السياسيين وليس استعادة النظام السياسي السابق لإعلان مايو1990م الذي اصبح جزءاً من ذاكرتنا الجماعية بحسناتة وسيئاتة.
ويرى مجلسنا انه كي يتم ضمان فاعلية وهيبة الدولة ولكفالة توظيف سلطاتها القانونية لصالح المجتمع وخدمة تقدمه في شتى مناحي الحياة السياسية الاقتصادية الاجتماعية والعلمية وتمكينه من حقه السيادي في الحكم وفق عقد اجتماعي (دستور) يعبر عن هذا الحق، بتشريع يجسد الارادة الشعبية بإخضاع الحاكم والمحكوم، الغني والفقير.. الخ. لسيادة القانون، وذلك من خلال المرتكزات المبدئية التالية:
1- التسليم غير المشروط بأن كل سكان الدولة مواطنين لا (رعية) يكفل الوطن والانتماء المشترك اليه، كافة حقوق مواطنتهم دون تمييز. ومبدأ الشراكة هذا يقرر مساواة الجميع امام القانون من رئيس الدولة الى ابسط مواطن في اطراف الدولة.
2- يخضع كل مواطني الدولة للمحاسبة القانونية من الرئيس الى اصغر موظف في جهاز الدولة طالما ارتكب خطأ.
3- الفصل بين السلطات (التنفيذية والتشريعية والقضائية) للحيلولة دون استئثار احدى السلطات بالهيمنة على بقية السلطات والمؤسسات القانونية.
4- اخضاع العلاقة بين السلطات لمبدأ الرقابة المتبادلة فيما بينها، وتعزيز دور الرقابة الشعبية على مستوى الالتزام بالقوانين من قبل سلطات الدولة ومن قبل موظفيها واجهزتها المختلفة .
5- الالتزام للدستور والقوانين ولا يحق تعديلة او تعطيل مادة في الدستور الا بإستفتاء شعبي.
6- تحدد الفترة الزمنية لرئاسة الدولة بفترتين لا تزيد عن 8 سنوات، كل دورة 4 سنوات ومدة البرلمان 4 سنوات ايضاً دورياً.
7- وبناء على ما تقدم يمكن فهم وظيفة سلطات الدولة على النحو التالي:
أ‌- تطبيق الدستور والقوانين وتشريع واصدار القوانين الجديدة التي تقتضيها حالة التطور الموضوعية سياسياً واقتصادياً وثقافياً وعلمياً.. الخ.
ب‌- لعب دور المطبق، المسؤول قانوناً، للحقوق المكفولة دستورياً لمواطني الدولة، كالتوزيع العادل للثروة، وتكافؤ الفرص، وضمان الحقوق والحريات العامة، وصيانة الحقوق الفردية كالملكية الخاصة وغيرها.
ج- تطبيق مبدأ سيادة القانون على الجميع دون تمييز.
د- توفير الاستقرار الامني والمعيشي للسكان، وتوفير للخدمات العامة وكفالة التعليم والتطبيب وحماية المجتمع من الأمراض العصرية الوافدة، ومن السلع والأدوية التجارية المهربة، ومن خلال فرض الرقابة التجارية و الصحية على الواردات واخضاعها لمقاييس الجودة العالمية.
هـ- ادارة الموارد البشرية والمادية، ادارة علمية مسؤولة، لتحقيق تنمية وطنية شاملة.
و- اتباع سياسة خارجية تقوم على اساس المصالح المشتركة مع العالم وبما يؤمن مصالح الدولة ويسهم في خدمة اهدافها الداخلية بأبعادها السياسي والاقتصادي والعلمية والامنية.. الخ.
ز- أي ان وظيفة الدولة هي خدمة المجتمع، وليس العكس المجتمع في خدمة الحاكم . وضبط هذه الوظيفة لا يتأتى الا من خلال سيادة الدستور، وتأمين نظام سياسي ديمقراطي يؤمن تبادلاً سلمياً للسلطة عبر آلية ديمقراطية تحول دون الاستبداد السياسي او الشمولية الفكرية.

على صعيد السياسة الخارجية
ان السياسة الخارجية للدولة، أي دولة، هي انعكاس لسياستها الداخلية، وبما ان الدولةالتي يناضل المجلس الوطني مع كل قوى الجنوب لاستعادتها واعادة بنائها،تقوم على اسس ديمقراطية تمثل احد ابرز مكونات المنظومة السياسية والقانونية، للدولة ، فإن سياساتها الخارجية سوف تقوم على :
1- التفهم الواعي للتطورات والاحداث الدولية العاصفة التي شهدها عاملنا المعاصر على صعيد انهيار التوازن الدولي وما استتبع ذلك منذ انهيار جدار برلين، وكذلك استيعاب ما احدثة التطور التقني والتكنولوجي لا سيما في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، وما احدثته (العولمة) من بتدلات على المستوى المحلي والدولي.
2- ولذلك سوف تعمل دولتنا المستقلة – بإذن الله – من وعي المتغيرات الدولية على استعادة علاقاتها بالمؤسسات الدولية والاقليمية (الامم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة الدول الاسلامية) وفي المؤسسات الدولية الأخرى، واقامة علاقاتها الدبلوماسية مع كل شعوب العالم، وفي مقدمتها الدول العربية، على اساس عدم التدخل في الشئون الداخلية وعلى قاعدة المصالح المشتركة واحترام سيادتنا الوطنية.
3- احترام كل المواثيق والعهود والقوانين الدولية الخاصة بحقوق الانسان وحرياته العامة وغيرها، وعكسها في دستور الدولة وقوانينها وستنظم الى كل المعاهدات الدولية الجديدة التي لم توقع عليها بسبب خضوعها للإحتلال.
4- تبني سياسة منفتحة غير مقيدة بنصوص ايديولوجية او مواقف مسبقة مع كل شعوب ودول العالم بما يخدم المصالح المشتركة لشعبنا والشعوب الشقيقة والصديقة، وفي مقدمتها دول الجوار العربية.
5- التزام مبدأ الحوار لحل الخلافات السياسية وغيرها، وستتبنى سياسة رافضة لكل اشكال الارهاب مهما كان مبررات ممارسته ومسمياتة.
6- سوف تتكفل دولتنا بحماية مصالح الدول الشقيقة والصديقة على اراضيها، وستقدم كل اسباب التسهيل وتيسير سبل الاستثمار للرأسمال العربي والأجنبي، بما يساعد على احداث تنمية اقتصادية وعلمية في بلادنا.
7- سوف تقف دولتنا الى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله لإسترداد ارضه وبناء دولة المستقلة وعاصمتها القدس وسيقف شعبنا مع حق اشقائنا في فلسطين وبمقدار حجم الألم والقهر اللذين ذاق مرارتهما تحت احتلال الاشقاء في (ج.ع.ي) الذي لا يختلف الا بمسمى وجنس ودين المحتل، ليس الا.
8- سيقف شعبنا الى جانب كل الشعوب المناضلة ضد الاستبداد والمكافحة لنيل حقها في تقرير مصيرها بنفسها.
-انتهى- 22/12/2008م